-
المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين هذا منتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمهما الله تعالى :
- وبهذا فارق " صحيح مسلم " " صحيح البخاري " ، حيث إنه رحمه الله يقول : لا نكرر الحديث ، ولا نأتي بشيء زائد إلا إذا دعت الحاجة إليه ، أما البخاري فإنه يكرر الحديث : إما لاستنباط حكم منه ، أو لشيء يتعلق بالأسانيد ؛ كالنكت العلمية التي في الأسانيد أو ما أشبه ذلك.
- إذا ، فهو رحمه الله يرتب الأحاديث ، فيذكر أولا الأسانيد الغاية في الصحة ، ثم بعد ذلك ما دونها ، ثم بعد ذلك ما دونها ، وهذه فائدة تستفيد منها ، بحيث إذا جاءك حديث في باب معين ؛ عرفت أن المقدم منها من كان رجاله أتقن وأضبط ، ثم يأتي من بعدهم ؛ كالمتابع أو كالشاهد أو ما أشبه ذلك .
- هذه علامة جيدة ، إذا أردت أن تعرف أن الرجل غير متقن في الحديث ؛ فاعرض ما يحدث به على أحاديث الثقات ، فإن وافقها فهو ثقة ، وإن خالفها فليس بثقة ، وهذا هو معنى قول أهل الاسطلاح الشاذ ما خالف فيه من هو أرجح منه .
- يتبع إن شاء الله تعالى -
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم
- وبهذا فارق " صحيح مسلم " " صحيح البخاري " ، حيث إنه رحمه الله يقول : لا نكرر الحديث ، ولا نأتي بشيء زائد إلا إذا دعت الحاجة إليه ، أما البخاري فإنه يكرر الحديث : إما لاستنباط حكم منه ، أو لشيء يتعلق بالأسانيد ؛ كالنكت العلمية التي في الأسانيد أو ما أشبه ذلك.
فمثلا : البخاري عمد إلى الاستنباط من الأحاديث ، ولهذا أكثر التراجم ، وربما ترجم الحديث الواحد عدة تراجم ، وأما مسلم فأمره بالعكس ، ولهذا لم يبوب صحيحه ؛ بل سرده سردا من أوله إلى آخره ، لكن من بعده من الشراح هم الذين بوبوا هذا الصحيح ولكل رأيه { ولكل درجات مما عملوا } .
لكن مسلم في الترتيب أحسن من البخاري ، وقد اتفق جل العلماء على أن البخاري أصح من مسلم ، وأن مسلما أحسن في الصناعة ، وإذا اتفق العالمان على حديث فناهيك به صحة .
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم
وإذا اتفق العالمان على حديث فناهيك به صحة .
قال السيوطي رحمه الله في ((ألفيته)):
48 - وَلَيْسَ فِي الْكُتْبِ أَصَحُّ مِنْهُمَا ... بَعْدَ الْقُرَانِ وَلِهَذَا قُدِّمَا
49 - مَرْوِيُّ ذَيْنِ، فَالبُخَارِيِّ، فَمَا ... لِمُسْلِمٍ، فَمَا حَوَى شَرْطَهُمَا
50 - فَشَرْطَ أَوَّلٍ، فَثَانٍ، ثُمَّ مَا ... كانَ عَلَى شَرْطِ فَتًى غَيْرِهِمَا
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم
وقد اتفق جل العلماء على أن البخاري أصح من مسلم ، وأن مسلما أحسن في الصناعة.
قال السيوطي رحمه الله في ((ألفيته)):
44 - وَأَوَّلُ الجَامِعِ بِاقْتِصَارِ ... عَلَى الصَّحِيحِ فَقَطِ البُخَارِي
45 - وَمُسْلِمٌ مِنْ بَعْدِهِ، وَالأَوَّلُ ... عَلَى الصَّوَابِ فِي الصَّحِيحِ أَفْضَلُ
46 - وَمَنْ يُفَضِّلْ مُسْلِمًا فَإِنَّمَا ... تَرْتِيبَهُ وَصُنْعَهُ قَدْ أَحْكَمَا
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
قال الإمام مسلم رحمه في صحيحه : " فأما من تراه يعمد لمثل الزهري في جلالته وكثرة أصحابه الحفاظ المتقنين لحديثه وحديث غيره، أو لمثل هشام بن عروة وحديثهما عند أهل العلم مبسوط مشترك، قد نقل أصحابهما عنهما حديثهما على الإتقان منهم في أكثره، فيروى عنهما أو عن أحدهما العدد من الحديث مما لا يعرفه أحد من أصحابهما، وليس ممن قد شاركهم في الصحيح مما عندهم فغير جائز قبول حديث هذا الضرب من الناس، والله أعلم. "
- خلاصة رأي الإمام مسلم في هذه المسألة :
أن الراوي إذا كان غير معروف بملازمة شيخه ، فتفرده بالرواية عنه - ولو كان مستور الحال أو ثقة - فإنه لا يقبل حديث هذا الضرب من الرواة ، والسبب - عند الإمام مسلم - أن هذا لو كان معروفا عن ذلك الشيخ لرواه تلاميذه الملازمون له ، العارفون بحديثه .
