رد: الفرائدُ العوالي من كتاب "أدب الطلب" للشوكاني .
"لَا حجَّة فِي أحد خَالف السّنة الثَّابِتَة عَن رَسُول الله _صلى الله عَلَيْهِ وَسلم_ كَائِناً من كَانَ قل عَددهمْ أَو كثر ؛ فَلَيْسَ لَهُم أَن يشرعوا للنَّاس غير مَا شَرعه الله ، بل يُحملون على الْخَطَأ وَعدم الْعِنَايَة بِأَمْر الشَّرْع ،والتساهل فِي أَمر الدّين " .(ص :216)
رد: الفرائدُ العوالي من كتاب "أدب الطلب" للشوكاني .
"فَلَا كثر الله فِي أهل الْعلم من أَمْثَال من اسْتحْسنَ مُخَالفَة الشَّرْع من السّلف ، الَّذين صرتم تَقولُونَ عَلَيْهِم بِمَا لم يقولوه ،فَإِنَّهُ إِذا صَحَّ مَا تزعمونه ، من أَنه اسْتحْسنَ ذَلِك بعض السّلف ؛ فَلَا حجَّة فِي اسْتِحْسَان من اسْتحْسنَ مُخَالفَة الشَّرْع ، كَائِناً من كَانَ فَإِنَّهُ أول مُبْتَدعٍ ، ومخالف للشَّرْع ، وعاص لله وَلِرَسُولِهِ وللشريعة المطهرة ".( ص:217) .
رد: الفرائدُ العوالي من كتاب "أدب الطلب" للشوكاني .
"فيا معشر المقلدة ! ؛ اسمعوا وعوا ، فَإِنَّكُم إِنَّمَا تتبعون ظنوناً خطرت لقومٍ . الْحجَّة من الله ، بِمَا فِي كِتَابه وَسنة نبيه قَائِمَة عَلَيْهِم ، كَمَا هِيَ قَائِمَة عَلَيْكُم ، وهم متعبدون بهَا كتعبدكم بهَا ، فَمَا لكم وَلَهُم ، وماذا عَلَيْكُم من ظنونهم ؟!! ، فقد أَسْفر الصُّبْح لذِي عينين ، وارتفع مَا على قُلُوب قومٍ من الرين ، إِن بَقِي للهداية مجَال ، ولاستماع الصَّوَاب احْتِمَال ".(ص:211).
رد: الفرائدُ العوالي من كتاب "أدب الطلب" للشوكاني .
من يُقصد بهذا الكلام : "..وَلكنه لم يغسل أدرانهم ،ويذيب بالكدورات الَّتِي كَانَت تشوب صافي إسْلَامهمْ ؛ إِلَّا السَّيْف ، وَهُوَ الحكم الْعدْل فِي من استحكمت عَلَيْهِ نزعات الشَّيْطَان الرَّجِيم ، وَلم تردعه قوارع آيَات الرَّحْمَن الرَّحِيم ". (ص:2018).
رد: الفرائدُ العوالي من كتاب "أدب الطلب" للشوكاني .
الشوكاني يتحدثُ عن الصوفية ..!!
"فقد كَانَ أول هَذَا الْأَمر ، يُطلق هَذَا الِاسْم ؛ على من بلغ فِي الزّهْد وَالْعِبَادَة إِلَى أعلا مبلغ ، وَمَشى على هدى الشَّرِيعَة المطهرة ، وَأعْرض عَن الدُّنْيَا ، وَصد عَن زينتها ، وَلم يغتر ببهجتها ، ثمَّ حدث أَقوام جعلُوا هَذَا الْأَمر طَرِيقاً إِلَى الدُّنْيَا ، ومدرجاً إِلَى التلاعب بِأَحْكَام الشَّرْع ، ومسلكاً إِلَى أَبْوَاب اللَّهْو والخلاعة ، ثمَّ جعلُوا لَهُم شَيخاً يعلمهُمْ كَيْفيَّة السلوك ، فَمنهمْ من يكون مقْصده صَالحاً وطريقته حَسَنَة ، فيلقن أَتْبَاعه كَلِمَاتٍ ، تباعدهم من الدُّنْيَا وتقربهم من الْآخِرَة ، وينقلهم من رُتْبَة إِلَى رُتْبَة على أعراف يتعارفوها ، وَلكنه لَا يَخْلُو غَالب ذَلِك من مُخَالفَة للشَّرْع ، وَخُرُوج عَن كثير من آدابه . وَالْخَيْر كل الْخَيْر فِي الْكتاب وَالسّنة فَمَا خرج عَن ذَلِك ؛فَلَا خير فِيهِ وَإِن جَاءَنَا أزهد النَّاس فِي الدُّنْيَا ، وأرغبهم فِي الْآخِرَة ، وأتقاهم الله تَعَالَى ، وأخشاهم لَهُ فِي الظَّاهِر ، فَإِنَّهُ لَا زهد لمن يمش على الْهدى النَّبَوِيّ ، وَلَا تقوى وَلَا خشيَة لمن لم يسْلك الصِّرَاط الْمُسْتَقيم ، فَإِن الْأُمُور لَا تكون طاعات بالتعب فِيهَا وَالنّصب ، وإيقاعها على أبلغ الْوُجُوه ؛ بل إِنَّمَا تكون طاعات خَالِصَة مَحْضَة مباركة نافعة ، بموافقة الشَّرْع ، وَالْمَشْي على الطَّرِيقَة المحمدية ،وَاعْتبر بالخوارج..!!؟". (ص:219).
