رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
جلس صلى الله عليه وسلم تحت شجرة عنب وراح يناجى ربه بدعائه الشجي المؤثر الذي تعلّمه منه (( درسا ثالثا))كل مسلم يمرّ بشدّة أو بلاء أو محنة إلى قيام الساعة :
«اللهُمَّ إنِّي أشْكُو إليْكَ ضَعْفَ قَوَّتِي وَقِلَّةَ حِيلَتِي وهَوَانِي عَلى النَّاسِ. يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أنْتَ رَبُّ المُسْتَضْعَفِي نَ، وأنْتَ رَبِّي، إلى مَن تَكِلُني؟ إلَى بَعِيدٍ يُتَجَهَّمُنِي أو إلى عَدُوَ مَلَّكْتَه أمْرِي، إن لمْ يَكُنْ بِكَ عَلَيَّ غَضَبٌ فَلاَ أُبَالِي، ولكِن عَافِيَتَكَ هي أوْسَعُ لِي. أَعوُذُ بِنُورِ وجْهِكَ الذِي أشْرَقَتْ بِه الظُلُمَاتُ وصَلُحَ عَلَيهِ أمْرُ الدُّنْيَا والآخِرَةِ من أنْ تُنْزِلَ بي غَضَبَك، أو تُحِلَّ عَلَيَّ سَخَطَكَ، لَكَ العُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، و لاَ حَوْلَ ولاَ قُوَّةَ إلاَّ بِكَ[1]» .
فلما رآه ابنا ربيعة شعرا نحوه بالعطف – لأنهما من أقاربه - فأمرا غلامًا لهما نصرانيًا اسمه عَدَّاس بأن يعطى محمدا قطفًا من العنب . وضع عدّاس العنب بين يدي الحبيب صلى الله عليه وسلم فمد يده إليه قائلًا: (باسم الله ) ثم أكل.
(( نلاحظ هنا درسا رابعا في جواز قبول هدية وضيافة الكافر للمسلم عند الضرورة وجواز أكل طعامه))
سيطرت على عدّاس دهشة بالغة . لقد كان يعلم أن سكان مكة وما حولها مشركون يعبدون الأصنام ، فمن أين لمحمد هذا – ذكر اسم الله تعالى على الطعام -.قال عدّاس للنبي متعجّبا : إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد. سأله صلى الله عليه وسلم : (من أي البلاد أنت؟ وما دينك؟) قال عدّاس : أنا نصراني من أهل نِينَوَى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( من قرية الرجل الصالح يونس بن مَتَّى).. زادت دهشة وعجب عدّاس فسأل النبي : وما يدريك ما يونس ابن متى؟ أجاب صلى الله عليه وسلم: (ذاك أخي، كان نبيًا وأنا نبي). فأكبّ الغلام على رأس الرسول صلى الله عليه وسلم ويديه ورجليه يقبلها باكيا .
(( درس خامس للدعاة : أنه صلى الله عليه وسلم استثمر حتى لحظات الاستراحة القصيرة ، رغم الأوجاع والآلام والإصابات البالغة في جسده الشريف ، في دعوة الغلام إلى الإسلام كما نلاحظ))
قال ابن ربيعة لأخيه : أما غلامك فقد أفسده عليك. فلما جاء عدّاس صاحا به : ويحك ما هذا؟ أجاب : يا سيدي ما في الأرض شيء خير من هذا الرجل، لقد أخبرني بأمر لا يعلمه إلا نبي ، قالا له بغيظ شديد : ويحك يا عدّاس ، لا يصرفنّك عن دينك، فإن دينك خير من دينه. وهكذا أسلم عدّاس رضي الله عنه.
(( وتلك ثمرة سادسة من ثمرات الرحلة المباركة.
[1] يقول بعض علماء الحديث أن هذا الدعاء لا إسناد له، رغم أنه مذكور في كل كتب السيرة العطرة تقريبا -عند ابن إسحاق وغيره - كما رأيته في تفسير ابن كثير رضي الله عنه، ذكره ضمن كلامه تفسيرا للآية 29 من سورة الأحقاف، وأورده السهيلى فى الروض الأنف ، وذكره الإمام ابن القيم أيضا في "زاد المعاد" الجزء الأول . وأورده أبو الفرج بن الجوزى في " الوفا بتعريف فضائل المصطفى" . وليس من المعقول أن يثبته كل هؤلاء الفحول في كتبهم بغير دليل.. والله تعالى أعلم بالصواب.
