http://majles.alukah.net/attachment....id=10534&stc=1
عرض للطباعة
نعمة الوقت:
ما أعظم شأن هذه النعمة،
وما أكثر الناس الذين يضيعونها إلا من رحم الله ـ
والمؤمن يستغل ولا يسرف ـ
واعلم أن الساعة التي تمر عليك
لا تعود إلى يوم الحساب،
فإما أن تصرفها في خير يعود عليك،
وإما أن تصرفها في شر وتجني أثر ذلك،
وإما أن تضيعها في المباحات
فيضيع عليك خير عظيم! ([1]).
============
([1]) التذكرة في شكر النعم.
ومن دقيق نعم الله على العبد،
التي لا يكاد يفطن لها،
أنه يغلق عليه بابه،
فيرسل الله إليه من يطرق عليه الباب يسأله شيئا،
ليعرف نعمته عليه،
وقال سلام بن أبي مطيع:
دخلت على مريض أعوده،
فإذا هو يئن،
فقلت له:
اذكر المطروحين على الطريق،
اذكر الذين لا مأوى لهم
ولا لهم من يخدمهم،
قال:
ثم دخلت عليه بعد ذلك فسمعته يقول لنفسه:
اذكري المطروحين في الطريق،
اذكري من لا مأوى له
ولا له من يخدمه.
من صور الشكر:
سجود الشكر:
يقول ابن تيمية رحمه الله:
لا يحرم على من كان محدثا
أن يسجد للشكر وهو على غير طهارة ([1]).
===========
([1]) الشرح الممتع على زاد المستقنع ـ ابن عثيمين ـ ج1 ـ (271).
ودليل سجود الشكر:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جاءه أمر يسره
خرَّ لله ساجدا
شاكرا له عز وجل.
وذكر محمد بن إسحاق في كتاب (الفتوح)، قال:
لما جاء المبشر يوم بدر بقتل أبي جهل
استحلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثلاثة أيمان بالله الذي لا إله إلا هو،
لقد رأيته قتيلا،
فحلف له،
فخرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجدا.
فإن قيل:
فنعم الله دائما مستمرة على العبد،
فما الذي اقتضى تخصيص النعمة الحادثة
بالشكر دون الدائمة،
وقد تكون المستدامة أعظم؟
قيل:
الجواب من وجوه:
أحدها:
أن النعمة المتجددة تذكر بالمستدامة،
والإنسان موكل بالأدنى.
الثاني:
أن النعمة المتجددة تستدعي عبودية مجددة،
وكان أسهلها على الإنسان وأحبها إلى الله
السجود شكرا له.
الثالث:
أن النعمة المتجددة لها وقع في النفوس،
والقلوب بها أعلق،
ولهذا يهنى بها ويعزى بفقدها.
الرابع:
أن حدوث النعم يوجب فرح النفس وانبساطها،
وكثيرا ما يجر ذلك إلى الأشر والبطر،
والسجود ذل وعبودية وخضوع،
فإذا تلقى به نعمته لسروره وفرح النفس وانبساطها،
فكان جديرا بدوام تلك النعمة،
وإذا تلقاها بالفرح الذي لا يحبه الله والأشر والبطر،
كما يفعله الجهال عندما يحدث الله لهم من النعم،
كانت سريعة الزوال، وشيكة الانتقال،
وانقلبت نقمة، وعادت استدراجا،
فإن الله إذا أحدث لعبده نعمة
أحب أن يحدث لها تواضعا.
شكر من أجرى الله سبحانه النعمة على يده:
فقد أمر الله سبحانه به في قوله تعالى:
{ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ }
[لقمان: 14].
فأمره بشكره ثم بشكر الوالدين،
إذ كانا سبب وجوده في الدنيا،
وسهرا وتعبا في تربيته وتغذيته،
فمن عقهما أو أساء إليهما، فما شكرهما،
بل جحد أفضالهما عليه،
ومن لم يشكرهما فإنه لم يشكر الله
الذي أجرى النعم على أيديهما،
وقد قال صلى الله عليه وسلم :
«لا يشكر الله ن لا يشكر الناس»([1]).
==========
([1]) أخرجه أحمد (7504)، وأبو داود (4811)، والترمذي (1954)،
والبيهقي في السنن 6/182، وابن حبان (3407) من حديث أبي هريرة.
نبينا محمد من هاشمِ
إلى الذبيحِ دون شكٍّ ينتمي
أرسلهُ الله إلينا مرشداً
ورحمةً للعالمينَ وهدى
مولده بمكةَ المطهرة
هجرته لطيبةَ المنورة
بعد أربعين بدأ الوحيُّ بهِ
ثم دعا إلى سبيلِ ربهِ
عشرَ سنينَ أيها الناس اعبدوا
ربا تعالى شأنهُ ووحدوا
وكانَ قبل ذاك في غارِ حِرا
يخلو بذكرِ ربهِ عن الورى
وبعد خمسين من الأعوامِ
مضت لعمر سيد الأنامِ
أسرى به الله إليه في الظُلَم
وفرضَ الخمسَ عليه وحَتَم
وبعد أعوامٍ ثلاثةٍ مضت
من بعدِ معراجِ النبي وانقضت
أُذن بالهجرةِ نحو يثربا
مع كل مسلمٍ له قد صحبا
وبعدها كُلِّف بالقتالِ
لشيعةِ الكفرانِ والضلالِ
حتى أتوا للدينِ منقادينا
ودخلوا في السلمِ مذعنينا
وبعدَ أن قد بلَّغَ الرسالة
واستنقذَ الخلقَ من الجهالة
وأكملَ اللهُ به الإسلاما
وقامَ دينُ الحقِّ واستقاما
قبضهُ اللهُ العلي الأعلى
سبحانهُ إلى الرفيقِ الأعلى
نشهدُ بالحقِّ بلا ارتيابِ
بأنهُ المرسلُ بالكتابُ
وأنهُ بلَّغ ما قد أُرسلا
به وكل ما إليه أُنزلا
وكل مَنْ مِنْ بعده قد ادعى
نبوةً فكاذبٌ فيما ادعى
فهو ختامُ الرسلِ باتفاقِ
وأفضلُ الخلقِ على الإطلاقِ
منظومة سلم الوصول
للعلامة حافظ الحكمي
رحمه الله تعالى
ظاهرة الافتراق في الدين
وأدلة صحة مذهب السلف
للشيخ سلطان العميري
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://taseel.com/display/pub/defaul...6350&ct=3&ax=3
ويقول ابن تيمية رحمه الله:
لكن لا يبلغ من حق أحد وإنعامه،
أن يُشكر بمعصية الله،
أو أن يُطاع بمعصية الله،
فإن الله هو المنعم بالنعم العظيمة،
التي لا يقدر عليها مخلوق ([1]).
============
([1]) الحسنة والسيئة ـ ابن تيمية ـ (96).