رد: مناقشة حول ( الحسن لغيره )
أصوغ ما طلبته في مشاركة سابقة بصيغة أخرى :
قد نجد في المسائل أدلة أخرى إلى جانب الحديث الضعيف الذي جاء من طرق ، فقد نجد مثلا عمومات النصوص الأخرى، وأقوال الصحابة، والقياس ، وتلقي العلماء للحديث بالقبول مثلا..
لكن هل من الممكن أن نجد حكما شرعيا لا يؤخذ إلا من حديث ضعيف جاء من طرق ؟
نريد أمثلة لهذا حتى تستبين ثمرة الخلاف في حجية الحسن لغيره.وهل هي قضية عميقة لها كبير أثر في الشرع ، أم أنه لا يترتب عليها سوى مسائل معدودة.
هل عند الأخوين "أبي زرعة" و"التحدي" من جواب ؟
رد: مناقشة حول ( الحسن لغيره )
أحسنت أخي الحفيشي
لكن لا بد من الرفق بإخواننا عند المباحثة.
رد: مناقشة حول ( الحسن لغيره )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن المعَلم
أصوغ ما طلبته في مشاركة سابقة بصيغة أخرى :
قد نجد في المسائل أدلة أخرى إلى جانب الحديث الضعيف الذي جاء من طرق ، فقد نجد مثلا عمومات النصوص الأخرى، وأقوال الصحابة، والقياس ، وتلقي العلماء للحديث بالقبول مثلا..
لكن هل من الممكن أن نجد حكما شرعيا لا يؤخذ إلا من حديث ضعيف جاء من طرق ؟
نريد أمثلة لهذا حتى تستبين ثمرة الخلاف في حجية الحسن لغيره.وهل هي قضية عميقة لها كبير أثر في الشرع ، أم أنه لا يترتب عليها سوى مسائل معدودة.
هل عند الأخوين "أبي زرعة" و"التحدي" من جواب ؟
الأخ ابن المعَلم - سلمهُ الله -
قد إطلعتُ على التَعليق الذي سبق هذا وكانَ طَيباً وإستنبطْتُ مِنهُ الآتي :
1- مَنْ أنكرَ حُجيةَ الحسنْ لغيرهِ ، لمْ يُنكر على من إعتبرهُ حُجةً إحتجاجهم بهِ كذلك العكس .
2- أنْ الحَسنْ لغيرهِ عِندْ مَنْ أنكرَ حُجيتهُ لا يُسمى حَسناً ، كما أنهُ لا يسمى حسناً عند المحتجين بهِ .
وهذه النقطتين مما لا أنكرهُ أبداً ، فإني قُلتْ في بداية النقاش هُنا أن الحسن لغيرهِ عِندي لا يُحتجُ بهِ ولم أفرضْ رأياً في هذه المسألة وأوجبتُ الإيمانَ بهِ ، كما وأن الأخ غفر الله تعالى لهُ قدْ قالَ عَجباً في مداخلتهِ السابقةَ إذ أن الحديث الذي جاء مِنْ مئةِ طَريقٍ ضَعيفٌ ويبقى ضعيفاً فهذاَ لا يُحتمل البَتة ، فإن الحديثَ إنْ كَثرتْ طُرقهُ وتَعدد رُواتهُ صَح أن ينجبر الخَبرُ بكثرةِ الطُرقِ إلي الحسنْ لغيرهِ ، فإننا لا نُنْكر أن الحديث مِنْ الطُرقِ وإن كانَ ضعيفاً ينجَبِرُ ولكنْ نُنكرُ حُجيةَ الحَسنْ لغيرهِ فلا يُسمى حَسناً في الإحتجاجِ لأنَ الحسنَ لذاتهِ في الحُجيةَ أقوى مِنْ الحَسنْ لغيرهِ وفقك وسلمكَ الله أخي الفاضل .
* كَثيرةٌ هي الأحاديثُ المشهورةُ بينَ الناسِ ولكنها لا تصحُ أخي الفاضل ، فكيف نَعملُ بها وإن كانتْ مِشهورةً .