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
ونتعلّم من عدّاس بدوره درسا بليغا (( سابعا)) هو أن الإنسان ينبغي عليه قول الحق وإتباعه فورا بلا اعتبار لرأى المجتمع أو حجم التضحيات أو المخاطر التي قد يتعرض لها ، فانه لم يعبأ برأي سيده وأخيه واعتراضهما ، وجهر بتأييد الحق والإيمان بالله و بالرسول ، رغم ما قد يصيبه بسبب ذلك)) .
ولم يكن هو وحده الذي أسلم بسبب تلك الرحلة ، فقد أسلم عدد من عبيد الطائف لكنهم ظلّوا يكتمون إيمانهم – في رأى كاتب هذه السطور-إلى أن تمكنوا من الفرار من بطش سادتهم ، ولحقوا بالمسلمين بعد ذلك فأعتقهم النبي صلى الله عليه وسلم[1]..ولو لم يذهب الرسول في رحلته الأولى تلك إلى الطائف فكيف كانت الفرصة ستأتي إلى هؤلاء جميعا للعلم بالإسلام ثم الدخول فيه ؟!! (( وهى الثمرة الثامنة))
وهذا هو الحال في كل الرسالات السماوية ، إذ جرت سنّة الله تعالى على أن يكون أكثر من يتّبعون الحق هم الضعفاء والأرقاء ، وأن يكون أعداء الرسل هم الطواغيت وزعماء القوم الذين تهدّد رسالة الإيمان والعدالة والمساواة مصالحهم وحياتهم المترفة الناعمة ، وامتيازا تهم الظالمة على حساب باقي البشر.
ثم إن واجب الرسول – كل رسول- هو الدعوة والبلاغ فحسب ، وأما النتائج – الهداية- فهي بيد الله وحده لا شريك له .ولو كان نجاح الدعوة يقاس بعدد الأتباع فحسب لظنّ بعض السطحيين والجهلة أن نبيّا عظيما مثل سيدنا نوح عليه السلام قد أخفق أيضا – حاشا لله - لأنه عاش يدعو قومه إلى التوحيد ألف سنة إلا خمسين ، ولم يؤمن معه إلا عدد قليل من الناس حملتهم سفينة واحدة .
وهناك الحديث المتفق عليه الذي أخبر فيه الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم أنه يأتي يوم القيامة أكثر الأنبياء أتباعا ، وأن من الأنبياء من سوف يأتي ومعه الرجل الواحد ، ومنهم من سيأتي ومعه الرجلان ،ومنهم من سيأتي وليس معه أحد. (نص الحديث في الصحيحين)
و كذلك نورد جزءا من حديث رواه الإمام مسلم عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( ...وإن من الأنبياء نبياً ما يصدقه من أمته إلا رجلٌ واحد ) .هل يعيب نبيا عظيما أنه لم يؤمن به أحد من قومه ؟!! بل ماذا يمكن أن يقال – لو قبلنا هذا المنطق الأحمق – عن أنبياء عظماء قتلهم أقوامهم، وخاصة من قتلهم اليهود لعنهم الله ؟!! أتقولون عن الشهداء الأبرار أنهم قد فشلوا أم أنهم فازوا فوزا عظيما يغبطهم عليه كل من سواهم؟!
إن الرسل عليهم السلام جميعا قد أدّوا الأمانة وبلّغوا الرسالة على أتم وأكمل وجه ، وليست الكثرة دليلا على الحق أو النجاح ، فالنبي هو الحقّ ، وهو الأمّة ولو كان وحده، ولم ولن يدخل في الإسلام إلا من شاء الله .
[1] روى الإمامان أبو داود وأحمد بن حنبل رضي الله عنهما حديث عبيد الطائف الذين أعتقهم الرسول صلى الله عليه وسلم عندما خرجوا إليه مسلمين . وقال الإمام الشوكانى في نيل الأوطار :" وقد روي أنهم ثلاثة وعشرون عبدا من الطائف من جملتهم أبو بكرة كما ذكره البخاري في المغازي ، وفيه رد على من زعم أن أبا بكرة لم ينزل من سور الطائف غيره ، وهو شيء قاله موسى بن عقبة في مغازيه وتبعه الحاكم . وجمع بعضهم بين القولين أن أبا بكرة نزل وحده أولا ثم نزل الباقون بعده وهو جمع حسن، و قوله :أبا بكرة اسمه نفيع بن الحارث ، وكان مولى الحارث بن كلدة الثقفي ، فتدلى من حصن الطائف ببكرة فكني أبا بكرة لذلك ، أخرج ذلك الطبراني بإسناد لا بأس به من حديث أبي بكرة" . ( نيل الأوطار -الجزء الثامن- طبعة دار الحديث).
