الجامع لما جاء من أخبار في ذم نسيان القرآن أو الحث على استذكاره وتعهده

رأيت من المناسب بمقدم شهرنا الفضيل شهر الصيام والقرآن أن أخرج ما جاء من أخبار في ذم نسيان القرآن أو الحث على استذكاره وتعاهده عسى أن يكون ذلك محفزا لي ولأخواني للزيادة في الاجتهاد وترك التقصير والله يقول الحق وهو يهدي السبيل والحمد لله رب العالمين
1/حديث أنس عرضت علي أجور أمتي
رواه ابن جريج واختلف عنه فرواه محمد بن عبيد الله الصنعاني عن ابن جريج قال قال أنس رضي الله عنه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن من أكبر ذنب توافي به أمتي يوم القيامة لسورة من كتاب الله مع أحدهم فنسيها »
أخرجه ابن نصر في قيام الليل (ص: 178) ثنا محمد بن يحيى ثني محمد بن عبيد الله الصنعاني ثنا ابن جريج به

ورواه حجاج بن محمد عن ابن جريج قال حدثت عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة والبعرة يخرجها الرجل من المسجد وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أكبر من آية أو سورة من كتاب الله عز وجل أوتيها رجل فنسيها » .
قال ابن جريج : وحدثت عن سلمان الفارسي أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من أكبر ذنب توافي به أمتي يوم القيامة سورة من كتاب الله كانت مع أحدهم فنسيها »
أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن (ص: 201) ثنا حجاج عن ابن جريج به
ومن طريق أبي عبيد أخرجه الحافظ نتائج الأفكار (3/ 188)

ورواه عبد الرزاق في المصنف (5977) عن ابن جريج قال عن رجل عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة أو البعرة يخرجها الإنسان من المسجد وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أكبر من آية أو سورة أوتيها الرجل فنسيها »
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الخطيب في الجامع (82)

ورواه عبد المجيد بن عبد العزيز واختلف عنه فرواه عبد الوهاب بن عبد الحكم عن عبد المجيد عن ابن جريج عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا هو أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها
أخرجه أبو داود في السنن (461) والترمذي في الجامع (2916) وابن خزيمة في الصحيح (1297) والبزار في المسند (6219)
وأخرجه النصروي في الأمالي (61) نا محمد بن إبراهيم بن محمد الكريمي ثنا علي بن عيسى الريونجي
وأخرجه الخطيب في الجامع (83) ناه أبو الفضل عمر بن أبي سعد الهروي أنا أبو الحسن محمد بن محمود الفقيه بمرو نا أبو عبد الله محمد بن علي الحافظ ستتهم قالوا ثنا أبو علي عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق البغدادي ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد به
ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في الكبرى (4312) وفي الشعب (1814) وابن عبد البر في التمهيد (14/ 135) والبغوي في شرح السنة (479) ومن طريق ابن خزيمة أخرجه الذهبي في تذكرة الحفاظ (2/ 83) والحافظ في نتائج الأفكار (3/ 187)

وتابع عبد الوهاب جماعة
1/ حريز بن المسلم
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (1289) ثني أبو المسلم حريز بن المسلم الصنعاني ثنا عبد المجيد بن أبي رواد عن ابن جريج عن المطلب به

2/ محمد بن بحر
أخرجه أبو يعلى في المسند (4265) ثنا محمد بن بحر البصري في بلهجيم ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن ابن جريج عن المطلب به

3/ هاشم بن الجنيد
أخرجه الدارقطني في العلل (12/ 171) ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد الجمال ثنا هاشم بن الجنيد ثنا ابن أبي رواد عن ابن جريج عن المطلب به
ومن طريق الدارقطني أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (158)

4/ حاجب بن سليمان
أخرجه ابن عساكر في تاريخه (35/ 55) نا أبو القاسم علي بن ابراهيم ني أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علي بن أبي العجائز القاضي أنا أبي أنا محمد بن سليمان بن يوسف الربعي نا أيوب بن محمد بن أبي سليمان حدثنا حاجب بن سليمان المنبجي نا ابن أبي رواد عن ابن جريج عن المطلب به

5/ إسحاق بن أبي إسرائيل 6/ وأيوب بن محمد الوزان ذكر الأول الدارقطني في العلل (12/ 171) والثاني المزي في تحفة الأشراف (1/ 407) ولم أقف على روايتهما موصولة

