معالم النجاة:
*****************المعلم الأول: لا تُعجب بحالك الراهنة فإن الأعمال بالخواتيم قال - صلىالله عليه وسلم -: ((إن العبد ليعمل بعمل أهل النار وإنه من أهل الجنة، ويعملالرجل بعمل أهل الجنة وإنه من أهل النار وإنما الأعمال بالخواتيم))
المعلم الثاني: زيارة القبور خير طريق لتذكر الموت وما بعده فقد صحّ عنالنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروهافإنها تذكركم الآخرة))، جاء في تبصرة القرطبي - رحمه الله - قوله: كم من ظالم تعدىوجار فما راع الأهل ولا الجار بينما هو قد عقد الإصرار حلّ به الموت فحلّ من حُلتهالإزار فاعتبروا يا أولي الأبصار،ما صحبه سوى الكفن إلى بيت البلى والعفن فلورأيته وقد حلّت به الفتن وشين ذلك الوجه الحسن فلا تسأل كيف صار فاعتبروا يا أوليالأبصار،سال في اللحد صديده وبلى في القبر جديده وهجره نسيبه ووديده وتفرق شحمهوعبيده وتخلى عن الأنصار فاعتبروا يا أولي الأبصار،أين مجالسه العالية أين عيشتهالصافية أين لذته الخالية كم تسفي على قبره السافية ذهبت العين وأُخفيت الأثارفاعتبروا يا أولي الأبصار،تقطعت به جميع الأسباب وهجره القرناء والأتراب وربمافُتح له في اللحد باب النار فاعتبروا يا أولي الأبصار،خلى والله بما صنع واحتوشهالندم وما نفع وتمنى الخلاص وهيهات قد وقع وخلاّه الخليل المصافي وانقطع واشتغلالأهل بما كان جمع وتملّك أعداءه المال والدار فاعتبروا يا أولي الأبصار،نادم بلاشك ولا خفى باكٍ على ما زلّ وهفا، يود أن صافي اللذات ما صفى وعلم أنه كان يبني منجرفٍ هارٍ على شفى فاعتبروا يا أولي الأبصار.
المعلم الثالث: إذا رأيت ميتاً فتصور أنك أنت الطريح بين يدي الإمام أوعلى النعش أو من يُنزل في حفرة القبر فنحريٌ بنا حينئذٍ أن نراجع أنفسنا.
المعلم الرابع: لا تصاحب أهل اللهو والبطالة.
المعلم الخامس: تذكر أنه مع حلاوة المتعة فـإنه يعقبها مرارة الندم.
المعلم السادس: لعلك قد كتبت الآن في الأموات بعد مدة يسيرة وأنت تسرحوتمرح بلا تـوبة ولا مراجعة.
المعلم السابع: كل متعة تعتبر هباءً عند حلول الموت فلماذا نعصي الله -عز وجل - من أجل هذه المتعة: (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّجَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوايُمَتَّع ُونَ)
عش ما بدا لك سالماً *** في ظل شاهقة القصوريُسعى إليك بما تحب *** لدى الرواح وفي البكورفإذا النفوس تغرغرت *** بزفر حشرجة الصدورفهناك تعلم موقناً *** ما كنت إلا في غرور
المعلم الثامن: السعيد من وُعظ بغيره، قال زين الدين المعبّري - رحمهالله - اعلم أن مما يعينك على ذكر الموت أن تذكر من مضى من أقاربك وإخوانك وأصحابكوأترابك الذين مضوا قبلك كانوا يحرصون حرصك ويسعون سعيك ويعملون في الدنيا عملكفقصفت المنون أعناقهم وقلعت أعراقهم وقصمت أصلابهم وفجعت فيهم أحبابهم فأُفردوا فيقبور موحشة وصاروا جيفاً مدهشة والأحداق سالت والألوان حالت والفصاحة زالت والرؤوستغيرت ومالت مع فتان يُقعدهم يسألهم عما كانوا يعتقدون ثم يكشف لهم من الجنةوالنار مقعدهم إلى يوم يبعثون فيرون أرضاً مبدلة وسماء مشققة وشمساً مكورة ونجوماًمنكرة وملائكته منزله وأهوالاً مذعره وصحفٌ منشرة وناراً زفرة وجنة مزخرفة فعُدّنفسك منهم ولا تغفل عن زاد معادك ولا تهمل نفسك سدىً كالبهائم ترتع ولا تدري (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمْ الأَمَلُ فَسَوْفَيَعْلَم ُونَ)
المعلم التاسع: الأيام خزائن وما مضى فإنه لا يعود (حَتَّى إِذَا جَاءَأَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَاتَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌإِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ).
المعلم العاشر: لا ذكرى بغير إنابة ولا انتفاع بغير استجابة (إِنَّ فِيذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌاللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُلا) يمكنللإنسان أن يهتدي ولا أن يقبل هدى الله – - عز وجل - إلا إذا تهيأ قلبه للاستجابةلهذا الهدى، قال الله - عز وجل -: (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْلَ ئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَاللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ * وَنُقَلِّبُأَفْ ئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍوَنَذَرُ هُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ * وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَاإِلَي ْهِمْ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمْ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّشَيْءٍ قُبُلاً مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّأَكْثَ رَهُمْ يَجْهَلُونَ).
اللهم أيقظنا من الغفلات وأورثنا الجنات واجعل قبورنا بعد فراق الدنياخير منازلنا ووسع فيها حنين ملاحدنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آلهوأصحابه أجمعين.