(قاعدةٌ مفيدةٌ عندَ الإعْراب) واستدراكٌ على ابن آجُرُّوم –رَحِمَهُ اللَّهُ-.

(قاعدةٌ مفيدةٌ عندَ الإعْراب) واستدراكٌ على ابن آجُرُّوم –رَحِمَهُ اللَّهُ-.


إن طالبَ النحوِ كثيراً ما يستصعبُ عليهِ عندَ إعرابِ كلمةٍ في جملةٍ ويجدُ لها عاملاً سابقاً أو عاملاً فيهِ كيفَ يعربُ الكلمةَ ومالذي يذكرهُ ؟


مثالُ ذلكَ :
كلمة ( هذا الرجلُ من المسلمين ) أو ( خرجتُ إلى البيتِ ) .


فعندَ إعراب " من المسلمين " و " إلى البيتِ " يتخلطُ على المعربِ أيقول فيهما: اسم مجرور بمن أو بإلى فقط! أو يقول: اسم مجرور وعلامة جره "الياء" أو الكسرة !!


فتقول القاعدة :


" إذا ارتبطَ بالكلمةِ الإعرابيةِ مؤثِّرٌ سابقٌ وأثرٌ لاحقٌ وجبَ عندَ الإعرابِ إعرابُهُمَا "


ولعلَّ شرحَ القاعدةِ واضحةٌ بما سبقَ ذكرُهُ ..... فعندنا كلمة " من المسلمين " فقد ارتبطَ بالكلمة الإعرابية وهي "المسلمين" مؤثر سابق وهو "من" لأنَّ حرفَ الجرِّ يخفضُ الاسم الذي بعده , وارتبطَ أيضاً أثرٌ لاحق وهو "الياء" في جمعِ المذكر السالمِ , ومعلومٌ أنَّ جمعَ المذكر السالم يرفع بالواوِ , وينصبُ ويُخفضُ بالياء , فعندَ إعرابِ الكلماتِ مثل هذه فيجبُ أن تلفظَ بالمؤثرين .


فالإعراب حينئذٍ في الكلمات :


من/ حرف جر. المسلمينَ/ اسم مجرور بمن وعلامةُ جره الياء لأنه جمع مذكر سالم .
إلى / حرف جر. البيتِ/ اسم مجرور بإلى وعلامةِ جره الكسرة الظاهرة على آخره .


وهــكذا ...



· أما الاستدراك على شيخِ النحو ابن آجروم الصنهاجي فهو في متنِهِ "الآجرومية" فيما يلي:

قال المؤلف –رحمه الله- :وللنصب خمس علامات : الفتحة والألف والكسرة والياء وحذف النون .
ثم قال: وأما حذف النون فيكون علامة للنصب في الأفعال الخمسة التي رفعها بثبوت النون .
وقال المؤلف –رحمه الله-: وللجزم علامتان : السكون والحذف .
ثم قال: وأما الحذف فيكون علامة للجزم....في الأفعال الخمسة التي رفعها بثبات النون .

فالذي كانَ ينبغي على المصنف أن يقول في النصب:وأما حذف النون فيكون علامة للنصب في الأفعال الخمسة التي رفعها بثبوت النون -إذا دخلَ عليهِ ناصبٌ- .
وكذلك أن يقولَ في الخفضِ: وأما الحذف فيكون علامة للجزم....في الأفعال الخمسة التي رفعها بثبات النون -إذا دخلَ عليهِ جازمٌ- .

ذلكَ أنه قد يفهم من عدم ذكرهِ "دخول أداةِ النصب" أنه لا يكونُ حذفه إلاَّ بالنصبِ والحق أنه يكونُ في الجزم , ويستحيل ألاَّ يكونَ يعلم هذا ابن آجروم –رحمه الله-, لكن هي زيادةُ إيضاحٍ وتبيينٍ للطلبةِ المبتدئين .

وأرجو التصحيحَ والإفادة من مشايخنا الكرام ....

