إشكال في فهم رواية عن الإمام أحمد رحمه الله فيما يتعلق بالجبرية

اليوم وانا اتصفح كتاب طبقات الجنابلة من رسالة طويلة لابن حنبل نقلها بسندها يقول فيها وهو يرد على القدرية وأشكل علي قوله مع عقيدة السلف في القدر التي تعلمتها بشكل بسيط

قال:

ومن زعم أن الله شاء لعباده الذين عصوه الخير والطاعة وأن العباد شاءوا لأنفسهم الشر والمعصية فعملوا على مشيئتهم فقد زعم أن مشيئة العباد أغلظ من مشيئة الله تبارك وتعالى فأي افتراء أكثر على الله عز وجل من هذا.
ومن زعم أن الزنا ليس بقدر قيل له أرأيت هذه المرأة حملت من الزنا (1/26) وجاءت بولد هل شاء الله عز وجل أن يخلق هذا الولد وهل مضى في سابق علمه فإن قال لا فقد زعم أن مع الله خالقا وهذا هو الشرك صراحاً.
ومن زعم أن السرقة وشرب الخمر وأكل المال الحرام ليس بقضاء وقدر فقد زعم أن هذا الإنسان قادر على أن يأكل رزق غيره وهذا صراح قول المجوسية بل أكل رزقه وقضى الله أن يأكله من الوجه الذي أكله.
ومن زعم أن قتل النفس ليس بقدر من الله عز وجل وأن ذلك بمشيئته في خلقه فقد زعم أن المقتول مات بغير أجله وأي كفر أوضح من هذا بل ذلك بقضاء الله عز وجل وذلك بمشيئته في خلقه وتدبيره فيهم وما جرى من سابق علمه فيهم وهو العدل الحق الذي يفعل ما يريد ومن أقر بالعلم لزمه الإقرار بالقدر والمشيئة على الصغر والقمأ.

أخي، اقرأ أول جملة بهدوء وبشيء من التأني وستجدها واضحة لا إشكال فيها، فالكلام عن من زعم أن الله أراد لعبدٍ شيئًا هو طاعة ومع ذلك أراد العبد المعصية وفعلها... إلى آخر.. اقرأ الكلام ثانية. مع العلم أني نظرت فقط لبداية الكلام وليس لكل الكلام فلا أعرف عن محتوى باقي الكلام شيئًا، وذلك لضيق الوقت. والسلام عليكم.

السلام عليكم منهج القرآن في بيان القضاء الذي يخص العباد في أحوالهم مبني على ما أبت السموات والارض أن تحمله وحمله الانسان فلايمكن أذن لملائكه منضبطه ولايعصون الله ما أمرهم أن يروا من جعله سبحانه خليفة على الارض وهو ظلوما جهولا فيما يبتدأ من افعال بأقوال وأعمال فيكون منهم من يفسد فيها ويسفك الدماء فالقضاء فيهم أن يعذبهم بذنوبهم فأذا علمنا أن هذا أمر فأن الله بالغ أمره ذاك بقدر أن الله بالغ أمره قد جعل لكل أمر قدرا . وأن يشاء الانسان أن يأتي تلك الاعمال فبتغاء نتائج يظن أنها من المصلحه( وما تشاءون) وهي أن صغرت أو كبرت لا تتجاوز ما حمله من الامانه في حرية التصرف بما يملك ويقدر ويحسن (ألا أن يشاء الله رب العالمين ) أي بما أذن سبحانه أن لكل عمل جزاء وحساب والملاحظ أن ذكر(رب العالمين) بعد قوله سبحانه ألا أن يشاء الله للتذكير أن الانسان كمخلوق شاء سبحانه ان يكون له وضع يخصه يختلف عن باقي العالمين الملاحظ أيظا أن بني آدم وهو مقصد كلمة الانسان وهي كلمه لاتحدد أنه مؤمن أو غيره لكن باتجاه أن يؤمن بما يكسب من خبرات وما تعلم. الكلام بهذه الصيغه سهله وتحيط بمايوافق القرآن

قال اسحاق بن إبراهيم ابن هاني :كنت يوما عند أبي عبدالله فجاء رجل فقال:إن فلانا قال: إن الله عز وجل جبر العباد على الطاعة فقال :بئس ماقال ولم يقل شيئا غير هذا

المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة نقلا عن مسائل ابن هانئ

الفروق بين الجبرية وأهل السنة في القدر
الجبرية

١-العبد عندهم لا مشيئة له ولا اختيار ، فهو مكره مجبور على أفعاله ، تحصل منه بغير رضاها واختياره .
٢-العبد ليس بفاعل حقيقي ، بل فاعل مجازي .
3- الله تعالى عندهم هوالفاعل الحقيقي ، فهو الخالق والفاعل ، لا خالق ولا فاعل إلا هو .
4- لا تأثير للعبد لديهم في وجود الفعل أبدا ، ولا بشكل من الأشكال ، فالتأثير لله تعالى وحده .


أهل السنة :
1- العبد عندهم له مشيئة واختيار ، ليس مكرها عليها ، ولا تحصل منه بغير رضاه واختياره .
2- العبد فاعل حقيقي لفعله .
3- الله عندهم هو الخالق ، والعبد هو الفاعل ، فمن الله تعالى الخلق ، ومن العبد الفعل .
4- العبد مؤثر في وجود الفعل ، وتأثيره سببي ، من جنس تأثير الأسباب في مسبباتها ، ولذلك يضاف الفعل إليه من باب إضافة السبب إلى مسببه (باسم الفاعل) .
منقوول

السلام عليكم القضاء في تعريف القرآن هو ارادة سبحانه فمايقضيه سبحانه يريده وما يريده سبحانه يقضيه والمبين هو القرآن فمن القضاء أنا عرضنا الامانه... فأذا تقدم عمل الانسان¤أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات¤ فهذا لأن الانسان حمل أمانه بانه يستطيع التصرف بما يقدر أي أذن سبحانه بذلك لان ذلك ما قضاه للأنسان مقدما على ذلك وهو نفس القضاء أذا أتبع رضوان الله وهذا قضاء كوني فأذا علمنا أن القدر هو أداة تنفيذ أرادة سبحانه فيما قضاه فقضاء سبحانه فيمن أضاع الصلاة واتبع الشهوات قضاءا تفصيليا هو فسوف يلقون غيا من نفس باب قوله تعالى أن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وأليه ترجعون هذا قضاء كأمر وأن الله بالغ أمره قد جعل لكل أمر قدرا لتنفيذ الامر كمثال على هذا القدر الذي ينفذ الامر حين تجاوز بني أسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم وهذا هو الغي الذي لاقوه مطابق لقضاء الله فسوف يلقون غيا والقدر الذي نفذ القضاء هو مجاوزة البحر فأتوا على هؤلاء القوم والمراد من ذلك أظهار الاهواء بأعمال وهذه الاعمال ستظهر بفتنه مطابقه للغي وعلى هذه الاعمال الجزاء وحساب والاختيار في أتباع الغي أو اتباع رضوان الله فذلك قوله تعالى فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين وقد تقدم قولهم آمنا بالله

أخواني اشتبه علي قول ابن حنبل اتمنى من يزيل هذه الشبهه من امامي

عليك بالتدقيق في كلام العلماء إذا تكلموا في القدر حتى لا تخلط بين كلامهم على الإرادة الشرعية والإرادة الكونية لله سبحانه .

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تلميذ الدنيا

أخواني اشتبه علي قول ابن حنبل اتمنى من يزيل هذه الشبهه من امامي

---

أخي العزيز بارك الله فيك ينبغي أن تبين موضع الإشكال ووجهه كي نفهم ما تريد إزالته وإلا فلا نستطيع فهم ما في دهنك من الإشكال.

أخي تدبر هذا الحديث
عن أبي الأسود الديلي، قال: قال لي عمران بن الحصين، أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه، أشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قدر ما سبق؟ أو فيما يستقبلون به مما أتاهم به نبيهم، وثبتت الحجة عليهم؟ فقلت: بل شيء قضي عليهم، ومضى عليهم، قال فقال: أفلا يكون ظلما؟ قال: ففزعت من ذلك فزعا شديدا، وقلت: كل شيء خلق الله وملك يده، فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون، فقال لي: يرحمك الله إني لم أرد بما سألتك إلا لأحزر عقلك، إن رجلين من مزينة أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا: يا رسول الله أرأيت ما يعمل الناس اليوم، ويكدحون فيه، أشيء قضي عليهم ومضى فيهم من قدر قد سبق، أو فيما يستقبلون به مما أتاهم به نبيهم، وثبتت الحجة عليهم؟ فقال: لا، بل شيء قضي عليهم ومضى فيهم، وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل: ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها.رواه مسلم في كتاب القدر وأحمد في المسند.