اطلعت على كتاب " الجامع في العلل والفوائد " ، فأبهرني صنيع الدكتور ماهر الفحل في هذا الكتاب ، فقد أتى على جل ما صنف من القواعد التنظيرية في هذا الباب ، بالإضافة الى كثرة الأمثلة التطبيقية ، وقد اعتمد في جمع مادته في هذا الكتاب على كثير من الكتب ، خاصة الأبحاث المعاصرة ، التي بالرغم من فائدتها ، فإنها تشتت الطالب كثيراً ، فحين يريد أن يقرأ في المسألة الفلانية يذهب الى هذا البحث ، وحين يريد أن يطلع على مسألة أخرى ينصحه الاخوة ببحث اخر ، وهكذا مما يشتت الطالب كثيراً ، فقد تكون في المسألة الواحدة عدد كبير من الأبحاث والعمر قصير فلن يستطيع أن يأتي على كل هذه الأبحاث ، وإذا قلنا ينتقي ، تظهر مشكلة أخرى ، وهي مشكلة الاطلاع حتى ينتقي ، فكثيراً ما تختلف اراء الناصحين ، وتبرز أيضاً مشكلة توفر هذه الأبحاث ، فقد لا يجد ما يبحث عنه ، هذا بالإضافة الى المشاكل المادية التي تواجه الطالب .
ومن هنا أوجه النصح والطلب _ مع الالحاح _ في ذات الوقت للمتخصصين في كل مجال ، ممن يمتلك القدرة العلمية والمادية _ خاصة أصحاب مكاتب التحقيق _ توجيه النظر للعمل في مشاريع موسوعية لجمع أصول كل علم في كتاب واحد جامع استعانةً بالكتب التراثية والأبحاث المعاصرة في ذات الوقت ، للخروج بعمل موسوعي في كل فن يجمع بين أصالة التراث ، وأساليب التنسيق والترتيب والتدقيق والتمحيص الجديدة ، ولو كان هذا العمل في عدة مجلدات ، ففي هذه الأعمال توفير لجهد الطالب وعدم تشتيت الانتباه .
وهذا صراحةً ما وجدته في كتاب " الجامع في العلل والفوائد " من جودة التحرير والتنسيق وسهولة العرض ، فهو بحق _ كما قال مؤلفه _ يجمع بين التأليف والتحقيق .
وهأنذا اسأل الدكتور الفاضل : هل من خطة فضيلتكم القيام بمثل هذا العمل في علمي " الجرح والتعديل " و " مصطلح الحديث " ؟ لجمع المادية العلمية من الكتب التراثية والأبحاث المعاصرة ووضعها في مؤلف موسوعي .
تنبيه : هذا السؤال موجه أيضاً لمن في خطته المستقبلية القيام بمثل هذه الأعمال الموسوعية .
ملحوظة : من الكتب التي اعجبتني في هذه الطريقة من الجمع ، كتاب " المدخل الى علم الجرح والتعديل " لمؤلفه "حازم الشربيني " . الا أنه يحتاج الى مزيد من التحرير ، ومن تغيير الخطة المتبعة من الاشارة الى ما في كتب الاخرين ، الى ذكر ما في هذه الكتب ، ومحاولة مناقشة هذه القضايا الفرعية التي في حواشي الكتاب .
فلو اتبع المؤلف هذه الخطة ، لخرج الكتاب في عدد من المجلدات ، وأغنى الباحثين عن عدد من الكتب المعاصرة الموجودة على الساحة العلمية .
وفي النهاية انتظر التفاعل من الاخوة .