ذكر الحافظ في النكت الظراف (1/ 407) رواية حجاج فقال وحجاج أحفظ من عبد المجيد وقد حكى المزي الاختلاف فيه على عبد المجيد وغفل ابن خزيمة عن علته

فهؤلاء سبعة عبد الوهاب بن عبد الحكم وحريز بن المسلم ومحمد بن بحر وهاشم بن الجنيد وحاجب بن سليمان وإسحاق بن أبي إسرائيل وأيوب بن محمد الوزان رووه عن عبد المجيد بن أبي رواد عن ابن جريج عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم

قال البزار : ولا نعلم أسند المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أنس إلا هذا الحديث ولا نعلم رواه عن ابن جريج إلا عبد المجيد.

وخالف هؤلاء محمد بن يزيد الآدمي فرواه عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن ابن جريج عن الزهري عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم
أخرجه الطبراني في الأوسط (6489) ثنا محمد بن عيسى بن شيبة
وأخرجه الطبراني في الصغير (547) وعنه أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 436) ثنا علي بن إسحاق بن الوزير الأصبهاني
وأخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين (3/ 474) ثنا محمد بن عبيدة
وأخرجه الخلعي في السادس عشر من الخلعيات (42) نا أبو النعمان تراب بن عمر الكاتب ثنا أبو الحسن الدارقطني الحافظ ثنا أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي أربعتهم قالوا ثنا محمد بن يزيد الآدمي ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز به

وتابع محمد بن يزيد فيما وقفت عليه اثنان
1/ محمد بن رباح
أخرجه الخطيب في الجامع (84) ثناه أبو نعيم الحافظ إملاء نا أحمد بن عبيد الله بن محمود نا محمد بن إبراهيم بن زياد نا محمد بن رباح نا عبد المجيد بن عبد العزيز به

محمد بن إبراهيم بن زياد قال الدارقطني دجال يضع الحديث وأخشى أن يكون ذكر رباح من كيسه فإن الحديث حديث محمد بن يزيد كما سيأتي

2/ إبراهيم بن محمد بن مروان العتيق (12/ 171) حكاه الدارقطني في العلل (12/ 171) ولم أقف عليه موصولا

وإبراهيم بن محمد سئل عنه الدارقطني فقال غمزوه وأخشى ألا يكون وهم أحد دونه أو أن يكون حدث به توهما ظنه من حديثه وليس كذلك فإن الحديث من أفراد محمد بن يزيد الآدمي اتفق على ذلك الحافظان الطبراني والدارقطني

قال الطبراني : لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج عن الزهري عن أنس إلا عبد المجيد تفرد به محمد بن يزيد الآدمي ورواه [غير] محمد بن يزيد عن عبد المجيد عن ابن جريج عن المطلب عن أنس
وقال الدارقطني في الغرائب أطرافه (1/ 226) : تفرد به محمد بن يزيد الآدمي عن عبد المجيد عن ابن جريح عنه وغيره يرويه عن عبد المجيد عن عبد الملك عن المطلب بن عبد الله عن أنس.

يتبع إن شاء الله تعالى بتحرير هذا الخلاف

الرجاء من المشرفين إصلاح تعهده في العنوان إلى تعاهده فإنها لفظة الحديث بارك الله فيكم

شيخنا الحبيب عدلان الجزائري - سلمك الله - .
حفظك الله تعالى ونفع الله بك ، وأجزل عليك المثوبة الحسنة كلها أخي الشيخ الفاضل .

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زُرعة الرازي

شيخنا الحبيب عدلان الجزائري - سلمك الله - .
حفظك الله تعالى ونفع الله بك ، وأجزل عليك المثوبة الحسنة كلها أخي الشيخ الفاضل .

