تخريج حديث لا تمار أخاك، ولا تمازحه، ولا تعده موعدا فتخلفه.
ليث بن أبي سليم، عن عبد الملك، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تمار أخاك، ولا تمازحه، ولا تعده موعدا فتخلفه.
فقد أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (394)، والترمذي (1995) – ومن طريقه الهروي في "ذم الكلام" (133)، والسهروردي في "عوارف المعارف" (ق77/أ)، وابن الصابوني في "تحفة الراغب" (ق3/أ)، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/ 633) -، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (123 و388)، والحربي في "غريب الحديث" (2/ 474)، وأبو نعيم في "الحلية" (344)، وأبو نصر محمد بن الحسين البزاز في "معجم شيوخه" - كما في "التدوين" للرافعي (4/ 117) -، والقضاعي في "مسند الشهاب" (936)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8073)، والخطيب في "الجامع" (1177) – ومن طريقه الذهبي في "معجم شيوخه" (2/ 262) مختصرا -، وأبو بكر الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (376)، والقاضي عياض في "بغية الرائد" (ص181)؛ جميعهم من طريق ليث بن أبي سليم، به.
قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه وعبد الملك عندي هو ابن أبي بشير.
ووقع في إسناد رواية أبي نعيم: عبد الملك يعني: ابن أبي بشير.
وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث عكرمة، لم يروه عنه إلا ليث عن عبد الملك.
قلت: ليث بن أبي سليم، صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك.
وله شاهد مرسل مختصرا.
أخرجه أبو طاهر ابن الفيل في جزئه (131) من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن حريث بن عمرو – مرسلا - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تجاري أخاك ولا تماره ولا تشاده.
وهو مرسل ضعيف جدا، ابن أبي مريم ضعيف، وكان قد سرق بيته فاختلط، وحريث هو: الحضرمي الشامي، ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (3/ 70)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/ 263) ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "ثقاته" (4/ 174).
ولشطره الأخير مرسل أخر.
أخرجه ابن وهب في "جامعه" (208) عن مسلمة بن علي وغيره عن رجل عن أبي إسحاق السبيعي - مرسلا- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في بعض مجلسه: ولا تعد أخاك عدة تخلفه؛ فإن ذلك يورث بينك وبينه عداوة.
وأخرجه ابن حزم في "المحلى" (8/ 29)، وفي "الإحكام" (5/ 12) من طريق ابن وهب عن إسماعيل بن عياش عن أبي إسحاق السبيعي، مرسلا، به.
قلت: وهو مرسل ضعيف جدا؛ فمسلمة بن علي متروك، وشيخه مبهم، والسند الثاني فيه إسماعيل بن عياش مخلط في روايته عن غير أهل بلده وهذه منها، وأبو إسحاق السبيعي تغير حفظه بأخرة، ومن رواه عنه لا يعرف عنه بالسماع، والظاهر أن من رفعه أخطأ فيه وأنه جزء عن خبر من الإسرائيلات موقوفا على عبد الرحمن بن أبزى، فقد ذكر ابن أبي حاتم في "العلل" (2544): سألت أبي عن حديث رواه بقية بن الوليد، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه: أن داود النبي - عليه السلام - قال لابنه سليمان- عليه السلام -: يا بني، كن لليتيم كالأب الرحيم، واعلم أنك كما تزرع كذلك تحصد، ولا تعدن أخاك موعدا ثم تخلفه؛ فإن ذلك يورث بينك وبينه عداوة، واعلم أن خطبة الأحمق في الملأ كالمغني عند رأس الميت، ما أقبح الفقر بعد الغنى، وأقبح من ذلك الضلالة بعد الهدى.
فسمعت أبي يقول: هذا خطأ؛ إنما هو: عن عبد الرحمن بن أبزى فقط: أن داود قال، ليس فيه أبوه. اه. وانظر أيضا هامش المسألة (1190).
وهذا الوجه الذي ذكره أبو حاتم هو الصحيح عن أبي إسحاق فقد أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (138) من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق السبيعي عن عبد الرحمن بن أبزى، قال قال داود عليه السلام، ... فذكره بنحوه.
رد: تخريج حديث لا تمار أخاك، ولا تمازحه، ولا تعده موعدا فتخلفه.
ما شاء الله نفع الله بكم اخي الكريم
رد: تخريج حديث لا تمار أخاك، ولا تمازحه، ولا تعده موعدا فتخلفه.
أحسنت بارك الله فيك ، وليث قد خولف في رفعه . والحديث ضعفه العلامة الألباني .
رد: تخريج حديث لا تمار أخاك، ولا تمازحه، ولا تعده موعدا فتخلفه.
جزاك الله خيراً أخي جودة .