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
ومن ينشط للدعوة ويؤدى واجبه في إبلاغ الرسالة فقد نجح تماما بغض النظر عن النتائج. وهناك آيات كثيرة حاسمة تفيد صراحة أنه ليس على الرسول إلا البلاغ - أي التبليغ - أو الإبلاغ والإرشاد والإيضاح فحسب ومنها :
1- (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ [سورة المائدة: 92].
2- وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ [سورة النحل: 35].
3- فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ [سورة النحل: 82].
4- قلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ [سورة النور: 54].
5- وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ [سورة العنكبوت: 18].
6- وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ )سورة يس: 17).
والهداية بيد الله وحده لا شريك له :(إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين َ) سورة القصص الآية 56 .وآية كريمة أخرى تقول صراحة : ( لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)
سورة البقرة الآية 272 .
وعلى ضوء ما تقدم نعلم يقينا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أنجز المقصود الأعظم وهو دعوة القوم إلى الله ، ونجح كل النجاح في رحلته المباركة.
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
و في طريق العودة إلى مكة -بعد خروجه صلى الله عليه وسلم من البستان - بعث الله سيدنا جبريل ومعه ملك الجبال إلي الرسول صلى الله عليه وسلم، يستأذنه في أن يطبق الجبلين – يهدمهما- على رؤوس الكافرين أي: أن يهلكهم جميعا .
روى البخاري عن عبد الله بن يوسف، عن يونس عن ابن شهاب قال حدثني عروة أن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم حدثته أنها قالت للنبي عليه السلام هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من أحد ؟ فقال "لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت على وجهي، وأنا مهموم، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال فسلم علي فقال يا محمد ذلك لك، إن شئت أطبق عليهم الأخشبين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا" .
وهكذا يطمئن الله تعالى نبيه ويؤازره بجنود من الملائكة لا قبل للكافرين بهم ولا طاقة لهم بحربهم. لكنه عليه الصلاة والسلام تأخذه الرحمة والشفقة بقومه رغم كل ما فعلوه به وبأصحابه، ويأبى نزول العذاب بهم ، ويؤثر أن يعطيهم الفرصة تلو الأخرى لعلهم يهتدون أو يخرج من أولادهم وأحفادهم من يعبد الله. و لا عجب فهو الذي أرسله ربه: (( رحمة للعالمين)) الأنبياء الآية 107. صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا
(( وهنا نتعلّم الدرس التاسع في: الصبر والتأني وعدم تعجيل العقاب للكفّار لعلهم يهتدون أو تهتدي ذرياتهم . ونجد هنا أيضا أحد الأدلة على نبوته عليه السلام، فقد تحقّق بالفعل ما أخبر به من إسلام أبناء المشركين فيما بعد، وهى الثمرة العاشرة من ثمار الرحلة )).
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
بلغ عليه الصلاة و السلام " وادي نخلة" ، وأقام فيه أيامًا. وهناك كان على موعد مع نصر عظيم أخر.
فقد بعث الله تعالى إليه نفرًا من الجنّ أمنوا به ، و ذكرهم الله سبحانه في موضعين من القرآن: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ الله ِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [سورة الأحقاف:29- 31].
وقال تعالى فى موضع أخر : {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} [ سورة الجن: الآيتان الأولى والثانية ].
وهكذا أسلم الجنّ ونصروا دين الله في وقت كان أكثر البشر فيه ضالون لا يعقلون شيئا ولا يهتدون !!
((وهى الثمرة الحادية عشرة للرحلة))
فكأن الله تعالى يثبّت فؤاد الحبيب بهذا الفتح بعدما حدث له في الطائف ، ولسان الحال يقول : لئن خذلك البشر فإن ربهم ورب كل شيء معك ، يؤيدك بمن وبما يشاء من خلقه (( وما يعلم جنود ربك إلا هو )) سورة المدثر الآية رقم 31 .
وما حيلة البشر الضعفاء - من المشركين- في مواجهة قوى الملائكة والجنّ الجبّارة ؟!!
وأي إنجاز أو نجاح أعظم من إسلام الجن وتأييد الملائكة ؟! ..و هل هذا قليل ؟؟!!
ثم إن الآيات التي نزلت بصدد هذا الحادث تحمل بشارات انتشار الدعوة المباركة ، وتؤكد أن أية قوة في الكون لن تستطيع أن تحول بينها وبين الانتصار ولو بعد حين : {وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ الله ِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [الأحقاف:32]، {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعجِزَ الله َ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا} [الجن:12].
