قال الله تعالي حاكياً قول أخوة يوسف " إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ "
" إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ "
أي خطأ بيِّن في إيثاره يوسف وأخاه علينا، وليس المراد من الضلال عن الدين، ولو أرادوه لكفروا به، بل المراد منه: الخطأ في تدبير أمر الدنيا، يقولون: نحن أنفع له في أمر الدنيا وإصلاح أمر معاشه ورعي مواشيه، فنحن أولى بالمحبة منه، فهو مخطئ في صرف محبته إليه. أهــ تفسير البغوي
يعنون: إنّ أبانا يعقوب لفي خطأ من فعله، في إيثاره يوسف وأخاه من أمه علينا بالمحبة ويعني بـــــ"المبين": أنه خطأٌ يُبينُ عن نفسه أنه خطأ لمن تأمله ونظر إليه . أهــــ تفسير الطبري
لم يريدوا ضلال الدين، إذ لو أرادوه لكانوا كفارا، بل أرادوا لفي ذهاب عن وجه التدبير، في إيثار اثنين على عشرة مع استوائهم في الانتساب إليه. وقيل: لفي خطأ بين بإيثاره يوسف واخاه علينا . أهـــ القرطبي
رد: قال الله تعالي " إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ "
جزاك الله خيراً أخي الطفيل ..
قلت : وهو قول جماهير العلماء ..، حسب تتبعي القاصر ..
قال الطبري في تفسيره : (إن أبانا لفي ضلال مبين) ، يعنون: إن أبانا يعقوب لفي خطأ من فعله، في إيثاره يوسف وأخاه من أمه علينا بالمحبة = ويعني ب"المبين": أنه خطأ يبين عن نفسه أنه خطأ لمن تأمله ونظر إليه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ولا بأس بالتذكير أنّ تفسير الضلال في قوله تعالى {قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم (95) } فمعناه خطؤك القديم في تفضيل يوسف علينا بالمحبة .
قال أبو جعفر الطبري: (تالله...)، أيها الرجل، إنك من حب يوسف وذكره لفي خطئك وزللك القديم لا تنساه، ولا تتسلى عنه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
والمستند في هذا ما روي عن ابن عباس بأسانيد بعضها حسن صحيح ، قال في قوله تعالى (ضلالك القديم) : خطؤك القديم .
وروي هذا عن السدي وسعيد بن جبير وغيرهما ، وهو قول أهل العلم .
رد: قال الله تعالي " إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ "
بارك الله فيكم أخي ونفع بكم
رد: قال الله تعالي " إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ "
لو قلت قال الله تعالى عن إخوة يوسف (إن أبانا لفي ضلال مبين) لكان أفضل)
رد: قال الله تعالي " إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ "
نفع الله بكم .
قال العلامة الشنقيطي في أضواء البيان : قَوْلُهُ تَعَالَى : إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ . الظَّاهِرُ: أَنَّ مُرَادَ أَوْلَادِ يَعْقُوبَ بِهَذَا الضَّلَالِ الَّذِي وَصَفُوا بِهِ أَبَاهُمْ - عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ إِنَّمَا هُوَ الذَّهَابُ عَنْ عِلْمِ حَقِيقَةِ الْأَمْرِ كَمَا يَنْبَغِي .
وَيَدُلُّ لِهَذَا وُرُودُ الضَّلَالِ بِهَذَا الْمَعْنَى فِي الْقُرْآنِ وَفِي كَلَامِ الْعَرَبِ . فَمِنْهُ بِهَذَا الْمَعْنَى قَوْلُهُ تَعَالَى عَنْهُمْ مُخَاطِبِينَ أَبَاهُمْ : قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ [12 \ 95] ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى [93 \ 7] ، أَيْ لَسْتَ عَالِمًا بِهَذِهِ الْعُلُومِ الَّتِي لَا تُعْرَفُ إِلَّا بِالْوَحْيِ ، فَهَدَاكَ إِلَيْهَا وَعَلَّمَكَهَا بِمَا أَوْحَى إِلَيْكَ مِنْ هَذَا الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَمِنْهُ بِهَذَا الْمَعْنَى قَوْلُ الشَّاعِرِ :
وَتَظُنُّ سَلْمَى أَنَّنِي أَبْغِي بِهَا ... بَدَلًا أَرَاهَا فِي الضَّلَالِ تَهِيمُ
يَعْنِي أَنَّهَا غَيْرُ عَالِمَةٍ بِالْحَقِيقَةِ فِي ظَنِّهَا أَنَّهُ يَبْغِي بِهَا بَدَلًا وَهُوَ لَا يَبْغِي بِهَا بَدَلًا .