* الأحكامُ الشَرعيةَ قدْ وَردتْ بأحاديثَ صحيحةً ، وإن لمْ تَكنُ صحيحةً فحسنةً والضَعيفُ في الصحيحِ غِناً عنهُ أخي الفاضل المُبارك ابن المعَلم ، ولو كانَ الحسنُ لغيرهِ حُجةً لكانْ مِنْ أهل البِدعِ مَنْ يستدلُ بأحاديثَ هيَّ في جُملتها مِنْ الحسنِ لغيرهِ قد وَردتْ في مسائلَ عَقائديةَ وهذا على فرضِ المَثل وفقكَ الله تَعالى للخير ، والحاصلْ أن الأحكام الشَرعيةَ يُستغنى بالأحاديث الصحيحةَ فيها عَنْ الضَعيفةَ ، والحسنُ لغيرهِ كما قُلتْ في مُداخلةٍ لي سابقةً في بابِ الضَعيفِ وهذه أصلهُ .
وقد أوردتُ عَنْ الإرواءِ كَلاماً نَفيساً يا حَبيب القلب : ن الحديث الحسن لغيره، وكذا الحسن لذاته، من أدقِّ علوم الحديث وأصعبها؛ لأن مدارهما على من اختلف فيه العلماء من رواته، ما بين موثق ومضعف، فلا يتمكن من التوفيق بينها، أو ترجيح قول على الأقوال الأخرى، إلا من كان على علم بأصول الحديث وقواعده، ومعرفةٍ قويةٍ بعلم الجرح والتعديل، ومارس ذلك عملياً مدة طويلة من عمره، مستفيداً من كتب التخريجات، ونقد الأئمة النقاد، عارفاً بالمتشددين منهم والمتساهلين، ومن هم وسط بينهم، حتى لا يقع في الإفراط والتفريط، وهذا أمر صعب، قل من يصير له، وينالهثمرته، فلا جرم أن صار هذا العلم غريباً بين العلماء، والله يختص بفضله من يشاء . والله تعالى أعلم بالصواب .
رد: مناقشة حول ( الحسن لغيره )
رد: مناقشة حول ( الحسن لغيره )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زُرعة الرازي
فإن الحديثَ إنْ كَثرتْ طُرقهُ وتَعدد رُواتهُ صَح أن ينجبر الخَبرُ بكثرةِ الطُرقِ إلي الحسنْ لغيرهِ ، فإننا لا نُنْكر أن الحديث مِنْ الطُرقِ وإن كانَ ضعيفاً ينجَبِرُ ولكنْ نُنكرُ حُجيةَ الحَسنْ لغيره
أرى أن هذا تناقض عجيب بين الخطوط...وإلا ما رأيك أخي الرازي..حقيقة يجب عليك أن تبين لي ما إذا هناك تناقض بين الخطوط أم أني مشوش قليلا؟؟؟؟.....
رد: مناقشة حول ( الحسن لغيره )
أنا أفهم من قولك أخي تحت الخطوط أنك تصحح الطرق الضعيفة إن تعددت ولكن تنكر حجيتها!!!!!!كيف هذا!!!!!كيف صحيح ومنجبر لكن لا يحتج به!!!!!!!!إما أن فهمي فيه خطأ وإما توضح أخيي عن قولك ونيتك....
رد: مناقشة حول ( الحسن لغيره )
أشكر الأخ السنابلي على ما تفضل به من وضع روابط بعض الكتب المتعلقة بالمسألة.
وهذا أيضا -للفائدة- كتاب (القول الحسن في كشف شبهات حول الاحتجاج بالحديث الحسن) لابن أبي العينين
حمله من هنا
كما أثني على الأخ (الرازي) لتلطفه وأدبه
وأقول له :
استشكال الأخ (الحفيشي) وفقه الله وجيه -من الناحية المنطقية على الأقل-:
فإنه إذا ثبت اعتضاد الطرق الضعيفة ببعضها فعلا = صار الخبر ثابتا، وكان حجة
والذين ينكرون حجية الحسن لغيره يرون أن الطرق الضعيفة لا يمكن أن تعتضد ببعضها أصلا، بل يبقى الخبر -عندهم- ضعيفا ، فتأمل.
