-
الانبهار بالآخر
الانبهار بالآخر
إن حالة الانبهار بالآخر والذي يعيش في دياجير ظلمتها كثير من العرب والمسلمين، بل حتى ممن يزعم أنه من الآخذين بلجام الأقلام والراكضين في ميدان التأليف، بل وممن يزعم أنه قاضي الأحكام الفقهية وخريت المسائل العصرية، من خاض بحر النقليات وغاص قاع العقليات.
والمسكين لا يدري أنه في ذلك يتابع ذلك الرأي المريض، والقول العليل لمن تسمى -عالما أو جاهلا- بالعلماني المبهور الذي زرع جرحا غائرا في قلب الأمة الإسلامية ردحا طويلا من الزمن وما يزال..
ممجدا لداء القوميات، ومولعا بتلك العبارات، لقد نظرت القيادات العلمانية من سياسيين ومفكرين إلى تاريخ أوروبا شزراً؛ فظنوا أن القومية هي التي قادت أوروبا إلى النجاح وإلى الانتصارات. ولذلك تسألوا لماذا لا ترفع الراية ذاتها في الأمة العربية والإسلامية؟ لتكون هي وسيلة النهوض وعامل التقدم. لكن لشتان ما بين اليزيدين في الندى
شتان بين اثنين هذا موعدٌ ... بتسلب الدنيا وهذا واعد
فسرى ذلك الفكر المذموم والقول المسموم في أمة الإسلام سريان النار في الهشيم حتى كاد يبلغ كل مبلغ، فظنوا أن هذا هو الطريق لإيقاظ المجتمع من غفلته وتحريك طاقاته لمواجهة أعداء الأمة الإسلامية. ونسي أولئك القوم أو تناسوا أنه ليست ثمة ما يقارب الفكر الإسلامي في الغرب بل ولا في التجربة التاريخية على امتدادها الطويل البتة. فهل يعتبر الجميع بما حصل ويحصل، فيعودوا إلى دينهم ويرفعوا راساً بعقيدتهم وعندها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، ويرى أهل الحق النصرة والتمكين.