عندما يكون الحماسُ مدمراً !!
عندما يكون الحماسُ مدمراً !! ..
مــرَّة الأمةُ المسلمة المعاصرة بتجارب كثيرة : منها الناجح في تحقيق مرادها ، وإنْ كان ذلك النجاح لم يكن رقمــاً مؤثراً في صناعة التغيير المنشود ؛ إلا أنه يـُـعد لبنةً في جسر الوصول إلى المرادات الكبيرة التي تسعى إليها الأمة المؤمنة ..
وبعض تجاربها الحماسية المرتجلة دون تخطيط واستحضار فقه الواقع ، وقدرة الغلبة ، وحجم المصارع المتسلط .. أوجد ذلك الفشل الذريع في توثبات أصحاب الطموح الغير متزن ..
ولذلك عللٌ وأسباب كُتبت في مصنفات مخصوصة ، وخُطب محفوظة ، ورجال يعيشون بيننا إلى هذه الساعة المذكورة ..
ومن التجارب ما هو عربي أصيل وقريب ، ومنها : إسلامي بعيد مكاناً ، لكنه قريب من سمعنا وبصرنا .. فماذا جنى المؤمنون من تلك التجارب إلا حرباً ضروساً على الخير وأهله ، وبأفعال عاطفية خرقاء مكنة لمن يريد إزالة نور الإيمان في أرضه من أبناء الديانة المؤمنة !! ، وتحقق للعدو ما أراد من أقرب طريق ، وبفعل الطائشين الذين يفعلون ما يدور في فلك عقولهم الصغيرة دون الرجوع إلى حكماء الأمة ، وهداة البشرية وعقلائها ..
فكانت النتائج : ما نرى ونسمع من دمار ، وهم وغم وتسلط .. ثم يطلب الناس الــرُّجعى إلى الأمن والأمان < وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ > ؟! ..
والأحداث والمسائل الكبار < ديناً وسياسةً ودنيا > : حين يتصدر لها تأصيلاً وفقهاً وتنزيلاً .. < أغيلمة وشباب صغار > : نرى ذلك التنازع والاختلاف ، والفرقة والخلاف ، والنتائج المدمرة لجهود المصلحين سنوات طويلة ..
والشباب قلبُ الأمة النابض ، ضرورةٌ وجودهم في التأثير في واقع الحياة ، لكنَّ لهم منازل ورتب !! وتلك طرائق مُطّردة منذ الزمن الأول .. وإذا تصدَّر فاقد التمكن في العلم والتجربة ؛ أوجد ذلك ضياعــًا لزمن طويل في تحصيل الصواب ..
يقول ابن مسعود - رضي الله عنه - : ( لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكــــــابرهم، وعن أمنائهم وعلمائهم ؛ فإذا أخذوا من صغارهم وشرارهم هلكوا ) ..
روى الخطيب البغدادي - رحمه الله - بسنده في كتابه : < نصيحة أهل الحديث > عن ابن قتيبة - رحمه الله - أنه سُئِل عن معنى هذا الأثر ، فأجاب : ( يريد : لا يزال الناس بخير ما كان علماؤهم المشايخ ، ولم يكن علماؤهم الأحداث ) ..
ويعلل هذا التفسير فيقول : ( لأن الشيخ زالت عنه متعة الشباب ، وحدته، وعجلته، وسفهه، واستصحب التجربة والخبرة ؛ فلا يدخل عليه في علمه الشبهة، ولا يغلب عليه الهوى، ولا يميل به الطمع، ولا يستـزله الشيطان استزلال الحدَث ، ومع السن الجلالة والوقار والهيبة، والحَدَث قد تدخل عليه هذه الأمور التي أمنت على الشيخ ؛ فإذا دخلت عليه < وأفتى !! > هلك وأهلك ) ..
والمقرب إلى الصواب ، حفاظاً على نُصرة الحق ، ومصالح الخلق : الرجوع إلى من كانت له قدم راسخة في العلم ، وتجربة حياة طويلة كاشفة لميزان المصالح والمفاسد ، أما الحماس فمحرك دافع ، لكنَّ ضبطه بالعقل ، وعاصم العلم الراسخ المانع من الخطل والزلل !! ..
والصغار سناً وتجربة بأصل الطبع : عجلة وطيش .. والكبار : حكمة وتجربة ووقار !! ..
ونحن الآن : في مواجهة مريرة ، وغلبة قوية ممن تعرفون ؛ فإما ندفع تلك العاديات بحكمة المرحلية ، ومعرفة حجمنا ، وصدق الإعداد ، وقوة الاتفاق ، واستشارة أهل العلم والتخصص والتجربة ، وإما نبقى في ذل الاستعباد والتسلط سنين عددا ، والعقلاء لا يعينون الشيطان < ونوابه > عليهم بأفعالهم العاطفية الخاطئة !! ..
حسن الحملي ..
رد: عندما يكون الحماسُ مدمراً !!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعاصم أحمد بلحة
عندما يكون الحماسُ مدمراً !! ..
مقال محشو بالمغالطات والتلبيس والخطأ!
ويكفي أن في العنوان خظأ لغويا