إخلاص العمل لله دقيق، ونجاة النفس من الرياء نجاة من شدة شديدة !
إخلاص العمل لله دقيق ، ونجاة النفس من الرياء نجاة من شدة شديدة !
وأشد أنواع الرياء : رياء النفس للنفس ، وهو العُجب : إعجاب المرء بعمله ! فهو يعمل العمل لكي يرضا عن نفسه ، ولكي يزكي نفسه لنفسه !!
والله عز وجل قد أطلق النهي عن ذلك فقال تعالى {فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ } ، ولم يقل سبحانه : فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ عند غيركم ، فدخلت تزكية النفس للنفس عند النفس !!
فلا تظن أنك إن عملت العمل في السر فأنت ناج من الرياء ! أنسيت نفسك ؟! أنسيت سعيك في رضا نفسك عن نفسك وإعجابها بعملك ؟!
ما أصعب الإخلاص !!
وما أسهله على من سهله الله عليه !
وهل تعرفون متى يكون الإخلاص أصعب : عندما تتحدث عن الإخلاص !
وأصعبه عندما تتحدث عن أدقه ؛ عن رياء النفس للنفس ، والإعجاب بعملها !
فاللهم امنن علينا بأن لا نرى غيرك ، وأن لا نشهد في أنفسنا أنفسَنا ، فلا نشاهد فيها سواك !
واجعل شوقنا إليك ملهيا لأنفسنا عن رؤية أنفسنا ، حتى نلقاك !! فبغير الانشغال بالشوق إليك ، لا عاصم لأنفسنا من أنفسنا .. سواك : سوى الشوق إليك !!
اللهم الطلب كبير ، ولكنك اللهم أكبر ! والسؤل جليل ، وأنت ربنا الأجل ! والعمل كله ذنب وتقصير ، ولكن عفوك وحلمك وجودك ورحمتك أعْـمَـلُ لنا من عملنا ، وأنفع لنا من نافعها ، وأنجى لنا من صالحاتها ، وأولى منها بقربنا منك ، وأرجى بنا أن نحبك حبا يرضي حبك لنا !
فيا من نتودد إليه بحبه لنا ، ونتشفع له برحمته ، ونتقرب إليه بعطائه : اكتبنا من المشتاقين إليك ، المشغولين بجمالك ، المختفية أنفسهم في الوله بك والتعظيم لك !!
الدكتور: حاتم العوني.
رد: إخلاص العمل لله دقيق، ونجاة النفس من الرياء نجاة من شدة شديدة !