مقتطفات من كتاب الذكريات < للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله >
1 / < بدعة الإنقلابات العسكرية >
قال رحمه الله في ذكرياته < 1 / 187 > :
المشير حسني الزعيم < هو > الذي ابتدع في بلاد العرب بدعة الإنقلابات العسكرية سنة 1949 م ، وإن كان قد سبقه الفريق بكر صدقي في بغداد سنة 1936 م بانقلاب جزئي غير كامل ، وقد حضرت الإنقلابين .
رد: مقتطفات من كتاب الذكريات < للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله >
2 / < المحدث الأكبر في بلاد الشام >
قال رحمه الله في ذكرياته < 1 / 103 > :
لقد كان الأموي يومئذ حافلا بحلقات التدريس ، لا يكاد يخلو من ثلاث أو أربع منها < على الأقل > ، إلا ساعات محدودات قبل الظهر وبعده ، فيه دروس بعد الفجر ودروس بعد العصر ودروس بعد المغرب ، في مقدمتها المحدثين الكبيرين الشيخ بدر الدين الحسني الذي كانوا يدعونه المحدث الأكبر ، والشيخ السيد محمد بن جعفر الكتاني .
رد: مقتطفات من كتاب الذكريات < للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله >
3 / < مسامحة من أخذ من كتبه دون الإشارة إليه >
قال رحمه الله في ذكرياته < 1 / 103 > ثم صرت بعد ذلك أدون ما أجد من أخباره حتى اجتمع لي منها الكثير الكثير , فلما كلفتني وزارة الأوقاف أيام الوحدة مع مصر أن أؤلف عن الأموي كتاباً يكون دليلاً للسياح أخذت منها خلاصة وافية , وضعتها في كتاب عنوانه ( الجامع الأموي ) يبيعونه لزوار المسجد من السياح ( ويأخذون هم .... ) ثمنه , ولم أبين فيه المراجع التي أخذت منها الأخبار , لأنني في كتابي ( أبوبكر الصديق ) المطبوع من أكثر من خمسين سنة وكتاب ( عمر بن الخطاب ) , ثم ( أخبار عمر ) الذي جمعته من (170) مرجعاً , وقد وضعت في الذيل مصدر كل خبر ( الكتاب والطبعة والجزء والصفحة ) , فأخذ ذلك كُتاب كبار وصغار منهم العقاد في العبقريات ومحمد حسين هيكل , ونسبوا الخبر إلى مصدره وأهملوا ذكر كتابي الذي نقلوا منه اسم المصدر , ولي على ذلك أدلة وبراهين وقد قلته من قبل ,سامحهم الله .
رد: مقتطفات من كتاب الذكريات < للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله >
اللهم آمين ، وجزاك الله خيرا .
4 / < استغاثة امرأة >
قال رحمه الله في ذكرياته < 1 / 133 > :
كنت أمشي مرة ( في تلك الأيام ) في حي العمارة قرب الأموي , وكان الناس لم يفيقوا بعد من صدمة الهزيمة في ميسلون , ولم يألفوا منظر جنود الفرنسيين يطئون بنعالهم مدينة معاوية وعبد الملك وصلاح الدين , فكانوا في شبه رعب منهم .
وكان جنود الفرنسيين لا يمشون إلا جماعات , فمرت امرأة مسلمة محجبة بالملاءة فتعرضوا لها ووقفوا في طريقها , فجعلت تتلفت مذعورة تستغيث والناس ينظرون إليها وإلى الجنود المسلحين , وإذا ببياع كبير السن , قد اعترته حال كأنها الصدمة الكهربائية , فوقف ينادي بصوت تحس منه لذع النار , وفورة الدم .
ويلكم أما عاد فينا دين ولا شرف ؟
ثم يأخذ العصا التي يفتح بها غلق الدكان , ويقفز ( وكأني أرى مشهده الآن ) ويهجم بها على الجنود المسلحين , وتستيقظ القوة المدخرة في أعصاب الناس , فيهجمون معه , يهجمون بأيديهم فينزعون من الجند سلاحهم , وينقذون المرأة . . .