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكن ألا ترى أنه يلزم من هذا أن يقول: وأما الألف فتكون علامة للنصب في الأسماء الخمسة نحو : رأيت أباك وأخاك وما أشبه ذلك إذا دخل عليه ناصب.
وهكذا في أمثلة كثيرة .
وفي الحقيقة كما أن هناك عوامل للنصب والجر فهناك عوامل للرفع معنوية كانت المبتدأ أو لفظية فلا يلزم حينئذ التنبيه عليها في المختصرات بقولنا في نحو: قام زيدٌ - زيد فاعل مرفوع وسبب رفعه العامل فيه وهو الفعل وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره . أو نحو هذه العبارة .
هذا ما يظهر لي والله أعلم والمسألة واسعة إن شاء الله ...

[quote=أبو محمد اليماني;455538]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكن ألا ترى أنه يلزم من هذا أن يقول: وأما الألف فتكون علامة للنصب في الأسماء الخمسة نحو : رأيت أباك وأخاك وما أشبه ذلك إذا دخل عليه ناصب.
quote]

أرشدنا الله وإياك .

متى كانت الأسماء الخمسة من شرط نصبها "أن يدخل عليه ناصب" !؟ ألا تقول: رأيتُ أباكَ . قتلتُ أخاكَ . ولا علاقة بأداةِ النصب , فتنبَّه بوركَ فيك..

مشكوررررررررررر ررررررررررررررر

السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك على القاعدة والاستدراك معاً
لكن
متن ابن آجروم رحمه الله متنٌ تعليمي بسيطٌ مختصر لتعليم القواعد النحوية الأولية، ولذلك غلب عليه الاختصار والتبسيط، ومن ذلك استقراء علامات النصب والجزم، فالمهمّ معرفة هذه العلامات لدى المتعلم، حتى إذا أدركها سأل عن سببها وآنئذ فإنه سيقرأ فيما يلي من المتن أن لم مثلاً للجزم وأن لن مثلا للنصب، وهكذا
فالفهم والحفظ وشرح الشيخ أو المعلّم عمليات متكاملة.
أرجو أن يكون مقصودي واضحا، وبارك الله فيكم.

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاستراباذي

السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك على القاعدة والاستدراك معاً
لكن
متن ابن آجروم رحمه الله متنٌ تعليمي بسيطٌ مختصر لتعليم القواعد النحوية الأولية، ولذلك غلب عليه الاختصار والتبسيط، ومن ذلك استقراء علامات النصب والجزم، فالمهمّ معرفة هذه العلامات لدى المتعلم، حتى إذا أدركها سأل عن سببها وآنئذ فإنه سيقرأ فيما يلي من المتن أن لم مثلاً للجزم وأن لن مثلا للنصب، وهكذا
فالفهم والحفظ وشرح الشيخ أو المعلّم عمليات متكاملة.
أرجو أن يكون مقصودي واضحا، وبارك الله فيكم.

---

باركَ الله فيكَ , مقصودك واضح لكن أرى أن هذا مما لا يغتفر على حساب "الاختصار" !! وقد وقع الإمام ابن آجروم في أخطاء نحو هذا - كحذف كلمة مثلاً- فلا يقال هذا من قبيل الاختصار ...!!

وإنما يصح قولك أخي الفاضل إذا كانَ فيما يتعلق "بالتتمَّات" والأمثلة على ذلك كثيرة جداً , حتى إن بعض الشراح بينوا أن المصنف أغفل أبواباً لا يصح أن هذا من قبيل "الاختصار" كبابِ البناء مثلاً ...

والله أعلم .

