رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
سبحان الله كيف يدلسون على العوام من غير استحياء كم يحس المرء بقيمة العلم إذا رأى مثل هذا
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ثانياً:
قد تخفى بعض المسائل والمعاني
على من خلع الأنداد وتبرأ من الشرك وأهله،
كما قال بعض الصحابة:
(اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط)،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[الله أكبر
إنها السنن
قلتم والذي نفسي بيده
ما قاله أصحاب موسى:
{ اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ } ].
حديث صحيح.
والحجة في هذا
أن هؤلاء الصحابة وإن كانوا حديثي عهد بكفر
فهم دخلوا في الدين بلا إله إلا الله،
وهي تخلع الأنداد وأصناف الشرك
وتوحد المعبود،
فمع ذلك
ومع معرفة قائليها الحقة بمعنى لا إله إلا الله،
خفي عليهم بعض المسائل من أفرادها.
وإنما الشأن أنه إذا وضح الدليل
وأبينت الحجة
فيجب الرجوع إليها والتزامها،
والجاهل قد يعذر،
كما عذر أولئك الصحابة في قولهم:
اجعل لنا ذات أنواط،
وغيرهم من العلماء
أولى باحتمال أن يخفى عليهم بعض المسائل
ولو في التوحيد والشرك.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ثالثاً:
كيف يتجاسر أحد
أن يعارض نصوص كتاب الله،
وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
بقول حكاه حاكٍ مستحسناً له،
والله سبحانه يقول:
{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ
أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ
أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
قال الإمام أحمد:
عجبتُ لقوم عرفوا الإسناد وصحته
يذهبون إلى رأي سفيان،
والله تعالى يقول:
{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ
أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ }،
أتدري ما الفتنة؟
الفتنة: الشرك،
لعله إذا ردَّ بعض قوله
أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك.
رواه عن أحمد الفضل بن زياد، وأبو طالب،
ولعله في كتاب
"طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم"
لأحمد رحمه الله.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم
مقدمة على طاعة كل أحد،
وإن كان خير هذه الأمة أبا بكر وعمر،
كما قال ابن عباس:
يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء
أقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتقولون: قال أبو بكر وعمر.
فكيف لو رأى ابن عباس هؤلاء الناس
الذين يعارضون السنة الثابتة،
والحجة الواضحة
بقول أعرابي في قصة العتبي الضعيفة المنكرة.
إن السنة في قلوب محبيها أعظم وأغلا
من تلك الحجج المتهافتة
التي يدلي بها
صاحب المفاهيم البدعية،
تلك المفاهيم المبنية على المنامات والمنكرات.
فاعجب لهذا،
وجرّد المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
وحذارِ ثم حذارِ
من أن ترد الأحاديث الصحيحة،
وتؤمن بالأخبار الباطلة الواهية،
فيوشك بمن فعل ذلك
أن يقع في قلبه فتنة فيهلك.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
رابعاً:
ما من عالم إلا ويردّ عليه في مسائل اختارها:
إما عن رأي أو عن ضعف حجة،
وهم معذورون قبل إيضاح المحجة بدلائلها،
ولو تتبع الناس شذوذات المجتهدين ورخصهم
لخرجوا عن دين الإسلام إلى دين آخر،
كما قيل:
من تتبع الرخص تزندق.
ولو أراد مبتغي الفساد والعدول عن الصراط
أن يتخذ له من رخصهم سلماً يرتقي به إلى شهواته،
لكان الواجب على الحاكم قمعه وصده وتعزيره
كما هو مشهور في فقه الأئمة الأربعة وغيرهم.
وما ذكر فقيه أن من أحال لتبرير جرمه
على قول عالم عُلِمَ خطؤه فيه،
أنه يقبل منه ولا يؤخذ بالعتاب.
اللهم احفظ علينا
ديننا وتوحيدنا.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وعنون صاحب المفاهيم (ص76):
(بيان أسماء المتوسلين من أئمة المسلمين).
وعمدته في هذا إيراد أكثر أولئك العلماء
حديثاً فيه التوسل،
وهذا من الحكم بالظن المنهي عنه،
بل ثبت عن بعضهم
- وهم الأكثر -
خلاف ما زعمه،
والقاعدة المقررة عند أهل العلم
أن العالم إذا أورد أثراً بإسنادٍ
فقد خفف من العهدة
التي تجب عليه
من إتباع ذلك بالحكم على الحديث.
وإذا رُوي حديث وصححه راويه في كتاب له
فلا يعني هذا إلزامه بالقول به،
إذ قد يكون له نظر وفهم،
ولعل سبباً اكتنف حكم الحديث
يمنع من القول به،
من إجماع على خلافه،
أو نسخ،
أو لكونه ليس في شرعنا،
ونحو ذلك.
وتفصيل هذا الإجمال
يُطلب من كتب الأصول.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال المؤلف معددا أسماء:
1 - فمنهم الحاكم في "المستدرك"، فقد ذكر حديث آدم وصححه.
والجواب:
حال الحديث أنه واضح الضعف،
كما نص الحاكم على ضعف راويه في "المدخل"،
وأن النسخة التي روي بها الحديث موضوعة،
و"المستدرك" لم يحرره الحاكم،
بل أكثره مسودة،
كما سبق تفصيل ذلك.
فالقول بأنه يقول به
مع تضعيفه الشديد لرواية راويه،
وضميمة القاعدة التي ذكرنا،
ليس بمستقيم مع المنهج العلمي الموفق.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
2– ومنهم: البيهقي في"دلائل النبوة"،
فقد ذكر حديث آدم وغيره،
وقد التزم أن لا يخرج الموضوعات.
والجواب:
أن البيهقي عقب الحديث بيَّن تفرد راويه عبد الرحمن مع ضعفه.
وهذه علة توجب رد الحديث.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
3 – ومنهم: السيوطي في كتابه "الخصائص النبوية"،
فقد ذكر الحديث وغيره.
والجواب:
ذكره ولم يحكم عليه،
وذكره في "تخريج الشفاء" له،
وقال بضعف إسناده.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
4 – ومنهم: ابن الجوزي في "الوفا" فقد ذكر الحديث وغيره.
والجواب:
أن ابن الجوزي ذكر كل ما وجد
ولم يتكفل بصحة إسنادٍ،
وقد ذكر في كتابه
"مكذوبات يعرفها أهل الشأن "،
ويعدونها من تناقضاته.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وقال: (5،6،7)،ومنهم عياض وملا قاري والخفاجي.
والجواب:
أن القاري والخفاجي قد ضعفوا حديث توسل آدم،
والعبرة بتضعيفهم لا برأيهم،
انظر "شرح القاري" (1/215)،
و"شرح الخفاجي" (2/242).
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال: 8 - ومنهم القسطلاني في كتابه "المواهب اللدنية".
والجواب:
أن القسطلاني لا يفرد بقول بتصحيح حديث آدم،
فإنما هو في كتابه هذا ناقل من السيوطي،
وقد ذكرنا القصة في ذلك،
وما قد يكون سبباً لتأليف السيوطي
"الفارق بين المصنف والسارق".
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال: 9 - ومنهم الزرقاني في "شرحه على المواهب" (ج1 ص44).
والجواب:
ضعّف الزرقاني حديث آدم،
فإن كان رأيا ارتآه فليذكر دليله،
ولم أجد في (ج1 ص44)
من شرح المواهب شيئا من ذلك.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال: 10 - ومنهم النووي.
أقول:
ذكره قصة العتبي
لا يعني أنه يجيز التوسل بالذوات
ونحوه.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال: ومنهم ابن كثير.
الجواب:
نقله قصة الأعرابي
لا يعني تجويزه للتوسل بالذوات ونحوه،
وقصة آدم ذكرها وضعَّف راويها.
وقصة الرجل الذي جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم،
بينت ما فيها فارجع إليه،
وتصحيح إسنادها
لا يعني القول بجواز فعلها،
كما يشير إليه صنيع ابن كثير نفسه.
وذكره شعار المسلمين [ يا محمداه ]
ليس مقصوداً،
بل ورد في أثناء نقل طويل
بإسنادٍ مظلم. اهـ.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال: 12 - ومنهم ابن حجر
فقد صحح سند قصة الرجل الذي جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
والجواب:
لم يصححها،
وإنما قال:
بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار.
وفي هذا تنبيه لعلة الرواية عنده،
يفهمها المشتغلون بعلم الحديث.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال: 13- ومنهم القرطبي المفسر.
الجواب:
ذكر القرطبي نحوا من قصة الأعرابي،
وحكايته لها
لا يدل على قوله بموجب كل لفظٍ فيها.