لكن هذا قد ينازع فيه ، فيقال : إذا كان ثقة وروى شيئا لا يخالف ، فينبغي أن يكون مقبولا .
فإن قيل : لماذا لم يرو هذا أصحابهما الملازمون لهما ؟ قلنا : لا يلزم من عدم روايتهما ألا يكون حدث به الثقة .
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
في صحيح الإمام مسلم رحمه الله : [ باب وجوب الرواية عن الثقات وترك الكذابين والتحذير من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ودلت السنة على نفي رواية المنكر من الأخبار كنحو دلالة القرآن على نفي خبر الفاسق، وهو الأثر المشهور عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين)) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا وكيع عن شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سمرة بن جندب، ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة أيضاً، قال: حدثنا وكيع عن شعبة وسفيان عن حبيب عن ميمون بن أبي شبيب عن المغيرة بن شعبة قالا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذلك".].
- وهذا الذي ذكره صحيح ، فلا يجوز لأحد يعلم ضعف الحديث أن يلقي به إلى العامة ، إلا إذا كان مراده بيان ضعفه ، ففي هذا الحال يجب أن يذكره ، مثل أن يكون حديثا مشهورا عند الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم - وهو ضعيف - فلا يجوز أن يلقيه هكذا ، ولكن إذا كان عنده علم بضعفه ؛ وجب عليه أن يبين ذلك للناس ؛ ليكونوا على بصيرة ، فهذا مراد مسلم رحمه الله .
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
وفي صحيح الإمام مسلم رحمه الله : [ باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
1 - وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا غندر، عن شعبة. ح.
وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة، عن منصور، عن ربعي بن حراش؛ أنه سمع عليا رضي الله عنه يخطب. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تكذبوا علي فإنه من يكذب علي يلج النار".
2 -وحدثني زهير بن حرب. حدثنا إسماعيل، يعني ابن علية، عن عبدالعزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك؛ أنه قال: إنه ليمنعني أن أحدثكم حديثا كثيرا - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من تعمد علي كذبا فليتبوأ مقعده من النار".
3- وحدثنا محمد بن عبيد الغبري. حدثنا أبو عوانة، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار".
4 - وحدثنا محمد بن عبدالله بن نمير. حدثنا أبي. حدثنا سعيد ابن عبيد. حدثنا علي بن ربيعة؛ قال: أتيت المسجد. والمغيرة أمير الكوفة. قال فقال المغيرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن كذبا علي ليس ككذب على أحد. فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار".
وحدثني علي بن حجر السعدي. حدثنا علي بن مسهر. أخبرنا محمد بن قيس الأسدي، عن علي بن ربيعة الأسدي، عن المغيرة بن شعبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله ولم يذكر "إن كذبا علي ليس ككذب على أحد". ]
- وإذا كان الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس ككذب على أحد ، فالكذب على الله أشد وأعظم ، ولهذا قال الله تعالى : { ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا }.
والكذب على أهل العلم في أمر الشريعة - أيضا - ليس كالكذب على غيرهم ، ولهذا يجب التحرز فيما ينقل عن أهل العلم ؛ لأن العلماء ورثة الأنبياء ، فإذا كذب أحد على عالم في أمر شرعي ؛ فإنه يكون كاذبا على إرث النبي صلى الله عليه وسلم ، أما الكذب على العالم فيما هو من الأمور العامة ؛ فهذا ليس كالكذب عليه فيما هو من أمور الشرع .
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
صحيح مسلم رحمه الله : [ باب النهي عن الحديث بكل ما سمع ...
... 5- وحدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن سرح قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال لي مالك اعلم أنه ليس يسلم رجل حدث بكل ما سمع ولا يكون إماما أبدا وهو يحدث بكل ما سمع.
...وحدثنا محمد بن المثنى قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول لا يكون الرجل إماما يقتدى به حتى يمسك عن بعض ما سمع .
... وحدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى قالا: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عبد الله بن مسعود قال: ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة . ] .
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
صحيح مسلم رحمه الله : [ باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط في تحملها
6- وحدثني محمد بن عبد الله بن نمير وزهير بن حرب قالا: حدثنا عبد الله بن يزيد قال: حدثني سعيد بن أبي أيوب قال: حدثني أبو هانئ عن أبي عثمان مسلم بن يسار عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم ) ].
- هذا الحديث كما هو واضح ، حذر النبي عليه الصلاة والسلام فيه من أقوام يحدثون بالغرائب التي لا تعرف لا عندنا ولا عند آبائنا ، وهذا التحذير على البعد عنهم ، وعدم التشبث بما يحدثون به ؛ لأن التحذير من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يقع إلا على شيء يكون خطرا على المرء ، أو ضررا عليه .
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم
والكذب على أهل العلم في أمر الشريعة - أيضا - ليس كالكذب على غيرهم ، ولهذا يجب التحرز فيما ينقل عن أهل العلم ؛ لأن العلماء ورثة الأنبياء ، فإذا كذب أحد على عالم في أمر شرعي ؛ فإنه يكون كاذبا على إرث النبي صلى الله عليه وسلم ، أما الكذب على العالم فيما هو من الأمور العامة ؛ فهذا ليس كالكذب عليه فيما هو من أمور الشرع .
