[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
وكان له صاحب
يبيع الحشيش
بـ"باب اللوق" ،
فكان الشيخ رضي الله عنه
يرسل إليه أصحابَ الحوائج
فيقضيها لهم ،
فقال له أحد تلاميذه عن ذلك
– يعني :
كيف تفعل هذا مع الحشاشين ؟ -
فقال له :
يا ولدي ليس هذا مِن أهل المعاصي ،
إنَّما هو جالس يُتَوِّب النَّاس
في صورة بيع الحشيش ،
فكل مَن اشترى منه
لا يعود يبلعها أبداً .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ويقول عن الشيخ أبي بكر
أن تلميذه لما حج معه
يقول سألته أن يجمعني على القطب فقال :
إجلس ها هنا ،
فمضى فغاب عنِّي ساعة
ثم حصل عندي ثِقَل في رأسي ،
فلم أتمالك أحملها حتى لصقت لحيتي بعانتي !
فجلسا يتحدثان عندي
- أي : الشيخ والقطب -
بين زمزم والمقام ساعة ،
وكان مِن جملة ما سمعتُ مِن القطب يقول :
آنَستَنا يا عثمان ،
حلَّت علينا البركة ،
ثمَّ قال لشيخي :
توصَّى به فإنَّه يجيءُ منه ،
ثم قرأ سورة الفاتحة وسورة قريش ،
ودعيا ، وانصرفا ،
ثم رجع سيدي أبو بكر رضي الله عنه ،
فقال :
ارفع رأسَك ،
قلت :
لا أستطيع ،
فصار يمرخني
ورقبتي تلين شيئاً فشيئاً ،
حتى رجعتْ لما كانت عليه ،
فقال : يا عثمان هذا حالك وأنت ما رأيتَه ،
فكيف لو رأيتَه ،
فمن ثَمَّ كان سيدي عثمان رضي الله عنه
- كما يقول الشعراني –
لا يريد إلا الانصراف عن جليسه
حتى يقرأ سورة الفاتحة ، ولإيلاف قريش ؛
لأنَّه سمع القطب قرأها قبل أن ينصرف .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
المدعو حسين الجاكي ،
مِن كراماته ،
قال :
عقدوا له مجلساً عند السلطان
ليمنعوه مِن الوعظ وقالوا :
إنَّه يلحن ،
فأمر السلطان بمنعه ،
فشكا ذلك لشيخه الشيخ أيوب ،
قال :
فبينما السلطان في بيت الخلاء ،
إذ خرج له الشيخ أيوب مِن الحائط
والمكنسة على كتفه
في صورة أسدٍ عظيم
وفتح فمه يريد أن يبلع السلطان ،
فارتعب السلطان ووقع مغشيّاً عليه ،
فلمَّا أفاق قال له :
أرسل للشيخ حسين يعظ
وإلا أهلكتك،
ثم دخل مِن الحائط .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ووليُّهم المدعو :
حسن التستري ،
يقولون :
إنَّ الوزير سدَّ زاويته – أقفلها - ،
فقال الشيخ :
مَن سدَّ هذا الباب ؟
فقالوا :
الوزير فلان بأمر السلطان ،
فقال :
نَحن نسدُّ أبواب بدنه وطيقانه ،
فعمي الوزير ،
وطرش ،
وخرس ،
وانسدَّ أنفُه عن خروج النَّفَس ،
وانسدَّ قُبُلُه ودُبُرُه عن البول والغائط ،
فمات الوزير في الحال ،
فبلغ ذلك السلطان فنزل إليه ،
وصالحه ،
وفتح له الباب .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
عبدالرحيم القَناوي ،
يقول :
نزل يوماً في حلقته شبحٌ مِن الجوِّ
لا يدري الحاضرون ما هو ،
فأطرق الشيخ ساعةً
ثم ارتفع الشبحُ إلى السماء ،
فسألوه عنه فقال :
هذا ملَكٌ وقعت منه هفوةٌ
فسقط علينا يستشفع بنا ،
فقبِل الله شفاعتَنا فيه
فارتفع .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
قال :
وكان الشيخ إذا شاوره إنسانٌ في شيءٍ يقول :
أمهلني حتى
أستأذن لك فيه جبريل
عليه السلام ،
فيمهله ساعة ،
ثم يقول له
إفعل أو لا تفعل
على حسب ما يقول جبريل .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
أما المدعو علي الخواص :
فينقل عنه