رد: الفرائدُ العوالي من كتاب "أدب الطلب" للشوكاني .
"فَانْظُر كَيفَ كَانَت مجاهداتهم ، وعباداتهم ، وقيامهم اللَّيْل ، وصيامهم النَّهَار _أي :الخوارج_ ؛ نقمةً عَلَيْهِم ، وبليةً ومحنةً لَهُم ، لم تعد عَلَيْهِ بنفعٍ قطّ ، إِلَّا مَا أصيبوا بِهِ من الخسار والنكال والوبال ، فَكَانَت تِلْكَ الطَّاعَات الصورية ،من صَلَاة وَصِيَام وتهجد وَقيام ، هِيَ نفس الْمعاصِي الْمُوجبَة للنار.
وَهَكَذَا ؛ كل من رام أَن يُطِيع الله على غير الْوَجْه الَّذِي شَرعه لِعِبَادِهِ ، وارتضاه لَهُم ؛ فَإِنَّهُ رُبمَا يلْحق بالخوارج بِجَامِعٍ وُقُوع مَا أطاعوا الله بِهِ ، على غير مَا شَرعه لَهُم ، فِي كِتَابه ، وعَلى لِسَان رَسُوله_صلى الله عليه وسلم_ .
وَإِنِّي أخْشَى أَن يكون من هَذَا الْقَبِيل ؛ مَا يَقع من كثير من المتصوفة ، من تِلْكَ الْأَقْوَال وَالْأَفْعَال ، التي لم ترد فِي الشَّرْع ، على صِفَاتٍ لم يَأْذَن الله بهَا ، مَعَ مُلَازمَة تِلْكَ الثِّيَاب الخشنة الدرنة ، وَالْقعُود فِي تِلْكَ المساطب القذرة ، وَمَا يَنْضَم إِلَى ذَلِك من ذَلِك الهيام ، والشطح وَالْأَحْوَال ، الَّتِي لَو كَانَ فِيهَا خيرٌ ؛ لكَانَتْ لرَسُول الله _صلى الله عَلَيْهِ وَسلم_ وَأَصْحَابه الَّذين هم خير الْقُرُون ".
رد: الفرائدُ العوالي من كتاب "أدب الطلب" للشوكاني .
"فَأَنا أحب لكل عليلٍ فِي الدّين ؛ أَن يتداوى بِهَذَا الدَّوَاء ، فيعكف على تِلَاوَة كتاب الله ، متدبراً لَهُ متفهماً لمعانيه ، باحثاً عَن مشكلاته ، سَائِلًا عَن معضلاته".
رد: الفرائدُ العوالي من كتاب "أدب الطلب" للشوكاني .
"فَإِن طَالب الرشد بِغَيْر الْأَسْبَاب الشَّرْعِيَّة ؛ لَا يَأْمَن على نَفسه بعد الْوُصُول إِلَى مَطْلُوبه ، من أَن يكون صنعه كصنع الْخَوَارِج ، فِي خسرانهم بِمَا ظنوه ربحاً ، ووقوعهم فِي الظلمَة وَقد كَانُوا يظنون أَنهم يلاقون صبحاً ، لأَنهم خالفوا الطَّرِيقَة الَّتِي أرشد الله إِلَيْهَا عباده ، وَأمرهمْ بسلوكها ". "ص:221).
رد: الفرائدُ العوالي من كتاب "أدب الطلب" للشوكاني .
وبهذا ؛ _ولله الحمد_ قد انتهيتُ من كتاب "أدب الطلب ومنتهى الأرب" للشوكاني .فالله أسأل أن يتقبله منِّي بقبولٍ حسنٍ ، وأن يوفقني وجميع طلاب الحق ، وعلم الشرع ، إلى خير الدنيا والآخرة ، إنه على ما يشاء قدير ، وإنه نعم المولى ونعم النَّصير .
رد: الفرائدُ العوالي من كتاب "أدب الطلب" للشوكاني .
رد: الفرائدُ العوالي من كتاب "أدب الطلب" للشوكاني .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعاصم أحمد بلحة
وبهذا ؛ _ولله الحمد_ قد انتهيتُ من كتاب "أدب الطلب ومنتهى الأرب" للشوكاني .فالله أسأل أن يتقبله منِّي بقبولٍ حسنٍ ، وأن يوفقني وجميع طلاب الحق ، وعلم الشرع ، إلى خير الدنيا والآخرة ، إنه على ما يشاء قدير ، وإنه نعم المولى ونعم النَّصير .
تصويب: "إنه على كل شيءٍ قدير" بدل: "إنه على ما يشاء قدير".
رد: الفرائدُ العوالي من كتاب "أدب الطلب" للشوكاني .
بارك الله فيكم يا أستاذ بلحة
رد: الفرائدُ العوالي من كتاب "أدب الطلب" للشوكاني .