معنى اسم الله (الصمد) سبحانه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
أهلاً بكم وسهلاً
كلنا نقرأ سورة الإخلاص ، ولكن لا نعلم بعض معانيها .
وهذا معنى اسم الله (الصمد) الوارد في هذه السورة العظيمة . أنقله من بعض كلام ابن تيمية مع تصرّفٍ في الترتيب والاقتباس للتسهيل .
كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في التفسير ج17/ص226
ولفظ الصمد يقال على ما لا جوف له في اللغة .
قال يحيى بن ابى كثير : الملائكة صُمد والآدميون جوف ، وفي حديث آدم أن ابليس قال عنه أنه اجوف ، ليس بصمد .
كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في التفسير ج17/ص229
و كذلك لفظ (الصمد) فيه الجمع ، والجمع فيه القوة ؛ فإن الشيء كلما اجتمع بعضه إلى بعض و لم يكن فيه خلل كان أقوى مما إذا كان فيه خلو ، ولهذا يقال للمكان الغليظ المرتفع : صمد ؛ لقوته و تماسكه واجتماع أجزائه .
كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في التفسير ج17/ص232
قال أبو عبيد : المصمت : الذي لا جوف له ، وقد أصمته أنا ، وباب مصمت : قد أبهم إغلاقه ، والمصمت من الخيل : البهم أي لا يخالط لونه لون آخر
ومنه قول ابن عباس : إنما حرم من الحرير المصمت .
فالمصمد والمصمت متفقان فى الاشتقاق الاكبر وليست الدال منقلبة عن التاء بل الدال أقوى ، والمصمد أكمل في معناه من المصمت وكلما قوي الحرف كان معناه أقوى فإن لغة العرب في غاية الإحكام والتناسب ، ولهذا كان الصمت عن الكلام مع إمكانه والإنسان أجوف يخرج الكلام من فيه لكنه قد يصمت ، بخلاف الصمد فإنه إنما استعمل فيما لا تفرق فيه كالصمد والسيد والصمد من الارض وصماد القارورة ونحو ذلك ، فليس في هذه الألفاظ المتناسبة أكمل من ألفاظ الصمد فإن فيه الصاد والميم والدال ، وكلّ من هذه الحروف الثلاثة لها مزية على ما يناسبها من الحروف والمعاني المدلول عليها بمثل هذه الحروف أكمل .
كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في التفسير ج17/ص238
وأما اسم (الصمد) فقد استعمله أهل اللغة في حق المخلوقين كما تقدم
فلم يقل : الله صمد ، بل قال ((الله الصمد)) فبيّن أنه المستحق لأن يكون هو الصمد دون ما سواه فإنه المستوجب لغايته على الكمال والمخلوق وإن كان صمداً من بعض الوجوه فإن حقيقة الصمدية منتفية عنه فإنه يقبل التفرق و التجزئة ، وهو أيضا محتاج إلى غيره فإن كل ما سوى الله محتاج إليه من كل وجه فليس أحد يصمد إليه كل شيء و لا يصمد هو إلى شيء إلا الله تبارك وتعالى وليس فى المخلوقات إلا ما يقبل أن يتجزأ و يتفرق و يتقسم و ينفصل بعضه من بعض والله سبحانه هو الصمد الذي لا يجوز عليه شيء من ذلك بل حقيقة الصمدية و كمالها له و حده واجبة لازمة لا يمكن عدم صمديته بوجه من الوجوه كما لا يمكن تثنية أحديته بوجه من الوجوه فهو أحد لا يماثله شيء من الأشياء بوجه من الوجوه كما قال في آخر السورة ((ولم يكن له كفوا أحد)) استعملها هنا في النفي أي : ليس شيء من الأشياء كفوًا له فى شيء من الأشياء ؛ لأنه أحد .
انتهى النقل .
ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى مصدر النقل ففيه فوائد .
رد: معنى اسم الله (الصمد) سبحانه
قال تعالى " إنا انزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون " " إنا جعلناه قرآنا عربياً لعلكم تعقلون " " بلسان عربي مبين "
قال صاحب لسان العرب : ( صمد ) صَمَدَه يَصْمِدُه صَمْداً وصَمَد إِليه كلاهما قَصَدَه وصَمَدَ صَمْدَ الأَمْر قَصَدَ قَصْدَه واعتمده أ.هـ
فالصمد هو الذي يصمد الناس اليه ويلجأون اليه ويعتمدون عليه ويقصدونه .
وهذا القول مروي أيضاً عن بعض السلف منهم ابن عباس ، وقد صدر ابن كثير تفسير الآية به ، واعتمده الكثير من المفسرين ، وهو الأليق بأن يوصف به الله عز وجل - والله أعلم
رد: معنى اسم الله (الصمد) سبحانه
جزاك الله خيراً أخي شريف ، ذكر هذا المعنى ابن تيمية في كتابه .
وهو قريب مما نقلتُ ، حيث أنّ غير الله لا يتمالك أن يُسأل كثيراً .
لكنّ الله هو الصمد الذي لا يؤثّر فيه كثرة المسألة . ليس كالمخلوقين .
سبحانه .
رد: معنى اسم الله (الصمد) سبحانه
إختلف المفسرون من السلف في تفسير "الصمد" على قولين مشهورين وكل قول فيه تفصيل وأيضا القول منهما يدل على الأخر بنوع من الدلالة:
القول الأول : "الصمد": هو الذي لاجوف له كما فسرها بن مسعود ورويت عنه موقوفه ومرفوعة أيضا لكن لايصح المرفوع، أيضا رويت عن ابن عباس وعن جماعة من مفسري السلف بأن "الصمد" الذي لاجوف له،وهذا بمعنى:أنه لايتخلل ذاته جل وعلاشيء بل هو جل وعلا واحد بالذات.
والمخلوقات غير الملائكة لها جوف يدخل فيها مايدخل ويخرج منها مايخرج،ويلدون ويحمل منهم من يحمل ويلد من يلد ويأكلون ويشربون ويتغوطون وهذه كلها من صفات النقص،ولهذا فسرها بأن الصمد: الذي لاياكل ولا يشرب .
وقال بعضهم "الصمد"تفسيره مابعده وهو قوله"لم يلد ولم يولد" وهذه كلها في المعنى واحدة وهو أن "الصمد"الذي لاجوف له لأن الأكل والشرب يحتاج إلى جوف يمرفيه،وكذلك الولادة يحتاج أن تخرج من جوف والله جل وعلا"صمد" قال جل وعلا "الله الصمد" هذا هو المعنى الأول ،وهذا كما قال ابن قتيبه وابن الأنباري ماخوذ من الصمت بالتاء،فكأن الدال هنا في قوله"الصمد"مبدلة من التاء،من الصمت أو المصمت من الشيء المصمت،وهو الذي لاشيء في داخله، قالوا الدال مبدلة من التاء،وهذا رده شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله وقال ليس هذا بوجيه بل الأولى أن يحمل هذا على الإشتقاق الأكبر وهذاصحيح،لأن "الصمد" والصمت يعني المصمت و "الصمد" بينهما اشتقاق أكبر ،فبينهما اتصال في المعنى .
القول الثاني : وهو ايضا مروي عن ابن عباس وجماعة كثير من المفسرين من السلف وهو أن "الصمد" هو الذي كمل في صفات الكمال وهو الذي يستحق ان يصمد إليه في الحوائج يعني يسأل ويطلب ويرغب فيما عنده وهو الذي يأتي بالخيرات،وهو الذي يدفع الشرور عن من يصمد إليه،وهذا مروي من طريق علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس في صحيفة التفسير الصحيحة المعروفة حيث قال"الصمد" هو السيد الذي كمل في سؤدده،الشريف الذي كمل في شرفه ،العظيم الذي كمل في عظمته ،الحليم الذي كمل في حلمه ،العليم الذي كمل في علمه.
يعني "الصمد" هو الذي اجتمعت له صفات الكمال .
.............................. ..فإذن على هذين التفسيرين يكون قوله "الله الصمد" فيها صفة الله جل وعلا-القول الأول-
والثاني فيها أنواع صفات الله جل وعلا لأن معنى "الصمد" السيد الذي كمل في سؤدده والشريف الذي كمل في شرفه يعني من كملت له صفات الكمال ،وهذا ثابت في حق الله جل وعلا،وأيضا على هذا يكون "الصمد" الذي يصمد إليه في الحوائج،فيكون على هذا التفسير يكون قد جمعت كلمة "الصمد" بين توحيد الأسماء والصفاتوبين توحيد الالوهية ،لأن الذي يصمد إليه وحده في الحوائج يرغب إليه وحده ويطلب منه السؤال وحده يحتاج إليه وحده،هو "الصمد"وهو الله جل وعلا،وفي هذا رد على المشركين الذين الهوا غير الله أو وصفوا الله جل وعلا بصفات النقص من اليهود والنصارى والمشركين من شابههم .
المرجع: شرح العقيدة الواسطية للشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله-