لهذا نُــصِرَ القومُ علينا !! ..
لهذا < نُــصِرَ القومُ علينا > !! ..
حين تتخلى الأمة المؤمنة عن أسباب صناعة قوتها ، وحقيقة تمكنها .. عن إيمانها وصلاحها .. فعند ذلك تهون في عين ربها قبل عدوها .. فلا عجب أن تُستذل ، وأن تأتي إليها أمم الأرض متداعيةً طامعةً في خيرها واستعبادها ..
وقد قيل : إن التاريخ يعيد نفسه ، وصدق التاريخ في إخباره وحكمه وعدله ، فهو عبرة لكل عاقل حكيم ، ومعتبر مستفيد ..
ومن إخبار التاريخ وعبره < والسعيد من وعض بغيره > : ما جاء من أخبار النزالة العظيمة ، والكارثة الجسمية ، لـمَّـا قدم ملك الروم الأرمني < الدمستق > غازياً مدينة حلب سنة 351 ودخلها جباراً عنيداً ظالماً سفاكاً للدماء ، وفعل بأهلها الأفاعيل الفاسدة العظيمة ..
وكل ذلك حصُولُـه بسبب فرقة المسلمين ، وانتشار السلوك المشين ، والبعد عن طاعة رب العالمين ، وتسلط الزعماء الفاسدين الظالمين ، الذين حياتهم ترف ولهو ، وظلم للعباد والبلاد ، وعلماء السوء المزينين للولاة فعل الظلم ، والمشجعين للعوام عمل المنكرات ، والجهل للعقيدة والفضيلة ، وأسباب النصر والتمكين ..
فكان الجزاء : الذبح بيد الجزار القادم من بلاد الثلوج والعلوج !! أعرضوا فأعرض الله عنهم ، خذلوا دينهم ؛ فخذلهم الله تعالى ..
يقول ابن كثير مؤرخ الإسلام : حاكياً حقيقية انتصار الكافرين على المسلمين في كتابه البداية < 11/77 > : ( كان هذا الملعون من أغلظ الملوك قلباً، وأشدهم كفراً، وأقواهم بأساً، وأحدهم شوكة، وأكثرهم قتلاً وقتالا للمسلمين في زمانه، استحوذ في أيامه لعنه الله على كثير من السواحل، وأكثرها انتزعها من أيدي المسلمين قسراً، واستمرت في يده قهراً، وأضيفت إلى مملكة الروم قدراً ..
< وذلك لتقصير أهل ذلك الزمان ، وظهور البدع الشنيعة فيهم ، وكثرة العصيان من الخاص والعام منهم، وفشوا البدع فيهم ، وكثرة الرفض والتشيع منهم !! ، وقهر أهل السنة بينهم ، فلهذا أديل عليهم أعداء الإسلام !! ، فانتزعوا ما بأيديهم من البلاد مع الخوف الشديد ، ونكد العيش والفرار من بلاد إلى بلاد، فلا يبيتون ليلة إلا في خوف من قوارع الأعداء ، وطوارق الشرور المترادفة، فالله المستعان > ..
وقد كان لعنه الله لا يدخل في بلد إلا قتل المقاتلة وبقية الرجال، وسبى النساء والأطفال، وجعل جامعها اصطبلاً لخيوله ، وكسر منبرها، واستنكث مأذنتها بخيله ورجله وطبوله ) ..
ومن العبر المعتبرة ، والدروس المسطرة ، أن هذا الظالم قد استعان بواحد من المخذولين من أبناء هذه الأمة !! فكتب له قصيدةً يسب فيها الإسلام وأهله .. وأرسلها برقيةً عاجلةً إلى أمة الانهزام والدعة والسكون .. ومما جاء فيها مبيناً أسباب انتصار الغازي المفسد على جيل ذاك الزمان !! ..
نصرنا عليكم حين جارت ولاتكم ... وأعلنتموا بِالْمُنْــــــ كَرَاتِ الْعَظَائِمِ
قُضَــاتُكُمُ بَاعُوا الْقَضَـاءَ بِدِينـِـهِمْ ... كَبَيْعِ ابنِ يعقوبَ ببخسِ الـدراهمِ
فهل التاريخ يعيد نفسه ؟! ..
حسن الحملي ..
رد: لهذا نُــصِرَ القومُ علينا !! ..
أحسنتم النقل أحسن الله إليكم .
رد: لهذا نُــصِرَ القومُ علينا !! ..
نقل رائع ، بارك الله فيك .
رد: لهذا نُــصِرَ القومُ علينا !! ..
وفيكم بارك إخواني الفضلاء.