وكل عمل عظيم يحتاج إلى وقت ليؤتى ثماره ، والناس يختلفون في العقول و الطباع والمشاعر والمصالح والأهداف ، فلن يجتمعوا كلهم على عقائد أو أفكار واحدة ، ولن يدخلوا كلهم في الإسلام بلمسة عصا سحرية أو في وقت واحد .
وكثيرون ممن هداهم الله إلى الإسلام على مرّ الزمان استغرقوا سنين عددا في البحث والدراسة حتى اقتنعوا بالحق واّمنوا به .
والزارع الذي يضع البذور في التربة بعد إصلاحها ثم يرويها ، يكون قد أدى واجبه ولا يقال عنه أنه قد "فشل" .. أما الإنبات ثم النمو ثم الثمار فبيد الخالق وحده لا شريك له .
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
ونأتي الآن إلى عودته عليه السلام إلى مكة . فقد سأله زيد بن حارثة: كيف تدخل عليهم وقد أخرجوك؟! يعنى قريشًا، فقال صلى الله عليه وسلم بكل يقين : (يا زيد، إن الله جاعل لما ترى فرجًا ومخرجًا، وإن الله ناصر دينه، ومظهر نبيه).
(( وهذا هو الدرس الثاني عشر : لابد من اليقين المطلق والثقة التامة بموعود الله ، ومهما طال الليل فلابد من طلوع الفجر وسطوع الشمس. وهنا أيضا تأكيد آخر ودليل من دلائل نبوته عليه السلام ، حيث أخبر زيدا بما جرى بعد ذلك بسنوات من الفتح ودخول الناس في دين الله أفواجا ، وما جاء من الانتصار بعد الحصار )).
وسار الرسول صلى الله عليه وسلم حتى إذا دنا من مكة مكث بحِرَاء، وبعث رجلًا من خزاعة إلى الأخنس بن شَرِيق ليجيره، فقال: أنا حليف، والحليف لا يجير ، فأرسل إلى سهيل بن عمرو، فقال سهيل: إن بني عامر لا تجير على بني كعب، فبعث إلى المطعم بن عدى، فقال المطعم: نعم ، ثم تسلّح ودعا بنيه وقومه ، و أمرهم بحمل السلاح ومشاركته في حماية النبي لأنه قد أجاره .. ثم أرسل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم: أن ادخل، فأقبل صلى الله عليه وسلم ومعه زيد بن حارثة حتى انتهي إلى المسجد الحرام، فقام المطعم بن عدى على راحلته فنادى: يا معشر قريش، إني قد أجرت محمدًا فلا يهجه أحد منكم، وانتهي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الركن فاستلمه، وطاف بالبيت، وصلى ركعتين، وانصرف إلى بيته، والمطعم بن عدى وولده حوله يحمونه حتى دخل بيته.
وقيل: أن أبا جهل سأل مطعمًا: أمجير أنت أم متابع ـ مسلم-؟. قال: بل مجير. فقال الطاغية : قد أجرنا من أجرت.
"وقد حفظ الرسول صلى الله عليه وسلم للمطعم هذا الصنيع، فقال في أسري بدر: (لو كان المطعم بن عدى حيًا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له)".[1] انتهى .
(( وهكذا يعطينا الرسول عليه الصلاة و السلام الدرس الثالث عشر وهو: جواز طلب الاستعانة بغير المسلم في حالات الضرورة .
ثم الدرس الرابع عشر وهو وجوب" رد الجميل " ومكافأة من يسدى إلينا معروفا ولو كان كافرا)).
وشاء الله تعالى أن تأتي رحلة أخرى عظيمة - بعد رحلة الطائف - تكريما للحبيب وتشريفا له ،وتطييبا لقلبه الشريف ، وتثبيتا له وللمؤمنين معه، وهى رحلة الإسراء والمعراج التي رفع الله فيها الرسول صلى الله عليه وسلم أعلى السماوات السبع، وأوحى إليه خلالها ما أوحى ، وأراه من آيات ربه الكبرى .
وهكذا تأتى "المنحة" بعد" المحنة" ، ويأتي العطاء بعد الابتلاء .
(( وهى الثمرة الخامسة عشرة للرحلة الخالدة إلى الطائف)) .
[1] للمزيد عن السيرة النبوية العطرة طالع : سيرة ابن هشام والسيرة النبوية للذهبي والسيرة النبوية لابن كثير والطبقات الكبرى لابن سعد وفقه السيرة لمحمد الغزالي والروض الأنف للسهيلى والسيرة النبوية لمحمد على الصلابى والشفا بتعريف المصطفى للقاضي عياض ، والوفا بتعريف فضائل المصطفى لابن الجو زى و زاد المعاد لابن القيم و الرحيق المختوم للمباركفورى و حياة محمد لمحمد حسين هيكل.
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
وأما محاولة الاستدلال على جواز استخدام وصف " الفشل "بقوله تعالى { وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي ٱلأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِّن بَعْدِ مَآ أَرَاكُمْ مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُم ْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ }الآية 152 من سورة أل عمران
فهو خطأ أشد جسامة من الخطأ الأول، لأنه سوء فهم فاحش لمعنى الآية، بالإضافة إلى دلالته على المكابرة والإصرار على استخدام تعبير "الفشل" الرديء الذي لا يجوز استخدامه أبدا مع المقام النبوي الشريف .
عافانا الله من القول بغير علم !!
ولو أن هذا القائل وأمثاله رجعوا إلى أمهات كتب التفسير لوجدوا أن كبار العلماء مثل الطبري والقرطبى وابن كثير والشوكانى و النسفى والرازي و غيرهم -رضي الله عنهم - قد أكدوا جميعا أن الكلام هنا عن الرماة الذين عصوا أوامر النبي صلى الله عليه وسلم - في غزوة أحد- بالبقاء في موقعهم الحصين أعلى الجبل لحماية ظهر المسلمين وعدم ترك الموقع مهما كانت نتيجة المعركة ، حتى لا يؤتى المسلمون من قبلهم . وقد وقع الفشل المذكور بعد تنازع الرماة ورفضهم الاستماع إلى قائدهم عبد الله بن جبير الذي نهاهم عن عصيان الأمر النبوي الشريف ، لكنهم تركوا مواقعهم واندفعوا ليشاركوا في جمع الغنائم بعد أن انهزم المشركون في بداية المعركة . وانتهز الكفّار هذه الفرصة فالتفوا من وراء جيش المسلمين فوقعت هزيمة أحد ..
والوصف الوارد في الآية بالفشل والتنازع والعصيان لا يشمل فعل ولا شخص النبي الكريم أبدا ، فهذا كلام لا يمكن أن يقوله عاقل فضلا عن عالم .
بل الفشل والخيبة والخسارة في مخالفة أوامره و الهدى الذي جاء به عليه الصلاة والسلام .. ونلاحظ أيضا ما قررته الآية الكريمة ( منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ) وهو ما يقطع بأن الكلام كله عن الرماة .. فقد ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه وغيره قولهم : ما علمنا أن من أصحاب النبي من يريد الدنيا حتى نزلت هذه الآية . فالسياق كله يتحدث عن فشل وتنازع وعصيان الرماة ، ثم أوضح المفسّرون – مثل الحسن البصري رضي الله عنه - أن الذين تركوا مواقعهم من الرماة هم الذين يريدون الدنيا ، ومن ثبتوا وأطاعوا الرسول هم الذين يريدون الآخرة. رضي الله عنهم ورضوا عنه[1].
بل إن الهزيمة في أحد جاءت تأكيدا للمنهج وانتصارا له ، لأن هؤلاء لو انتصروا رغم مخالفتهم أوامر الرسول عليه السلام ، لتكررت المخالفات بعد ذلك ، ولحسب كثير من الناس أن العصيان لن يضرهم شيئا، فيحدث بسبب ذلك خلل وفتنة وفساد كبير . فكان لابد من درس قاس هو الهزيمة واستشهاد سبعين مسلما كي يثوب الجميع إلى طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يعصونه بعد ذلك أبدا .
والخلاصة أن وصف الفشل والتنازع والعصيان الوارد في الآية يستحيل شموله للنبي صلى الله عليه وسلم ، فلا حجّة هنا للجهلة . والله تعالى أعلى و أعلم .
http://www.saaid.net/mohamed/295.htm
[1] انظر تفسير الآيات البيّنات الواردة ضمن هذا المقال في الجامع لأحكام القراّن للإمام القرطبى ، وتفسير القراّن العظيم للإمام ابن كثير، وتفسير الإمام الطبري، وفتح القدير للشوكانى ، ومفاتح الغيب للرازي، وتفسير الإمام النسفى ، وتفسير الإمام السيوطى ، وتفسير الإمام البيضاوي ، وزاد المسير لابن الجو زى والمنتخب في تفسير القراّن الكريم لمجموعة من العلماء –طبعة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر ، وغيرها من أمهات كتب التفسير.
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / مشاركة رقم 20 :
ما يستفاد :
1- عدم اليأس والثبات وذلك بخروجه (ص) لطلب النصرة .
2- اختار (ص) من سادة ثقيف فإن أجابوا لدعوته لأجابت الطائف وذلك دليل حكمته (ص) .
3- استجاب الله تعالى لدعاء النبي (ص) فجاءوا مسلمين بعد حصارهم .
4- حمل الجن رسالة الإسلام .
5- شهادة عداس رضي الله عنه بنبوة النبي (ص) .
تابع / ما يستفاد للعضو: محمد طه شعبان :
6-خطورة الكلام بهذا الأسلوب الذي يتسم يسوء الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم . فالكلام عنه أو عن أحد من إخوته الأنبياء- عليهم السلام أجمعين- ينبغي أن يكون بكل توقير و حرص وهيبة وحذر والتزام بما فرضه الله تعالى علينا من احترام لمقام الأنبياء الرفيع .
7- رسالة الإسلام عامة لكل الخلق ، فمن البديهي ألا يقتصر الرسول صلى الله عليه وسلم على دعوة قريش فقط .
8- أن ندافع عن الرسول والرسالة بالنفس والنفيس .
9- كل مسلم يمرّ بشدّة أوبلاء أو محنة إلى قيام الساعة :
«اللهُمَّ إنِّي أشْكُو إليْكَ ضَعْفَ قَوَّتِي وَقِلَّةَ حِيلَتِي وهَوَانِي عَلى النَّاسِ... الحديث .
10- جواز قبول هدية وضيافة الكافر للمسلم عند الضرورة وجواز أكل طعام.
11- أنه صلى الله عليه وسلم استثمر حتى لحظات الاستراحة القصيرة ، رغم الأوجاع والآلام والإصابات البالغة في جسده الشريف ، في دعوة الغلام إلى الإسلام كما نلاحظ.
12- أسلم عدّاس رضي الله عنه.
وتلك ثمرة سادسة من ثمرات الرحلة المباركة.
13- هو أن الإنسان ينبغي عليه قول الحق وإتباعه فورا بلا اعتبار لرأى المجتمع أو حجم التضحيات أو المخاطر التيقد يتعرض لها ، فانه لم يعبأ برأي سيده وأخيه واعتراضهما ، وجهر بتأييد الحق والإيمان بالله و بالرسول.
14- ولحقوا بالمسلمين بعد ذلك فأعتقهم النبي صلى الله عليه وسلم ولو لم يذهب الرسول في رحلته الأولى تلك إلى الطائف فكيف كانت الفرصة ستأتي إلى هؤلاء جميعا للعلم بالإسلام ثم الدخول فيه.
15- إن الرسل عليهم السلام جميعا قد أدّوا الأمانة وبلّغوا الرسالة على أتم وأكمل وجه ، وليست الكثرة دليلاعلى الحق أو النجاح ، فالنبي هو الحقّ ، وهو الأمّة ولو كان وحده، ولم ولن يدخل في الإسلام إلا من شاء الله.
16- ومن ينشط للدعوة ويؤدى واجبه في إبلاغ الرسالة فقد نجح تماما بغض النظر عن النتائج. وهناك آيات كثيرة حاسمة تفيد صراحة أنه ليس على الرسول إلا البلاغ - أي التبليغ - أو الإبلاغ والإرشاد والإيضاح فحسب ومنها :
(وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْالر َّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ)...
17- الصبر والتأني وعدم تعجيل العقاب للكفّار لعلهم يهتدون أو تهتدي ذرياتهم . ونجد هنا أيضا أحد الأدلة على نبوته عليه السلام، فقد تحقّق بالفعل ما أخبر به من إسلام أبناء المشركين فيما بعد، -وهى الثمرة العاشرة - من ثمار الرحلة.
18- أسلم الجنّ ونصروا دين الله في وقت كان أكثر البشر فيه ضالون لا يعقلون شيئا ولا يهتدون.
19- لابد من اليقين المطلق والثقة التامة بموعود الله ، ومهما طال الليل فلابد من طلوع الفجر وسطوع الشمس.
20- جواز طلب الاستعانة بغير المسلم في حالات الضرورة .
21-الدرس الرابع عشر وهو وجوب" رد الجميل " ومكافأة من يسدى إلينا معروفا ولو كان كافرا.
22- وهكذا تأتى"المنحة" بعد" المحنة" ، ويأتي العطاء بعد الابتلاء .
(( وهى الثمرة الخامسة عشرة للرحلة الخالدة إلى الطائف)) .