---

آمين وجزاكم الله خيرا أخي الكريم أبا زرعة وحفظك ونفع بك وزادك فهما في هذا العلم وتوفيقا

الخلاصة أن محمد بن يزيد الآدمي رواه عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن ابن جريج عن الزهري عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم

ومحمد بن يزيد الآدمي هو أبو جعفر البغدادي العابد ثقة وثقه النسائي ومسلمة وقال الدارقطني كان من الثقات العباد

أقول : هذا الوجه الذي حدث به الآدمي بذكر الزهري غير محفوظ وهو من أفراده وهي مظنة الغلط وقد خالفه سبعة وفيهم ثقات وروايتهم بذكر المطلب بن عبد الله أصح وأشهر

قال الدارقطني[1] : هكذا قال الآدمي في هذا الإسناد عن الزهري عن أنس وغيره يرويه عن عبد المجيد عن ابن جريج عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أنس وهو الصواب

وقال الدارقطني في العلل : فرواه محمد بن يزيد الآدمي وإبراهيم بن محمد بن مروان العتيق عن عبد المجيد عن ابن جريج عن الزهري عن أنس.
وخالفهما جماعة عبد الوهاب الوراق وإسحاق بن أبي إسرائيل وحاجب بن سليمان وهاشم بن الجنيد فرووه عن عبد المجيد عن ابن جريج عن المطلب بن عبد الله بن حنطب وهو من زهرة عن أنس وقولهم أشبه بالصواب

تنبيه : ورد في مطبوع العلل " وقولهما" بألف الاثنين وهو يرجع على الآدمي والعتيق فقال المحقق الدباسي هكذا في (ن)

أقول : هو خطأ لا شك فيه فكيف يرجح الدارقطني الرواية الغريبة على الرواية المشهورة والحمد لله قول الدارقطني الأول رفع كل احتمال وقول الدارقطني عن المطلب " وهو من زهرة " أرى فيه إشارة إلى سبب وهمي الآدمي في هذا الحديث والله أعلم

---

[1]قاله عقب رواية الخلعي وهي من طريقه

الخلاصة أن ابن جريج اختلف عنه في هذا الحديث فرواه محمد بن عبيد الله عن ابن جريج عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورواه حجاج بن محمد عن ابن جريج قال حدثت عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورواه عبد الرزاق عن ابن جريج قال عن رجل عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم
ورواه عبد المجيد بن أبي رواد عن ابن جريج عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم

أقول : هذا الاضطراب في الرواية ليس ممن دون ابن جريج وإنما هو من ابن جريج نفسه فكان مرة يرسل هذا الحديث عن أنس وبينهما مفازة ومرة يبين أنه حدث عنه ومرة يسنده فيسمي واسطة بينهما فأبهمه مرة وسماه المطلب مرة أخرى وهذا الوجه الأخير هو مرد تلك الروايات كلها ومفسرها وعليه تكلم أهل العلل

قال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وذاكرت به محمد بن إسماعيل فلم يعرفه واستغربه قال محمد ولا أعرف للمطلب بن عبد الله بن حنطب سماعا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا قوله حدثني من شهد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم قال وسمعت عبد الله بن عبد الرحمن يقول لا نعرف للمطلب سماعا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال عبد الله وأنكر علي بن المديني أن يكون المطلب سمع من أنس.
وقال الخطيب في الكفاية (1155) نا علي بن محمد بن الحسن الحربي نا عبد الله بن عثمان الصفار أنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي ثنا عبد الله بن علي بن المديني قال : سألت أبي عن حديث رواه عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن ابن جريج عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد » قال ابن جريج لم يسمع من المطلب بن عبد الله بن حنطب كان يأخذ أحاديثه عن ابن أبي يحيى عنه "
وقال الدارقطني في العلل (12/ 171) : والحديث غير ثابت لأن ابن جريج لم يسمع من المطلب شيئا ويقال كان يدلسه عن ابن أبي سبرة أو غيره من الضعفاء.
وقال ابن عبد البر في التمهيد (14/ 135) : وليس هذا الحديث مما يحتج به لضعفه وبالله التوفيق

الخلاصة أن حديث ابن جريج عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم ضعيف جدا ابن جريج لم يسمع من المطلب كان يأخذ أحاديثه عن ابن أبي يحيى عنه أو غيره من المتروكين والمطلب لم يسمع من أنس

2/ حديث سلمان الفارسي

قال ابن جريج إثر روايته الأولى في رواية أبي عبيد عن حجاج عنه : وحدثت عن سلمان الفارسي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره


أقول : وهذا إسناد واه جدا أيضا
قال الإمام أحمد في العلل رواية عبد الله (2/ 551) : وبعض هذه الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة كان ابن جريج لا يبالي من أين يأخذه يعني قوله أخبرت وحدثت عن فلان

