هل سيتعرض مسلمو القرم للتهجير من جديد؟؟

15-03-2014 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث

فقد أعرب مسؤول كبير عن حقوق الإنسان في الأمم المتحدة عن قلقه بشأن انتهاكات قد يتعرض لها مسلمو القرم قائلا: إن أفراد هذه الأقلية يشعرون بالتهديد ويخافون على مستقبلهم في ظل احتمال انضمام الإقليم إلى روسيا. http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif لا يبدو أن محنة المسلمين من أهل السنة في العالم ستنتهي قريبا إلا أن يتغمدهم الله تعالى بواسع لطفه ورحمته, ويعودوا للتمسك بدينهم من جديد, فعدوهم ينوي القضاء عليهم واستئصال شأفتهم, إلا أن ذلك لن يتم –بإذن الله- تصديقا لقوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِىَ الأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِى سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِىَ لِى مِنْهَا وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الأَحْمَرَ وَالأَبْيَضَ وَإِنِّى سَأَلْتُ رَبِّى لأُمَّتِى أَنْ لاَ يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ وَأَنْ لاَ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ وَإِنَّ رَبِّى قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنِّى إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لاَ يُرَدُّ وَإِنِّى أَعْطَيْتُكَ لأُمَّتِكَ أَنْ لاَ أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ وَأَنْ لاَ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا - أَوْ قَالَ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا - حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا وَيَسْبِى بَعْضُهُمْ بَعْضًا ) صحيح مسلم برقم /7440 ومن بين المحن التي يتعرض لها المسلمون من أهل السنة هذه الأيام –وما أكثرها في كل مكان– محنة مسلمي تتار شبه جزيرة القرم, الذين تعرضوا للإبادة والتهجير الروسي أكثر من مرة, ويبدو أن الجرح القديم -الذي لم يكد يندمل بعد- في طريقه إلى النزف من جديد, على يد نفس العدو اللدود. لقد تعرض مسلمو تتار القرم للإبادة والتهجير على يد الروس أكثر من مرة, حدث ذلك في عام 1736م على يد الإمبراطورة "انا أوانوفنا" حيث تم قتل 350 ألف مسلم تتري ونفي أكثر من 500 ألف آخرين وتوطين الروس بدلا عنهم, ثم تكرر ذلك عام 1771م حين طبق الروس شعار "من غير انتظار ولا عودة يجب محو التتار من هذه الأرض" فاضطر أكثر من مليون وعشرين ألف تتري للهجرة إلى تركيا. وفي العهد الشيوعي أعدم ستالين الكثير منهم وهجر أكثر من 40 ألف منهم حين أراد إنشاء كيان يهودي في شبه جزيرة القرم عام 1941م, ليتناقص عدد مسلمي التتار من 9 ملايين عام 1883 إلى نحو 850 ألف فقط عام 1941م, ثم تناقص هذا العدد أيضا بعد أن قام ستالين -ثانية- بتهجير أكثر من 400 ألف مسلم تتري بتهمة تعاون مسلمي التتار مع النازيين الألمان في الحرب العالمية الثانية عام 1944م. وما إن بدأ التتار يعودون إلى القرم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وضم القرم لأوكرانيا بعد استقلالها عام 1991م, وهم يشكلون اليوم حوالي 20% من عدد سكان أوكرانيا المقدر عددهم 2,5 مليون, حتى ظهر لهم الدب الروسي من جديد بعد الأحداث المتسارعة الحالية في أوكرانيا, حيث من المقرر إجراء استفتاء لضم شبه جزيرة القرم لروسيا, الأمر الذي يزيد من مخاوف مسلمي القرم من عودة سياسة الاضطهاد والتهجير الروسي ضدهم. فقد أعرب مسؤول كبير عن حقوق الإنسان في الأمم المتحدة عن قلقه بشأن انتهاكات قد يتعرض لها مسلمو القرم قائلا: إن أفراد هذه الأقلية يشعرون بالتهديد ويخافون على مستقبلهم في ظل احتمال انضمام الإقليم إلى روسيا. وأضاف "إيفان سيمونوفيتش" مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان: إن عدد التتار الفارين من القرم ليس "كبيرا" حتى الأن مضيفا أنه إلتقى مع بعض منهم في مديننة لفيف الأوكرانية. وتابع المسؤول الأممي في بيان صحفي: "إنهم لا يشتكون من انتهاكات مباشرة ضدهم ولكنهم خائفون بشكل واضح, إنهم يشعرون بأنهم مهددون" مضيفا أنه يشعر بقلق بشأن تتار القرم بوصفهم سكانا أصليين تم ترحيلهم من القرم مرتين في التاريخ. يأتي ذلك في وقت صوت مجلس الأمن الدولي قبل قليل على مشروع قرار كان يعارض ويندد بالاستفتاء المزمع إجراؤه غدا في شبه جزيرة القرم, إلا أن القرار لم يمرر بسبب استخدام روسيا حق النقض "الفيتو", بينما امتنعت الصين عن التصويت. ومن المقرر أن يدلي الناخبون في شبه جزيرة القرم بأصواتهم في الاستفتاء غدا الأحد ويختار الناخبون بين البقاء جزءا من أوكرانيا أو الانضمام إلى روسيا. وعلى الرغم من محاولة الروس استمالة مسلمي التتار للموافقة على التصويت على الاستفتاء غدا, إلا أن التتار رفضوا ذلك لأن المسلم لا يلدغ من جحر مرتين, فقد وعدت روسيا الشيوعية تتار القرم باستقلال الجمهوريات الإسلامية إن هم ساعدوهم في ثورتهم ضد القياصرة, إلا أنهم سرعان ما أخلفوا تلك الوعود ونكلوا بالمسلمين التتار وهجروهم من ديارهم. فهل سيتعرض مسلمو القرم للتهجير من جديد على يد الروس؟؟ خاصة وأن جميع المؤشرات تشير إلى ترجيح فصل القرم عن أوكرانيا وضمه لروسيا، بدءا من رفع العلم الروسي على المباني الحكومية وتعيين حكومة قرمية متشددة موالية لروسيا، مرورا بمحاصرة المطارات والقواعد العسكرية الأوكرانية، وانتهاء بحملات دعائية وضعت السكان أمام خيار التبعية لروسيا أو "للفاشيين" دون وجود حملات مضادة.