فائدة نفيسة لأهل الحديث بخصوص فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل.
إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ.
وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه.
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [آل عمران: 102] .
{ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [النساء: 1] .
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [الأحزاب: 70، 71].
أما بعد:
نقطة جد مهمة يجب على طالب العلم ان يعرفها وهو أنه الكتب ليست معمولة لكل متطفل أن يدخل ويستشهد منها ويطبل ويعمل من نفسه شيخا،واريد ان أوضح نقطة حول كتاب فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل.
هذا الكتاب مقسم الى 3 اقسام،وهذا لا يعرفه الا المتخصصين في هذا العلم:
1-فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل.
2-زيادات فضائل الصحابة لعبد الله بن احمد بن حنبل.
3-زيادات فضائل الصحابة للقطيعي.
في الأولى:يكون الاسناد:حدثنا عبد الله حدثني أبي.
في الثانية:يكون الاسناد:حدثنا عبد الله حدثني شيخ آخر غير أبيه.
في الثالثة:لا يذكر حدثنا عبد الله.
وبالتالي فالعلماء حينما يستشهدون بالروايات من كتاب فضائل الصحابة يذكرون هذا الاختلاف:
ففي الحالة الأولى يقولون:"رواه أحمد في فضائل الصحابة"
وفي الثانية يقولون:"رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة"
وفي الثالثة يقولون:"رواه القطيعي في زوائده على فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل".
وقد أردت ان أوضح هذه المسألة بالوثائق
http://majles.alukah.net/imgcache/2012/10/27.jpg
http://majles.alukah.net/imgcache/2012/10/28.jpg
رد: فائدة نفيسة لأهل الحديث بخصوص فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل.
قمت باحصاء روايات الكتاب وجاءت على الشكل التالي:
احصائيات خاصة بكتاب فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل رحمه الله:
عدد روايات الكتاب كاملا بجزئيه:1962
عدد روايات أحمد بن حنبل:970
عدد روايات زوائد عبد الله بن أحمد بن حنبل:524
عدد روايات زوائد القطيعي:468
احصائيات خاصة بالجزء الأول:
عدد الروايات:931
عدد روايات أحمد بن حنبل:280
عدد روايات زوائد عبد الله بن أحمد بن حنبل:346
عدد روايات زوائد القطيعي:305
احصائيات خاصة بالجزء الثاني:
عدد الروايات:1031
عدد روايات أحمد بن حنبل:690
عدد روايات زوائد عبد الله بن أحمد بن حنبل:178
عدد روايات زوائد القطيعي:163
رد: فائدة نفيسة لأهل الحديث بخصوص فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة النبوية:
وَأَمَّا كُتُبُ الْفَضَائِلِ فَيَرْوِي مَا سَمِعَهُ مِنْ شُيُوخِهِ، سَوَاءٌ كَانَ صَحِيحًا أَوْ ضَعِيفًا، فَإِنَّهُ لَمْ يَقْصِدْ أَنْ لَا يَرْوِي فِي ذَلِكَ إِلَّا مَا ثَبَتَ عِنْدَهُ. ثُمَّ زَادَ ابْنُ أَحْمَدَ زِيَادَاتٍ، وَزَادَ أَبُو بَكْرٍ الْقَطِيعِيُّ زِيَادَاتٍ. وَفِي زِيَادَاتِ الْقَطِيعِيِّ زِيَادَاتٌ كَثِيرَةٌ كَذِبٌ مَوْضُوعَةٌ، فَظَنَّ الْجَاهِلُ أَنَّ تِلْكَ مِنْ رِوَايَةِ أَحْمَدَ، وَأَنَّهُ رَوَاهَا فِي الْمُسْنَدِ. وَهَذَا خَطَأٌ قَبِيحٌ . ج 7ص97
فَهَذَا الْقَطِيعِيُّ يَرْوِي عَنْ شُيُوخِهِ زِيَادَاتٍ، وَكَثِيرٌ مِنْهَا كَذِبٌ مَوْضُوعٌ. وَهَؤُلَاءِ قَدْ وَقَعَ لَهُمْ هَذَا الْكِتَابُ وَلَمْ يَنْظُرُوا مَا فِيهِ مِنْ فَضَائِلِ سَائِرِ الصَّحَابَةِ، بَلِ اقْتَصَرُوا عَلَى مَا فِيهِ مِنْ فَضَائِلِ عَلِيٍّ ، وَكُلَّمَا زَادَ حَدِيثًا ظَنُّوا أَنَّ الْقَائِلَ ذَلِكَ هُوَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، فَإِنَّهُمْ لَا يَعْرِفُونَ الرِّجَالَ وَطَبَقَاتِهِمْ ، وَأَنَّ شُيُوخَ الْقَطِيعِيِّ يَمْتَنِعُ أَنْ يَرْوِيَ أَحْمَدُ عَنْهُمْ شَيْئًا. ج 7ص98
أَحْمَدُ لَهُ الْمُسْنَدُ الْمَشْهُورُ، وَلَهُ كِتَابٌ مَشْهُورٌ فِي " فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ " رَوَى فِيهِ أَحَادِيثَ لَا يَرْوِيهَا فِي الْمُسْنَدِ لِمَا فِيهَا مِنَ الضَّعْفِ ; لِكَوْنِهَا لَا تَصْلُحُ أَنْ تُرْوَى فِي الْمُسْنَدِ ; لِكَوْنِهَا مَرَاسِيلَ أَوْ ضِعَافًا ، بِغَيْرِ الْإِرْسَالِ، ثُمَّ إِنَّ هَذَا الْكِتَابَ زَادَ فِيهِ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ زِيَادَاتٍ، ثُمَّ إِنَّ الْقَطِيعِيَّ الَّذِي رَوَاهُ عَنِ ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ - زَادَ عَنْ شُيُوخِهِ زِيَادَاتٍ، وَفِيهَا أَحَادِيثُ مَوْضُوعَةٌ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ. وَهَذَا الرَّافِضِيُّ وَأَمْثَالُهُ مِنْ شُيُوخِ الرَّافِضَةِ جُهَّالٌ، فَهُمْ يَنْقُلُونَ مِنْ هَذَا الْمُصَنَّفِ فَيَظُنُّونَ أَنَّ كُلَّ مَا رَوَاهُ الْقَطِيعِيُّ، أَوْ عَبْدُ اللَّهِ قَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ نَفْسُهُ ، وَلَا يُمَيِّزُونَ بَيْنَ شُيُوخِ أَحْمَدَ، وَشُيُوخِ الْقَطِيعِيِّ. ج7 ص399
1 مرفق
رد: فائدة نفيسة لأهل الحديث بخصوص فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل.
وأحب أن أختم بكلام وجدته للمحدث العلامة الألباني رحمه الله تعالى رحمة واسعة حيث قال:
"إن الأحاديث المروية في كتاب " فضائل الصحابة " للإمام أحمد ثلاثة أنواع :
الأول : من رواية أبي بكر القطيعي عن عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه .
الثاني : من رواية القطيعي عن عبد الله بن أحمد عن شيوخه غير أبيه .
الثالث : من رواية القطيعي عن شيوخه غير عبد الله بن أحمد .
ومن لا علم عنده بالأسانيد وطبقات الرواة يتوهم من مجرد رؤيته الحديث في كتاب " الفضائل " أنه من رواية أحمد ! وليس كذلك . فينبغي التنبه لهذا حتى لا ينسب للإمام أحمد من الحديث ما لم يروه فيساء إليه".سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ج12 ص426
http://majles.alukah.net/imgcache/2012/10/29.jpg
رد: فائدة نفيسة لأهل الحديث بخصوص فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل.
كلام -بحقّ- نفيس جدّاً، أيّها الفاضل..
وثمرته واضحة جدّاً، وهو دفع التغرير الواقع عند بعض العوام من أنّ الإمام أحمد يروي تلكم الواهيات..
