ما صحة القصص التي تفرد بها البغوي في تفسيره؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرّ بي وأنا أقرأ تفسير البغوي الكثير من القصص التي لم أر لها وجوداً في كتب السنة أو غيرها مما دفعني إلى الشك في أنها من الإسرائيليات مع أني أظن أن هذا التفسير خالٍ منها، وسأورد لكم أحدها:
في تفسير قوله تعالى: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ... ) الآية:
(( ... وذلك أن الله تعالى خلق السماء والأرض وخلق الملائكة والجن فأسكن الملائكة السماء وأسكن الجن الأرض فغبروا فعبدوا دهراً طويلاً في الأرض، ثم ظهر فيهم الحسد والبغي فأفسدوا وقتلوا فبعث الله إليهم جنداً من الملائكة يقال لهم: الجن، وهم خزان الجنان اشتق لهم من الجنة رأسهم إبليس وكان رئيسهم ومرشدهم وأكثرهم علماً فهبطوا إلى الأرض فطردوا الجن إلى شعوب الجبال (وبكون الأودية) وجزائر البحور وسكنوا الأرض وخفف الله عنهم العبادة فأعطى الله إبليس ملك الأرض،
وملك السماء الدنيا وخزانة الجنة وكان يعبد الله تارة في الأرض وتارة في السماء وتارة في الجنة فدخله العجب فقال في نفسه: ما أعطاني الله هذا الملك إلا لأني أكرم الملائكة عليه فقال الله تعالى / له ولجنده: " إني جاعل " خالق. " في الأرض خليفة " أي بدلاً منكم ورافعكم إلي، فكرهوا ذلك لأنهم كانوا أهون الملائكة عبادة. والمراد بالخليفة هاهنا آدم سماه لأنه خلف الجن أي جاء بعدهم وقيل لأنه يخلفه غيره والصحيح أنه خليفة الله في أرضه لإقامة أحكامه وتنفيذ وصاياه " قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها " بالمعاصي. ))
فما هو تعليقكم؟ وهل أستمر في القراءة منه؟
رد: ما صحة القصص التي تفرد بها البغوي في تفسيره؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
لقد اختلفت مواقف العلماء من هذه الإسرائيليات على ثلاثة أنحاء :
أ- فمنهم من أكثر منها مقرونة بأسانيدها ، ورأى أنه إذا ذكر أسانيدها خرج من عهدتها ، مثل ابن جرير الطبري.
ب ـ ومنهم من ذكرها ، وجردها من الأسانيد غالبا ، فكان حاطب ليل ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن تفسيرالبغوي : إنه مختصر من الثعلبي ، لكنه صانه عن الأحاديث الموضوعية والآراء المبتدعة ، وقال عن الثعلبي : إنه حاطب ليل ينقل ما وجد في كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع.
ج- ومنهم من ذكر كثيرا منها، وتعقب البعض مما ذكره بالتضعيف أو الإنكار مثل ابن كثير .
ويذكر البغوي بعض الأخبار الإسرائيلية ، وهو مقل منها بالنسبة لغيره من المفسرين .
فإذا تفرد بشيء فإنه لا يصح .