ما معنى هذا الكلام للخطيب البغدادي 2
قال رحمه الله (489): ولأجل حبس الكتب امتنع غير واحد من إعارتها ، واستحسن آخرون أخذ الرهون عليها من الأصدقاء ، وقالوا الأشعار في ذلك.
أنا محمد بن الحسين القطان ، أنا دعلج ، أنا أحمد بن علي الأبار ، نا أبو غسان الرازي ، نا جرير ، عن حمزة الزيات ، قال : « لا تأمنن قارئا على صحيفة ، ولا جمالا على حبل »
وجزاكم الله خيرا
رد: ما معنى هذا الكلام للخطيب البغدادي 2
الحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ؛
فإن معنى كلامه الأول واضح لا يحتاج الى تفسير ... فهو يريد فيه أن كثيرا ممن يستعيرون الكتب لا يرجعونها الى أصحابها ، وكل صاحب مكتبة يعير منها يجد مصداق هذا واضحا جليا ، ولقد استعار بعضهم من كتبي الجزء الثالث من "المجموع" للنووي ولم يرجعه ، وآخرُ الجزء السادس عشر من "تفسير الطاهر بن عاشور " وآخرُ المجلد 22 من مجموع فتاوى شيخ الاسلام فضلا عن غيرها ولم ترجع الى خزانة كتبي فاضطررت الى شرائها من جديد ، وصارت مكتبتي في أعمق ركن من أركان بيتي حتى يسهل الاعتذار ممن يطلب رؤيتها .
ومن الطُّرَف أن أحد الطلاب دخل مكتبة كبيرة جدا لصديق له فرأى فيها كتابا أحب أن يستعيره .
فقال له صاحب المكتبة : الا أمر الاستعارة .
فقال الطالب : وَلِمَ ؟!! أقسم أني سأعيده .
فقال صاحب المكتبة : هل ترى هذه المكتبة الكبير ة !!! كلها استعارة من الناس .
وفي الفقرة الثانية أشار الى أن الأصدقاء من أكثر الناس تأخيرا في رد الكتب ،وذلك لعلو منزلتهم عند أصدقائهم ، فالحياء يمنع الصديق طلب الكتاب ، والمستعير قد ينسى ، فيرث المستعير الكتاب قبل موت صاحبه ، لذا فقد كان بعضهم يستعير كتبا من صديقه كلما استعار الصديق كتابا منه ، او ربما طلب منه رهنا حتى يضمن ارجاعه .
اما ما رواه عن الزيات حمزة رحمهما الله ، فأراد حمزة أن يبين مقدار النهم عند القاريء لامتلاك الكتاب ، وشهوة امتلاك الكتب التي لا يستطيع المرء تحصيلها، أشد من شهوة الطفيلي البَطِن الى اللحم .(ابتسامة)
أما صاحب الجِمال فالحاجة ترغمه على استعمال الحبل ، وهذه من الكلمات المحفوظة عند العرب ويقولون أيضا : ولا تأمنن امرأة على عطر ، ولا شابا على فتاة ، ولا فقيرا على مال عام .
هكذا فهمت النص ، والله أعلم ، ومن كان عنده مزيد فليزدنا .
رد: ما معنى هذا الكلام للخطيب البغدادي 2
وللجاحظ قول مشهور: (أحمق من أعار كتاباً، وأحمق منه الذي يردّه)
رد: ما معنى هذا الكلام للخطيب البغدادي 2
تعازينا لطلبة العلم المفلسين ( ابتسامة )...