حُجْر بْنِ عَدِيٍّ هل نبش قبره في سوريا؟
حُجْر بْنِ عَدِيٍّ ( هل نُبش قبره في سوريا ) ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين :
نسبه :
قال ابن حجر في الإصابة (2/ 32) : " حُجْر : بضم أوله وسكون الجيم- ابن عدي بن معاوية بن جبلة بن عدي ابن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي، المعروف بحجر بن الأدبر، حجر الخير " . انتهى
واختلف العلماء في صحبته ، فذكره البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان وغيرهم في التابعين .
وقال الذهبي : " ولحُجْر صُحْبة ووفادة، مَا رَوَى عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شيئًا ". وذكره صاحب أسد الغابة والاستيعاب في الصحابة .
صفاته :
قال الذهبي: " وَكَانَ صالحًا عابدًا، يلازم الْوَضوء، ويكثر من الأمر بالمعروف والنهي عَن المنكر " .
وقال ابن حجر : " وذكر ابن سعد ومصعب الزبيري ....أن حجر بن عدي شهد القادسية، وأنه شهد بعد ذلك الجمل وصفّين وصحب عليا، فكان من شيعته، وقتل بمرج عذراء بأمر معاوية وكان حُجر هو الّذي افتتحها، فقدّر أن قتل بها " . انتهى
قتله :
لما انتهت الفتنة - سنة إحدى وأربعين للهجرة تقريبا - بين علي ومعاوية رضي الله عنهما ، جمع الله تعالى المسلمين على ملك عادل هو معاوية رضي الله عنه في الشام ، وكان المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أميرا على الكوفة لمعاوية ثم زياد بن أبي سفيان من بعده ، وكان حُجر ينكر عليهما .
ولا يمكن للقارئ أن يجزم بتفاصيل ما جرى مع تعدد الروايات ، لكن يظهر من مجموع الروايات جرأة حُجر – رحمه الله - في الإنكار على الأمراء في المسائل الاجتهادية ، وربما أنكر باليد مع جماعة من أصحابه الذين وصل عددهم أحيانا إلى ثلاثة آلاف شخص، وربما حصب الأمير، لكن دون أن يخرج بالسلاح ، مع صلاحه وتقواه ، وخشية معاوية رضي الله عنه – وهو الخليفة - من تفاقم الأمر .
ويبعد ما ذكر في بعض كتب التاريخ أنه قتل لأنه لم يتبرأ من علي رضي الله عنه بدليل ما صح عنه أنه ثبت على بيعة معاوية قبل قتله .
استشار معاوية بن أبي سفيان الناس في قتله، فمنهم المشير، ومنهم الساكت . ثم أمر بقتله مع بعض أصحابه ودفن بعذرا في دمشق . ويروى أنه قال : قَتْلُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقْتُلَ مَعَهُ مِائَةَ أَلْفٍ .
وقد ندم معاوية رضي الله عنه قبل موته على قتله كما في تاريخ ابن عساكر بسند حسّنه ابن حجر .
أخيرا قال معاوية رضي الله عنه لعائشة رضي الله عنها لما عاتبته في قتل حجر : " فَدَعِينَا وَإِيَّاهُمْ حَتَّى نَلْقَى رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ " رواه أحمد ، وصححه المحقق .
قال شحاتة محمد صقر : " وأنتم معشر المسلمين أولى أن تدعوهما حتى يقفا بين يدي الله - عز وجل – " .
هل جثته باقية إلى الآن ؟ وهل ما شاهدناه صورته ؟
تم نبش قبره بتاريخ 27 ابريل 2013 م في سوريا.
http://www.ariffino.net/?p=142337
الظاهر : أن ما شاهدناه ليس بصورة حُجْر بن عدي ، لأن الأصل أن الأرض لا تأكل لحوم الأنبياء كما في الحديث ، أما غيرهم فالله أعلم .
ثم إن الصورة فيها الرأس مع الجسد ، ومعلوم أن حُجرا قتل بقطع رأسه .
وأخيرا : هذا المقطع يؤكد ذلك :
الفيديو الأصلي تكذيب صورة حجر بن عدي
http://www.youtube.com/watch?v=XFddJ...e_gdata_player .
والله أعلم .
والحمد لله رب العالمين .
رد: حُجْر بْنِ عَدِيٍّ هل نبش قبره في سوريا؟
وكان قتله سنة إحدى وخمسين للهجرة .
هل الأرض تأكل لحوم الصحابة والشهداء والصالحين ؟
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (يَبْلَى كُلُّ شَيْءٍ مِنْ الْإِنْسَانِ إِلَّا عَجْبَ ذَنَبِهِ فِيهِ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ) رواه البخاري (4814) ومسلم (2955) .
فظاهر هذا أن جميع بني آدم تأكلهم الأرض ، ولا يبقى من أجسادهم شيء إلا عجب الذنب ، وهو عظم صغير في أسفل الظهر .