23- بل إن الهزيمة في أحد جاءت تأكيدا للمنهج وانتصارا له ، لأن هؤلاء لو انتصروا رغم مخالفتهم أوامر الرسول عليه السلام ، لتكررت المخالفات بعد ذلك ، ولحسب كثير من الناس أن العصيان لن يضرهم شيئا، فيحدث بسبب ذلك خلل وفتنة وفساد كبير.
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / مشاركة رقم 18 :
ما يستفاد :
1- مشروعية ضرب المثل وتشبيه شيء موصوف بصفة بمثله مسلوب الصفة ، وفيه بلاغة عائشة وحسن تأنيها في الأمور .
2- قوله (ص) : ( في التي لم يرتع منها ) أي أوثر ذلك في الاختيار على غيره ، فلا يرد على ذلك كون الواقع منه أن الذي تزوج من الثيبات أكثر ، ويحتمل أن تكون عائشة كنت بذلك عن المحبة بل عن أدق من ذلك .
[ فتح الباري لابن حجر رحمه الله ( 9 / 152 ) ]
3- واستدلوا بهذا الحديث - " تزوجني رسول الله (ص) في شوال" - وقصدت عائشة بهذا الكلام رد ما كانت الجاهلية عليه وما يتخيله بعض العوام اليوم من كراهة التزوج والتزويج والدخول في شوال وهذا باطل لا أصل له وهو من آثار الجاهلية كانوا يتطيرون بذلك لما في اسم شوال من الإشالة والرفع .
[ صحيح مسلم بشرح النووي رحمهما الله ]
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تابع / مشاركة رقم 19 :
ما يستفاد :
1- يجوز للرجل الدخول على من لم يكن في يومها من نسائه والتأنيس لها ..
2- بيان حسن خلقه (ص) وأنه كان خير الناس لأهله .
3- جواز هبة المرأة نوبتها لضرتها .
[ المصدر : عون المعبود العظيم آبادي ( 6 / 137 ) ]
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
نتوقف و نكمل " ما يستفاد من السيرة النبوية " بعد رمضان إن شاء الله تعالى
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم
نتوقف و نكمل " ما يستفاد من السيرة النبوية " بعد رمضان إن شاء الله تعالى
بارك الله فيكم
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
عدنا ولله الحمد ،، لإكمال ما يستفاد من السيرة النبوية كما نرجو تفاعل أعضاء مجلس الألوكة في ذكر ما يستفاد وما صح من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ،، بارك الله في إدارة مجلس الألوكة في تثبيت الموضوع وذلك لأهميته وما وجد هذا المجلس إلا لمدارسة ميراث النبوة ، وها نحن مع سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ..
قال ابن حجر رحمه الله :
هنيئا لاصحاب خير الورى *** وطوبى لاصحاب اخباره
اولائك فازوا بتذكيره *** ونحن سعدنا بتذكاره
وهم سبقونا الى نصره *** وها نحن تباع انصاره
ولما حرمنا لقى عينه *** عكفنا على حفظ آثاره
جزى الله الجميع من إدارة المجلس وصاحب الموضوع خير الجزاء
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مشاركة رقم 21:
ما يستفاد :
ملاحظة الحديث الموجود في سنن أبي داود وجدته برقم : 4721 في كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود .
1- بيان ما كان عليه أبو لهب من الصد عن الدعوة ومحاربتها حتى خارج مكة .
2- بيان شرف سويد بن الصامت الملقب بالكامل إذ كان أول من لقيه رسول الله (ص) وعرض عليه الإسلام فاستحسنه ونقل خبره إلى المدينة .
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مشاركة رقم 22 :
ما يستفاد :
1- المعجزات ليست ضرورية لحصول الإيمان فقد رأى كفار قريش آيات عظاما ولم يؤمنوا .
2- تقرير حادثة الإسراء والمعراج وثبوتها بالكتاب والسنة والإجماع وأن الإسراء والمعراج كانا بالروح والجسد معا .
3- سبق أبي بكر وفضله وسبب تلقيبه بالصديق فرضي الله عنه وأرضاه .
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ص 92 ]
4- قال النووي : معناه أن الطست كان فيها شيء يحصل به زيادة في كمال الإيمان وكمال الحكمة وهذا الملء يحتمل أنه يكون على حقيقته ، وتجسيد المعاني جائز كما جاء أن سورة البقرة تجيء يوم القيامة كأنها ظلة ، والموت في صورة كبش ، وكذلك وزن الأعمال وغير ذلك من أحوال الغيب .
