قال الحسن: (أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقاتكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم؛ فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة).
هل صح هذا الأثر ؟
عرض للطباعة
قال الحسن: (أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقاتكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم؛ فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة).
هل صح هذا الأثر ؟
هذا الأثر نقله ابن رجب في (جامع العلوم والحكم) وغيرُه دون إسناد ، وقد رواه ابن أبي الدنيا في كتاب (التوبة) حديث رقم (158) قال: (حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ، ثنا أَبُو تَوْبَةَ، ثنا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: «أَكْثِرُوا مِنَ الِاسْتِغْفَارِ فِي بُيُوتِكُمْ، وَعَلَى مَوَائِدِكُمْ، وَفِي طُرُقِكُمْ، وَفِي أَسْوَاقِكُمْ، وَفِي مَجَالِسِكُمْ، أَيْنَمَا كُنْتُمْ فَإِنَّكُمْ مَا تَدْرُونَ مَتَى تَنْزِلُ الْمَغْفِرَةُ».
ورواه الحكيم الترمذي في (نوادر الأصول) رقم (972) من طريق المعلى والبيهقي في (شعب الإيمان) رقم (647) من طريق إسحاق بن راهويه ، كلاهما عن المعتمر بن سليمان به.
ووقع في نوادر الأصول : (( أبو سعد)) ، وفي (شعب الإيمان) : (معمرًا أبا سعيد القطان).
والمعتمر بن سليمان إمام حافظ ثقة.
وأبو سعيد معمر القطان لم أقف على ترجمته ، وقال محقق (شعب الإيمان) (2/157): ( لعله معمر بن قيس السلمي ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/257) وقال: روى عن الحسن وعطاء وعنه ابن المبارك وبشر بن السري وأبو سلمة وموسى بن الحجاج ، وقال: قال ابن معين: ليس به بأس . وقال أبو حاتم: شيخ . وقال أبو زرعة: بصري ، لا أعرفه . وذكره ابن حبان في الثقات (7/485) وقال : أبو سعيد العطار).
فالحكم على هذا الإسناد مبني على تعيين أبي سعيد هذا ، والأمر يحتاج إلى بعض الوقت لتحرير القول فيه. والله أعلم
نعم شيخنا، هكذا هو في طبعة (البخاري-ت إسماعيل عوض). وجاء على الصواب في طبعة (النوادر-ت توفيق التكلة).اقتباس:
ووقع في نوادر الأصول : (( أبو سعد))
وللفائدة:
زعم محقق كتاب التوبة لابن أبي الدنيا أنه: "أبو سعيد مولى عبد الله بن عامر".
قلتُ: نعم هذا المذكور أعدَّه المزِّي في "تهذيبه" من ضمن تلامذته. ولكن لم يذكره من مشايخ المعتمر!.
الذي يظهر لي - والله أعلم بالصواب - أنا أبا سعيد هذا هو يحيى القطان، الإمام المعروف؛ فهو ممن روى عنهم معتمر بن سليمان.
ثم إن الحسن المذكور ليس الحسن البصري؛ لأن بينه وبين القطان مفاوز والسماع مجزوم به - ثم إنه لم يذكر مميزًا هكذا إلا في "شعب الإيمان".
وأظن أن هذا الوهم وتميز أبي سعيد بأنه معمر من تخاليط نسخة شعب الإيمان، وتخاليطها من الشهرة بمكان.
والظاهر أن المحقق أخطأ، فليس هذا من ترجم له ابن حبان!اقتباس:
وقال : أبو سعيد العطار
ولكن صاحب الترجمة ذكره ابن حبان (7/485)، فقال: "معمر بن قيس السلمي يروي عن الحسن وعطاء روى عنه بن المبارك وبشر بن السري".
ثم ترجم لأبي سعيد العطار هذا، عقبة، فقال: "معمر بن قيس أبو سعيد العطار يروي المراسيل روى عنه موسى بن إسماعيل".
ومعمر بن قيس الذي عناه، له ترجمة في "التاريخ الكبير" (7/378)، استفادها ابن أبي حاتم منه.
ملحوظة:جاء عند مسلم في "الكنى" (1/393): "أبو سعد معمر بن قيس العطار، عن الحسن، روى عنه المعتمر والأصمعي". ونحوه عند ابن منده في "الكنى والألقاب" (ص:380).
وأعتذر بشدة أنني أقحمت نفسي في مسألة طرقها شيخنا الفاضل الدكتور/علي عبد الباقي!
ونحن في انتظار تحرير شيخنا الكريم القول، في شأن (أبو سعيد)، هذا.
جزاك الله خيرا شيخنا علي أحمد عبد الباقي.
جزاكم الله خيرا جميعا .
أخرج ابن أبي الدنيا في (التوبة) فقال:
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ [أبو علي البغدادي وهو صدوق]، ثنا أَبُو تَوْبَةَ [الربيع بن نافع الحلبي وهو ثقة حجة]، ثنا الْمُعْتَمِرُ [معتمر بن سليمان التيمي]، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ [لم أعرفه لكن يحتمل روايين رويا عن الحسن البصري وهما ثقتان يزيد بن إبراهيم التستري وسليمان بن المغيرة القيسي]،
قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ [وهو البصري ثقة]، يَقُولُ:
" أَكْثِرُوا مِنَ الاسْتِغْفَارِ فِي بُيُوتِكُمْ، وَعَلَى مَوَائِدِكُمْ، وَفِي طُرُقِكُمْ، وَفِي أَسْوَاقِكُمْ، وَفِي مَجَالِسِكُمْ، أَيْنَمَا كُنْتُمْ فَإِنَّكُمْ مَا تَدْرُونَ مَتَى تَنْزِلُ الْمَغْفِرَةُ ".
ـــــــــــــــ ـــــــ
عَنْ يُونُسَ بْنِ حَلْبَسٍ، أَنَّ فِتْيَةً مِنَ الْحُكَمَاءِ تَدَاعَوْا، فَقَالُوا: " تَعَالَوْا نَتْرُكْ كُلَّ لَذَّةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نُدْرِكَ الْكِبَرَ، فَتَسْتَرْخِي الْمَفَاصِلُ الَّتِي كَانَتْ قَوِيَّةً عَلَى الشَّهَوَاتِ "
[ ج 1 : ص 125 ].
جزاكم الله خيرا.
يرفع للفائدة .