وَلَيْسَ مُرَادُ أَوْلَادِ يَعْقُوبَ الضَّلَالَ فِي الدَّيْنِ ; إِذْ لَوْ أَرَادُوا ذَلِكَ لَكَانُوا كُفَّارًا ، وَإِنَّمَا مُرَادُهُمْ أَنَّ أَبَاهُمْ فِي زَعْمِهِمْ فِي ذَهَابٍ عَنْ إِدْرَاكِ الْحَقِيقَةِ ، وَإِنْزَالِ الْأَمْرِ مَنْزِلَتَهُ اللَّائِقَةَ بِهِ ، حَيْثُ آثَرَ اثْنَيْنِ عَلَى عَشَرَةٍ ، مَعَ أَنَّ الْعَشَرَةَ أَكْثَرُ نَفْعًا لَهُ ، وَأَقْدَرُ عَلَى الْقِيَامِ بِشُئُونِهِ وَتَدْبِيرِ أُمُورِهِ .
وَاعْلَمْ أَنَّ الضَّلَالَ أُطْلِقَ فِي الْقُرْآنِ إِطْلَاقَيْنِ آخَرَيْنِ :
أَحَدُهُمَا الضَّلَالُ فِي الدِّينِ ، أَيِ: الذَّهَابُ عَنْ طَرِيقِ الْحَقِّ الَّتِي جَاءَتْ بِهَا الرُّسُلُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَسَلَامُهُ ، وَهَذَا أَشْهَرُ مَعَانِيهِ فِي الْقُرْآنِ ، وَمِنْهُ بِهَذَا الْمَعْنَى : غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ [1 \ 7] وَقَوْلُهُ : وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ [37 \ 71] ، وَقَوْلُهُ : وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا [36 \ 62] ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ .
الثَّانِي إِطْلَاقُ الضَّلَالِ بِمَعْنَى الْهَلَاكِ ، وَالْغَيْبَةِ ، مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ : ضَلَّ السَّمْنُ فِي الطَّعَامِ ، إِذَا غَابَ فِيهِ وَهَلَكَ فِيهِ ، وَلِذَلِكَ تُسَمِّي الْعَرَبُ الدَّفْنَ إِضْلَالًا ; لِأَنَّهُ تَغْيِيبٌ فِي الْأَرْضِ يَئُولُ إِلَى اسْتِهْلَاكِ عِظَامِ الْمَيِّتِ فِيهَا ; لِأَنَّهَا تَصِيرُ رَمِيمًا وَتَمْتَزِجُ بِالْأَرْضِ ، وَمِنْهُ بِهَذَا الْمَعْنَى قَوْلُهُ تَعَالَى : وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ الْآيَةَ [32 \ 10] .
وَمِنْ إِطْلَاقِ الضَّلَالِ عَلَى الْغَيْبَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى : وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ [7 \ 53] ، أَيْ : غَابَ وَاضْمَحَلَّ .
وَمِنْ إِطْلَاقِ الضَّلَالِ عَلَى الدَّفْنِ قَوْلُ نَابِغَةِ ذُبْيَانَ :
فَآبَ مُضِلُّوهُ بِعَيْنٍ جَلِيَّةٍ ... وَغُودِرَ بِالْجَوْلَانِ حَزْمٌ وَنَائِلُ
فَقَوْلُهُ : مُضِلُّوهُ ، يَعْنِي دَافِنِيهِ ، وَقَوْلُهُ : بِعَيْنٍ جَلِيَّةٍ ، أَيْ : بِخَبَرٍ يَقِينٍ ، وَالْجَوْلَانُ : جَبَلٌ دُفِنَ عِنْدَهُ الْمَذْكُورُ .
