قال صلى الله عليه وسلم: إن الله لا يعذب بقطع الرزق .
ما صحة هذا الحديث ؟
عرض للطباعة
قال صلى الله عليه وسلم: إن الله لا يعذب بقطع الرزق .
ما صحة هذا الحديث ؟
قال السخاوي في المقاصد الحسنة :
حديث ( إن الله لا يعذب بقطع الرزق )
هو بمعناه عند الطبراني في الصغير من حديث أبي سعيد الخدري رفعه ( إن الرزق لا تنقصه المعصية ولا تزيده الحسنة وترك الدعاء معصية ) وعند العسكري من حديث ابن مسعود رفعه ( ليس أحد بأكسب من أحد وقد كتب الله النصيب والأجل وقسم المعيشة والعمل والرزق مقسوم وهو آت على ابن آدم على أي سيرة سارها لا تقوى تقي بزائده ولا فجور فاجر بناقصه بينه وبينه ستر وهو في طلبه ) وسنده ضعيف
وهو في فوائد أبي علي عبد الرحمن بن محمد النيسابوري رواية أبي بكر بن زيرك عنه أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب حدثنا أحمد بن محمد حدثنا مالك القاضي حدثنا أبو المطاع أحمد بن عصمة الجوزجاني حدثنا عبد الجبار بن أحمد السجستاني بمصر حدثنا أبو دعامةإسماعيل بن علي بن الحكم وكان قد أربى على المائة بسر من رأى حدثني أبو العتاهية حدثني الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود قال قال النبي ( الرزق يأتي العبد في أي مسيرة سار لا تقوى تقي بزائده ولا فجور فاجر بناقصه بينه وبين العبد ستر والرزق طالبه ) قال وأنشد أبو العتاهية لنفسه مع الحديث :
ورزق الخلق مجلوب اليهم """مقادير يقدرها الجليل
فلا ذو المال يرزقه بعقل """ ولا بالمال تنقسم العقول
وهذا المال يرزقه رجال """ مباذيل قد اختبروا فسيلوا
كما تسقى سباخ الأرض يوما """ويصرف عن كرائمها السيول
وأصله عند ابن أبي الدنيا مرفوعا : ( إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله )
ويدل على اشتهار هذا ما يحكى أن كسرى غضب على بعض مرازبته فاستؤمر في قطع عطائه فقال : نحط من مرتبته ولا ننقص من وصلته فإن الملوك تؤدب بالهجران ولا تعاقب بالحرمان
ولكن قد يعارض بما ورد في الزنا ( إنه يورث الفقر ) كما سيأتي وبما في النسائي وابن ماجه وأحمد وأبي يعلى وابن منيع والطبراني كلهم عن ثوبان مرفوعا حديث ( إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ) ( قلت ـ المديني ـ: هو ضعيف أيضا ومعناه صحيح )
وكذا يروى عن ابن مسعود رفعه ( إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه )
وكذا يروى عن ابن مسعود رفعه ( إن الرجل ليذنب الذنب فيحرم به الشيء من الرزق وقد كان هيء له وانه ليذنب فينسى به الباب من العلم وقد كان علمه وانه ليذنب الذنب فيمنع به قيام الليل ) وفي لفظ ( إياكم والمعاصي فإن العبد ليذنب الذنب ) وذكره
وفي الحلية لأبي نعيم من طريق سعيد بن المسيب عن عثمان رفعه
( إن الصبحة تمنع الرزق ) وسيأتي في الصاد
ولأبي الشيخ في طبقات الاصبهانيين عن أبي هريرة مرفوعا ( الكذب ينقص الرزق ) وكذا هو في مشيخة أبي بكر الأنصاري ، وفي مسند الفردوس في أوله ( بر الوالدين يزيد في العمر )
وللديلمي عن أنس رفعه ( إذا ترك العبد الدعاء للوالدين فإنه ينقطع عن الولد الرزق في الدنيا )
ونحوه قول وهيب بن الورد لمن سأله أيجد طعم العبادة من عصى الله سبحانه ؟ قال : لا ولا من هم بالمعصية . وكذا بما اشتهر مما لم أقف عليه ومعناه صحيح : المعاصي تزيل النعم .حتى قال أبو الحسن الكندي القاضي مما أنشده البيهقي من جهته
( إذا كنت في نعمة فارعها """فإن المعاصي تزيل النعم )
وقد يدل على المعنى ما يروى أنه دخل على عائشة فرأى كسرة ملقاة فمسحها فقال ( يا عائشة أحسني جوار نعم الله فإنها قلما نفرت من أهل بيت فكادت أن ترجع إليهم )
ويروى من حديث عائشة وأنس وغيرهما وقد سبق ذكره في ( أكرموا الخبز ) بل أوسعت الكلام على هذا الحديث في بعض الأجوبة وجمعت بينهما على تقدير تساويهماوفي تاسع المجالسة للدينوري عن الفضيل بن عياض في قوله خير الرازقين قال المخلوق يرزق فإذا سخط قطع رزقه والله تعالى يسخط فلا يقطع رزقه .
