هل ورد حديث أوأثر في قرآة آية الكرسي عند دخول المنزل ؟
هل ورد حديث أوأثر في قرآة آية الكرسي عند دخول المنزل ؟
رد: هل ورد حديث أوأثر في قرآة آية الكرسي عند دخول المنزل ؟
بارك الله فيك .
المعروف الحديث الوارد : اللهم إني أسألك خير المولج ، وخير المخرج ، بسم الله ولجنا ، وبسم الله خرجنا ، وعلى الله ربنا توكلنا ، ثم ليسلم على أهله " . وإسناده منقطع لا يصح أيضا. والصحيح في دعاء المنزل التسمية ( بسم الله ).
قال الألباني في الضعيفة ( 5832 ) : ( تنبيه هام ) : كنت أوردت هذا الحديث في " الصحيحة " برقم ( 225 ) ، ثم لفت نظري بعض الطلبة - جزاه الله خيرا - إلى أن فيه انقطاعا بين شريح وأبي مالك ، وقد تنبهت له في حديث آخر ، كنت ذكرته شاهدا للحديث المذكور في " الصحيحة " برقم
( 1502 ) ، فسبحان من لا يضل ولا ينسى ، أسأل الله تعالى أن لا يؤاخذني في الدنيا والأخرى .
والعمدة في ذلك قول ابن أبي حاتم في " المراسيل " ( ص 60 - 61 ) عن أبيه : " شريح بن عبيد الحضرمي لم يدرك أبا أمامة ولا الحارث بن الحارث ولا المقدام ، وهو عن أبي مالك الأشعري مرسل " .وأقره العلائي في " جامع التحصيل " ( 237 / 283 ) .ونحوه قول محمد بن عوف لمن سأله : هل سمع شريح من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ؛ قال : " ما أظن ذلك ، وذلك ؛ لأنه لا يقول في شيء من ذلك : سمعت . وهو ثقة " . كما في " التهذيب " .
قلت : والتاريخ يؤيد ذلك ؛ فإن أبا مالك الأشعري هذا قديم الوفاة ، مات في طاعون عمواس سنة ( 18 ) ، وشريح مات بعد المئة ، فبين وفاتيهما نحو ثمانين سنة ! فيبعد عادة أن يدركه ، ولذلك ؛ تعجب الحافظ ابن حجر في " تهذيبه " من الحافظ المزي في ذكره أبا مالك هذا في جملة الصحابة الذين روى عنهم شريح بن عبيد ، مع تصريحه بأنه لم يدرك سعد بن أبي وقاص وقد تأخرت وفاته إلى سنة ( 55 ) ، وأبا ذر وقد مات سنة ( 36 ) !
وأما ما ذكره أحد طلبة الجامعة الإسلامية في خطاب أرسله إلي بتاريخ ( 28 ربيع الآخر سنة 1405 ) أن ابن عساكر قال : " والصحيح أن شريحا سمع من الصحابة ؛ كما ذكره ابن فنجويه والعسكري والحاكم والدارقطني " .
فإنه إن صح عن ابن عساكر ؛ فإنه لا يعني بداهة أنه سمع من جميع الصحابة ، فلا يخالف ما تقدم من نفي سماعه من أبي مالك الأشعري . ولم أر هذا النقل عن ابن عساكر في النسخة المصورة من " تاريخ دمشق " لابن عساكر ، التي نشرتها مكتبة الدار بالمدينة النبوية . والله أعلم .أهـ
رحم الله العلامة الألباني ، كلام نفيس قوي ، وإنصاف عزيز ، وتراجع إلى الحق ، وهو أمر معروف عنه رحمه الله.