وأخرج الخطيب في التاريخ (12/ 142) من طريق أبي بكر الأثرم قال قال لي أبو عبد الله إذا قال ابن جريج قال فلان وقال فلان وأخبرت جاء بمناكير فإذا قال أخبرني وسمعت فحسبك به

أقول : وهذا من تلك والله أعلم

يتبع إن شاء الله تعالى بحديث سعد بن عبادة

3/ حديث سعد بن عبادة
رواه يزيد بن أبي زياد واختلف عنه فرواه خالد بن عبد الله عن يزيد عن عيسى بن فائد عن رجل عن سعد بن عبادة قال سمعته غير مرة ولا مرتين يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولا غلا ما يفكه من الغل إلا العدل وما من رجل قرأ القرآن ثم نسيه إلا لقي الله يوم القيامة وهو أجذم
أخرجه سعيد بن منصور في التفسير (18)
وأخرجه مسدد كما في إتحاف الخيرة (5/ 35) وعنه إبراهيم الحربي في غريبه (2/ 428)
وأخرجه أحمد في المسند (22463) ثنا خلف بن الوليد ثلاثتهم قالوا ثنا خالد بن عبد الله عن يزيد بن أبي زياد به
ومن طريق سعيد بن منصور أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (1818) ومن طريق مسدد أخرجه الطبراني في الكبير (5389) (5392) مفرقا والحربي اقتصر على الجملة الثانية ومن طريق أحمد أخرجه الحافظ في نتائج الأفكار (3/ 189)

تنبيه : ساق الحافظ هذا الحديث بإسناده إلى أبي بكر الحمداني ثنا أبو عبد الرحمن الشيباني ثنا خلف بن الوليد وقال الحافظ في إتحاف المهرة (5/ 88) قال عبد الله ثنا خلف بن الوليد ثنا خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فائد نحوه.

أقول : سقط على الحافظ الإمام أحمد فإن أبا عبد الرحمن الشيباني وعبد الله راوياه عن خلف رجل واحد وهو عبد الله بن أحمد بن حنبل أبو عبد الرحمن الشيباني وهو لم يسمع من خلف فإنه ولد سنة ثلاثة عشر ومائتين بعد وفاة خلف بسنة وإنما يروي عن أبيه عنه

تنبيه مهم : هذا الحديث تضمن جملتين فرواه بعضهم تاما وبعضهم اقتصر على إحدى الجملتين

وتابع خالدا جماعة
1/ محمد بن فضيل
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف[1] (33220) (30617)
وأخرجه البزار في المسند (3739) ثنا علي بن المنذر
وأخرجه أبو بكر الأنباري في الزاهر (2/ 289) ثنا إبراهيم بن موسى ثنا يوسف بن موسى ثلاثتهم قالوا ثنا محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فائد قال حدثني فلان عن سعد بن عبادة قال حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولا لا يفكه من ذلك إلا العدل وما من أحد يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي الله وهو أجذم »
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه الطبراني في الكبير (5388) (5391) والأنباري اقتصر على ما جاء في نسيان القرآن

قال البزار : وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الطريق

أقول : يعني من حديث سعد بن عبادة وإلا فالحديث مروي من غير طريقه

تنبيهان :
1/ ابن أبي شيبة فرقه في المصنف حديثين وتبعه الطبراني وقد رواه في المسند مجموعا وسياقهما واحد بزيادة حرف العطف في الجملة الثانية وقد سقته منه
2/ قال البزار في إسناده " عن عيسى بن فائد أو لقيط "

أقول : رواه البزار بإسنادين أحدهما لشعبة وساقهما مساقا واحد وأرى هذه الرواية روايته فإنه قد اضطرب فيه كما سيأتي

وأخرجه الطبراني في الكبير (5388) (5391) ثنا المقدام بن داود ثنا أسد بن موسى ثنا محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فايد عن سعد بن عبادة رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه فلان الذي حدث عيسى

أقول : قرن الطبراني بين إسناد ابن أبي شيبة وإسناد أسد بن موسى ثم ذكر تمام السند وليس فيه فلان الذي حدث عيسى فإما أنه سقط وإما أنه حمل رواية ابن أبي شيبة على رواية أسد وهما مختلفتان وهذا من آفات الجمع