في الهندية : بكر القضاعي . هذا حديث موضوع ، وأبو دعامة لا يعرف ، قاله الذهبي والحافظ .
وفي كشف الخفاء للعجلوني :
(إن الله لا يعذب بقطع الرزق) رواه بمعناه الطبراني في الصغير عن أبي سعيد رفعه : إن الرزق لا تنقصه المعصية ولا تزيده الحسنة وترك الدعاء معصية وعند العسكري بسند ضعيف عن ابن مسعود رفعه : ليس أحد بأكسب من أحد قد كتب الله النصب والأجل ، وقسم المعيشة والعمل ، والرزق مقسوم وهو آت على ابن آدم على أي سيرة سارها ، ليس تقوى تقي بزائده ، ولا فجور فاجر بناقصه وبينه وبينه ستر وهو في طلبه ، ورواه أبو علي عبد الرحمن بن محمد النيسابوري في فوائده عن ابن مسعود بلفظ : قال : الرزق يأتي العبد في أي سيرة سار ، لا تقوى متق بزائده ، ولا فجور فاجر بناقصه ، وبينه وبين العبد ستر والرزق طالبه ، قال وأنشدني أبو العتاهية لنفسه : ورزق الخلق مجلوب إليهم * مقادير يقدرها الجليل فلا ذو المال يرزقه بعقل * ولا بالمال تنقسم العقول وهذا المال يرزقه رجال * منا ذيل قد اختيروا فسيلوا كما تسقى سباخ الأرض يوما * ويصرف عن كرائمها السيول وأصله عند ابن أبي الدنيا مرفوعا : إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله ، ويناسب هذا ما حكي أن كسرى غضب على بعض مرازبته ، فاستؤمر في قطع عطائه فقال : يحط عن مرتبته ، ولا ينتقص من صلته ، فإن الملوك تؤدب بالهجران ولا تعاقب بالحرمان ، وما روي عن الفضيل في قوله تعالى * (وهو خير الرازقين) * قال : المخلوق يرزق ، فإذا سخط قطع رزقه ، والله تعالى يسخط ولا يقطع رزقه ، تنبيه : ما ذكر في الحديث هنا براوياته قد يعارض بما ورد في الزنا أنه يورث الفقر كما سيأتي ، وبما في النسائي وابن ماجه وأحمد وأبي يعلى وابن منيع والطبراني وغيرهم عن ثوبان مرفوعا في حديث إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه . ورواه العسكري عن ابن عباس
مرفوعا بلفظ : إن الدعاء يرد القضاء وإن البر يزيد العمر وإن العبد ليحرم الرزق بذنب يصيبه . ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم * (إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون) * وبما روي عن ابن مسعود رفعه أن الرجل ليذنب الذنب فيحرم به الشئ من الرزق وقد كان هيئ له ، وإنه ليذنب الذنب فينسى به الباب من العلم قد كان علمه ، وإنه ليذنب الذنب فيمنع به قيام الليل وفي لفظ إياكم والمعاصي ، فإن العبد ليذنب وذكره ، ...إلخ
وفي الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث للغزي
حديث : إن الله لا يعذب بقطع الرزق
لم يرد بهذا .
وفي معناه الحديث عند الطبراني إن الرزق لا تنقصه المعصية ولا تزيده الحسنة وترك الدعاء معصية
وقد يعارضه الحديث الآخر عن ابن عباس إن الدعاء يرد القضاء وإن البر يزيد في العمر وإن العبد يحرم الرزق بذنب يصيبه
ثم قرأ رسول الله إنَّا بَلَوْنَاهُم كمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الجَنَّةِ إذْ أَقَسَموا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحين وَلا يَسْتَثْنون القلم1718 في أخبار أخر
وقد يجاب بأن ما يقضى للعبد من أجل ورزق وبلاء إن كان مبرما لا يؤثر فيه الدعاء والطاعة والمعصية
وإن كان معلقا على شيء من ذلك وسبق في القضاء وجود ما علق عليه أثر .أهـ
قلت : فالحديث لا يصح على كل حال .
بارك الله فيك شيخنا .
وفيك بارك أخي الحبيب . وأسأل الله أن ينفعنا جميعا .
قال الشيخ الألباني في إرواء الغليل:
(1961) - (حديث عائشة: " دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى كسرة ملقاة فأخذها فمسحها ثم أكلها , وقال: يا عائشة أكرمى كريمك فإنها ما نفرت عن قوم فعادت إليهم " رواه ابن ماجه ورواه ابن أبى الدنيا فى كتاب الشكر له بنحوه ولفظه: " أحسنى جوار نعم الله عليك ".