ولم يرد - فيما نعلم – استثناء أحد لا تأكله الأرض إلا الأنبياء فقط ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ) رواه أبو داود (1047) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن الشهيد لا تأكله الأرض أيضاً .
قال ابن عبد البر في "التمهيد" (18/173) :
" روي في أجساد الأنبياء والشهداء أن الأرض لا تأكلهم ، وحسبك ما جاء في شهداء أحد وغيرهم ، وإذا جاز أن لا تأكل الأرض عجب الذنب جاز أن لا تأكل الشهداء ، وذلك كله حكم الله وحكمته " انتهى باختصار .
وقال القرطبي في "المفهم شرح مسلم" (7/307) :
" وظاهر هذا : أن الأرض لا تاكل أجساد الشهداء ، والمؤذنين المحتسبين ، وقد شوهد هذا فيمن اطلع عليه من الشهداء ، فوجدوا كما دفنوا بعد آماد طويلة ، كما ذكر في السير وغيرها " انتهى.
ولكننا لا نعلم دليلا صحيحا من السنة النبوية يدل على أن الشهيد لا تأكله الأرض ، غير أنه وجد في وقائع كثيرة بقاء بعض الشهداء مدة بعد دفنهم .
روى البخاري (1351) عَنْ جَابِرٍ رضى الله عنه ، في قصة استشهاد والده في غزوة أحد ، قال ( فَأَصْبَحْنَا فَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ ، وَدُفِنَ مَعَهُ آخَرُ فِى قَبْرٍ ، ثُمَّ لَمْ تَطِبْ نَفْسِى أَنْ أَتْرُكَهُ مَعَ الآخَرِ ، فَاسْتَخْرَجْتُ هُ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ ، فَإِذَا هُوَ كَيَوْمِ وَضَعْتُهُ هُنَيَّةً ، غَيْرَ أُذُنِهِ ).
وفي رواية أبي داود (3232) ( فَمَا أَنْكَرْتُ مِنْهُ شَيْئًا إِلاَّ شُعَيْرَاتٍ كُنَّ فِى لِحْيَتِهِ مِمَّا يَلِى الأَرْضَ ).
وقد عقد القرطبي في "التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة" بابا ذكر فيه شيئا من ذلك.
ولكن لا نستطيع الجزم بأن ذلك يكون لكل شهيد ، وأنه يبقى إلى يوم القيامة .
قال ابن أبي العز الحنفي في "شرح الطحاوية" (ص/396):
" وحرم الله على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء كما روي في السنن ، وأما الشهداء : فقد شوهد منهم بَعدَ مُدَدٍ مِن دفنه كما هو لم يتغير ، فيحتمل بقاؤه كذلك في تربته إلى يوم محشره ، ويحتمل أنه يبلى مع طول المدة ، والله أعلم ، وكأنه - والله أعلم - كلما كانت الشهادة أكمل والشهيد أفضل ، كان بقاء جسده أطول " انتهى.
وقال الشيخ ابن عثيمين في "لقاءات الباب المفتوح" (204/سؤال رقم/1):
" أما الشهداء والصديقون والصالحون فهؤلاء قد لا تأكل الأرض بعضهم كرامة لهم ، وإلا فالأصل أنها تأكله ولا يبقى إلا عجب الذنب " انتهى .
وعلى هذا ؛ فالمرأة المسؤول عنها نرجو أن يكون الله تعالى تقبلها شهيدة ، وأبقى جسمها هذه المدة كرامة لها .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
رد: حُجْر بْنِ عَدِيٍّ هل نبش قبره في سوريا؟
قبره الآن أصبح مزارا للشيعة ، وتم مؤخرا طباعة كتاب عن سيرته من قبل الشيعة ولقي إقبالا عندهم ، وتأثر به بعض المسلمين ، ولاشك أنهم يريدون بذلك الطعن في معاوية رضي الله عنه بطريقة غير مباشرة .
حبذا لو تم التعاون على كتيب عنه يتم نشره بالوسائل الحديثة .
والحمد لله .
رد: حُجْر بْنِ عَدِيٍّ هل نبش قبره في سوريا؟
ومن عقيدة أهل السنة والجماعة حبهم وسلامة قلوبهم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومنهم علي ومعاوية رضي الله عنهما ، واعتقادهم أن أفضل الصحابة : أبابكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم وذلك لما لهم من الفضائل الكثيرة من الجهاد في سبيل الله ونشر الإسلام والإنفاق في سبيله مع العبادة والطاعة لله تعالى . ويكفي أن المسلمين من بعدهم هم من حسنات هؤلاء الصحابة فلولا نشرهم للإسلام وقتالهم للمرتدين لكان كثير من الناس على الشرك والكفر . ولذا قال الله تعالى {وَالَّذِينَ جَاؤُو مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } .
فجزاهم الله عنا خيرا .
ويمسكون عما جرى بينهم من القتال والسب والذي كان عن اجتهاد ، وأنهم غير معصومين ..ومع ذلك فقد أنكر علماء الصحابة القتال والسب الذي كان بين الصحابة رضي الله عنهم أجمعين .