ومن هذا ينجلي الغطاء،
وينكشف ما تحت الكساء،
ويظهر أن قول صاحب المفاهيم
فيه تجن على أكثر من ذكرنا قولهم،
وما كان يحسن به هذا،
وهو شيء لم يسبق إليه
ولم يفعله المصنفون قبله،
ذلك لأنه مردود
على مقتضى قواعد أهل العلم،
وبالله التوفيق.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ذكر (ص54):
استغاثة الخلق يوم القيامة بالأنبياء
وآخرهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
ليشفع إلى ربه في أهل الموقف... الخ.
ثم قال:
( فهذا إجماع من الأنبياء والمرسلين وسائر المؤمنين،
وتقرير من رب العالمين،
بأن الاستغاثة عند الشدائد بأكابر المقربين
من أعظم مفاتيح الفرج
ومن موجبات رضى رب العالمين ) اهـ.
أقول:
هذه جراءة قبيحة على رب العالمين،
وعلى أنبيائه ورسله،
فلو صعدت أبخرة هذه الجراءة إلى السحاب
لنزل ماؤه سماً زعافاً،
ولو نزلت إلى ينابيع الماء
لقلبتها ناراً تلظى.
ولكن الهوى يفسد العقول،
ويجرُّ إلى عبادة غير الله
{ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ
وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ }
[الجاثـية: 23]،
{أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ
أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً }
[الفرقان: 43]،
أيكون دين الجاهلية قرره رب العالمين ؟!
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
أيكون دين الجاهلية أجمع عليه:
الأنبياء والمرسلون ؟!
ما أقبح الهوى!
وما أظهر الجاهلية
في كلام كاتب المفاهيم الخاسرة!
إن الذي يكون يوم القيامة:
أن الخلق يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم
أن يشفع لهم إلى ربهم
في فصل القضاء بينهم وإراحتهم من الموقف،
وهذا الطلب جار على المألوف الجائز
من طلب الشفاعة من حي حاضر قادر
بمعنى أن يدعو الله للطالب في حصول مقصوده،
فالشفاعة معناها:
طلب الدعاء من الحي الحاضر،
وهذا بخلاف طلب الشفاعة من الميت،
أو التقرب إليه بشيء من أنواع العبادة
بقصد أن يشفع له
كما قال تعالى:
{ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
مَا لا يَضُرُّهُمْ
وَلا يَنْفَعُهُمْ
وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ }
[ يونس: 18 ] .
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال (ص55):
(وفي "الفتاوى الكبرى":
سئل شيخ الإسلام -رحمه الله- :
هل يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم أم لا؟
فأجاب: الحمد لله، أما التوسل بالإيمان به،
ومحبته وطاعته والصلاة والسلام عليه،
وبدعائه وشفاعته ونحو ذلك
من ما هو من أفعاله وأفعال العباد المأمور بها في حقه،
فهو مشروع باتفاق المسلمين ]
"الفتاوى الكبرى" [ ج1 ص 140 ] اهـ.
أقول:
جرى كاتب المفاهيم على هديه الذي رضيه لنفسه،
وهو التحريف والتبديل،
فبتر آخر كلام شيخ الإسلام،
ليوهم أنه ساوى بين التوسل بدعائه وشفاعته
صلى الله عليه وسلم حياً وميتاً.
وهذا تحريف للمعنى
من جنس ما مر من تحريفاته.
قال الشيخ بعد قوله الذي نقله الكاتب:
(وكان الصحابة - رضي الله عنهم- يتوسلون به في حياته،
وتوسلوا بعد موته بالعباس عمه،
كما كانوا يتوسلون به) اهـ.
فهذا التفسير للإجمال السابق
لابد من ذكره ونقله،
وفيه أن التوسل به في حياته يكون بدعائه
لمن طلب منه الدعاء،
أو بابتدائه الدعاء لمن شاء من أصحابه.
فهذا حق؛
لأن نبي الله حي بين أظهرهم،
ممكن من الدعاء في دار التكليف،
ممكن من سؤال الله لمن طلب منه،
بالنصوص القطعية.
أما بعد انتقاله صلى الله عليه وسلم
إلى الرفيق الأعلى، والحياة البرزخية،
فقد انقطع ما كان يعمله في حياته
من الدعاء لمن طلب منه،
والشفاعة لمن استشفعه.
وما خرج عن ذلك فهو مردود،
إلا بنص
ولا نص منقول يدل عليه،
لا صحيح ولا حسن ولا ضعيف،
كما يفهمه أولو الشأن.