لا بد لطلبة العلم أن يتعلموا هذا الكلام ويعملوا به، فلا ينقلوا عن العلماء إلا ما قالوه، بلا تقوُّلٍ عليهم؛ فإنهم إن كانوا ابتعدوا عن الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم؛ إلا أن منهم من لم يتخلق بهذا الخلق الذي ذكره الشيخ.
فنسأل الله تعالى لنا وللجميع الهداية والتوفيق
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
صحيح مسلم رحمه الله : [ باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط في تحملها ...
...7- وحدثني أبو سعيد الأشج حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن المسيب بن رافع عن عامر بن عبدة قال: قال عبد الله إن الشيطان ليتمثل في صورة الرجل فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب فيتفرقون فيقول الرجل منهم سمعت رجلا أعرف وجهه ولا أدري ما اسمه يحدث.
7- وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : إن في البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان بن داود . يوشك أن تخرج فتقرأ على الناس قرآنا .(1) ]
(1) هذا الحديث من عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما - وهو ممن عرف بالأخذ عن بني إسرائيل ، فقد أخذ زاملتين من أخبار بني إسرائيل - ومثل هذا الخبر لا يصدق ولا يكذب ، ولا يحكم عليه بالرفض ، وذلك لأنه صدر ممن يعرف بالأخذ عن بني إسرائيل .
أما الحديث الذي قبله ، ففيه الحذر من الشياطين ، وأنها قد تتمثل بصور الإنسان وتحدث الناس بما لا أصل له .
ولكن ما الطريق الذي يمكن أن يحذر به من الشياطين ؟
في مثل هذا نقول : الطريق هو أن يكثر الإنسان من الأوراد الواردة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حفظ الإنسان ، مثل : آية الكرسي ، فإنه من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح ، وغير ذلك مما ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في التحرز من الشياطين .
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم
أما الحديث الذي قبله ، ففيه الحذر من الشياطين
قال أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ صَالِحٍ، يَقُولُ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَفْتَحُ لِلْعَبْدِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ بَابًا مِنَ الْخَيْرِ يُرِيدُ بِهِ بَابًا مِنَ السُّوءِ».
((حلية الأولياء)) (7/ 331).
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
صحيح مسلم رحمه الله : [ باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط في تحملها ...
7- وحدثني محمد بن عباد وسعيد بن عمرو الأشعثي جميعا عن ابن عيينة قال سعيد : أخبرنا سفيان عن هشام بن حجير عن طاوس قال : جاء هذا إلى بن عباس - يعني بشير بن كعب - فجعل يحدثه، فقال له ابن عباس رضي الله عنهما : عد لحديث كذا وكذا . فعاد له . فقال له : عد لحديث كذا وكذا فعاد له، فقال له : ما أدري ، أعرفت حديثي كله وأنكرت هذا ؟ أم أنكرت حديثي كله وعرفت هذا ؟ فقال له بن عباس : إنا كنا نحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لم يكن يكذب عليه . فلما ركب الناس الصعب والذلول ، تركنا الحديث عنه. ] .
- وهذا فيه دليل امتحان المرء في حفظه إذا شككنا في حفظه ، نقول : أعد الحديث ، ثم إذا حدثنا ، قلنا : أعد الحديث الأول ؛ لننظر في حفظه .
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
صحيح مسلم رحمه الله : [ باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط في تحملها ...
7- وحدثني محمد بن رافع . حدثنا عبد الرزاق . قال : أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إنما كنا نحفظ الحديث ، والحديث يحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأما إذ ركبتم كل صعب وذلول ، فهيهات ] .
- وهذا يدل على أن الكذب على الرسول عليه الصلاة والسلام ، من عهد ابن عباس ، ولا يتحرون النقل عنه ، فما بالك بهذه الأزمنة الطويلة التي صارت بعد ابن عباس رضي الله عنهما ؟
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
صحيح مسلم رحمه الله : [ باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط في تحملها ...
7- حدثنا عمرو الناقد . حدثنا سفيان بن عيينة عن هشام بن حجير عن طاوس قال : أتي بن عباس رضي الله عنهما بكتاب فيه قضاء علي رضى الله عنه - فمحاه إلا قدر- وأشار سفيان بن عيينة بذراعه. ]
- ولا يبعد أن تكون هذه الأحاديث التي وضعت على علي رضي الله عنه من وضع الرافضة ؛ لأن الرافضة وضعوا عليه أحاديث كثيرة وزعموا أنها من قوله ، إما مرفوعة أو موقوفة ، فلا يبعد أن ابن عباس رضي الله عنهما أعرض عن هذا الذي وضع على علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
في صحيح الإمام مسلم رحمه الله : [ باب بيان أن الإسناد من الدين وأن الرواية لا تكون إلا عن الثقات وأن جرح الرواة بما هو فيهم جائز بل واجب وأنه ليس من الغيبة المحرمة بل من الذب عن الشريعة المكرمة
حدثنا حسن بن الربيع حدثنا حماد بن زيد عن أيوب وهشام عن محمد وحدثنا فضيل عن هشام قال :
وحدثنا مخلد بن حسين عن هشام عن محمد بن سيرين قال : إن هذا العلم دين . فانظروا عمن تأخذون دينكم .(1)
حدثنا أبو جعفر محمد بن الصباح حدثنا إسماعيل بن زكريَّاء عن عاصم الأحول عن ابن سيرين قال : لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة ، قالوا : سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم ، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم.(2) ]
(1) وهذا حق ، فإن العلم دين ، وإذا كان دينا فإنه يجب على الإنسان أن يتحرى فيه ، ولينظر عمن يأخذ دينه ، هل هو ثقة أو غير ثقة ؟ وهل هو ضابط أو غير ضابط ؟ إلى غير ذلك مما يختلف معه وجه الحال ، وهذا الأثر علقه البخاري أيضا في الصحيح .
