لطيفة في ابن الوقت وأبي الوقت

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أمّا بعد:
سُئل الشِّبْلِيُّ: لِمَ سُمِّيَ الصُّوفيُّ ابنَ الوقت؟ فقال: لأنّه لا يأسفُ على الفائت، ولا ينتظر الوارد. (ذكره البهاء العاملي في الكشكول: ص94 - 95). وذكر شاه وليُّ بن محمّد (تـ: ليلة سبع وعشرين من شهر شعبان 1013) في "بكر الوقت في معرفة سلوك ابن الوقت وأبي الوقت (ق5) " أنَّ الصوفيَّ ابن الوقت في البداية، وأبو الوقت في النهاية. ولعلّ أشهر من يكنى بأبي الوقت، عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب بن إبراهيم بن إسحاق، السِّجْزِيّ (الأصل) الهَرَوي (المولد والمنشأ) الصُّوفيّ (من مشايخ الصوفيّة / كان شيخا صالحا على سمت السلف كثير الذِّكر والتعبُّد..) (458 – 553 هـ). انتهى إليه إسناد صحيح البخاري، وحدَّث به عن الداوُدي (أبي الحسن جمال الإسلام عبد الرحمن بن محمد، وجه مشايخ خُرَاسَان فضلا عن ناحيته، يُنسَب إلى جده الأعلى داود بن أحمد تـ: 467) وكان عمر أبي الوقت إذْ ذاك تسع سنوات، وسمع منه الصحيح سنة 465 وهو في السابعة من عمره. راجع: السمعاني في الأنساب والتقييد لابن نقطة والسير للذهبي)، وهو آخر من روى في الدُّنيا عنه (ابن خَلِّكان: وفيّات، واللباب: ابن الأثير). قال أبو سعد السمعاني: (سمعتُ أنّ والده سمّاه مُحمَّدًا، فسمّاه الإمام عبد اللَّه الأنصاري: عبد الأوّل، وكنَّاه بأبي الوقت، وقال: الصُّوفيّ ابن وقته). (التقييد لابن نقطة 2: 164 هنديّة، وفيه: "قال الصولي: ابن وقته ..".اهـ. وفي ذيل تاريخ بغداد لابن النجّار نقلا عن المستفاد (ص151): "وكنّاه بأبي الوقت، وقال ابن الصوفي ابن وقته: سألته عن..".اهـ. كذا! والصواب في الموضعين: "قال: الصوفيُّ ابن وقته"، وعلى الصواب في تاريخ الإسلام (12/66) عوّاد).
قال ابن الجوزي في المنتظم -وعنه الذهبي في السير-: حدثني أبو عبد الله محمد بن الحسين التكريتي الصوفي، قال: (أسندته إليَّ، فمات، فكان آخر كلمة قالها: (يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي من الْمُكْرَمِينَ). ومات.اهـ. فرحمه الله ورضي عنه، والحمد لله رب العالمين.