عرض للطباعة
جاءت هذه الرسالة في الواتس اب :
[ في الحديث"..ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه"
هب أن كلماتك الجميلة قلتها أو كتبتها لمن لم يقدرها ولا يستحقها
ألا يكفي أن تظفر باستقامة قلبك.]
السؤال : ما مدى صحة الحديث المذكور ؟ علما أن فيه الراوي علي بن مسعدة الباهلي.
هذا تخريج الألباني رحمه الله للحديث ((الصحيحة)) (2841):
قال: أخرجه أحمد (3 / 198) وابن أبي الدنيا في " الصمت " (رقم 9) والخرائطي في " المكارم " (رقم 442) والقضاعي في " مسند الشهاب " (ق 75 / 1) من طريق علي بن مسعدة الباهلي: قال: حدثنا قتادة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. قلت: ورجاله ثقات رجال مسلم غير الباهلي هذا، وهو مختلف فيه، وقال الحافظ في " التقريب ": " صدوق له أوهام ". قلت: فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى، إذ لا يخلو أحد من أوهام، فما لم يثبت أنه وهم فهو حجة. وقال العراقي في " تخريج الإحياء " (3 / 94) : " رواه ابن أبي الدنيا في " الصمت "، والخرائطي في " مكارم الأخلاق " بسند فيه ضعف ".
وقال السيوطي في " الجامع الكبير ": " رواه أحمد وعبد الرزاق، وحسن ".
وله طريقان آخران ضعيفان عن أنس مرفوعا بلفظ: " لا يستكمل أحدكم حقيقة الإيمان حتى يخزن من لسانه ". أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " (2 / 73 / 2 - خط) .
وله عنده (1 / 41 / 8 - ط) شاهد برجال ثقات عن الحسن البصري عن بعض أصحابه رفعه دون جملة الجار. ومضى تخريجها برقم (549) .
فالألباني رحمه الله احتج بالباهلي، فحسَّن الحديث
وأما محققو المسند، فقالو:
إسناده ضعيف لضعف علي بن مسعدة الباهلي، وقد سلفت ترجمته عند الحديث (12381) .
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (9) ، وفي "مكارم الأخلاق" (342) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (887) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. وهو عند ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" مختصر بقصة الجار فقط، ولم تذكر هذه القصة عند القضاعي.
وأخرج الطبراني في "الأوسط" (6559) ، وفي "الصغير" (964) ، والقضاعي (893) ، والبيهقي في "الشعب" (5006) من طريق محمد بن سيرين، عن أنس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى يخْزُن من لسانهِ". وإسناد الطبراني فيه داود بن هلال، ذكره ابن أبي حاتم ولم يأثر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وشيخ الطبراني فيه لم نتبينه، وأما إسناده عند البيهقي والقضاعي فضعيف جداً.
وأخرج البيهقي (5005) من طريق ابن عون، عن عطاء البزاز، عن أنس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يصيب أحدكم حقيقة الإيمان حتى يخْزُن لسانه".
وعطاء البزاز قال ابن معين: ليس بشيء، ثم إن هذا الإسناد معلول، فقد أخرج البيهقي (5004) من طريق ابن عون، عن عطاء الواسطي، عن أنس قوله: لا يتقي عبدٌ حق تقاته حتى يخزن من لسانه. وأخرجه (5004) أيضاً من طريق ابن عون، عن عطاء، عن رجل من أهل البصرة، عن أنس، موقوفاً.
وقد سلفت قصة الجار بإسناد صحيح برقم (12561) .
وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3672) ، وهو مختلف في رفعه ووقفه، وصحح الدارقطني وقفه.
وشاهد ثان من حديث الحسن البصري، عن بعض أصحابه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند البيهقي في "الشعب" (8) . وإسناد رجاله ثقات غير العباس بن الفضل الأسفاطي، فقد روى عنه ابن خزيمة والطبراني، ولم نجد فيه جرحاً ولا تعديلاً، فهو مجهول.
فَلَمْ يحتجَّ محققو المسند بالباهلي
قلت: وقد يشهد لصحة معناه ما رواه أحمد والترمذي وغيرهما، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، رَفَعَهُ قَالَ: "إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ فَتَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ، فَإِنْ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا وَإِنْ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا".
ولكن هل ماذكر يصلح للاعتبار حيث يبلغ بذلك مرتبة الحديث الحسن؟
محققو المسند لم يصححوا الحديث بتعدد الطرق مع انهم ذكروها ولعلهم لا يعتدون بهذه القاعدة والألباني رحمه الله مع انه صحح الحديث ابتداءً بلا شواهد بدليل انه قال فما لم يثبت انه وهم فهو حجة واكد على ذلك بذكره للشواهد الاخرى والطرق فاحتجاج الالباني بالباهلي ليس مطلقا بل مقيد بما لم يكن الحديث المخرج من اوهامه فانه له اوهام
هذا أمر مُسَلَّم؛ أن الاحتجاج بالراوي يكون فيما لمْ يَهِم فيه، ولذلك لمْ يحتج إلى التنبيه عليهاقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمين المولد
الحديث ليس ضعفه ضعفًا شديدًا؛ لأن ليس فيه كذابًا ولا متهمًا ولا متروكًا، وقد يحسن بمجموع شواهده وطرقه. والله أعلم.اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم
جزاكم الله خيرا
وجزاكم مثلهاقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم