السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله مالأدلة على ثواب الذكر باللسان فقط ؟.
وما معنى الذكر بالقلب ؟. هل يدخل في ذلك التفكر في نعيم الله وجناته ؟.
بارك الرحمن فيكم
عرض للطباعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله مالأدلة على ثواب الذكر باللسان فقط ؟.
وما معنى الذكر بالقلب ؟. هل يدخل في ذلك التفكر في نعيم الله وجناته ؟.
بارك الرحمن فيكم
مبدئيا خذ هاذين النقلين
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: (الذكر بالقلب، واللسان أفضل من الذكر بالقلب وحده).
وسئل الشيخ عبد الله أبا بطين:
هل الذكر بالقلب أفضل أم باللسان؟
فأجاب: وأما الذكر فهو بالقلب؛ واللسان أفضل، فإن اقتصر على أحدهما فالقلب أفضل، لأنه أبعد عن الرياء، ولأنه يحدث منه من المعرفة والمحبة والرجاء والخوف والمراقبة والتعظيم وغير ذلك ما لا يحدث من اللسان وحده؛ فنتيجة الذكر بالقلب أعظم من نتيجتها باللسان، ويكتب له أجر ذلك بلا خلاف.
وأما هذا الأثر عن عائشة، رضي الله عنها، فلم أجده كما ذكر السائل، وإنما الحديث عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يفضل الذكر الخفي الذي لا تسمعه الحفظة على الذي تسمعه بسبعين ضعفاً "، رواه ابن أبي الدنيا.
وروى أيضاً بإسناده قال: قال الحجاج بن دينار: سألت أبا معشر عن الرجل يذكر ربه في نفسه، كيف تكتبه الملائكة؟ قال يجدون الريح.
وروى أحمد من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير الذكر الخفي، وخير الرزق ما يكفي ".
وهذا تعقيب آخر
قال الجصاص في (أحكام القرآن ج1/ص114):
قال اللَّهُ تَعَالَى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} يَعْنِي وَاَللَّهُ أَعْلَمُ: ذِكْرَ الْقَلْبِ الذي هو الْفِكْرُ في دَلَائِلِ اللَّهِ تَعَالَى وَحُجَجِهِ وَآيَاتِهِ وَبَيِّنَاتِهِ، وَكُلَّمَا ازْدَدْت فيها فِكْرًا ازْدَدْت طُمَأْنِينَةً وَسُكُونًا، وَهَذَا هو أَفْضَلُ الذِّكْرِ، لِأَنَّ سَائِرَ الْأَذْكَارِ إنَّمَا يَصِحُّ وَيَثْبُتُ حُكْمُهَا بِثُبُوتِهِ، وقد رُوِيَ عن النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم أَنَّهُ قال: "خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ".
حدثنا ابن قَانِعٍ قال: حدثنا عبد الملك بن مُحَمَّدٍ قال: حدثنا مُسَدَّدٌ قال: حدثنا يحيى، عن أُسَامَةَ بن زَيْدٍ، عن مُحَمَّدٍ، عن عبد الرحمن عن، سَعْدِ بن مَالِكٍ، عن النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم أَنَّهُ قال: "خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ وَخَيْرُ الرِّزْقِ ما يَكْفِي".
وقال في (ج3/ص247):
أما الذِّكْرُ بِالْقَلْبِ: وهو الْفِكْرُ في عَظَمَةِ اللَّهِ وَجَلَالِهِ وَقُدْرَتِهِ وَفِيمَا في خَلْقِهِ وَصُنْعِهِ من الدَّلَائِلِ عليه وَعَلَى حُكْمِهِ وَجَمِيلِ صُنْعِهِ. وَالذِّكْرُ الثَّانِي: الذِّكْرُ بِاللِّسَانِ بِالتَّعْظِيمِ وَالتَّسْبِيحِ وَالتَّقْدِيسِ، وَرُوِيَ عن ابْنِ عَبَّاسٍ قال: لم يُعْذَرْ أَحَدٌ في تَرْكِ الذِّكْرِ إلَّا مَغْلُوبًا على عَقْلِهِ.
وَالذِّكْرُ الْأَوَّلُ أَشْرَفُهُمَا وَأَعْلَاهُمَا مَنْزِلَةً. انتهى
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى ج10/ص566):
فإن الناس في الذكر أربع طبقات:
إحداها: الذكر بالقلب واللسان وهو المأمور به.
الثاني: الذكر بالقلب فقط، فإن كان مع عجز اللسان فحسن، وإن كان مع قدرته فترك للأفضل.
الثالث: الذكر باللسان فقط، وهو كون لسانه رطبا بذكر الله، وفيه حكاية التي لم تجد الملائكة فيه خيرا إلا حركه لسانه بذكر الله. ويقول الله تعالى: (أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه).
الرابع: عدم الأمرين، وهو حال الخاسرين.
وانظر للتوسع: فتح الباري (11/209)، و شرح النووي على مسلم (17/15).
جزاك الباري كل خير اخي الفاضل التيميمي
بارك الرحمن فيك وكتب لك الأجر ورفع قدرك
لك شكري وامتناني