-
ما حكم هذا الإسناد؟
السلام عليكم ورحمة الله
الحديث نسبه الحافظ ابن حجر في (المطالب العالية من زوائد الثمانية:ج12ص520ر29 84/دار العاصمة) إلى مسند أحمد بن منيع، قال: وقال أحمد بن منيع: حدثنا أبو عبيدة الحداد، عن عوف، عن سعيد بن خثيم، عن شيخ من أهل الشام قال: وعظنا رسول الله r موعظة فقال قائل: يا رسول الله كأنما هذه موعظة مودع. فماذا تعهد إلينا؟ قال r: أعهد إليكم أن تتقوا الله تعالى، وتلزموا سنتي، وسنة الخلفاء الهادية المهدية، عضوا عليها بالنواجذ / وإن استعمل عليكم عبد حبشي فاسمعوا له وأطيعوا، وإن كل بدعة ضلالة.اهـ. ونسبه أيضاً إلى مسند الحارث (المطالب العالية:ج12ص688ر3074 ) قال قال الحارث حدثنا سعيد بن عامر عن عوف، به. (بغية الباحث:ج1ص197ر55)
ما درجة هذا الإسناد
-
رد: ما حكم هذا الإسناد؟
بسم الله الرحمن الرحيم ..
أخي الكريم رجال إسناد هذا الحديث -سوى المبهم- ثقات، في بعضهم كلام لا يضر إن شاء الله تعالى، لكن مع ذلك لا يجزم بصحته ؛ إذ لا دليل على كون الشيخ المبهم من الصحابة سوى قوله هو : (وعظنا رسول الله...) وهذا غير كاف؛ فلعله كاذب..
وربما يقال : بأنّه شيخ عاصر النبوّة ، كما أنّ احتمال سماعه من النبي عليه السلام قوي ؛ يشهد له أن سعيد بن خيثم أرسل ذلك إرسال المسلمات ؛ فلو كان هناك جزم بعدم المعاصرة لبيّن سعيد ولم يفعل ، فثبتت المعاصرة ، وبقي السماع محتملاً..
الزبدة : الإسناد وإن كان مما لا يمكن الجزم بصحته ، لكنه محتمل الصحة ، ومن قال إنه ضعيف لم يتخظ القواعد .
-
رد: ما حكم هذا الإسناد؟
-
رد: ما حكم هذا الإسناد؟
نعم أخي الكريم له شاهد، لكن منعني من السرد قولكم : ما درجة هذا الإسناد . ولو قلتم: هل الخبر صحيح ؟!. لنحى كلامنا منحى آخر ، كما سترى .
وأياً كان فالإسناد أعلاه بعد سعيد بن خيثم ضعيف بالاضطراب..
فقد أخرجه الحارث في مسنده قال : حدثنا سعيد بن عامر، عن عوف، عن رجل، سماه أحسبه قال: سعيد بن خثيم عن رجل من الأنصار من أصحاب رسول الله... .
كما قد أخرجه الحارث ثانياً قال: حدثنا عفان، ثنا أبو الأشهب، حدثني سعيد بن خثيم، عن رجل من أهل الشام، أن رجلا من أصحابه حدثه ... .
قلت : فمثل هذا الإسناد المضطرب لا تقوم به حجّة ، لكن له شاهد جيّد من حديث العرباض .
أخرجه الإمام الطحاوي قال : حدثنا أبو أمية، قال: حدثنا عمر بن يونس اليمامي، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثنا عوف الأعرابي، عن عبد الرحمن، قال أبو جعفر: وهو ابن عمرو السلمي والله أعلم. قال: دخلت مسجد دمشق أو حمص فإذا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحدثهم... فذكر نحوه قريب منه ..
قلت : وإسناده مقبول حسن ، رجاله ثقات ، وعبد الرحمن السلمي ، وثقه ابن حبان وصحح له الحاكم وقال الذهبي : صدوق . وقال الحافظ ابن حجر : مقبول .
وقوله : رجل من أصحاب النبي ، يعني العرباض وهو من الصحب ، يدل عليه ..
ما أخرجه الترمذي قال : حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، عن العرباض بن سارية، قال: وعظنا رسول الله... . قال الترمذي حسن صحيح .
وأخرجه الحاكم قال : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ ، ثنا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ ، ثنا خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ به مثله.... . قال الحاكم : هذا حديث صحيح ليس له علة .
كما قد أخرجه الإمام أحمد قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا معاوية يعني ابن صالح، عن ضمرة بن حبيب، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي به قريب منه . قال شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد حسن .
وأشير إلى أنّ الإمام الألباني والشيخ سليم أسد وغيرهما قد صححوا الحديث ، وكذا غيرهم ممن تقدم عنهم.
تنبيه :
ما ذكرناه أعلاه كان من جهة الإسناد ، وإلاّ فمعنى الحديث صحيح بإجماعنا ؛ إذ قد قام الإجماع على لزوم متابعة سنة الخلفاء الراشدين ، فلا تغفل ..