من خصائص المجتمع المديني
لأهل المدينة خصائص تميزهم عن أهل المجتمعات الأخرى؛ وذلك بسبب تأثرهم بمجاورة أفضل الخلق سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم واتباعهم لهديه صلى الله عليه وسلم من المؤاخاة التي قام بها صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار وكونوا بذلك المجتمع المثالي الذي لم نجد مثله على مر العصور . ومن هذه الخصائص:
1- الترحيب بالغريب:
الترحيب بالغريب والفرح به من الأمور البارزة عند أهل المدينة المنورة ولو لم يكن لهم معرفة به ويعتبر أهل المدينة كل زائر للمدينة ضيفاً عليه وزائراً له , ويعملون بالمثل القائل: (لاقيني ولا تغديني) إن المدنيين يألفون ويؤلفون ويحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في أنفسهم غضاضة على أحد. حتى وصفهم بعض المستشرقين بالملائكة الذين يعيشون للدين ومن أجله.
2- السماحة:
السماحة في الخلق والتعامل من سمة المدنيين في التعامل اليومي في العلاقات الاجتماعية والبيع والشراء . ويغلب عليهم الهدوء وسعة الصدر . وأصبح لهم جزء من سماحة وكرم جارهم صلى الله عليه وسلم .
3- انخفاض الصوت:
سواء في المنازل أو في الأسواق فلا تسمع الأصوات المرتفعة وإذا سمع صوتاً مرتفعا تجد الجميع يلتفتون الى مصدره والعادة ان يكون صاحب الصوت من غير أهل المدينة . وذلك عملاً بقول الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول ) . (سورة الحجرات آية 2). وقد روي عن عمر بين الخطاب أنه سمع صوتا مرتفع بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم . فاتى بالرجل وسأله عن بلده فقال من الطائف ,فقال له عمر رضي الله عنه (والله لولا أنك غريب لأوجعتك ضربا ) ، فعدم رفع الصوت لا زال من الأمور الملموسة من الأسر المدينية ..
4- التآلف:
في المدينة تشعر بالتآلف بين السكان , فالمجتمع المديني تجده من أصول مختلفة بعضها عربي وبعضها غير عربي ولا يشعر سكان المدينة بأي فرق في التعامل مهما كانت أصولهم . ولهم قدوة في جارهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما آخى بين المهاجرين والأنصار ليكونوا أمة واحدة فلا تجد النظرة العصبية لها مكاناً في المجتمع المديني ..
5- العلاقات بين أفراد أسرة :
تقوم العلاقات بين أفراد الأسرة على الاحترام التام . فالصغير يقدر ويحترم الكبير والكبير يرحم ويعطف على الصغير . ومن مظاهر ذلك أن الصغير لا ينادي أخاه او أخته الأكبر منه سنا باسمه بل يقول لهما (سيدي للأخ , او استيتة أو أختي فلانة للاخت ) وكذلك الزوجان لاينادي احدهما الاخر باسمه بل هي تناديه ابو فلان وهو يناديها ام فلان باكبر ابنائهما . اما الرجال من خارج الاسرة ينادى بكلمة (عمي ) والمرأة (خالتي ). وذلك تأسيا بقوله صلى الله عليه وسلم (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ).
6- العلاقة بين الجيران :
العلاقة بين الجيران لها وضع خاص بالمدينة وتوضح كثير من الامثلة الشعبية اهمية الجار ,منها ( الجار قبل الدار). ( جارك القريب خيرا من اخيك البعيد ). فالعلاقة بين الجيران اخوية واسرية ومنها صور ذلك .
انه عندما يكون احد الجيران مناسبة تجد كل الجيران يفتحون بيوتهم ويشاركون في المناسبة .
صورة اخرى ان كل جار يشعر ان ابناء جيرانه كأبنائه فيقوم بتاديبهم وتوجيههم ان لاحظ عليهم أي خطأ وان علم ابوه بذلك يشكر جاره وان لم يقوم الجار بذك يلومه الاب . فإنهم يتعاونون جميعا لتربية أبناء الحارة الواحدة ..
وصورة اخرى مايعرف بالطعمة فعندما تطبخ احى الاسر طبخة ترسل لجيرانها من هذه الطبخة فتجد على سفرة الطعام اشكال مختلفة من الاطعمة هذه من بيت فلان وهذه من جيراننا بيت فلان , وهكذا .
ومن الصور الجميلة الاهتمام ببيت واهل الجار الغائب من جميع الجيران حتى عودته .
7-ومن خصائص اهل المدينة تآلفهم ان اجتمعوا خارج المدينة فتجدهم يعيشون متقاربين ويرعون بعضهم حتى لو لم تجمعهم سابق معرفة .
8- ومن اهم خصائص اهل المدينة حنينهم الدائم الى المدينة واشتياقهم لها في حال السفر فتجد الواحد منهم لايطيق البعد عنها واول ماينهي التزامهم يقفل اليها عائدا بكل شوق وحنين .
أما خصائص المدينة المنورة فحدث ولاحرج فمهما قلنا لن نفيها حقها ...
المدينة وماادراك ماالمدينة ؟؟؟
هي مهاجرة النبي صلى اللة علية وسلم وفيها مضجعة واهلها جيرانه والموت بها يستوجب شفاعتة , فقد روى الترمذي وابن حبان في صحيحة وابن ماجة في سننة والبيهقي مرفوعا الى النبي صلى اللة علية وسلم ( من استطاع ان يموت بالمدينة فليمت بها فاني اشفع لمن يموت بها ) ..
ويكفي في فضلها حب النبي صلى اللة علية وسلم لها ودعاؤه ربه أن يحببها إليه كما ورد في الصحيحين ( اللهم حبب الينا المدينة كحبنا مكة أو أشد) ..
و في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا قدم من سفر فنظر إلى جدران
المدينة أسرع براحلته حبا في المدينة , وقد دعا لها بالبركة كما ورد في الصحيحين أنه قال صلى الله علية وسلم ( اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة )
وفي صحيح مسلم ( اللهم بارك لنا في مدينتنا , اللهم بارك لنا في صاعنا , اللهم بارك لنا في مدنا , اللهم اجعل مع البركة بركتين ) ..
وخلاصة القول إن المدينة من أحب البقاع إلى الله وإلى رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم ,
وإنها دار الهجرة والإيمان .. و إليها يأزر الإيمان في آخر الزمان ,
وعلى مداخلها حراس من الملائكة لا يدخلها الدجال ولا الطاعون
وهي مضجع أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم ومهبط الوحي فلا يكاد يوجد فيها مكان وإلا ونزلت فيه آية او آيات قرآنية أو ورد فيه حديث نبوي وهي حرم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وقد ورد الوحي بالوعد لمن صبر على لاوائها ومن صلى في مسجدها ومن أكل من ثمرها وشرب من مائها , وجعل تربتها شفاء , فطوبى لمن زارها ومشى في ربوعها ، وجال في خاطره محاسنها ، فطالما اشتاق اليها المحبون وضحوا في سبيل زيارتها بأنس الاهل والبنين ونفيس المال .
فالمدينة خير لهم وخير لنا و نسأل الله سبحانه ان يرزقنا زيارتها دائماً وأبداً وأن يتوفانا بها ويجعلنا
نجاور أفضل خلقة صلى الله عليه وسلم في الحياة والممات و أن يرزقنا الأدب في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومع أهل مدينته ...
منقول للفائدة