[quote=أبو همام السعدي;455528]

فتقول القاعدة :

" إذا ارتبطَ بالكلمةِ الإعرابيةِ مؤثِّرٌ سابقٌ وأثرٌ لاحقٌ وجبَ عندَ الإعرابِ إعرابُهُمَا "

quote]

تصحيح : " وجبَ عندَ الإعرابِ إعمالهُمَا "

يبدو لي _والله أعلم_أن كلام الأخ(أبومحمد اليماني)حفظه الله أقرب فإن هذا المتن المبارك مختصر جدا ولو فتحنا باب الاستدراكات التي نراها لا تغتفر لزاد المتن زيادة قد تخرجه عن المختصرات وما سمعت الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أثنى على متن في اللغة ثناءه على هذا المتن وهو شيئ لمسناه بأيدينا على قلة علمنا وبوركتم

" إذا ارتبطَ بالكلمةِ الإعرابيةِ مؤثِّرٌ سابقٌ وأثرٌ لاحقٌ وجبَ عندَ الإعرابِ إعرابُهُمَا "

أينَ المحترَزُ منه ؟

أخي " طالب علم " ما رأيكَ لو جمعتُ لكَ الاستدراكات على ابن آجروم في "الآجرومية كلها" في نحو ما ذكرتُهُ , ولن يزيدَ -الاستدراكات- من نحوِ " سطر " !! ايش تقول؟
هل ستقول: هذا يخرجُ عن غرض المصنف!؟ أبداً لا , وقد ذكرتُ سابقاً أنه إنما يصح قولكما إذا كانَ فيما يتعلق "بالتتمَّات" من الأبواب كالبناء.

وأرجو التوضيح أخي "الروض" من سؤالك لأستفيد.

حياك اللهُ أخي ، أنتَ قلتَ باركَ اللهُ فيك ..

اقتباس:

---

فعندَ إعراب " من المسلمين " و " إلى البيتِ " يتخلطُ على المعربِ أيقول فيهما: اسم مجرور بمن أو بإلى فقط! أو يقول: اسم مجرور وعلامة جره "الياء" أو الكسرة !!

---

لم أفهم وجهَ الاختلاطِ الذي يمكنُ أن يقعَ فيه المعرِبُ !!

نعم..أحسن الله إليك .

قد وقع هذا من بعض إخواننا ممن نتدارس معهم الآجرومية, فيقولون عند إعراب "من المسلمين" : المسلمين اسم مجرور بمن . -ويتوقف- أو يقول : اسم مجرور وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم -وهذا أكثر- .. والصوابُ أن يجمعَ بين "المؤثر السابق" و بين "الأثر اللاحق" عند إعرابها .

وهكذا في "إلى البيتِ" نفس القضية .

السلام عليكم أقول لاأظن أن إخلالا وقع في كلام الماتن وقد جروا في تأليفاتهم على الاختصار والحذف في كلامهم - خشية الإملال والإطالة -مع دلالة قرينة على ذلك معنوية أو لفظية .ثم إن علل النحو ثلاثة كما أورد الزجاجي أولها التعليمية وهي إيراد القاعدة وإتباعها بمثال لها باختصار في كل ذلك غير مخل ؛ ومقصدهم من ذلك توضيح المبهم وكشف عوار الملتبسات وسهولة الحفظ .فالمتون ما وضعت إلا لذا الغرض وقد بين ذلك غير واحد منهم في مقدمة تصانيفهم .((بارك الله بكم )) .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
متن الأجرومية هو متن غاية في الروعة وقد استطاع أن يوصل اللغة إلى طالبيها على الوجه المطلوب ، ومع ذلك يأبى الله العصمة لكتاب غير كتابه ، والمطلع على شرح ابن عثيمن رحمه الله سيجد الكثير من الاستدراكات التكميلية كما أشرت يا أخي الفاضل في الاستدراك السابق ، ولعل هذا ما يعضد القاعدة التي تقال : إن الكتاب يختصر ليحفظ ويبسط ليفهم ، ومادام المتن تعليميا فأرى له الاختصارا غير المخل فائدة ، لأنه لا شك أن الطالب أو المتعلم سيستمع لشرح المتن على شيخ ما .
وأحيطك علما بأن الألفية نفسها قد استدرك عليها ، وكما قال الإمام مالك رحمة الله عليه :
كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر - صلى الله عليه وسلم - ، ولكن هذا لا يمنعنا من إعمال الفكر واستدراك ما نقص في المتون السالفة ، لذلك أنا أشكر لك استدراكك الذي هو في محله ، ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .