التعليل العقدي

ما رأيكم في التعليل العقدي؟
لا شك التعليل الفقهي المبني على النظرة المقاصدية قد قلص مساحات كبيرة من الخلاف الفقهي .. فهل يمكن إسقاط ذلك على العقيدة لجمع وتقريب آراء الفرق والمذاهب أيضا؟
أم ان النظرة المقاصدية في الفقه لا يمكن إعمالها في مجال العقيدة؟

ثم إن تعليل الأحكام الفقهية وفق المقاصد الشريعة استطاع أن يقرب به العلماء مجموعة من الخلافات الفقهية، بسلك الجزئيات تحت الكليات .
فهل يمكن أن نعمل ذل في العقيدة ونقول مثلا : إن من مقاصد العقيدة، التوحيد.وما دامت المذاهب العقدية متفقة على الكليات فلا يلتفت للخلاف في الجزئيات؟
أم أن الأمر مختلف؟

أرجوا رأيكم في الموضوع؟

الأخ الفاضل سلمه الله
أولا: التعليل الفقهي يعتمد على النظر في العلل، ومقايسة الفرع بالأصل والنظر في الجامع تعليلا ومقصدا، بيد أن ذلك - من حيث الأصل - في العقائد مشكل، وذلك لاعتماد العقائد في الأصل على النص لأن متعلقها بالتغيبيات، فهي أشبه بالتعبديات الفقهية منها بالمعللة، ولا ينفي ذلك فهم الغاية الكبرى من الاعتقاد كما لا ينفي تعبدية بعض الفقهيات على إدراك الغاية الأولى منها.
وفي رأيي أن التفرق المذموم إنما نشأ من إعمال قاعدة القياس في هذا الباب، فترتب على ذلك قياس الخالق على المخلوق في صفاته، ومن ثم تحديد ما يجب ويستحيل ويحرم في حق الله تعالى، وتقديم المدارك العقلية - وعليها تعتمد المقاصد فهما - على النصوص كما هو معروف في هذا الباب.
ثانيا: ومع خطورة الولوج في هذا الباب فلم يزل أهل العلم يلحق بعض المستجدات من مسائل العقيدة بنظائرها، ومن ذلك إلحاق ما يستجد من المكفرات القولية والفعلية بنظائرها وما يشبهها من المنصوصة، وإلحاق بعض الموانع بالقياس والنظر للمقاصد بالمنصوص منها، على أن الإلحاق المذكور بنوعيه كثيرا ما يكون من مواضع النزاع.
هذه مجرد خاطرة سريعة والله الموفق للصواب.