(2) هذه المسألة في الرواية عن أهل البدع ، وهي تنقسم إلى قسمين :
القسم الأول : أن تكون البدعة مكفرة ، فهذا لا يروي عنه ولا يقبل خبره .
القسم الثاني :أن تكون البدعة مفسقة ، أي لا تصل إلى حد الكفر ، فهذا قد اختلف فيه العلماء :
فمنهم من رد روايته مطلقا ، ومنهم من قال بالتفصيل : إن روى ما يقوي بدعته فإنه لا يقبل ؛ لأنه متهم ، وإن روى ما لا يقوي بدعته فإنه يقبل ، ولاسيما أهل التأويل الذين يتأولون ما مشوا عليه من البدع وليسوا يشاقون الله ورسوله .
فإن قال قائل : إن البخاري ومسلما أخرجا لبعض من عرفوا بالبدع ، فما الجواب عن هذا ؟
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – في الجواب عن ذلك – إنهم قد توثقوا لما نقل من أجل شواهد علموها ، أو يسوقونها في نفس الباب .
وينبغي التنبه هنا إلى أن البدعة قد تكون مكفرة ، وينسب إليها بعض الرواة ، لكن تكفير الراوي بعينه يحتاج إلى تثبت .
وهنا مسألة لها صلة بموضوع الأخذ عن أهل البدع يسأل عنها بعض الطلبة ، وهي أخذ العلم عن عالم معروف ببدعة من البدع ، لكنه متقن لفن من الفنون ؛ كالنحو أو الفرائض ، فما الحكم ؟
الجواب : أن الأخذ عن هؤلاء وأمثالهم يخشى منه أمران :
الأول : أن هؤلاء المبتدعة عندهم ذكاء وفطنة ، وغالبهم عندهم بيان ، فيخشى أن يستجروا هؤلاء إلى بدعتهم ، ولو على الأقل بالأمثلة – إذا كانوا يدرسون في النحو مثلا - .
الثاني : أنه إذا تردد إليهم الإنسان الموثوق ؛ اغتر الناس بذلك ، فظنوا أنهم على حق .
فلهذا يجب الحذر بقدر الإمكان ، والعلم الذي عندهم – بحمد الله - قد يكون عند غيرهم من أهل السنة .
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم
(2) هذه المسألة في الرواية عن أهل البدع ، وهي تنقسم إلى قسمين :
القسم الأول : أن تكون البدعة مكفرة ، فهذا لا يروي عنه ولا يقبل خبره .
القسم الثاني :أن تكون البدعة مفسقة ، أي لا تصل إلى حد الكفر ، فهذا قد اختلف فيه العلماء :
فمنهم من رد روايته مطلقا ، ومنهم من قال بالتفصيل : إن روى ما يقوي بدعته فإنه لا يقبل ؛ لأنه متهم ، وإن روى ما لا يقوي بدعته فإنه يقبل ، ولاسيما أهل التأويل الذين يتأولون ما مشوا عليه من البدع وليسوا يشاقون الله ورسوله .
قال السيوطي رحمه الله:
وَكَافِرٌ بِبِدْعَةٍ لَنْ يُقْبَلا ... ثَالِثُهَا: إِنْ كَذِبًا قَدْ حَلَّلا
وَغَيْرُهُ: يُرَدُّ مِنْهُ الرَّافِضِيْ ... وَمَنْ دَعَا وَمَنْ سِوَاهُمْ نَرْتَضِيْ
قَبُولُهُمْ لا إِنْ رَوَوْا وِفَاقَا ... لِرَأْيِهِمْ، أَبْدَى أَبُو إِسْحَاقَا
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
في صحيح الإمام مسلم رحمه الله : [ باب بيان أن الإسناد من الدين وأن الرواية لا تكون إلا عن الثقات وأن جرح الرواة بما هو فيهم جائز بل واجب وأنه ليس من الغيبة المحرمة بل من الذب عن الشريعة المكرمة
... حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا عيسى وهو ابن يونس حدثنا الأوزاعي عن سليمان بن موسى قال : لقيت طاوسا فقلت: حدثني فلان كيت وكيت . قال : إن كان صاحبك مليا (1) فخذ عنه .
وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي : أخبرنا مروان يعني ابن محمد الدمشقي حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى قال: قلت لطاوس : إن فلانا حدثني بكذا وكذا ، قال : إن كان صاحبك مليا فخذ عنه] .
(1) المعنى – كما قال الشارح رحمه الله - : يعني : ثقة ضابط ، متقنا ، يوثق بدينه ، ومعرفته ، ويعتمد عليه كما يعتمد على معاملة الملي بالمال ، ثقة بذمته .
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
في صحيح الإمام مسلم رحمه الله : [ باب بيان أن الإسناد من الدين وأن الرواية لا تكون إلا عن الثقات وأن جرح الرواة بما هو فيهم جائز بل واجب وأنه ليس من الغيبة المحرمة بل من الذب عن الشريعة المكرمة
... وقال محمد : سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن عيسى الطالقاني قال: قلت لعبد الله بن المبارك ، يا أبا عبد الرحمن ؛ الحديث الذي جاء ( إن من البر بعد البر ، أن تصلي لأبويك مع صلاتك ، وتصوم لهما مع صومك ) قال، فقال عبد الله : يا أبا إسحاق عمن هذا ؟ قال قلت له : هذا من حديث شهاب بن خراش، فقال : ثقة . عمن ؟ قال قلت: عن الحجاج بن دينار. قال : ثقة . عمن ؟ قال قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: يا أبا إسحاق إن بين الحجاج بن دينار وبين النبي مفاوز تنقطع فيها أعناق المطي ، ولكن ليس في الصدقة اختلاف (1). ]
(1) إذًا تبين من هذا أن الحديث معضل ؛ لأن المعضل بحسب الاصطلاح : هو الذي سقط منه راويان فأكثر على التوالي .
أما الصدقة فليس فيها اختلاف ؛ لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه أجاز الصدقة على الوالدين في حديث سعد بن عبادة رضي الله عنه ، وفي حديث الرجل الذي قال : يا رسول الله : " إن أمي افتلتت نفسها ، ولو تكلمت لتصدقت ، أفأتصدق عنها ؟ قال : " نعم " .
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
في صحيح الإمام مسلم رحمه الله :
[ باب بيان أن الإسناد من الدين وأن الرواية لا تكون إلا عن الثقات وأن جرح الرواة بما هو فيهم جائز بل واجب وأنه ليس من الغيبة المحرمة بل من الذب عن الشريعة المكرمة ...
وقال محمد : سمعت علي بن شقيق يقول: سمعت عبد الله بن المبارك يقول على رؤوس الناس : دعوا حديث عمرو بن ثابت ؛ فإنه كان يسب السلف (1) . ] .
(1) وهذا فيه بيان حرص السلف على التحذير ممن يخشى منه الكذب ، وذلك بالإعلان على رؤوس الناس أن يتركوا الحديث عن عمرو بن ثابت ؛ فإنه كان يسب السلف ، فما بالك بمن يلعن الصحابة والعياذ بالله ؟ أو يقول : إن أبا بكر وعمر ماتا على النفاق ؟ أو إن الرسول عليه الصلاة والسلام إنما جعل أبا بكر رضي الله عنه معه في العريش في بدر خوفا منه ؟
نسأل الله العافية . فهؤلاء لا كرامة لهم ، ولا يؤخذ حديثهم ، والله المستعان .
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
في صحيح الإمام مسلم رحمه الله :
[ باب بيان أن الإسناد من الدين وأن الرواية لا تكون إلا عن الثقات وأن جرح الرواة بما هو فيهم جائز بل واجب وأنه ليس من الغيبة المحرمة بل من الذب عن الشريعة المكرمة ...
وحدثني أبو بكر بن النضر بن النضر قال: حدثني أبو النضر هاشم بن القاسم ، حدثنا أبو عقيل صاحب بهية قال: كنت جالسا عند القاسم بن عبيد الله ويحيى بن سعيد، فقال يحيى للقاسم : يا أبا محمد ، إنه قبيح على مثلك : عظيم أن تسأل عن شيء من أمر هذا الدين ، فلا يوجد عندك منه علم ، ولا فرج ، أو علم ولا مخرج، قال : فقال له القاسم : وعم ذاك ؟ قال : لأنك بن إمامي هدى : ابن أبي بكر وعمر ، قال : يقول له القاسم : أقبح من ذاك عند من عقل عن الله عز وجل أن أقول بغير علم ، أو آخذ عن غير ثقة . قال : فسكت فما أجابه (1) . ]
(1) وهذا حق ، فإن القول على الله بغير علم من كبائر الذنوب ، كما قال تعالى : { قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغى بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون } . فهو من أكبر الذنوب ، والعياذ بالله .
وقوله : ( أو آخذ عن غير ثقة ) كذلك ، فإن الأخذ عن غير الثقة بناء على غير أساس ؛ لأن غير الثقة لا يؤخذ بخبره ، فيكون الأخذ عنه ، والاعتماد على روايته ، متضمنا للقول على الله بلا علم .
فإن قال قائل : هل الأخذ عن غير الثقة ممنوع مطلقا ؟
فالجواب : أنه إذا كانت الرواية عنه من أجل اعتمادها فلا ، أما لو أخذ عنه ليبين كذبه أو ضعفه فلا بأس .
