الروض العاطر من صيد الخاطر(3)
عنوان خاطرة اليوم هو:
احصــاه الله ونسوه:
قال ابن الجوزى (رحمه الله تعالى):من تأمل افعال البارى سبحانه،رآها على قانون العدل،وشاهد الجزاء مراصدا،ولو بعد حين،فلا ينبغى ان يغترّ مسامح (يعنى من لم يعاجل بالعقوبة وأمهله الله بعد الذنب)فالجزاء قد يتأخر.
ومن اقبح الذنوب التى قد اعدّ لها الجزاء العظيم،الاصرار على الذنب ،ثم يصانع صاحبه باستغفار وصلاة، وتعبد،وعنده ان المصانعة تنفع.(يعنى ان يقارف العبد الذنوب ويقول :انها تغفر بصلاته وصيامه وشئ من استغفار مع الاصرار على الذنب ويقول هذه بتلك .ولكن...ما هكذا يا سعد تورد الابل.)
ومما ينبغى للعاقل ان يترصّد وقوع الجزاء،(يعنى لا ينسى الذنب ويكون على ذكر منه ولا يزال متوقعا للعقوبة )،فان ابن سيرين قال:"عيّرت رجلا فقلت:يا مفلس ،فافلست بعد اربعين سنة"وقال ابن الجلاّء:"رآنى شيخ لى وانا انظر الى أمرد،فقال :ما هذا؟لتجدنّ غبّتها ,فنسيت القرآن بعد اربعين سنة".
وبالضد من هذا ،كل من عمل خيرا او صحح نيّة فلينتظر جزاءها الحسن وان امتدت المدة .قال الله عز وجلفففانه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنينققق
ونقله لكم اخوكم /ابو عمر (غفر الله له ما بطن وما ظهر).
رد: الروض العاطر من صيد الخاطر(3)
[كل من عمل خيرا أو صحح نيّة فلينتظر جزاءها الحسن وان امتدت المدة ].قال الله عز وجل
فففانه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين ]
روض عاطر بحق ، جزاك الله خيرا .
رد: الروض العاطر من صيد الخاطر(3)
وجزاك اخى الفاضل وقد اسعدنى مروركم وشرفنى كثيرا
رد: الروض العاطر من صيد الخاطر(3)
الروض العاطرمن صيد الخاطر(4):
اليك يا طالب العلم:
فى هذه الخاطرة يعيب ابن الجوزى على من يقبل على علم ما بكليته ويغفل سائر علوم الشريعة ولا يأخذ لنفسه طرفا من كل فن ومثل لذلك بمن يقبل على تعلم القراآت مثلا ولا يعرف مسألة فى الفقه أو يقبل على تعلم العربية ولا يعرف شروط الصلاة ،واود التنبيه هنا على مسألة مهمة وهى أن كلام ابن الجوزى لا يعنى عدم التخصص فى علم من علوم الشريعة ولكن التخصص لا يكون الا بعد ان يأخذ الطالب من كل فن بطرف.ومن جميل نصائح ابن الجوزى لطالب العلم قولــه:
"وينبغى لطالب العلم ان يصحح قصده؛اذ فقدان الاخلاص يمنع قبول الاعمال،وليجتهد فى مجالسة العلماء،والنظر فى الاقوال المختلفة،وتحصيل الكتب،فلا يخلو كتاب من فائدة .وليجعل همته للحفظ،ولا ينظر ولا يكتب الا وقت التعب من الحفظ.وليحذر صحبة السلطان،ولينظر فى منهاج الرسول(ص)والصحابة والتابعين،وليجت هد فى رياضة نفسه,والعمل بعلمه،ومن تولاه الحق وفقه.ونقله لكم اخوكم /ابو عمر (غفر الله له ما بطن وما ظهر).
رد: الروض العاطر من صيد الخاطر(3)
قال ابن الجوزى :
ومن عجائب الجزاء فى الدنيا انه لما امتدت أيدى الظلم من اخوة يوسف (ص)فففوشروه بثمن بخسقققامتدت أكفهم بين يديه بالطلب،يقولون:ف فوتصدّق عليناقققولما صبر هو يوم الهمّة ملك المرأة حلالا،ولما بغت عليه بدعواها:فففماجز ء من أراد بأهلك سوءا قققأنطقها الحق بقولها :فففأنا راودتهققق.
رد: الروض العاطر من صيد الخاطر(3)
الروض العاطر من صيد الخاطر:(5)
اياك وذنوب الخلوات.
قال ابن الجوزى (رحمه الله):نظرت فى الادلة على الحق سبحانه وتعالى فوجدتها أكثر من الرمل،ورأيت من أعجبها أن الانسان قد يخفى ما لا يرضاه الله (عز وجل)،فيظهره الله سبحانه عليه ولو بعد حين،وينطق الالسنة به وان لم يشاهده الناس(كأن يقذفه الناس بشئ من هذه المعاصى التى يقترفها فى الخلوات من غير أن يروه يفعلها ،ولكن ينطقهم الله بذلك ليهتك ستره كما انتهك حرمات الله تعالى فى خلوته نسأل الله السلامة)لذلك قال ابن الجوزى:وربما أوقع صاحبه(يعنى صاحب الذنب)فى آفة يفضحه بها بين الخلق،فيكون جوابا لكل ما أخفى من الذنوب،وذلك ليعلم الناس أن هناك من يجازى على الزلل.
وكذلك يخفى الانسان الطاعة فتظهر عليه،ويتحدث الناس بها وبأكثر منها،حتى انهم لا يعرفون له ذنبا،ولا يذكرونه الا بالمحاسن؛ليعلم الناس ان هناك ربّا لا يضيع عمل عامل.
وان قلوب الناس لتعرف حال الشخص ،وتحبه أو تأباه وتذمّه،أو تمدحه وفق ما يتحقق بينه وبين الله تعالى،فانه يكفيه كل هم ّ ويدفع عنه كل شر.
وما أصلح عبد ما بينه وبين الخلق دون أن ينظر الى الحق سبحانه ؛الا انعكس مقصوده ،وعاد حامده ذامّا..(فاللهم أصلح سرائرنا يارب العالمين.
اعدّه لكم أخوكم أبو عمر(غفر الله له ما بطن وماظهر.)
رد: الروض العاطر من صيد الخاطر(3)