وقد حكى الحافظ هذا الوجه عن ابن فضيل في إتحاف المهرة (5/ 86) بعد رواية ابن إدريس عن يزيد الآتية وهي " عن عيسى عن سعد " ليس بينهما أحد قال : وتابعه زائدة بن قدامة ومحمد بن فضيل عن يزيد

وذكر الاختلاف عن ابن فضيل في النكت الظراف (3/274) فقال : رواية محمد بن فضيل عند الطبراني في الكبير كابن إدريس وأخرجه ابن أبي داود من طريقه ... فذكره مثل شعبة (رواية شعبة فيها الواسطة)

أقول : إن كان معتمد الحافظ على رواية الطبراني وحدها فإنها واهية المقدام ضعيف قال النسائي ليس بثقة

وقال البخاري في التاريخ الكبير (6/ 386) عيسى بن فائد قال ابن فضيل عن يزيد بن أبي زياد هو أمير الرقة مرسل.

أقول : لم يتبين لي وجه إرساله إلا أن يعني البخاري أن رواية ابن فضيل عن عيسى عن سعد ليس بينهما أحد فهي مرسلة لأن المحفوظ أن بينهما رجلا كما في رواية غيره من الثقات كخالد ونحوه والله أعلم

أقول : قد حفظ ذكر الرجل ثلاثة من الأثبات فيهم الحافظ ابن أبي شيبة وهو صحيح عنه

قال الحافظ في نتائج الأفكار (3/ 191) : وأخرجه ابن أبي داود من رواية محمد بن فضيل عن يزيد بإثباته فقال في روايته عن عيسى بن فائد أمير الرقة حدثني فلان عن سعد بن عبادة أنه حدثه. وهذا يشعر بأن هذا الراوي الساقط الذي لم يسم من كبار التابعين فإن سعد بن عبادة مات في سنة سبع عشرة من الهجرة.

2/ جرير بن عبد الحميد
أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن (ص: 202)
وأخرجه الأنباري في الزاهر (2/ 289) ثنا إبراهيم بن موسى ثنا يوسف بن موسى قالا ثنا جرير بن عبد الحميد عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فائد عمن سمع سعد بن عبادة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا لقي الله أجذم »

أقول : لم أر جملة الإمارة من طريق جرير لكن قال الحافظ ابن كثير في التفسير ابن كثير (1/ 72) : هكذا رواه جرير بن عبد الحميد ومحمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد كما رواه خالد بن عبد الله فالظاهر أنهما متساويتان في المتن أيضا والله أعلم

---

[1]وفي المسند (823) تاما مجموعا

يتبع إن شاء الله تعالى برواية شعبة وبيان ما فيها من اختلاف

بارك الله فيك و لا حرمك الله الأجر

وفيكم بارك الله أخي الكريم الذي افتقدته عبد الرحمن بن شيخنا وحفظك ربي وأتم عليك نعمته

3/ شعبة بن الحجاج
ورواه عن يزيد شعبة واختلف عنه في تسمية شيخ يزيد فرواه يزيد بن هارون وابن أبي عدي عن شعبة عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى عن رجل عن سعد بن عبادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ما من أمير عشرة يلقى الله عز وجل إلا مغلولا لا يطلقه إلا العدل وما من إنسان يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي الله أجذم »
أخرجه عبد بن حميد في المسند (306) نا يزيد بن هارون
وأخرجه محمد بن نصر في قيام الليل (ص: 178) ثنا محمد بن بشار ثنا ابن أبي عدي قالا ثنا شعبة عن يزيد به
ومن طريق عبد بن حميد أخرجه الحافظ في نتائج الأفكار (3/ 188) وابن نصر اقتصر على ما جاء في نسيان القرآن

ورواه عن شعبة محمد بن جعفر واختلف قوله عنه فرواه أحمد في المسند (22456) ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن يزيد به عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى عن رجل عن سعد بن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم

ورواه محمد بن المثنى نا غندر نا شعبة عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فائد أو لقيط عن رجل به
أحرجه البزار في المسند (3740) ثنا محمد بن المثنى نا غندر نا شعبة عن يزيد به