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
في صحيح الإمام مسلم رحمه الله :
[ باب بيان أن الإسناد من الدين وأن الرواية لا تكون إلا عن الثقات وأن جرح الرواة بما هو فيهم جائز بل واجب وأنه ليس من الغيبة المحرمة بل من الذب عن الشريعة المكرمة ...
... وحدثنا عمرو بن علي أبو حفص قال: سمعت يحيى بن سعيد قال: سألت سفيان الثوري وشعبة ومالكا وابن عيينة عن الرجل لا يكون ثبتا في الحديث فيأتيني الرجل فيسألني عنه ، قالوا : أخبر عنه أنه ليس بثبت. (1)
وحدثنا عبيد الله بن سعيد قال: سمعت النضر بن شميل يقول : سئل ابن عون عن حديث لشهر -وهو قائم على أسكفة الباب-، فقال : إن شهرا نزكوه إن شهرا نزكوه .
قال مسلم رحمه الله : يقول أخذته ألسنة الناس ، تكلموا فيه .
وحدثني حجاج بن الشاعر حدثنا شبابة قال: قال شعبة : وقد لقيت شهرا فلم أعتد به.
وحدثني محمد بن عبد الله بن قهزاد - من أهل مرو - قال: أخبرني علي بن حسين بن واقد قال: قال عبد الله بن المبارك : قلت لسفيان الثوري : إن عباد بن كثير من تعرف حاله وإذا حدث جاء بأمر عظيم فترى أن أقول للناس : لا تأخذوا عنه ؟ قال سفيان : بلى ، قال عبد الله : فكنت إذا كنت في مجلس ذكر فيه عباد أثنيت عليه في دينه وأقول : لا تأخذوا عنه.
حدثنا محمد حدثنا عبد الله بن عثمان قال: قال أبي ، قال عبد الله بن المبارك : انتهيت إلى شعبة ، فقال : هذا عباد بن كثير فاحذروه .
وحدثني الفضل بن سهل قال: سألت معلى الرازي عن محمد بن سعيد الذي روي عنه عباد فأخبرني عن عيسى بن يونس قال: كنت على بابه وسفيان عنده ، فلما خرج سألته عنه ، فأخبرني أنه كذاب (2) ]
(1) هذا واجب ؛ لأنه من باب النصيحة .
(2) وهذا يدل على أن الإنسان يمكن أن يكون مستقيما في دينه، ولكنه لا يحتج ولا يعتد به ؛ لأنه يروي عمن لا يوثق به .
فهذا الرجل الذي روى عنه عباد ، سئل عنه سفيان فقال : إنه كذاب ، فيكون عباد هذا ، لا يتحرى في الرواية ، وإن كان صالحا في دينه من حيث العبادة والزهد وما أشبة ذلك . فالعبادة شيء والتحري شيء ، والحفظ شيء ، ولكل حكمه .
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
في صحيح الإمام مسلم رحمه الله :
[ باب بيان أن الإسناد من الدين وأن الرواية لا تكون إلا عن الثقات وأن جرح الرواة بما هو فيهم جائز بل واجب وأنه ليس من الغيبة المحرمة بل من الذب عن الشريعة المكرمة ...
... وحدثني محمد بن أبي عتاب قال: حدثني عفان عن محمد بن يحيى بن سعيد القطان ، عن أبيه قال : لم نر الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث .
قال ابن أبي عتاب : فلقيت -أنا- محمد بن يحيى بن سعيد القطان ، فسألته عنه ، فقال : -عن أبيه- : لم تر أهل الخير في شيء أكذب منهم في الحديث(1) .
قال مسلم : يقول : يجري الكذب على لسانهم ، ولا يتعمدون الكذب (2).]
(1) هذا فيه مبالغة عظيمة ، -والمراد كما سيأتي في كلام المصنف- أنهم - أي الصالحين ، وهم : العباد – تغلب عليهم الغفلة ، وسلامة القلب ، والثقة بالناس ، فيروون عمن ليس أهلا للرواية .
ثم إن الصالحين - أيضا - إذا جاء في باب الترغيب والترغيب - لحبهم للخير – لايحترزون كثيرا ، وفي باب الترهيب كذلك لا يحترزون كثيرا ، فلذلك كثر فيهم الضعف ، أما كونهم أكذب الناس في الحديث – كما قال يحيى القطان – فهذا فيه مبالغة ، وتوجبهه بما ذكرنا .
(2) هذا توجيه طيب من المصنف رحمه الله ، والسبب ما تقدم ؛ أنهم لسلامة قلوبهم ، وحسن طويتهم ، وحسن ظنهم بالناس ، ورغبتهم في الخير تحصل منهم هذه الغفلة .
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
في صحيح الإمام مسلم رحمه الله :
[ باب بيان أن الإسناد من الدين وأن الرواية لا تكون إلا عن الثقات وأن جرح الرواة بما هو فيهم جائز بل واجب وأنه ليس من الغيبة المحرمة بل من الذب عن الشريعة المكرمة ...