وأضيف :
ما ذكرناه عن الفضائل له وجاهته لو تأملت قليلا -بارك الله فيك-
فإن أحاديث الترغيب والترهيب -مثلا- لم تكن هي الغاية الأولى عند الرواة، وإنما كانت أحاديث الأحكام.
وعليه يمكن أن تجد عناية من الزهاد والعباد -وغالبهم ضعفاء- بهذه الأحاديث، بخلاف أحاديث الأحكام التي هي أصول في أبوابها، فقد تكون هذه الأحاديث منكرة وبخاصة إذا كان الضعف في طبقات متأخرة ، أو كان فيها معارضة للأحاديث الثابتة المفروغ من صحتها.
أشار إلى هذا الأخ (الحفيشي)-زاده الله حرصا- في مشاركة سابقة، و أوردته مرة أخرى على سبيل التذكير.
(وهو شبيه بما ذكره الشريف العوني -أصلحه الله- في مجالسه على (نزهة النظر) عندما تكلم على قضية التفرد و متى يكون محتملا و متى لا يكون محتملا).
هذا رأي أعرضه ولا أفرضه ، وعلم الحديث ليس برياضيات .
وأراكم -بارك الله فيكم- قد استرسلتم في البحث النظري ،وتركتم التمثيل العملي من تصرفات الأئمة وراء ظهوركم
فتطبيقات الأئمة هي الفيصل في أمثال هذه القضايا
ولنحذر -رعانا الله و إياكم- من مشابهة أهل الرأي الذين يكثرون من البحث في الفرضيات التي لا أثر لها في الواقع !
رد: مناقشة حول ( الحسن لغيره )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن المعَلم
والذين ينكرون حجية الحسن لغيره يرون أن الطرق الضعيفة لا يمكن أن تعتضد ببعضها أصلا، بل يبقى الخبر -عندهم- ضعيفا
هذا هو الصحيح حقا...فالذين يضعفون الحديث وبو تعددت طرقه يكونون أصلا غير مقتنعين بإن تلك الطرق تقوي الحديث....لكن إن هم رأو أن طرق حديث معين تتقوى فحينها يثبتون الحديث ويقولون به....فكما قلت سابقا إن هذا الأمر يرجع إلى مدى إطمئنان الباحث وراحه بالة من طرق الحديث..وهذا أمر متفاوت بين الباحثين كلا على فقهه وفهمه ومنه الله عليه بالصواب...
رد: مناقشة حول ( الحسن لغيره )
أحسنت أخي الحفيشي.
وبناء على ما ذكرته من أن التحسين بمجموع الطرق يرجع إلى اطمئنان الناقد تأتي مسألة أخرى أشار إليها الأخ الرازي،
وقبلها أود أن أبين -تعليقا على الأخ الرازي- أن أهل البدع إنما يحتجون لبدعهم بأحاديث شديدة الضعف لا ترقى إلى التحسين بحال، إما لشدة ضعف الطرق وإما لمعارضتها للثابت في الشرع ، وإذا ثبتت فلا يكون فيها دلالة على المدعى أصلا.
ومن هنا أدلف إلى قضية مهمة، هي قضية الحسن لغيره في العقائد..
فهل يسوغ اختلاف العلماء في مسائل عقدية بناء على اختلاف اجتهاداتهم في التقوية ؟؟
خذ مثلا حديث ((لكل نبي حوض)) ،
فهذا حسنه بعض رفعاء الوقت من أهل الحديث لمجيئه من طرق،
وهذا الحكم غير مسلم -في بحثي- ، لأنه مع شدة ضعف طرقه معارض لظواهر النصوص التي فيها اختصاص نبينا صلى الله عليه و سلم بالحوض.
فهل الاختلاف في مسألة كهذه من الاختلاف السائغ ؟
أن السلف لم يكونوا يحسنون الضعيف بمجموع طرقه إذا كان في العقائد
فما قولكم ؟