ويرطن الجنود مستخذين متوسلين , يشيرون بالتوبة , فيدعهم الناس ينصرفون .
وكانت هذه كلها إرهاصات الثورة الكبرى , وكانت إحدى الدلائل على أن هذه الأمة أمة محمد , قد تغلب على أمرها حيناً , ولكنها لا تذل أبداً .
رد: مقتطفات من كتاب الذكريات < للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله >
5 / < المحدث الأكبر بدر الدين الحسني رحمه الله كان من المغرب >
قال رحمه الله في ذكرياته < 1 / 105> : وكلا الشيخين < الشيخ بدر الدين والشيخ محمد بن جعفر > مغربي ، ولكن الشيخ بدر الدين مولود في دمشق .
رد: مقتطفات من كتاب الذكريات < للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله >
6 / < من أفضل المطابع قديما المطبعة الأميرية " بولاق " >
قال رحمه الله في ذكرياته < 1 / 209 > :
وكانت أكثر الكتب عندنا ( أميرية ) من طبعة بولاق .
والكتاب المطبوع في المطبعة الأميرية في بولاق يباع بأضعاف ثمن المطبوع في غيرها < أي البرَّاني > ، ذلك أنَّ المصحِّحين فيها كانوا من أعلام العلماء ، وحسبكم أن يكون منهم الشيخ نصر الهوريني صاحب < المطالع النصرية > أوثق وأوسع كتاب أعرفه في قواعد الكتابة ،
وكل من كتب فيها بعده أخذ منه ونقل عنه ،
وأجمع كتاب بعد المطالع هو كتاب : ( أدب المملي ) .
والشيخ الهوريني المتوفى سنة ( 1291 هـ ) هو شارح مقدمة القاموس المحيط .
رد: مقتطفات من كتاب الذكريات < للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله >
7 / < المصيبة الجديدة : القنوات الفضائية والإنترنت والهواتف الذكية إن استخدمت في الشر >
قال رحمه الله في ذكرياته < 1 / 400 > :
السينما ........... أجمل ملهاة للشباب وأخطر ملهاة ، وأنها كالسم المحلول في كأس الشراب اللذيذ، لايكاد يذوقه حتى يسيغة ، ثم يألفه فيعتاده فيقضي عليه.
فلما جاء الرائي (التلفاز) رأيناه أخطر علينا منها ، لأن السينما لا نرى مافيها حتى نذهب نحن إليها ، والرائي يجيء هو إلينا، والسينما لانحضرها إلا إن حجزنا لنا مكانا فيها، ولبسنا الثياب الصالحة لها، ودفعنا أجرة الدخول إليها ، والرائي نراه في جميع الأحوال بلا تعب ولامال .
فلما جاء الفيديو < وأنا سمعت خبره وما اقتنيته >هان علينا أذى السينما والرائي، فهل تأتينا الأيام والليالي بمصيبة جديدة يهون معها الفيديو ؟ .
رد: مقتطفات من كتاب الذكريات < للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله >
< وأخيرا اكتمل الكتاب >
لتحميل كتاب ذكريات على الطنطاوي < من الجزء الأول إلى الثامن مع الفهارس العامة >
الرجاء الدخول إلى هذا الموقع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=285434
رد: مقتطفات من كتاب الذكريات < للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله >
منقول من أبي الوليد المغربي
قريبا سمعت الشيخ سعد بن تركي الخثلان يوصي باقناء هذاالكتاب ويثني عليه أيما ثناء في أحد القنوات.
رد: مقتطفات من كتاب الذكريات < للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله >
8 / < الحمار كالسيارة اليوم >
قال رحمه الله في ذكرياته < 1 / 165 > :
كان أساتذتنا في مكتب عنبر أصنافاً .
