رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فصل:
قال صاحب المفاهيم (ص16):
(ولا شك أن المجاز العقلي مستعمل في الكتاب والسنة)
انتهى.
أقول:
قال القزويني
في "الإيضاح في علوم البلاغة"
(ص28-29)
بعد سياق حد المجاز العقلي وأمثلته:
(واعلم أنه ليس كل شيء يصلح
لأن تتعاطى فيه المجاز العقلي بسهولة،
بل تجدك في كثير من الأمر
تحتاج إلى أن تهيىء الشيء،
وتصلحه له).
ثم قال:
(وأنكر السكاكي
وجود المجاز العقلي في الكلام) اهـ.
وهذا الكلام من شيخ البلاغة القزويني
يبطل أن تبرِّر أقوال عبدة القبور
بالمجاز العقلي،
إذ استعماله وتعاطيه ليس سهلاً،
خاصة في الأمور الشرعية،
وأعلاها الكفر والإيمان.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وأما في قول أديب أو شعر شاعر
فيتعاطى مع شيء من العُسر،
والسكاكي وهو من هو
أنكر وجوده في الكلام،
وهو وإن كان يسميه تسمية أخرى،
فإخراج التسمية يبعد شيئاً من تطبيقاتها.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وما من شك في أن أولئك المستغيثين
بعباد الله الصالحين
ممن وارتهم القبور
لم يَحُمْ حول خاطرهم معنى المجاز العقلي،
بل ولا عرفوه ولا سمعوا به
والقول بالمجاز العقلي عند من أجازه
مقترن بقصد المتكلم به،
أما من لم يَحُمْ حوله له بال
فما يخرج قولهم عليه.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وقد اختلف العلماء
في وقوع المجاز أصلاً في اللغة،
وفي القرآن،
فنفى جماعة من محققي العلماء
وقوعه في اللغة:
منهم أبو إسحاق الإسفرائيني،
وأبو علي الفارسي،
قال: إنه لا مجاز في اللغة أصلاً،
أفاده ابن السبكي في "جمع الجوامع"
من كتب الأصول.
ونصر هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية،
والعلامة شمس الدين ابن القيم
في "الصواعق"
وغيرهما.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي
في كتابه
"منع جواز المجاز
في المنزل للتعبد والإعجاز"
(ص7):
( ثم إن القائلين بالمجاز في اللغة العربية
اختلفوا في جواز إطلاقه في القرآن،
فقال قومٌ:
لا يجوز أن يقال في القرآن مجاز
منهم:
ابنُ خُوَيْز منداد من المالكية،
وابن القاص من الشافعية،
والظاهرية،
وبالغ في إيضاح منع المجاز في القرآن
الشيخ أبو العباس ابن تيمية،
وتلميذه العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى،
بل أوضحا منعه في اللغة أصلاً.
والذي ندين الله به
ويلزم قبوله كل منصف محقق
أنه لا يجوز إطلاق المجاز في القرآن مطلقاً
على كلا القولين ) اهـ.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ولا يحسن في مثل هذا المختصر
الإطالة بتفصيل الإجمال،
ولكن ينبغي أن يعلم أن النافي للمجاز
- وهم طائفة من أئمة الأصول والعربية والعقائد-
يعنون منع اطراده في كل ما شاء من يجيزه.
فالتوقف عند ما استعملته العرب
في مجاري كلامها هو التحقيق،
فما استعملته العرب جاز استعماله
مما يفيد بسياقه غير ما يفيده بأفراده،
أعني:
أن تركيب الكلام يفيد ما لا يفيده أفراد الكلام.
فإن استعملت العرب هذا المعنى التركيبي صح استعماله،
وهو حقيقة في المعنى المركب،
لا في المعنى الإفرادي،
ومن أراد أن لا يفرق بين ما استعملوه مركباً
وما استعملوه في وضعه الأول،
فسيعكر عليه ذلك
نصوص كثيرة.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فما يسميه المجيزون مجازاً
هو عند النافين أسلوب من أساليب اللغة العربية،
واللغة العربية
كلها حقيقة ،
والحقيقة تكون لفظية أي:
يدل اللفظ على معناه بمفرده،
وتكون تركيبية أي:
تدل الألفاظ على معناها بتركيبها.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
والفرق بين هذا وبين القول بالمجاز:
أن المجاز أعم،
وقول المحققين أخص،
فالمدَّعون للمجاز
يجوزون عباراتٍ وأساليب
لم تعهدها العرب في كلامها،
بتقدير محذوفاتٍ في الكلام
وتقدير نسبٍ
لا ضابط لها.