حدثني الفضل بن سهل قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرني خليفة بن موسى قال : دخلت على غالب بن عبيد الله فجعل يملي علي حدثني مكحول : حدثني مكحول ، حدثني كذا ، فأخذه البول ، فقام فنظرت في الكراسة فإذا فيها : حدثني أبان ، عن أنس ، وأبان عن فلان فتركته وقمت.
قال وسمعت الحسن بن علي الحلواني يقول : رأيت في كتاب عفان حديث هشام أبي المقدام ، حديث عمر بن عبد العزيز ، قال هشام : حدثني رجل يقال له : يحيى بن فلان ، عن محمد بن كعب قال: قلت لعفان : إنهم يقولون : هشام سمعه من محمد بن كعب، فقال : إنما ابتلي من قِبَلِ هذا الحديث ، كان يقول : حدثني يحيى ، عن محمد . ثم ادعى بعد : أنه سمعه من محمد. ] .
وهذا مما يدلنا على تحري نقلة الحديث في مثل هذه الأمور ، وإلا فإنه من الجائز عقلا أن يقول : حدثني يحيى ، عن محمد ، ثم يقول : حدثني محمد ، فيكون أولا قبل أن يلقاه ، ثم لقيه فحدثه ، لكن الاحتمالات العقلية لا تدخل في مثل هذه الأمور، ونقله الحديث - في مثل هذا – يعدونه اضطرابا في حديثه .
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم
وهذا مما يدلنا على تحري نقلة الحديث في مثل هذه الأمور ، وإلا فإنه من الجائز عقلا أن يقول : حدثني يحيى ، عن محمد ، ثم يقول : حدثني محمد ، فيكون أولا قبل أن يلقاه ، ثم لقيه فحدثه ، لكن الاحتمالات العقلية لا تدخل في مثل هذه الأمور، ونقله الحديث - في مثل هذا – يعدونه اضطرابا في حديثه .
وأحيانًا يتبين للنقاد أن هذا الراوي الذي سمع الحديث بواسطة، سمعه بعد ذلك بغير واسطة.
والشيخ لم يذكر ذلك لأنه معلوم، وإنما كلامه في حالة عدم وجود القرينة التي تدل على ذلك
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
في صحيح الإمام مسلم رحمه الله :
[ باب بيان أن الإسناد من الدين وأن الرواية لا تكون إلا عن الثقات وأن جرح الرواة بما هو فيهم جائز بل واجب وأنه ليس من الغيبة المحرمة بل من الذب عن الشريعة المكرمة ...
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال: حدثني الحارث الأعور الهمداني وكان كذابا (1).
حدثنا أبو عامر عبد الله بن براد الأشعري حدثنا أبو أسامة عن مفضل عن مغيرة قال: سمعت الشعبي يقول : حدثني الحارث الأعور وهو يشهد أنه أحد الكاذبين.
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال: قال علقمة: قرأت القرآن في سنتين، فقال الحارث : القرآن هين الوحي أشد(2)
وحدثني حجاج بن الشاعر حدثنا أحمد يعني ابن يونس حدثنا زائدة عن الأعمش عن إبراهيم أن الحارث قال : تعلمت القرآن في ثلاث سنين والوحي في سنتين أو قال : الوحي في ثلاث سنين والقرآن في سنتين.
وحدثني حجاج قال: حدثني أحمد وهو ابن يونس حدثنا زائدة عن منصور والمغيرة عن إبراهيم أن الحارث اتهم. ].
(1) والحارث الأعور هذا يروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كثيرا .
(2) المراد بالوحي : السنة ، والمعنى : أن حفظ القرآن هين ، إذ يمكن أن تحفظه في مدة قليلة ؛ لكن السنة كيف تحفظها في سنين ؟ وهذا إشارة إلى أنه يروي أحاديث ليس لها أصل .
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
في صحيح الإمام مسلم رحمه الله :
[ باب بيان أن الإسناد من الدين وأن الرواية لا تكون إلا عن الثقات وأن جرح الرواة بما هو فيهم جائز بل واجب وأنه ليس من الغيبة المحرمة بل من الذب عن الشريعة المكرمة ...
حدثنا أبو غسان محمد بن عمرو الرازي قال: سمعت جريرا يقول : لقيت جابر بن يزيد الجعفي فلم أكتب عنه ؛ كان يؤمن بالرجعة. ] .
الرجعة في مذهب الرافضة ، وهو أنهم يعتقدون أن علي بن أبي طالب سوف يرجع إلى الدنيا ، فإن لم يكن فالذي في السرداب سيرجع إلى الدنيا .
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
في صحيح الإمام مسلم رحمه الله :
[ باب بيان أن الإسناد من الدين وأن الرواية لا تكون إلا عن الثقات
...حدثني حجاج بن الشاعر حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد قال: قال أيوب : إن لي جارا، ثم ذكر من فضله ولو شهد عندي على تمرتين ما رأيت شهادته جائزة . ].
- والمعنى : أن الإنسان قد يكون فاضلا صالحا ، ولكن لا تقبل شهادته لسوء حفظه ، أو لغير ذلك ، وبهذا يتبين أن التساهل الحاصل في التزكية والتعديل لمجرد استقامة الظاهر أن هذا غلط ، والواجب ألا نعدِّل إلا من عدله الله ورسوله ، وألا تأخذنا في الله لومة لائم ؛ لأن هذه التزكية سينبني عليها أمور أخرى غير المسألة المعينة التي زكيته عليها .
