رد: هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى
عبادة الصوفية
ذلك هو التصوف العملي
في شعيرتيه الزهد والذكر،
فما العبادة فيه ؟
أهي تلك الركعات،
أو السجدات
التي لا يقر فيها قلب،
ولا جسد،
ولا تسلم فيها لله خاطرة واحدة،
ولا يخشع شعور،
ولا يضرع دعاء ؟
فإنما هي لأصنام القبور
سجود وتسابيح،
ولجلاميدها الصم عبودية،
تطفح بالخشية منها،
والتقوى لها،
واللِّياذ بها،
والذهول المستغرق إلا عنها !
ألا ترى مساجد الله خراباً،
ومعابد القبور،
تمور بالحشود المحشودة فيها
من كل صَوْبٍ وحَدَب ؟
ألا ترى مساجد الله
التي طهرها الله من أوثان الأضرحة،
خاويةً على عروشها،
أما المعابد
التي جثم على صدرها قبرُ ميت،
وثوت فيها رِمَّـتُه ،
أو وَهْـمُه ،
فتضيق
– على رحابها الفِساح –
بالآمِّين لها
رجاء بركات القبر،
والرِّمَّة البالية،
أو الوهم الخرافي
المشيد عليه القبر،
أو العظام المنوعة من حيوانات شتى؛
لتنصَبَّ النذور على السَّدَنَة ؟!
ألا ترى تلك المعابد
ينفق على فرشها وإضاءتها وتبخيرها الألوفُ ؟!
أما مساجد الله
فتترك للغربان تسلح عليها،
وللبوم ينعب فيها !.
ما عبادة الصوفية ؟
أهي تلك النذور
يحفِدون بها إلى الجيف ؟
أهي هذا السجود
على عتبات الأصنام
دوخها وطء النعال ؟!
أهي هذا التقبيل الملهوف العاشق
لأحجار الأوثان
رجاء سَلْسَبيل رحمة منها ومغفرة ؟
أهي هذا التوسل إلى الله
بعظام نـَخِرة ،
وصَفْوان أملس،
وخشب عافه السوس
من طول ما طَعِمَ منه ؟
أهي هذا الدعاء العريض
بالهامدين في القبور ،
ينشدون منهم مَدَد الحياة ،
وروح الخلود ؟
أهي تلك الأوراد (1) الشِّرْكِيَّة
ينعق بها الصوفية
تحت سجوات ليلهم المعربد،
وشفوف السَّحَر الراقص،
في هياكل الطواغيت ؟!
أهي هذا الحلف بالقبور
والهامدين فيها،
وجعل الحلف بالله
عرضة للفرار من ذنب،
أو جريرة ؟!
ذلك هو الجانب العملي من التصوف
في ذكره وزهده وعبادته،
أتراه يصلح لهداية الإنسانية،
وقيادتها إلى مُثُلها العليا ؟
أم تراه يفتك بها
فتك السُل الدفين
بالصدر الرقيق الحزين ؟!
أما جانبه النظري،
فقد دانوا فيه كما بَيَّنتُ لك
بأن العبد عين الرب،
وبأن الشرك عين التوحيد ،
ذلك هو التصوف بنوعيه،
إن شئت أن تجعله نوعين !
فهل تراه يودي بالمسلمين
إلا إلى التهلكة
بعد أن يحيلهم من عبادٍ للرحمن
إلى عَبَدَةٍ للطاغوت ؟
من أمة قوية عزيزة كريمة
موحدة الغايات والمبادئ
إلى أشتات واهنة،
وأشباح هزيلة مستضعفة،
تضرب بها الوثنية في متاهات الباطل،
ويقضي عليها الوهن والذل والصغار،
فتصبح المطايا الذُلُل للاستعمار،
وأحلاف الضِعة،
والمهانة والاستكانة ؟!
*****************
( 1 ) لكل طريقة ورد خاص بها تفضله على جميع الأوراد الأخرى،
بل تفضله على القرآن،
قال طاغوت التيجانية:
"وسألته صلى الله عليه وسلم عن صلاة الفاتح،
فأخبرني أولاً بأن المرة الواحدة منها تعدل من القرآن ست مرات،
ثم أخبرني ثانياً أن المرة الواحدة منها تعدل من كل تسبيح وقع في الكون،
ومن كل ذكر، ومن كل دعاء كبير أو صغير،
ومن القرآن ستة آلاف مرة"
ص 103 جـ 1 جواهر المعاني لابن حرازم التيجاني طريقة.
فتدبر كيف تجاهد الصوفية
في سبيل صرف المسلمين عن كتاب الله !!
رد: هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى
دعاوى الصوفية وأدعيتهم
غَشَّت الصوفيةُ بصائرَ عشاقها
بما تَسْحَر به من فنون الخيال الغَزَليِّ،
والشاعرية الحالمة
في الصور البيانية المتأنقة الفتنة،
المكحولة الرَّوْعَة
ذلك ما جعل بعضهم
يجادلنا في شأن الصوفية،
فيأتينا بأدعية ونجاوى صوفية،
فيها وَشْيُ السحر الشاعر وفتنته،
وبدعاوى فيها روحانيةُ الحق وروعتُه،
ثم يقول:
أو مَنْ يقولون هذا،
تفتري عليهم أنهم غير مسلمين ؟!
لهؤلاء الذين خَلَبَهمُ عشقُ الصوفية أقول:
ما من كُهَّان نحلة ضالة،
أو أحبار دين زائف،
إلا وناجوا معبودهم،
وَدَعَوْه بما يُخَيَّل إليك من سحره
أنه ضراعة نبوة في فجر الوحي،
فهل نعدهم مسلمين بتلك النجاوى،
وهذه الأدعية ؟!
سلوهم قبل الفتنة:
لِمَنْ هذه النجوى؟
ولمن تضرعون بهذا الدعاء؟
سلوهم عن صفات معبودهم،
وأسمائه الحسنى،
وعن شرعته التي كلفهم بها،
وهناك حين يجيبونكم
توقنون أنهم
لا يناجون الله،
ولا يدعونه،
وإنما يفعلون ذلك لآلهة أخرى ابتدعوها؛
لِتُعْبَدَ من دون الله!.
ويذكرنا هؤلاء المسحورون بدعاوى الصوفية،
إذ يفترون:
"كلامنا هذا مُقَيَّدٌ بالكتاب والسنة!"
وكذلك زعمت كل فرقة نجمت
في الجماعة الإسلامية؛
لتجد لها أنصاراً وأعواناً من الأغرار،
الذين يخدعهم زيف القول الحلو
عن رياء العمل المر!
قالتها الشيعة التي تُؤَلِّه أئمتها،
وقالتها المُعَطِّلة،
وقالتها المُـجَسِّمة،
وتقولها القاديانية والبهائية!
وقد نقلتُ لك عن النابلسي
– وهو صنم صوفي كبير –
دعواه أن وحدة الوجود
مستمدة من الكتاب والسنة!.
إنك لا تستطيع أن تمنع إنساناً
من أن يدَّعي ما يشاء،
ولكن الذي تستطيعه هو أن تبتلي دعواه،
وتزنها بميزان الحق من الكتاب،
وثمت تستطيع أن تحكم عليه عن بَيِّنَةٍ
بالصدق، أو الكذب فيما ادعاه.
وقد ابتليتَ
معتقداتِ الصوفية وأربابها وآلهتها،
فهل ترى لها أثارة من نسب
إلى شرع، أو عقل ؟
رد: هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى
مقارنة
ثم قارن بين تلك الأدعية التي آمنت ألفاظها، وكفرت قلوبها،
وبين هذا الدعاء الصوفي
الذي كفر لفظه ومعناه وقلب مفتريه!
"إلهي اسْتَهْلِكْ كُلِّيَّتي في كُلِّيَّتك ،
وأمدَّ أوَّليَّتي بِأوَّليَّتِك،
حتى أشهد أوليتك في أوليتي،
وآخِرِيَّتَك في آخِرِيَّتي،
وظاهِرِيَّتك في ظاهريتي،
وباطنيتك في باطنيتي،
وقابليتك في قابليَّتي،
وأنت في إنِّيَّتي ( 1 ) ،
وهُوِيَّتك في هويتي ( 2 )،
ومعيتك في معيتي،
حتى أكونَ عنوان ذلك السر كله
بل شكله وصورته " ( 3 )
يدعو الله سبحانه، وتعالى
أن يجعله عينه وجوداً وذاتاً وحقيقة !!
