قصيدة دار الحبيب (ص)
لأبي محمد عبد الله بن أبي عمران البسكري
*******
دار ُ الحبيـب ِ أحـقُّ أن تهواهـا *** و تَََحنُّ من طـربٍ الـى ذِكراهـا
وعلى الجفونِ إذا هممـتَ بـزورَةٍ *** يا ابن الكرام ِ عليـك أن تغشاهـا
فلأنـتَ أنـتَ إذا حللـت بطيبـةٍ *** وظللت َ ترتعُ في ظِـلال رُباهـا
مغنـى الجمـال مـن الخواطـر *** و التي سلبت ْ قلوبَ العاشقين حلاها
لا تحسبِ المِسكَ الذَكـيّ كتُربهـا *** هيهاتَ أين المسـكُ مـن رياهـا
طابت فان تبغي لطيب ٍ يـا فتـى *** فأدم على الساعـات لثـم ثراههـا
وابشر ففي الخبر الصحيح تقـررا *** إن الإلــه بطيـبـة سـمـاهـا
و اختصهـا بالطيبيـن لطيبـهـا *** واختارهـا ودعـا إلـى سكناهـا
لا كالمدينـةِ مـنـزلٌ و كـفـى *** بها شَرفـاً حلـول محمـدٍ بفِناهـا
خُصت بهجرةِ خيرِ من وطئ الثرى *** وأجلهـم قـدراً و أعظـمِ جاهـا
كُـل البـلادِ إذا ذُكـرنَ كأحـرفٍ *** في إسم المدينـةِ لا خَـلا مَعناهـا
حاشـا مُسمـى الـقـدسِ فـهـي *** قريبةٌ منهـا ومكـة إنهـا إياهـا
لا فــرقَ إلا أن ثَــمَّ لطيـفـةً *** مهما بدت يجلـو الظـلام سَناهـا
جَزمَ الجميعُ بـأن خيـر الأراضِ **** ما قدحاز ذات المصطفى وحواهـا
ونعم لقد صدقـوا بِساكِنهـا عَلَـتْ *** كالنفسِ حينَ زَكَت زكـا مأواهـا
وبهـذه ظهـرت مزيـة ُ طيبـةٍ *** فغدت وكل الفضـل فـي معناهـا
حتى لقـد خُصـت بهجـرة حِبِّـهِ *** الله شرفـهـا بِــهِ وحَـبـاهـا
مـا بيـن قبـر ٍ للنبـي ومنبـر ٍ *** حيـا الإلـهُ رسولَـه وسقـاهـا
هذي محاسِنها فهل مـن عاشـقٍ *** كَلِـفٍ شَجِـيٍّ نـاحـلٍ بنـواهـا
إني لأرهـبُ مـن توقـع بينهـا *** فيظـل قلبـي مُوجعـا ً أواهــا
ولقلمـا أبصـرتُ حـال مـودع ٍ*** إلا رثـت نفسـي لَـهُ وشَجاهـا
فلكـم أراكـم قافليـن جمـاعـةً *** في إثر أُخـرى طالـب ينسِواهـا
قَسَماً لقـد أكسـى فـؤادي بينكـم *** جَزعـاً وفجـرَ مُقلتـي مِيـاهـا
إن كان يُزعجكم طِـلابُ فضيلـةٍ *** فالخيـر أجمعُـهُ لَـدى مَثـواهـا
أو خِفتمـوا ضُـراً بِهـا فتأملـوا *** فركـاتِ بُقعتهـا فمـا أزكـاهـا
أُفٍ لمـن يبغـي الكثيـرَ لشهـوةٍ *** ورفاهـةٍ لـم يـدرِ مـا عقباهـا
فالعيشُ ما يكفـي و ليـس الـذي *** يُطغِي النفوسَ إلى خَسيـس مُناهـا
يا رب أسأل مِنك فضـلَ قناعـةٍ *** بيسيرِهـا و تحصنهـا بِجِمـاهـا
ورضاكَ عني دائمـاً و لُزومهـا *** حتـى تُافـي مُهجتـي أُخـراهـا
فأنا الذي أعطيـتُ نفسـي سُؤلهـا *** فقبلـتُ دعواهـا فيـا بُشـراهـا
بجـوارِ أوفـى العالميـن بـذمـةٍ *** وأعز من بالقـرب منـه يُباهـى
من جاء بالايات و النـورِ الـذي *** داوى القلوب من العَمـى فَشفاهـا
أولى الأنامِ بخطة الشـرفِ التـي *** تدعى الوسيلة خير مـن يُعطاهـا
إنسانُ عين الكـونِ شـرفِ التـي *** تدعى الوسيلة خير مـن يُعطاهـا
إنسانُ عين الكونِ شـرفَ جـوده *** يـس أكسيـرُ المحامِـدِ طـاهـا
حسبي فلستُ أفي ببعـضِ صِفاتـه *** لو أن لـي عـدد الـورى أفواهـا
كثرت محاسنه فأعجـز حصرهـا *** فغـدت ومـا تلقـى لهـا أشباهـا
إني أهتديـتُ مـن الكتـاب بايـةٍ *** فعلمت أن عُـلاه ليـس يُضاهـي
ورأيتُ فَضـلَ العالميـن مُحـدداً *** وفضائـل المختـارِ لا تتنـاهـى
كيف السبيلُ الـى تقضـي مـدحِ *** مَنْ قال الالهُ له ُ وحسبُـكَ جاهـا
إن الذيـن يبايعونـك انمـا هُــم *** مَــنْ يُـقـالُ يبـايـعـون الله
هذا الفخارُ فخـل سمعـت بمثلِـهِ *** واهـاً لنشأتِهـا الكريمـةِ واهــا
صلـوا عليـه و سلمـوا فبذلكـم *** تُهدى النفُوسُ لرُشدِهـا و غِناهـا
صلـى عليـه الله ُ غيـرُ مقـيـد *** وعليـه مـن بركاتِـه أنمـاهـا
وعلى الأكابرِ الـهِ سُـرُجِ الهُـدى*** أكـرِم بعترتـهِ ومَـنْ والاهــا
وكـذا السـلامُ عليـه ثُـم عليهِـمِ *** وعلـى صحابتـهِ التـي زَكاهـا
أعني الكرام أولي النهي أصحابـه *** فئةَ التُقى و مـن إهتـدى بِهُداهـا
و الحمـد لله الكـريـم و هــذه *** نَجـزت و ظنـي أنـه يَرضاهـا