ما حكم إسناد هذا الحديث في مكارم الأخلاق؟

السلام عليكم ورحمة الله

الحديث أخرجه أبو بكر ابن أبي الدنيا [ت281هـ] في (مكارم الأخلاق:ص26ر36) حدثنا أبو صالح المروزي أحمد بن منصور بن راشد الحنظلي، نا النضر بن شميل، نا الهرماس بن حبيب، عن أبيه، عن جده، أنه سمع عائشة t قالت: "إن مكارم الأخلاق عشرة: صدق الحديث، وصدق البأس في طاعة الله، وإعطاء السائل، ومكافأة الصنيع، وصلة الرحم، وأداء الأمانة، والتذمم للجار، والتذمم للصاحب، وقرى الضيف، ورأسهن الحياء". وأخرجه أبو بكر الخرائطي في (مكارم الأخلاق:ص95ر249) قال حدثنا أحمد بن يحيى بن مالك السوسي، ثنا أبو بدر شجاع بن الوليد، حدثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم حدثنا زياد بن أبي منصور عن عائشة t أنها كانت تقول: "إن خلال المكارم عشر، تكون في الرجل، ولا تكون في ابنه، وتكون في العبد، ولا تكون في سيده، يقسمها الله تعالى لمن أحب: صدق الحديث، وصدق البأس، وإعطاء السائل، والمكافأة بالصنيع، وصلة الرحم، وحفظ الأمانة، والتذمم للجار، والتذمم للصاحب، وقرى الضيف، ورأسهن الحياء".

الإسناد الأول : (لا يصح) ، فيه : الهرماس بن حبيب وأبيه ، وهما مجهولان.
والإسناد الثاني : (ضعيف) من أجل عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الافريقي ، فهو (ضعيف) . كذا الانقطاع بين يزيد بن أبي منصور وعائشة _رضي الله عنها_.

وقد روي هذا الحديث من طريق الوليد بن الوليد عن نابت بن يزيد عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة _رضي الله عنها _ به مرفوعاً.
وهذا إسنادٌ (ضعيف جداً) فيه : نابت بن يزيد ، وهو (ضعيف) .
كذا الوليد بن الوليد العنسي هذا ، فالحمل فيه عليه ، قال ابن حبان في "المجروحين" (3/ 81) : "الْوَلِيد بن الْوَلِيد الْعَنسِي من أهل الرقة يروي عَن بن ثَوْبَان وثابت بن يزِيد الْعَجَائِب رَوَى عَنْ ثَابِتِ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَكَارِمُ الأَخْلاقِ عَشَرَةٌ تَكُونُ فِي الرَّجُلِ وَلا تَكُونُ فِي ابْنِهِ وَتَكُونُ فِي الْعَبْدِ وَلا تَكُونُ فِي سَيِّدِهِ وَتَكُونُ فِي الابْنِ وَلا تَكُونُ فِي أَبِيهِ يُقَسِّمُهَا اللَّه لِمَنْ أَرَادَ بِهِ السَّعَادَةَ صِدْقُ الْحَدِيثِ وَصِدْقُ النَّاسِ وَإِعْطَاءُ السَّائِلِ وَالْمُكَافَآتُ بِالصَّنَائِعِ وَحِفْظُ الأَمَانَةِ وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَالتَّذَمُّمِ لِلْجَارِ وَإِقْرَاءُ الضَّيْفِ وَرَأْسُهُنَّ الْحَيَاءُ أَخْبَرَنَاهُ الْحُسَيْن بن عبد الله الْقطَّان بِالرَّقَّةِ قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَزَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَهَذَا مَا لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقد روى هَذَا الشَّيْخ عَن بن ثَوْبَان عَن عَمْرو بن دِينَار نُسْخَة أَكْثَرهَا مَقْلُوبَة يطول الْكتاب بذكرها لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ فِيمَا يروي".
وقد ذكره الدار قطني في "المؤتلف والمختلف" (1/ 321) فقال :"وليس هذا الحديث محفوظ عن الزُّهْري , ولا عن الأَوْزَاعي".

تنبيهٌ : وقد ورد عند ابن عساكر في "تاريخه"(61/370) : الوليد بن المسلم عن ثابت عن الأوزاعي ، وهو خطأ ؛ فالحديث حديث الوليد العنسي ، ويأكد هذا الوهم عند ابن عساكر _ولا أدري ممن_ أنه صدر ترجمة "نابت بن يزيد" فقال : روى عن الأوزاعي . روى عنه : الوليد بن الوليد الدمشقي .

والحديث ذكره الشيخ الألباني في "الضعيفة" وحكم عليه بالضعف الشديد .

وأورده ابن الجوزي في الأحاديث الواهية من طريق الوليد بن الوليد العنسي عن ثابت بن يزيد عن الاوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا .
وقال : هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعله من كلام بعض السلف .
وقال البيهقي في الشعب عقيب ( 7721 ) : وروي من وجه آخر عن عائشة موقوفا وهو به أشبه .