وَمِنَ الضَّلَالِ بِمَعْنَى الْغَيْبَةِ وَالِاضْمِحْلَا لِ قَوْلُ الْأَخْطَلِ :
كُنْتُ الْقَذَى فِي مَوْجٍ أَكْدَرَ ... مُزْبِدٍ قَذَفَ الْأَتِيُّ بِهِ فَضَلَّ ضَلَالَا
وَقَوْلُ الْآخَرِ :
أَلَمْ تَسْأَلْ فَتُخْبِرْكَ الدِّيَارُ ... عَنِ الْحَيِّ الْمُضَلَّلِ أَيْنَ سَارُوا
وقال رحمه الله في موضع ثانٍ :
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى [2 \ 282] فَقَوْلُهُ : أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا ، أَيْ : تَذْهَبَ عَنْ عِلْمِ حَقِيقَةِ الْمَشْهُودِ بِهِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ بَعْدَهُ : فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى عَنْ أَوْلَادِ يَعْقُوبَ : إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ [22 \ 8] وَقَوْلُهُ : قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ [12 \ 95] عَلَى التَّحْقِيقِ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ . وَمِنْ هَذَا الْمَعْنَى قَوْلُ الشَّاعِرِ :
وَتَظُنُّ سَلْمَى أَنَّنِي أَبْغِي بِهَا ... بَدَلًا أَرَاهَا فِي الضَّلَالِ تَهِيمُ
وَالْإِطْلَاقُ الثَّانِي : وَهُوَ الْمَشْهُورُ فِي اللُّغَةِ ، وَفِي الْقُرْآنِ هُوَ إِطْلَاقُ الضَّلَالِ عَلَى الذَّهَابِ عَنْ طَرِيقِ الْإِيمَانِ إِلَى الْكُفْرِ ، وَعَنْ طَرِيقِ الْحَقِّ إِلَى الْبَاطِلِ ، وَعَنْ طَرِيقِ الْجَنَّةِ إِلَى النَّارِ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ [1 \ 7] .
وَالْإِطْلَاقُ الثَّالِثُ : هُوَ إِطْلَاقُ الضَّلَالِ عَلَى الْغَيْبُوبَةِ وَالِاضْمِحْلَا لِ ، تَقُولُ الْعَرَبُ : ضَلَّ الشَّيْءُ إِذَا غَابَ وَاضْمَحَلَّ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ : ضَلَّ السَّمْنُ فِي الطَّعَامِ ، إِذَا غَابَ فِيهِ وَاضْمَحَلَّ ، وَلِأَجْلِ هَذَا سَمَّتِ الْعَرَبُ الدَّفْنَ فِي الْقَبْرِ إِضْلَالًا ; لِأَنَّ الْمَدْفُونَ تَأْكُلُهُ الْأَرْضُ فَيَغِيبُ فِيهَا وَيَضْمَحِلُّ .
وَمِنْ هَذَا الْمَعْنَى قَوْلُهُ تَعَالَى : وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ الْآيَةَ [32 \ 10] يَعْنُونَ : إِذَا دُفِنُوا وَأَكَلَتْهُمُ الْأَرْضُ ، فَضَلُّوا فِيهَا ، أَيْ : غَابُوا فِيهَا وَاضْمَحَلُّوا .
رد: قال الله تعالي " إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ "
أحسن الله إليك ورحم العلامة الشنقيطي رحمة واسعة
رد: قال الله تعالي " إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ "
نرجوا تغييرر العنوان نزولاً للصواب من القول
قال الله تعالي حاكياً قول أخوة يوسف " إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ "
رد: قال الله تعالي " إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ "
رد: قال الله تعالي " إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ "