طوبى لمن أنصف ربّه فأقر له بالجهل في علمه, والآفات في عمله
قال العلامة ابن القيم -رحمه الله- في الفوائد
"طوبى لمن أنصف ربّه فأقر له بالجهل في علمه, والآفات في عمله, والعيوب في نفسه, والتفريط في حقه, والظلم في معاملته. فإن آخذه بذنوبه رأى عدله, وإن لم يؤاخذه بها رأى فضله.وإن عمل حسنة رآها من منّته وصدقته عليه, فإن قبلها فمنّة وصدقة ثانية, وإن ردّها فلكون مثلها لا يصلح أن يواجه به. وإن عمل سيّئة رآها من تخلّيه عنه, وخذلانه له, وإمساك عصمته عنه, وذلك عدله فيه, فيرى في ذلك فقره إلى ربّه, وظلمه في نفسه, فإن غفرها له فبمحض إحسانه وجوده وكرمه.ونكتة المسألة وسرّها أنّه لا يرى ربّه إلا محسنا ولا يرى نفسه إلا مسيئا أو مفرطا أو مقصّرا فيرى كل ما يسرّه من فضل ربّه عليه وإحسانه إليه وكل ما يسوؤه من ذنوبه وعدل الله فيه."
رد: طوبى لمن أنصف ربّه فأقر له بالجهل في علمه, والآفات في عمله
رد: طوبى لمن أنصف ربّه فأقر له بالجهل في علمه, والآفات في عمله
حكى الذهبي في سير النبلاء أن الإمام أبا عبيد القاسم بن سلام سأل تتلاميذه يوما : ما هو وفاء العلم ؟ .. فتكلم كل أحد فيهم بما يحسن وهو صامت يسمعهم حتى قضوا ما عندهم ثم قالوا : وما تقول انت في ذلك يا إمام ؟ قال : وفاء العلم أن تقول : كنت أجهل المسالة الفلانية .. ثم علمتها بعد ذلك ( انتهى ) .. وذلك يصدق قول ربنا : ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) .