هذه حقا وثيقة طلاق نادرة لا تدل إلا على كمال عقل صاحبها وسمو خلقه ورفعة شأنه
اضطر الفقيه أبو البركات ابن الحاج إلى طلاق زوجته السيدة عائشة الكنانية فأحضر الشهود وتلا عليهم هذه الكلمات :
"يقول عبدالله الراجحي رحمته المدعو بأبي البركات - اختار الله له ولطف به - : إن الله جلت قدرته أنشأ خلقه على طبائع مختلفة وغرائز شتى .. فمنهم السخي والبخيل ، وفيهم الشجاع والجبان ، والغبي والفطن ، والمتكبر والوضيع ، فكانت العشرة لا تستمر بينهم إلا بأحد أمرين : إما بالاشتراك في الصفات أو في بعضها ، وأما بصبر أحدهما على صاحبه مع عدم الاشتراك ، ولما علم الله أن بني آدم على هذا الوضع شرع لهم الطلاق ليستريح إليه من عيل (نفذ) صبره على صاحبه توسعة عليهم ، وإحسانًا منه إليهم .
فلأجل العمل على هذا طلق عبدالله محمد أبو البركات ابن الحاج زوجته الحرة العربية المصونة ، بنت الشيخ الوزير الحسيب النزيه ، المرحوم أبي عبدالله محمد بن إبراهيم الكناني ، طلقة واحدة ، ملكت بها أمر نفسها ، ونطق بذلك إراحة لها من عشرته ، طالبًا من الله أن يغني كلا من سعته ، وشهد بذلك على نفسه في صحته وجواز أمره"
اهـ. كتاب طرائف ومسامرات . د محمد رجب البيومي (بتصرف)