* ضعيف.
أخرجه ابن ماجه (3353) وابن أبى الدنيا فى " الشكر " (1/1/2) وكذا أبو سعيد النقاش الأصبهانى فى " الجزء الثانى من الأمالى " (ق 2/2) من طريق الوليد بن محمد الموقرى: حدثنا الزهرى عن عروة عنها به.
ولفظ ابن أبى الدنيا كما ذكر المصنف , والباقى نحوه.
وقال البوصيرى فى " الزوائد " (ق 202/2) : " هذا إسناد ضعيف لضعف الوليد بن محمد الموقرى أبو بشر البلقاوى ".
قلت: هو شر من ذلك , فقد اتهم بالكذب , أورده الذهبى فى " الضعفاء " وقال: " كذبه يحيى , وقال الدارقطنى: ضعيف ".
وقال الحافظ فى " التقريب ": " متروك ".
وقال أبو سعيد النقاش عقبه: " لا أعلم أحدا رواه عن الزهرى غير الموقرى ".
وأقول: قد توبع , أخرجه الخرائطى فى " فضيلة الشكر " (ق 135/1) والضياء المقدسى فى " جزء من تعاليقه " (ق 200/2) من طريق القاسم بن غصن عن هشام بن عروة عن أبيه به.
وقال الضياء: " لا أعلم رواه عنه إلا القاسم بن غصن الرملى وهو صاحب غرائب ومناكير ".
قلت: فهى متابعة واهية لا تثبت.
ومثلها ما جاء فى " جزء منتقى من الأربعين فى شعب الدين " للضياء (ق 47/2) من طريقين عن أبى يعلى حمزة بن عبد العزيز الصيدلانى أنبأ أبو الفضل العباس بن منصور الفرنداباذى حدثنا مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه به نحو لفظ ابن أبى الدنيا وهذا سياقه: " قالت: " دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فرأى كسرة ملقاة فمشى إليها فأخذها , ثم مسحها فأكلها , ثم قال لى: يا عائشة أحسنى جوار نعم الله تعالى , فإنها قل ما نفرت من أهل بيت فكادت أن ترجع إليهم ".
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات غير العباس بن منصور الفرنداباذى ترجمه السمعانى فى نسبته هذه فقال: " أبو الفضل العباس بن منصور بن العباس بن شداد بن داود الفرنداباذى النيسابورى سمع ابن يحيى الذهلى وأيوب بن الحسن الزاهد وعتيق بن محمد الجرشى وأحمد بن يوسف السلمى وعلى بن الحسن الهلالى , وأقرانهم.
روى عنه أبو على الحسين بن على الحافظ وأبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن يحيى المزكى وغيرهما.
توفى سنة (326) وكان من أصحاب الرأى ".
وهو كما ترى لم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا , فهو مجهول الحال.
وأما أبو يعلى الصيدلانى , فقد ترجمه السمعانى فى نسبته هذه ووصفه بقوله: " من أهل نيسابور , شيخ فاضل صالح عالم صحب الأئمة , وعمر حتى حدث بالكثير " ولم يذكر له وفاة , وفى " الشذرات " أنه توفى سنة (406) وتابع القاسم بن غصن خالد بن إسماعيل: حدثنا هشام بن عروة به.
أخرجه الخطيب فى " تاريخ بغداد " (11/229) .
لكن خالد هذا وهو المخزومى قال ابن عدى: " كان يضع الحديث على الثقات ".
وللحديث شاهد من حديث أنس مرفوعا بلفظ: " أحسنوا جوار نعم الله جل وعلا , لا تنفروها , فإنه قل ما زالت عن قوم فعادت إليهم ".
أخرجه أبو يعلى فى " مسنده " (ق 167/2) وأبو الفتح الأزدى فى " الثالث من كتاب فيه مواعظ " (2/2) وأبو بكر الكلاباذى فى " مفتاح المعانى " (ق 257/1) عن عثمان بن مطر قال: حدثنا ثابت البنانى عن أنس بن مالك به.
قلت: وعثمان بن مطر ضعيف.
كما فى " التقريب ".
والحديث أورده ابن أبى حاتم فى " العلل " (2/321) عن ابن مسعود موقوفا وقال: " قال أبى: هذا حديث موضوع ".
جزاكم الله خيراً.
136 - إنَّ اللهَ لا يعذبُ بقطعِ الرزقِ
الراوي : - | المحدث : محمد بن محمد الغزي | المصدر : إتقان ما يحسن
الصفحة أو الرقم: 1/143 | خلاصة حكم المحدث : لم يرد بهذا
توضيح حكم المحدث: إشارة إلى عدم ثبوته عنده
https://dorar.net/hadith/search?q=%D...rt=mhd&page=10