أنَّ محمد بن هارون مِن أوليائهم
- وهناك خلاف بين هذه الوليَّيْن -
سلبه حالَه مرة صبيٌّ القرَّاد
أحد الأولياء الآخرين ؛
وذلك أنَّه كان إذا خرج مِن صلاة الجمعة
تبعه أهل المدينة يشيِّعونه إلى داره
فمرَّ بصبيِّ القرَّاد
وهو جالس تحت حائطه
يفلي خلقته مِن القمل ،
وهو مادٌّ رجليه ،
فخطر في سرِّ الشيخ
أنَّ هذا قليل الأدب
يمد رجليه ومثْلي مارٌّ عليه ،
فسُلب لوقته ،
وفرَّت النَّاس عنه ،
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فرجع فلم يجد الصبيَّ ،
فدار عليه في البلاد
إلى أن وجده في "رميلة" بمصر
فلمَّا نظر القَرَّاد الكبير إليه
وهو واقف وقد فرغوا ،
قال له :
تعالَ يا سيدي الشيخ ،
مثلك يخطر في خاطره
أنَّ له مقاماً أوقدْراً ؟
هذا الصبيُّ سلبكَ حالك
- القراد يقول :
الصبيُّ سلب الشيخ حالَه -
أي : إيمانه –
فله أن يمد رجله بحضرتك
لكونه أقرب إلى الله منك ،
فقال :
التوبة ،
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فأرسله إلى "سنهور" المدينة
إلى الحائط الذي كان يفلي ثوبه عندها ،
وقال :
نادِ السحليَّة التي هناك في الشق ،-
يعني :
الوزغ التي في الشق عند الحائط -
وقل لها :
إنَّ قزمان طاب خاطره عليَّ
فردي عليَّ حالي ،
فخرجتْ ،
ونفختْ في وجهه ،
فردَّ الله عليه حاله
– أي :
ردَّ الله إيمانَه
لما نفختْ عليه هذه السحلية ! - .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
علي البقَّـال ،
يقولون :
مِن كراماته :
أنَّ ابن الفارض مرَّ به
فرآه يتوضأ وضوءاً غير مرتب
وهو لا يعرفه ،
فقال له :
أنتَ في هذا السنِّ في دار الإسلام
وتتوضأ وضوءاً باطلاً ؟
فنظر إليه وقال :
لم أتوضأ إلاَّ وضوءاً مرتَّباً
لكنَّك لا تبصر ،
ولو أبصرت أبصرت هكذا ،
وأخذ بيده فأراه الكعبة ،
فأكبَّ ابنُ الفارض
على أقدامه يستغفر .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
المدعو علي البحيري ،
قال المنَّاوي :
أخبرني صاحبُنا زين الدِّين العلاف
أنَّه جلس مرة فطأطأ رأسَه ،
وتمرَّغ على التراب ،
وقال :
أستغفر الله ،
وكرَّر ذلك وبكى !!
فسأله عن ذلك ،
فقال :
حكَّت رأسي
في ساق العرش
في هذا الوقت .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
علي بن الهيتي ،
يقولون :
مِن كراماته
أنَّه حضر هو وجماعة مِن المشايخ والفقهاء ،
عملوا سماعاً
– يعني : حضرة -
فأخذ المشايخ بحظِّهم مِن الرقص والغناء ،
وأنكرت الفقهاء ببواطنهم
فطاف عليهم الشيخ علي بن الهيتي
- ما أظهروا
في الباطن فقط ! -
فكان كلَّما قابل رجلاً نظر إليه
فيفقد جميع معلومه حتى مِن القرآن !
وانصرفوا ومكثوا كذلك شهراً
ثم أتوا واستغفروا
وقبَّلوا رجليْه .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول الشعراني في "العهود" ،
حكى له أحدُهم
أنَّ والده سراج الدِّين البلقيني قال :
مرَّ يوماً في "باب اللوق" ،
فوجد هناك زحمة ،
فقال :
ما هذه الزحمة ؟
فقالوا :
شخصٌ مِن أولياء الله
يبيع الحشيش !
- وليٌّ يبيع الحشيش ؟! -
فقال :
كيف يكون شخص حشاش
مِن أولياء الله ؟
إنما هو مِن الحرافيش ، ثم ولَّى ،
فسُلب الشيخ جميعَ ما معه
حتى الفاتحة .
قال :
فمنذ ذلك اليوم
ما أنكر الشيخ البلقيني
على أحدٍ مِن أرباب الأحوال ! .