وَمَنْ يجرؤ على هذه الزندقة غير ابن عربي ؟!
وإليك صلاته على نبيه:
"اللهم صل وسلم وبارك
على الطلعة الذات المُطَلْسَم،
والغيث المُطمْطم،
لاهوت الجمال،
وناسُوتِ الوصال ( 4 )،
وطلعة الحق،
هوية إنسان الأزل ( 5 )،
في نشرِ مَنْ لم يَزَلْ ( 6 )،
من أقَمْتَ به نواسيتَ الفَرْق إلى طريق الحق،
فَصَل اللهم به منه فيه " ! ( 7 )
يقول ابن عربي:
"اللهم صل على محمد الذي تَجَسَّد فيه اللهُ،
اللهم صل على نفسك التي ظهرت،
وتظهر في صور الكائنات.
ألا ترى مع الحق أن هذا الدعاء الصوفي
يَحْمُوم الكفر الأثيم،
وخطيئة الوثنية الجاحدة ؟
وما إخالك بعد هذا ممن ستخدعه فتنةُ السراب الخلوب
فيما تتغزل به الصوفية
من أدعية شعرية أو نثرية،
فإنها إذ تدعو، أو تصلي،
فإنما تفتري ذلك لرب
ليس هو
ربك الحق أيها المسلم،
قد يفتنك من الصوفي دعاؤه:
"اللهم"
غير أن هذا الدعاء يهتف به البوذي واليهودي والبهائي،
وكُلٌّ يعني به رب هواه،
وإله أساطيره!
وقد يخدعك من الصوفي قوله:
"الله صلِّ على محمد"
ويقولها أيضاً البهائي!
فمحمد الذي تصلي عليه الصوفية،
ليس هو خاتم النبيين،
وإنما هو ظن ابتدعوه،
وسموه: "محمداً"؛
ليفتنوك به.
محمدهم
هو إله الآلهة الصوفية
في تجسد بشري،
بل إنك لترى الصوفية في كتبهم لا يسمونه إلا :
بـ "الحقيقة المحمدية"
يعنون بذلك أن الله حقيقته
متعينة أو متجسدة في صورة محمد !!
( إن يتبعون إلا الظن،
وإن هم إلا يخرصون )
( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ،( 8 )
وأضَّلَّه الله على علم،
وختم على سمعه وقلبه،
وجعل على بصره غشاوة،
فَمَنْ يهديه من بعد الله،
أفلا تذكرون ؟ )
هذا حكم الله،
فبأيِّ حكم بعده تؤمنون ؟!
*****************
( 1 ) أي وجوده الظاهر
( 2 ) الهوية باطن الذات الإلهية عند الصوفية،
يطلب من الله أن يجعل وجوده الباطن والظاهر
عين وجوده هو في إنيته وهويته!!
( 3 ) ص 15 مجموعة الأحزاب ط استامبول سنة 1298هـ
( 4 ) أي الإنسان الذي وصل بين الألوهية والإنسانية في ذاته،
فباطنه لاهوت، وظاهره ناسوت
( 5 ) أي حقيقة الله ، فالله عند ابن عربي إنسان قديم!
( 6 ) أي هو الإله القديم الذي ظهر في صورة إنسان،
وعن هذا الإنسان انتشرت جميع الأنواع الخلقية،
وعنه ينتشر مالا يزال في مكنون الغيب من أنواع الخلق.
( 7 ) ص 14 المصدر السابق
( 8 ) العجب أن ابن عربي يقرر
أن الهوى إله حق يجب أن يعبد،
ويستشهد بهذه الآية،
ويقرر صحة عبادة الهوى!!