أما في باب القضاء فيكفي الحكم بالظاهر ، فإن اتهمه القاضي بسوء الحفظ – مثلا – فله أن يبحث ، والخصم يستطيع أن يدافع عن نفسه بالطعن في الشاهد بكل وسيلة .
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
في صحيح الإمام مسلم رحمه الله :
[ باب بيان أن الإسناد من الدين وأن الرواية لا تكون إلا عن الثقات
... حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن رقبة أن أبا جعفر الهاشمي المدني كان يضع أحاديث كلام حق وليست من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وكان يرويها عن النبي صلى الله عليه وسلم. (1)
... حدثني عمرو بن علي أبو حفص قال: سمعت معاذ بن معاذ يقول : قلت لعوف بن أبي جميلة : إن عمرو بن عبيد حدثنا عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من حمل علينا السلاح فليس منا ) قال : كذب ، والله عمرو . ولكنه أراد أن يحوزها إلى قوله الخبيث .(2) ].
(1) وهذا قد يقع لبعض الناس إذا استحسن الكلام ساقه حديثا ، ثم قال : هذا صحيح المعنى ، ضعيف السند ، وربما لا يكون له سند أصلا ، لكن يرى أن معناه صحيح ، وتشهد له الأدلة ، ثم يرويه حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يقول : هذا حديث صحيح المتن ، ضعيف السند ، وليس له سند أصلا مثل حال هذا الرجل .
(2) عمرو بن عبيد هذا أحد زعماء المعتزلة ، هو وواصل بن عطاء .
-
رد: المنتقى من كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة محمد العثيمين رحمهما الله
في صحيح الإمام مسلم رحمه الله :
[باب بيان أن الإسناد من الدين وأن الرواية لا تكون إلا عن الثقات
...وحدثنا محمود بن غيلان : حدثنا أبو داود قال: قال لي شعبة : ايت جرير بن حازم . فقل له : لا يحل لك أن تروي عن الحسن بن عمارة . فإنه يكذب . قال أبو داود : قلت لشعبة : وكيف ذاك ؟ فقال: حدثنا عن الحكم بأشياء لم أجد لها أصلا . قال: قلت له : بأي شيء ؟ قال: قلت للحكم : أصلى النبي صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد؟ فقال : لم يصل عليهم. فقال الحسن بن عمارة ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس ؛ إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى عليهم ودفنهم . قلت للحكم : ما تقول في أولاد الزنا ؟ قال : يصلى عليهم . قلت: مِن حديث مَن يروى ؟ قال : يروى عن الحسن البصري. فقال الحسن بن عمارة : حدثنا الحكم عن يحيى بن الجزار ،عن علي .(1)
وحدثنا الحسن الحلواني قال: سمعت يزيد بن هارون وذكر زياد بن ميمون، فقال : حلفت ألا أروي عنه شيئا . ولا عن خالد بن محدوج . وقال : لقيت زياد بن ميمون . فسألته عن حديث فحدثني به عن بكر المزني . ثم عدت إليه فحدثني به عن مورق . ثم عدت إليه فحدثني به عن الحسن . وكان ينسبهما إلى الكذب . قال الحلواني : سمعت عبد الصمد ، وذكرت عنده زياد بن ميمون ، فنسبه إلى الكذب .
وحدثنا محمود بن غيلان قال: قلت لأبي داود الطيالسي : قد أكثرت عن عباد بن منصور . فما لك لم تسمع منه حديث العطارة الذي روى لنا النضر بن شميل ؟ قال لي : اسكت . فأنا لقيت زياد بن ميمون وعبد الرحمن بن مهدي فسألناه فقلنا له : هذه الأحاديث التي ترويها عن أنس؟ فقال أرأيتما رجلا يذنب فيتوب أليس يتوب الله عليه ؟ قال قلنا : نعم .(2) قال: ما سمعت من أنس ، من ذا قليلا ، ولا كثيرا . إن كان لا يعلم الناس فأنتما لا تعلمان أني لم ألق أنسا . قال أبو داود : فبلغنا بعد أنه يروي . فأتيناه أنا وعبد الرحمن، فقال : أتوب . ثم كان بعد يحدث . فتركناه(3) . ]
(1) والصواب أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يصل على قتلى أحد ، وإنما دفنهم في ثيابهم ، ولم يغسلوا ، ولم يصل عليهم ، ولكنه في آخر حياته خرج فصلى عليهم ، وليست صلاة الجنازة ؛ لأن صلاة الجنازة إنما تكون في حينها قبل الدفن ؛ بل المعنى : دعا دعاء مطلقا ، وليس صلاة جنازة ، هذا هو الصحيح في هذه المسألة .
(2) والأكثر أن يقال : بلى ، ولكن قد تأتي أحيانا فيجاب : بنعم .
(3) هذا مراء ، إذا جاءه الثقات قال : أتوب ، وإذا انصرفوا حدث ، نعوذ بالله من ذلك .