وقال تعالى:
{ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ
لَا تُحْصُوهَا
إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ }
[إبراهيم: 34].
عرض للطباعة
وقال تعالى:
{ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ
لَا تُحْصُوهَا
إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ }
[إبراهيم: 34].
فما أجدرنا أن نشعر بمدى فقرنا وحاجتنا إليه سبحانه
في كل لحظة وكل حركة وسكنة،
وكذا مدى تقصيرنا في واجب الشكر
وضرورة استعمال هذه النعم في طاعته
والبعد بها عن معصيته ([1]).
===========
([1]) زاد على الطريق ـ (43 ، 44) بتصرف.
ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى:
ولله تبارك وتعالى على عبده نوعان من الحقوق
لا ينفك عنهما:
أحدهما:
أمره ونهيه اللذان هما محض حقه عليه.
والثاني:
شكر نعمه التي أنعم بها عليه.
وكلما كان أفقه في دين الله
كان شهوده للواجب عليه أتم
وشهوده لتقصيره أعظم([1]).
=============
([1]) عدة الصابرين ـ (186).
سؤال اشتاقت إليه النفوس وهو:
كيف أشكر؟
يقول القرطبي رحمه الله:
إن للشكر ثلاثة أركان:
1- الإقرار بالنعمة للمنعم.
2 - والاستعانة بها على طاعته.
3 - وشكر من أجرى النعمة على يده تسخيرا منه إليه.
أما الإقرار [ بالنعم ] ومعرفتها
وذكرها على الدوام والتحدث بها،
فقد أمر الله تعالى به عباده في غير آية،
فقال تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ }
[فاطر: 3].
ويقول ابن القيم رحمه الله:
الشكر اسم لمعرفة النعمة،
لأنها السبيل إلى معرفة المُنعِم.
وقد جاء في الحديث
ما يبين عظمة تذكر النعمة والاعتراف بها
وهو قوله صلى الله عليه وسلم :
«سيد الاستغفار أن يقول: ...... ،
أبوء لك بنعمتك علي، ......»([1]).
==========
([1]) تقدم تخريجه في الصفحة: 26.
ويكرر صلى الله عليه وسلم الاعتراف بالنعمة
في أدبار الصلوات
في قوله:
« ..... له النعمة وله الفضل
وله الثناء الحسن »([1]).
==========
([1 أخرجه مسلم (594) ـ (139) و (140)،
وأبو داود (1507)، والبيهقي في السنن 2/185، وأحمد (16105).
قال ابن القيم رحمه الله:
الثناء على المنعم المتعلق بالنعمة نوعان:
1- عام: وهو وصفه بالجود والكرم.
2 - خاص: وهو التحدث بنعمته
والإخبار بوصولها إليه من جهته،
كما قال تعالى:
{ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ }
[الضحى: 11].
حديث جابر مرفوعا:
«من صنع إليه معروف فليجز به،
فإن لم يجد ما يجزي به فليثنِ،
فإنه إذا أثنى فقد شكره،
وإن كتمه فقد كفره،
ومن تحلى بما لم يعط كان كلابس ثوبي زور»([1]).
==========
([1]) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (69)، والترمذي (2035)،
وابن حبان (2073)، والبغوي في التفسير (8/459).