ورواه عن شعبة أيضا سعيد بن عامر واختلف قوله عنه أيضا فرواه إبراهيم بن مرزوق عن سعيد بن عامر ثنا شعبة عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن لقيط أو إياد عن رجل عن سعد بن عبادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما من رجل تعلم القرآن ثم نسيه إلا لقي الله عز وجل يوم القيامة وهو أجذم وما من أمير عشرة إلا أتى الله عز وجل يوم القيامة مغلولا لا يطلقه إلا العدل "
أخرجه البيهقي في الشعب (1817) نا أبو عبد الله الحافظ
وأخرجه البيهقي في الشعب (1817) والخطيب في الجامع (86) قالا نا محمد بن موسى قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا سعيد بن عامر ثنا شعبة عن يزيد به

تنبيه : اقتصر الخطيب في روايته على ما جاء في القرآن وقال " عن عيسى بن لقيط أو إياد بن لقيط "

ورواه الحارث بن أبي أسامة عن سعيد بن عامر ثنا شعبة عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن لقيط أو ابن إيادعن رجل عن سعد بن عبادة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (3122) ثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا سعيد بن عامر ثنا شعبة عن يزيد به

أقول : الحديث رواه الحارث في المسند كما في بغية الباحث (600) وفيه " عن عيسى بن لقيط عن رجل " وذكر ما جاء في الإمارة حسب

ورواه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ومحمد بن بشار عن سعيد بن عامر ثنا شعبة عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى عن رجل عن سعد بن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم
أخرجه الدارمي في المسند (3383)
وأخرجه محمد بن نصر في قيام الليل (ص: 178) ثنا محمد بن بشار قالا ثنا سعيد بن عامر ثنا شعبة عن يزيد فذكرا ما ورد في القرآن
ومن طريق الدارمي أخرجه الحافظ في نتائج الأفكار (3/ 189)

قال الدارمي عقبه : عيسى هو ابن فائد

ورواه عمرو بن مرزوق أنا شعبة عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن لقيط عن رجل من أهل الشامعن سعد بن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم
أخرجه الطبراني في الكبير (5387) (5390) ثنا أبو مسلم الكشي
وأخرجه الرازي في فضائل القرآن (1) ثني والدي ثنا أبو علي الصواف نا يوسف بن يعقوب قالا ثنا عمرو بن مرزوق أنا شعبة عن يزيد به

تنبيه : الطبراني فرقه حديثين والرازي اقتصر على ما جاء في نسيان القرآن

قال الحافظ في نتائج الأفكار : وأخرجه الطبراني من رواية عمرو بن مرزوق عن شعبة فقال في السند عن عيسى بن قرطاس فوهم في تسمية والد عيسى والمعروف أن اسمه فايد بفاء وياء مهموزة.

ورواه عثمان بن عمر بن فارس عن شعبة عن يزيد بن أبي زياد قال سمعت رجلا من أهل الجزيرة يقال له عيسى يحدث عن سعد بن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم
أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (14/ 131) ثنا عبد الوارث بن سفيان وسعيد بن نصر قالا ثنا قاسم بن أصبغ ثنا عبد الله بن روح ثنا عثمان بن عمر بن فارس نا شعبة عن يزيد فذكر ما جاء في القرآن

أقول : ما أدري أسقط من إسناده الرجل الذي روى عنه عيسى أم هو اختلاف على شعبة وقول الجماعة بذكر الرجل أصح

ورواه حجاج بن محمد عن شعبة عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فائد قال حدثني من سمع سعد بن عبادة يقول قال النبي عليه السلام فذكر ما جاء في القرآن
أخرجه أبو عبيد في غريب الحديث (239) ثنيه حجاج عن شعبة عن يزيد بن أبي زياد به

أقول : كان شعبة مرة لا يسمي والد عيسى ومرة يسميه فكأنه لم يضبطه وقد جوده عنه حجاج بن محمد وروايته هي الصحيحة الموافقة لرواية الجماعة عن يزيد

قال البيهقي بعد إحدى رواية شعبة التي لم يضبطها : كذا روي عن شعبة وهو خطأ وإنما هو عن عيسى بن فائد ورواه أبو عبيد عن الحجاج عن شعبة على الصواب وكذلك رواه غير شعبة عن يزيد عن عيسى بن فائد

وقال أبو نعيم في رواية نحوها : رواه جرير وخالد وأبو عوانة وابن فضيل فقالوا عن عيسى بن فائد

وقال المزي في التحفة (3/ 274) : رواه شعبة ومحمد بن فضيل وجرير بن عبد الحميد وخالد بن عبد الله عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فائد عن رجل عن سعد بن عبادة إلا أن شعبة قال عن سعيد بن إياد وقال مرة عن عيسى بن لقيط بدل عيسى بن فائد وذلك معدود في أوهامه.

