وردَ اسم الله "الْمَلِيك" في موضعٍ واحد من القرآن الكريم بصيغة "فَعِيل" الاسميَّة، عَلَمًا على الذات الإلهيَّة؛ قال تعالى: ﴿ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [القمر: 55].
وعند الترمذيِّ من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال أبو بكرٍ - رضي الله عنه -: يا رسول الله، مُرني بشيءٍ أقوله إذا أصبحتُ وإذا أمسيت؟ قال: ((قل: اللَّهم عالِمَ الغيب والشهادة، فاطِرَ السَّماوات والأرض، ربَّ كلِّ شيء ومَلِيكَه، أشهد أنْ لا إله إلاَّ أنت، أعوذ بك من شرِّ نفسي، ومن شرِّ الشيطان وشرَكِه))، قال: ((قُله إذا أصبحتَ، وإذا أمسيت، وإذا أخذتَ مضجعك))الترمذي في "الدعوات" 5/ 467 (3392)، وصححه الشيخ الألباني: "السلسلة الصحيحة" 6/ 256 (2753).
وقد عده الشيخ ابن عثيمين من الاسماءفي رسالته القواعد المثلى وكدلك في تفسير سورة القمر من لقاء الباب المفتوح قال ابن عثيمين {إن المتقين في جنات ونهر} هذا مقابل قوله: {إن المجرمين في ضلال وسعر * يوم يسحبون في النار على وجوههم} {إن المتقين في جنات ونهر} الجنات جمع جنة، وقد ذكر الله تعالى أصنافها في سورة الرحمن فقال: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} ثم قال: {ومن دونهما جنتان} فهي إذن أربع ذكرها الله في سورة الرحمن، إذاً {في جنات} يعني في هذه الجنات الأربع، هذه الأصناف لكن أنواعها كثيرة، والجنات نفسرها بأنها شرعاً هي: (الدار التي أعدها الله للمتقين، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر)، لكن عندما تقرأ قول الله تعالى: {إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة} تفسر الجنة بأنها البستان الكثير الأشجار، وعندما تقرأ: {كلتا الجنتين آتت أكلها} تفسر بأنها بستان كثير الأشجار، لكن لا تفسر جنة النعيم في الآخرة بهذا التفسير، لأنك إن فسرتها بهذا التفسير قلَّت الرغبة فيها وهبطت عظمتها في قلوب الناس، لكن قل: هي الدار التي أعدها الله لأوليائه، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، سكانها خير البشر، النبيون، والصديقون، والشهداء والصالحون، حتى تحفز النفوس على العمل لها، وحتى لا يتصور الجاهل أن ما فيها كأمثال ما في الدنيا وقوله: {ونهر} يعني بذلك الأنهار، وذكر الله تعالى أصنافها أربعة في سورة القتال: {أنهار من ماء غير ءاسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى}. أما المكان: {في مقعد صدق عند مليك} يعني في مقعد صدق ليس فيه كذب لا في الخبر عنه ولا في وصفه، كله حق وعند من؟ {عند مليك مقتدر } وهو الله جل وعلا، - اللهم اجعلنا منهم - عند مليك مقتدر، يتنعمون بلذة النظر إلى الله - عز وجل - وهو أنعم ما يكون لأهل الجنة، قال الله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} الحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله، وقال تعالى {وجوه يومئذ ناضرة} يعني حسنة بهية يكسوها الله تعالى نضراً، أي: حسناً وجمالاً وبهاءً؛ لتكون مستعدة للنظر إلى الله - عز وجل - {إلى ربها ناظرة} ثم ينظرون إلى الله فيزدادون حسناً إلى حسنهم، ولهذا إذا رجعوا إلى أهلهم، قال لهم أهلوهم: إنكم ازددتم بعدنا حسناً بالنظر إلى وجه الله تبارك وتعالى أخرجه مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب في سوق الجنة وما ينالون فيها من النعيم الجمال (رقم 2833) ، اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى، وصفاتك العليا أن تجعلنا من هؤلاء بمنك وكرمك، إنك على كل شيء قدير.