والعقل ليس أصل اللغة جزماً،
بل أصل صحة الاستعمال السماع ،
فما جاء عنهم مستعملاً في موارده قُبِل،
وسُمي:حقيقة ،
وما لم يستعملوه
فلا يُستعمل في دلالات الألفاظ ومفرداتها،
ولا في قواعدها وأبنيتها.
والمسألة معروفة مشهورة،
ولا تحتمل أكثر من هذا
في مثل هذه الردود المختصرة.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الباب الثالث
الشفاعة
الشفاعة
معنى الشفاعة في اللغة:
تقولُ: شَفَعَ لي يَشْفَعُ شفاعةً، وتَشَفْعَ: طَلَبَ.
قال ابن سيده في "المحكم"
(1/233)
ونقله في "اللسان"،
قال أبو منصور:
(روى أبو عمر عن المبرد وثعلب
أنهما قالا
في قوله تعالى
{ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ }
[ البقرة: 255 ]،
قالا: الشفاعة:
الدعاء ها هنا.
والشفاعة:
كلام الشفيع للملك في حاجة يسألها لغيره) (1).
وشفع إليه:
في معنى طلب إليه.
والشافع:
الطالب لغيره،
يتشفع به إلى المطلوب،
فمعنى الشفاعة:
الدعاء.
وعلى هذا يُفسَّر موارد اللفظ في القرآن والسنة،
في لفظ الشفاعة،
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
(1) : "تهذيب اللغة" للأزهري(1/436-437).
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فمما ورد في السنة
ما رواه أبو هريرة قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول في صلاته على الجنازة:
( اللهم أنت ربها،
وأنت خلقتها،
وأنت هديتها للإسلام،
وأنت قبضت روحها،
وأنت أعلم بسرها وعلانيتها،
جئنا شفعاء فاغفر له )
رواه أحمد.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وعن أنس وعائشة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين
يبلغون مئة
كلهم يشفعون له
إلا شفعوا فيه )
رواه مسلم.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وعن ابن عباس قال:
سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم
يقول:
( ما من مسلمٍ يموت
فيقوم على جنازته أربعون رجلاً
لا يشركون بالله شيئاً
إلا شفعهم الله فيه )
رواه مسلم.
فهذا معنى الشفاعة
في وضع اللغة واستعمال الشرع.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
آيات الشفاعة:
جاءت في الشفاعة آيات كثيرة
في كتاب الله الكريم،
فبعضها
ينفي الشفاعة مطلقاً عن أحدٍ غير الله،
وأخرى
فيها إثبات الشفاعة عنده تعالى
وتقييد الانتفاع بهذه الشفاعة بإذن الرحمن
- جل وعلا -
بالشفاعة،
وفي آيات غيرها تقييد الانتفاع
برضى الله - جل شأنه -
عن عن المشفوع له.
فمما جاء في
اختصاص الشفاعة بالله وحده
ولا يملكها أحد غيره
قوله تعالى:
{ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ
قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ *
قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً
لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }
[ الزمر: 43،44 ]،
فهذا نفي بالنص الصريح
أن يملك أحدٌ الشفاعة؛
لقوله:
{ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً }
[ الزمر: 44 ].
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ومن ذلك
نفيه تعالى أن يكون من دون الله شفيع،
قال:
{ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ }
[ الأنعام: من الآية 51 ]
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وهذه الآية في المؤمنين
قال:
{ وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ
لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ
لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }
[ الأنعام: 51 ]،
وهذا نفي منه تعالى
أن يكون للمؤمنين شفيع من دون الله،
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ومنه قوله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ
مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ
لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ
وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ }
[ البقرة: 254 ].
فنفى تعالى
أن يكون في ذلك اليوم شفاعة،
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ومنه قوله تعالى:
{ وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ
إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }
[ الزخرف: 86 ]،
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وفي آيات أُخر:
ذكر الله تعالى أن الشفاعة موجودة في ذلك اليوم،
وتنفع بقيد وشرط:
أن يأذن الله تعالى للشفيع أن يشفع.
فمنه قوله تعالى
في أعظم آية في القرآن:
{ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ
إِلَّا بِإِذْنِه }
[ البقرة: 255 ]،
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وقال في أول يونس:
{ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ
مَا مِنْ شَفِيعٍ
إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ }
[ يونس: 3 ]،
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وقال تعالى في النجم:
{ وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ
لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً
إِلَّا مِنْ بَعْدِ
أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى }
[ النجم: 26 ]،
وغير ذلك من آيات الذكر الحكيم.