انظر ص 194 فصوص الحكم ط الحلبي جـ1
رد: هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى
دعوة الصوفية الأخلاقية
يزعم بعض الكاتبين أن الصوفية دعوة أخلاقية مثالية،
ويستشهد لذلك بما يلمحه في كتبهم
من دعوة إلى الأخلاق الفاضلة،
وبما يفتنه من روعة الجمال
في البيان الأدبي عن تلك الدعوة،
وعلى ما في هذا الزعم الغافل
من غضون سود من الكذب،
وتجاعيد كابية من الباطل،
فإني أقول:
إن الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة
كَمٌّ مشترك بين الأديان جميعها،
سواء منها ما نزل به وحي من الله،
أو ما افترته الأهواء،
وأفكته الأساطير،
فتش في كتب البوذية والبرهمية،
والزرادشتية والمانوية
والغنوصية وإخوان الصفا،
بل فتش حتى في كتب اليهود الوَضْعِيَّة،
وفي كتب أيَّة نحلة ( 1 ) ضالة،
تجد دعوة تلتهب حماسة إلى التسامي بالخلق،
وإلى تحقيق مُثُله العليا،
فليست الصوفية – إن صدقنا زعمها –
بِدْعًا في زعومها،
وإنما هي كغيرها من الدعوات الضالة،
شَرٌّ ينافق بأنه : بِرُّ الخير،
ورذيلة ترائي بأنها: روح الفضيلة،
وكفر يختال بأنه: إيمان النبوة،
فليست الدعوة الخلقية هي الفيصل بين دين ودين،
أو دعوة ودعوة
– فإنها في كل دعوة، وفي كل دين –
وإنما الفيصل بين الأديان والدعوات،
وكونها حقاً أو باطلاً،
خيراً أو شراً
هو العقيدة التي تنبعث عنها
هذه الدعوة الخُلُقيَّةُ،
أو الباعث الذي يكمن وراء السلوك،
والغاية التي توجهه إلى هدفه،
وترْجي منه.
وقد ذكرت لك دين الصوفية،
أو عقيدتها،
فهل تجدها حقاً ؟
وهل نعتبر ما تدعو إليه من المُثُل الأخلاقية خيراً،
وإن كانت رائعة البيان فاتنة الصُّوَر،
خَيِّرة المظهر؟
وهل نعتبر ما ينبعث عنها من عمل
خيراً في ذاته،
كبِرِّ يتيم،
أو جهادٍ في سبيل
مَثَل أعلى يعطف الإعجاب،
ويُلهم الفِدائيَّة؟
كلا.
فالله يقوله لنبيه :
( لئن أشركتَ
لَيَحْبَطَنَّ عملُك
وَلَتكُونَنَ من الخاسرين )
وإن كان عمله خيراً نبيلاً في أعراف السُّلُوكِيِّين .
هذا؛ لأن الباعث، أو النية،
أو العقيدة التي ينبعث عنها هذا العمل،
ليست حقاً ولا خيراً،
فكل ما ينتج عنها من سلوك،
فهو مثلها باطل وشر.
ألم تر إلى هذا البطل العربي
الذي قاتل مع أصحاب النبي
قتالاً ليس كمثله قتال
في الصبر والجِلاد
والبطولة التي تكافح الموت.
لقد قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنه في النار ؟!
هذا؛
لأنه قاتل حَمِيَّة،
لا في سبيل الله،
أو بمعنى آخر:
لم تكن لديه العقيدة الخالصة
التي تجعل من هذا القتال خيراً،
أو عملاً صالحاً عند الله ثوابه.
وعقيدة الصوفية
إيمان برب يتجسد بذاته في حجر أو جيفة،
فغاية الصوفي من عمله
هو رضوان الإله المتجسد
في الحجر أو الجيفة،
وباعثه على العمل
حب الحجر أو الجيفة!.
أما عمل المسلم،
ودعوة المسلم الخلقية،
وجهاد المسلم،
فوراء هذا كله عقيدة خالصة،
تُوَحِّد الله توحيداً خالصاً
في ربوبيته وإلهيته،
ويوجه ذلك كله غاية سامية مُطَهَّرة،
هي رضوان الله وحده.
*****************
( 1 ) فالبهائية مثلاً تزعم أنها تؤمن بكل الكتب السماوية، كالتوراة والإنجيل والقرآن،
وتسجل هذا في كتبها، وتزعم أنها تدعو إلى السلام العالمي، والإخاء البشري العام،
فهل نحكم بأنها نحلة مؤمنة مسلمة؟ كلا.
فإنها تدين برب تجسد في سيدها ميرزا حسين علي.
والصوفية شر منها في معتقداتها الباطلة