عرض للطباعة
قول الحريري في ملحة الإعراب:
واجرر بكم ما كنت عنه مخبرا*** معظما لقدره مكثرا
وفي شرحه لنفس المنظومة قال: "(...) فنصبوا ما بعدها على التمييز في الاستفهام...وجروا ما بعدها بالإضافة في الإخبار." أ.هـ
ما أعرفه عن كم الخبرية أنها لا تجر بنفسها ،إنما يجر الاسم بعدها بمن إما ظاهرة أو مقدرة .
فلماذا قال الحريري أن الاسم بعد "كم" يجر بالإضافة؟
بوركتم.
المجرور بعد كم هل يجر بالإضافة أو بـ(من) مقدرة؟
قولان عند النحويين، وهي المسألة (73) من كتاب التبيين للعكبري، وأشار إليها أبو البركات ابن الأنباري في المسألة (41) من الإنصاف.
والمشهور أنه مجرور بالإضافة، وهو مذهب البصريين.
ولكن يمكن أن يقال: الإضافة أصلا لا تكون إلا بتقدير (من) أو (في) أو (اللام) كما قال ابن مالك:
والثاني اجرر وانو (من) أو (في) إذا ............. لم يصلح الا ذاك واللام خذا
لما سوى ذينك ...
فالخلاف لعله لفظي.
أثابكم الله خير الثواب على ردكم.
عند إعراب الاسم بعد كم ،هل نختار أحد الإعرابين أم نذكر الاثنين.
فمثلا في المثال الذي ذكر الحريري :"كم عبيد ملكت"، أنقول : عبيد :مجرور بالإضافة ،أم نقول :عبيد مجرور بمن مضمرة ،أم نجمع فنقول :اسم مجرور بالإضافة أو بـ(من) المقدرة بعد (كم)؟
لا مانع من ذكر القولين، ويمكن الاكتفاء بالقول المشهور وهو الإضافة، ويمكن الخروج من الخلاف بأن يقال: (اسم مجرور بعد كم الخبرية).
زادكم الله من فضله،وأدام عليكم نعمه.