مخالفة أعياد المشركين من صميم عقيدة التوحيد
بسم الله الرحمن الرحيم
"مخالفة أعياد المشركين من صميم عقيدة التوحيد"
الحمد لله منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، والصلاة والسلام على الرسول المبعوث من رب الأرباب ومسبب الأسباب، منقذ البشرية بإذن الواحد الوهاب، ثم أما بعد : لقد بدأت مظاهر عيد المشركين تبدو علنا هذه الأيام عبر وسائل الإعلام العالمية وقنواتها الفضائية والصحف والجرائد والمجلات وبرزت عناوين في المحطات والإذاعات، والمتاجر والمحلات ، ذلك ترويجا للإشهار بيوم عيد الميلاد وخاتمة السنة الإفرنجية احتفالا بمواسيم الكفر ومناسابات دينهم الباطل، وظهرت أنواع الحلويات والمأكولات، والملابس ، والمجوهرات ، من زينة البيوت بالشجر العقدي الصليبي، ولباس شعائر الكفر المحض كلباس الراهب نوويل [leur pere noel]، وغزت حلويات شعائرهم المخابز والطرقات، وكأن عيد الصليب هو أصل الأعياد عند هؤلاء المجانين بثقافة الغرب المنحرفة ، فقياما بواجب النصح والدعوة ، والنصرة للمسيح المفترى عليه صلى الله عليه وسلم ، نعنون لهذه المقالة عنوانا : "مخالفة أعياد المشركين من صميم عقيدة التوحيد" أي لا إله إلا الله
عباد الله إن هذه الأعياد الكفرية الشركية لا يقرها الإسلام أصلا ، ولا يعترف بها ولا بمضمونها المزيف ، ولا تعترف بها الفطرة السليمة التي جبل عليها الإنسان من توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، فالناس في هذه الأعياد يقلدون الكفار تقليدا أعمى لا يرجعون فيه إلى دينهم السليم في التمييز بين العيد الصحيح الشرعي والعيد الفاسد المحرم، وإذا فقد الإنسان هذا المقياس الصحيح دخل على حياته ما يعكر صفو عقيدته ومنهجه وعبادته، ويجلب لها الشر جلبا، إذ الإحتفال بأعياد المشركين دليل على ثلاث أشياء أساسية لا لا خلاف فيها : إما أن الرجل يحب القوم ويكن لهم مودة ، أو يعظم ما يعظمونه من شعائر وشرائع، أو معجب بما هم فيه من الضلال المبين، والفساد المستبين، والكفر اللعين ، ومتاع الدنيا الزائل، وهذه المسائل كلها خطيرة على قلب المسلم وعقله دينه وحياته، ولما كان خطر هذا الأمر جسيما، فالواجب على كل مسلم أن يحذره على نفسه ، ومن كان تحت يده ومسؤوليته حتى لا يهلك بسببه، ولقد أنذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطر هذا الأمر فقال : [ ومن تشبه بقوم فهو منهم] رواه أبو داود عن ابن عمر بسند حسن، وقال كذلك صلى الله عليه وسلم فيما ثبت في مسند أحمد : [ خالف هدينا هدي المشركين]، وفي رواية عند ابن أبي عاصم بسند صحيح : [ليس منا من تشبه بغيرنا] ، وفي رواية : [خالفوا المشركين ]، وفي رواية : [ خلفوا المجوس]، وفي رواية : [ خالفوا اليهود والنصارى]، وفي رواية : [خالفوا أهل الكتاب]...، وكما قال العلامة ابن القيم في أحكام أهل الذمة ص 18] : " المراد من إرسال الرسل ، وإنزال الكتب : إعدام الكفر والشرك من الأرض، وأن يكون الدين كله لله ..."، وأما تهنئتهم بأعيادهم فيما هم فيه من الكفر فمحرم بلا خلاف عند العلماء ، قال العلامة ابن القيم في أحكام أهل الذمة ص153 : " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالإتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول : عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب ، بل ذلك أعظم إثما عند الله، وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه..."، فنعوذ بالله تعالى من أليم عقابه ومقته وسخطه، فالبدار البدار أيها المسلم في ترك التشبه بالقوم، والإحتفال بأعياد الكفار والمشركين قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري [ج2/ص583] :" وفي النسائي وابن حبان بإسناد صحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :" قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال : قد أبدلكم الله تعالى بهما خيرا منهما : يوم الفطر والأضحى]،واستنبط منه كراهة الفرح في أعياد المشركين والتشبه بهم، وبالغ الشيخ أبو حفص الكبير النسفي من الحنفية فقال : من أهدى فيه بيضة إلى مشرك تعظيما لليوم فقد كفر بالله تعالى"، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
حررت يوم 13 ذي الحجة 1428
و كتبه عبد الفتاح زراوي
المشرف العام لموقع ميراث السنة
http://www.merathdz.com/play-1324.html