5- وقال ابن أبي جمرة : فيه أن الحكمة ليس بعد الإيمان أجل منها ، ولذلك قرنت معه ، ويؤيده قوله تعالى : { ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا } وأصح ما قيل في الحكمة أنها وضع الشيء في محله ، أو الفهم في كتاب الله ، فعلى التفسير الثاني قد توجد الحكمة دون الإيمان وقد لا توجد ، وعلى الأول فقد يتلازمان ؛ لأن الإيمان يدل على الحكمة .
[ المصدر : فتح الباري ( 7 / 257 - 258 ) ]
6- قوله (ص): ( ... فاخترت اللبن فقيل : أصبت أصاب الله بك أمتك على الفطرة ) ... ومعنى أصاب الله بك أي أراد بك الفطرة والخير والفضل .
[ شرح صحيح مسلم للنووي رحمهما الله ( 1 / 193 ) ]
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مشاركة رقم 29 :
ما يستفاد :
1- بيان شرف أهل بيعة العقبة الأولى وعلى رأسهم أسعد بن زرارة .
2- بيان فضل مصعب بن عمير شهيد أحد رضي الله عنه إذ ضرب المثل في حسن الدعوة والصبر على البلاء فرضي الله عمن ترضى عن مصعب من كل مؤمن موحد .
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ص 98 - 99 ]
3- وفي هذا الحديث فوائد منها تحريم هذه المذكورات وما في معناها .
4- ومنها الدلالة لمذهب أهل الحق أن المعاصي غير الكفر لا يقطع لصاحبها بالنار إذا مات ولم يتب منها بل هو بمشيئة الله تعالى إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه خلافا للخوارج والمعتزلة .
[ شرح صحيح مسلم للنووي رحمهما الله ( 11 / 186 ) ]
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مشاركة رقم : 30 :
ما يستفاد :
1- شرف أهل بيعة العقبة الثانية وفضل النقباء منهم وهم اثنا عشر رجلا .
2- بيان عداوة الشيطان إذ صرخ متألما لما شاهد من نصرة الإسلام وأغرى المشركين بالمؤمنين وأذاع خبر بيعة العقبة فلعنة الله عليه .
3- أن العباس بن عبادة العوفي هو الوحيد الذي ظفر بلقب مهاجر أنصاري ... فإنه خرج إلى رسول الله (ص) بمكة وأقام معه بها ، فكان يقال له : مهاجر أنصاري استشهد بأحد رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة مأواه .
4- أقام رسول الله (ص) بمكة ينتظر إذن ربه تعالى له في الهجرة إلى المدينة .
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مشاركة رقم 31 :
ما يستفاد :
1- أن أول من هاجر من قريش من بني مخزوم إلى المدينة كان أبا سلمة بن عبدالأسد بن هلال ، واسمه عبدالله رضي الله عنه وأرضاه .
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مشاركة رقم 31 :
ما يستفاد :
1- أن أول من هاجر من قريش من بني مخزوم إلى المدينة كان أبا سلمة بن عبدالأسد بن هلال ، واسمه عبدالله رضي الله عنه وأرضاه .
2- بيان مدى حب الصديق للرسول (ص) ، إذ كان يرغب في صحبته حتى إنه لما أذن للرسول (ص) بالهجرة ..
3- أن النبي (ص) كان قد أرسل مع أهل بيعة العقبة الأولى مصعب بن عمير بن هاشم بن عبدمناف ، وأمره أن يقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام ويفقههم في الدين فكان أول من لقب بالمقرئ ..
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
رد: سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مشاركة رقم 32 :
ما يستفاد :
1- بيان أن النبي (ص) كان يأخذ بالأسباب وبالحزم فيها ..أعد الراحلة للسفر والخريت العالم بالطرق ومسالكها و .. دخوله غار ثور مع صاحبه استخفاء عن أعين المشركين الطالبين له .
2- بيان طبيوبة أسرة الصديق نساءا ورجالا ، وبيان سبب لقب أسماء ذات النطاقين .
3- بيان مدى ما بذلت قريش في سبيل قتل النبي (ص) ، والقضاء على الإسلام .
4- تجلي آية النبوة في سقوط فرس سراقة وعجزه عن الوصول إلى النبي (ص) .
[ المصدر : هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري رحمه الله ]
5- بيان عظيم توكل النبي (ص) حتى في هذا المقام .
6- ومنها بذله - أبي بكر الصديق رضي الله عنه - نفسه ومفارقته أهله وماله ورياسته في طاعة الله تعالى ورسوله وملازمة النبي (ص) ومعاداة الناس فيه ومنها جعله نفسه وقاية عنه وغير ذلك .
[ شرح صحيح مسلم للنووي رحمهما الله ]