لكن -لو أغمضنا عن هذا- ما تقول في قول من قال: لا ضير في عدم التمييز بين الأصناف الثلاث : ما رواه الإمام ، وما رواه ابنه ، وما رواه القطيعي؛ إذ العبرة بصحّة الإسناد ووثاقة الرواة..؛ فما صحّ مما يخرجه القطعي أو عبد الله، في زوائديهما؛ فحجة يجب العمل به، وما لم يصحّ ممّا رواه الإمام فلا يلتفت إليه؟!!!.
رد: فائدة نفيسة لأهل الحديث بخصوص فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاوا محمد أبو عبد البر
إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ.وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه.{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [آل عمران: 102] .{ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [النساء: 1] .{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [الأحزاب: 70، 71].أما بعد:نقطة جد مهمة يجب على طالب العلم ان يعرفها وهو أنه الكتب ليست معمولة لكل متطفل أن يدخل ويستشهد منها ويطبل ويعمل من نفسه شيخا،واريد ان أوضح نقطة حول كتاب فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل. هذا الكتاب مقسم الى 3 اقسام،وهذا لا يعرفه الا المتخصصين في هذا العلم:1-فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل.2-زيادات فضائل الصحابة لعبد الله بن احمد بن حنبل.3-زيادات فضائل الصحابة للقطيعي.في الأولى:يكون الاسناد:حدثنا عبد الله حدثني أبي. في الثانية:يكون الاسناد:حدثنا عبد الله حدثني شيخ آخر غير أبيه. في الثالثة:لا يذكر حدثنا عبد الله.وبالتالي فالعلماء حينما يستشهدون بالروايات من كتاب فضائل الصحابة يذكرون هذا الاختلاف:ففي الحالة الأولى يقولون:"رواه أحمد في فضائل الصحابة"وفي الثانية يقولون:"رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة"وفي الثالثة يقولون:"رواه القطيعي في زوائده على فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل".وقد أردت ان أوضح هذه المسألة بالوثائقhttp://majles.alukah.net/imgcache/2012/10/27.jpghttp://majles.alukah.net/imgcache/2012/10/28.jpg
أحسنت بارك الله فيك
وجعل ذلك في ميزان حسناتك
فوالله أنك أفدتني وعلمتني فجزاك الله خير.
رد: فائدة نفيسة لأهل الحديث بخصوص فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو هجر البغدادي
كلام -بحقّ- نفيس جدّاً، أيّها الفاضل..
وثمرته واضحة جدّاً، وهو دفع التغرير الواقع عند بعض العوام من أنّ الإمام أحمد يروي تلكم الواهيات..
لكن -لو أغمضنا عن هذا- ما تقول في قول من قال: لا ضير في عدم التمييز بين الأصناف الثلاث : ما رواه الإمام ، وما رواه ابنه ، وما رواه القطيعي؛ إذ العبرة بصحّة الإسناد ووثاقة الرواة..؛ فما صحّ مما يخرجه القطعي أو عبد الله، في زوائديهما؛ فحجة يجب العمل به، وما لم يصحّ ممّا رواه الإمام فلا يلتفت إليه؟!!!.
نعم أخي أبو هجر رعاك الله ما ذكرته صحيحا العبرة بصحة الإسناد في هذا الكتاب أو غيره بغض النظر عمن أخرج الحديث
لكن ألا ترى أنه من المعيب أن يعزوا طالب العلم تخريج حديث إلى غير من أخرجه فيقول رواه أحمد وهو لم يروه إنما الراوي هو عبد الله مثلاً، وأنا جربت هذا في بحث قمت به وكان من ضمن مصادر التخريج (كتاب فضائل الصحابة).
رد: فائدة نفيسة لأهل الحديث بخصوص فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل.
وماذكر هنا ينطبق على المسند
من أظهر الأمور في المسند
فيما سلف كان-احد الاهواء - يحتج بحديث ما ويقول-انظر اخرجه احمد!! فقط لوجوده في المسند رغم انه من الزوائد
وحتى بعض الأحاديث التي وردت في المسند (حدثنا عبد الله حدثنا ابي) احمد نفسه ردها او له فيها كلام
أمثلة: حديث فضائل مرو-حديث البُصيرة!! -احاديث الثقلين-حديث الفئة الباغية الخ . . .