أما مدرّسو العربية فكانوا أئمتها في البلد و كانوا المرجع فيها : الشيخ عبد الرحمن سلام الخطيب الشاعر ، و الشيخ المبارك اللغوي الراوية ، و الشيخ سليم الجندي أستاذ اللغة و النحو و الصرف و العروض .
و قد سبق الكلام عن المبارك و سلام ، و سأتكلم عن الجندي .
و الشيخ الداودي ، و لم نقرأ عليه و لكن عرفنا من تلاميذه أنه كان يشرح الدرس على طريقة العلماء الأزهريين ، في لطف ظاهر و خُلُق عظيم و قلب رقيق ، و كان شيخاً كبير السن مريض الجسم ، يستنفد الدرس قوته فيخرج من غرفة التدريس فيستلقي على الأريكة يستريح .
و كان يأتي المدرسة على أتان ( حمارة ) و كانت يومئذ للعلماء كالسيارة اليوم للأغنياء ، فإذا دخل الباب تسابق الطلاب يعينونه على النزول عنها و يقبّلون يده و يمشون معه ، و كان محبوباً ما رأيت له كارهاً . و لما توفي سنة 1926 نظم رفيقنا الشاعر أنور العطار قصيدة في رثائه ألقيتها أنا على قبره في كلمة تأبين لي ا.هـ .
قلت : وفي وقتنا الحاضر السيارة صارت للأغيناء والفقراء كالهاتف النقال لكن السيارات الفخمة يملكها الأغنياء فقط .
من فضلك ابتسم أولا :
بعض السيارات الفخمة إذا رأيتها تمنيت أن تموت تحتها كما قال الشيخ كشك رحمه الله .
رد: مقتطفات من كتاب الذكريات < للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله >
9 / < الحنين إلى الماضي >
لا تتصفح صفحة من صفحات الذكريات إلا وتجد الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله يحن إلى الماضي كثيرا .
انظر مثلا :
أعود إلى الحديث عن ( مكتب عنبر ) ولعلي لا أخطئ إن قلت إن الحديث عنه وعن أساتذتي فيه أشهى إلى النفس من الحديث عن داري وأهلي فيها ... ولقد فكرت أم لماذا أحن إلى الماضي ؟ .
لماذا أجد كلما سمعت في الأذاعة , أو قرأت في الصحف حديثاً مع شيخ مثلي عالي السن , لماذا أجده يفضل أيامه الخوالي على الحواضر من
أيام الناس ؟ .
هل كان الأمس دائماً خيراً من اليوم ؟ هل كانت الأخلاق كلها أفضل ؟ والناس جميعاً أكمل ؟ والحياة بكل ما فيها أجمل ؟ .
هل كان الطلاب كلهم أكثر جداً واجتهاداً ؟ وكانت المناهج أغنى بالعلوم وأحفل ؟ .
هل كان المدرسون جميعاً أعلم بما يدرسون من مواد وكانوا أشد إخلاصاً وأكثر عناية بالطلاب وحرصاً على نفعهم ؟.
وهذا يجرني إلى سؤال , لا أجيب عنه الآن بل أدع جوابه لحلقات آتيات من هذه الذكريات , هو :
هل كان علماء القرن الذي ودعناه من قريب خيراً من علماء اليوم ؟ .
رد: مقتطفات من كتاب الذكريات < للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله >
10 / ( كتاب نحو معاصر، وصفه الشيخ الطنطاوي بأنه أصح وأوسع من الشذور وابن عقيل )
وكان الكتاب الذي نقرؤه هو "قواعد اللغة العربية "، وهو الجزء الرابع من الدروس النحوية لحفني ناصف وإخوانه، وقد قرأت الأجزاء الثلاثة من قبل.
وهذا الكتاب يغني الطالب ( بل المدرّس بل الأديب ) عن النظر في غيره، وهو أعجوبة في جمعه وترتيبه وإيجاز عبارته واختياره الصحيح من القواعد، وهو أصح وأوسع من شذور الذهب وابن عقيل ! .