كما قلنا
هذا هو الإرهاب الذي يضعونه .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
صدر الدين القونوي الرومي
الذي ذكره شيخ الاسلام ابن تيميَّة في كتبه مراراً ،
كان تلميذ ابن عربي ،
قال المناوي :
حكى عن نفسه أنَّه قال :
اجتهد شيخي العارف ابن عربى
أن يشرِّفني ويوصلني إلى المرتبة التي يتجلى فيها الحق تعالى
للطالب بالتجليات البرقيِّة
في حياته فما أمكنه
– يعني :
في حياة ابن عربي -
فزرتُ قبره بعد موته ،
ورجعتُ ،
فبينا أنا أمشي في الفضاء
عند "طرسوس" في يوم صائف ،
والزهور يحركها نسيم الصبا
فنظرت إليها ،
وتفكرت في قدرة الله تعالى وكبريائه وجلاله ،
فشرفني حبُّ الرحمن
حتى كدت أغيب عن الأكوان ،
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فتمثَّل لي روح الشيخ ابن عربى
في أحسن صورة
كأنَّه نورٌ صَرف ،
فقال : يا محتار !
انظر إليَّ ،
وإذا الحقُّ جلَّ وعلا تجلَّى لي
بالتجلِّي البرقي مِن الشرف الذاتي
فغبتُ عنِّي به فيه
على قدر لمح البصر ،
ثمَّ أفقتُ حالاً
وإذا بالشيخ الأكبر بين يدي
فسلم سلام المواصلة بعد الفرقة
وعانقني معانقة شديدة ،
وقال :
الحمد لله
الذي رفع الحجاب
وواصل الأحباب .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ومِن أكابر مَن أحيا طريقةَ ابنِ عربى ومذهبه
في وحدة الوجود
المدعو يوسف الكوراني الملقب "العجمي" ،
تحدث عنه الشعراني ،
فقال - ضمن ترجمته - :
لما ورد عليه وارد الحق
بالسفر مِن أرض العجم إلى مصر ،
فلم يلتفت إليه ،
فورد ثانياً – وارد في قلبه -
فلم يلتفت اليه ،
فورد ثالثاً ،
فقال :
اللهمَّ إن كان هذا واردَ صدقٍ
فاقلب لي عينَ هذا النَّهر لبناً
حتى أشرب منه في قصعتي هذه !
فانقلبَ النَّهر لبناً
وشرب منه ثم ذهب إلى مصر .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وله حكاياتٌ كثيرةٌ ننقل منها فقط واحدة ،
لتَعلموا حقيقة هؤلاء القوم
- ومعهم ابن عربى وأمثاله –
يقول :
كان رضي الله عنه إذا خرج مِن الخلوة
يخرج وعيناه كأنَّهما قطعة جمرٍ تتوقد ،
فكلُّ مَن وقع نظره عليه ا
نقلبت عينُه ذهباً خالصاً ،
ولقد وقع بصره يوماً على كلبٍ
فانقادت إليه جميع الكلاب
إن وقف : وقفوا ،
وإن مشى : مشوا !!
فأعلموا الشيخ بذلك ،
فأرسل خلف الكلب وقال :
" اخسأ " !
فرجعت عليه الكلاب تعضه
حتى هرب منها .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ووقع له مرةً أخرى
أنَّه خرج مِن خلوة الأربعين
فوقع بصره على كلبٍ
فانقادت له جميع الكلاب ،
وصار النَّاس يهرعون إليه
في قضاء حوائجهم ،
فلمَّا مرض ذلك الكلب
اجتمع حوله الكلاب يبكون !
ويظهرون الحزن عليه !
فلمَّا مات أظهروا البكاء والعويل
وألهم الله تعالى بعض النَّاس فدفنوه ،
فكانت الكلاب تزور قبره حتى ماتوا !! .
يقول الشعراني :
فهذه نظرة إلى كلبٍ فَعلت ما فعلت
فكيف لو وقعت على إنسان ؟!
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وحكاياتهم عن الكلاب
وأنَّها من الأولياء كثيرة ،
منها :
واحد اسمه "علي صاحب البقرة" ،
يقول النبهانى :
كان له بقرة يحرث عليها
فأراد أن يحلبها في بعض الأيام ،
فقالت له :
يا شيخ علي إمَّا حليب ،
وإما حراثة
فأتى بِها فاستنْطقها عند أهل القـريـة ،
فقالت مثل المقالة الأولى ،
فقال لها :
اذهبي فلا حليب ولا حراثة ،
ثم سقط ميِّتاً ،
وسقطت هي أيضاً ،
فدفنا في محلٍ واحدٍ ،
وقبرُهما مقصود للزيارة ،
وقد زرناهما في غير هذه المرة
مع زمرة مِن الإخوان،
وحصل لنا الحظ التام ،
وذكرنا الله تعالى عندهما
برهة مِن الزمان !
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
قال سفر :
يعني الشيخ والبقرة ،
فمِن أوليائهم الكلاب
ومن أوليائهم الأبقار .