وقال ابن كثير في التفسير (1/ 72) : وقد رواه شعبة عن يزيد فوهم في إسناده

فهؤلاء أربعة خالد بن عبد الله ومحمد بن فضيل وجرير بن عبد الحميد وشعبة بن الحجاج رووه عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فائد عن رجل عن سعد بن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم

ورواه سفيان بن عيينة وزائدة بن قدامة وعبد الله بن إدريس عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فائد عن سعد بن عبادة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من قرأ القرآن ثم نسيه أتى الله يوم القيامة وهو مجذوم ومن عمل على عشرة أتي به يوم القيامة مغلولا لا يفكه من غله إلا العدل »
أخرجه عبد الرزاق في المصنف (5989) عن ابن عيينة
وأخرجه عبد بن حميد في المسند (307 ) ثنا حسين الجعفي عن زائدة
وأخرجه أبو داود في السنن (1474) ثنا محمد بن العلاء نا ابن إدريس ثلاثتهم قالوا عن يزيد به
ومن طريق عبد بن حميد أخرجه الحافظ في نتائج الأفكار (3/ 190) ومن طريق أبي داود أخرجه الخطيب في الجامع (85) والقاضي أبو علي الصدفي في معجم أصحابه (ص: 81) واللفظ لزائدة واقتصر عبد الرزاق وأبو داود على ما جاء في القرآن

يتبع إن شاء الله تعالى بباقي أوجه الاختلاف على يزيد فإن المؤذن يؤذن للظهر عندنا سددنا الله لما فيه صلاحنا وفلاحنا أجمعين

ورواه عبد العزيز بن مسلم وأبو عوانة وأبو بكر بن عياش وعبد الله عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فائد [وكان أميرا على الرقة] عن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخرجه أحمد في المسند (22758) ثنا عبد الصمد ثنا عبد العزيز بن مسلم
أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (22781) ثنا علي بن شعيب البزار ثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي ني أبو عوانة
وأخرجه ابن بشران في سبعة مجالس من الأمالي (25) نا أبو علي الصواف ثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا أبو بكر يعني ابن عياش
وأخرجه ابن اللمش في تاريخ دنيسر (ص: 57) من طريق أبي علي بن شاذان نا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي ثنا أحمد بن حرب ثنا عبيد الله بن محمد نا عبد الله أربعتهم قالوا عن يزيد به

تنبيه : الزيادة لأبي عوانة واقتصر أبو بكر بن عياش على ما جاء في القرآن وشيخ ابن مسمع عبيد الله وشيخه عبد لم أتبينهما

قال المزي في تحفة الأشراف (3/ 274) : ورواه أبو بكر بن عياش عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فائد عن عبادة بن الصامت ولم يتابع على ذلك.

أقول : قال الحافظ في النكت الظراف متعقبا المزي : وافقه عبد العزيز بن مسلم أخرجه أحمد في المسند من طريقه ووافقهما أبو عوانة أخرجه عبد الله بن أحمد من طريقه

وقال الحافظ في إتحاف المهرة (5/ 86) : ورواه أبو بكر بن عياش عن يزيد كابن إدريس لكن قال عن عبادة بن الصامت بدل سعد بن عبادة وشذ بذلك.

أقول : لم يشذ بذلك وقد قال الحافظ نفسه في نتائج الأفكار (3/ 191) : وأخرجه ابن أبي داود أيضا من رواية أبي بكر بن عياش عن يزيد فقال عن عبادة بن الصامت بدل سعد بن عبادة كما تقدم عن عبد العزيز بن مسلم وغيره. وقد تقدم تعقبه المزي

وقال المزي في التحفة (3/ 274) : ورواه وكيع عن أصحابه عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فائد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.

قال الحافظ في النكت الظراف متعقبا المزي : الأولى أن يقول معضلا فإنه سقط منه الرجل المبهم والصحابي