نظم الفوائد النحوية ـ للتفاعل والإضافة
ظاهرة نظم الفوائد العلمية في العلوم الإسلامية من الظواهر التعليمية الحسنة التي تميزت بها علومنا الإسلامية والعربية، وقد أحببت في هذا الموضوع أن أذكر بعض هذه الفوائد المنظومة للفائدة، وأرجو من الإخوة الكرام أعضاء هذا المنتدى المبارك ألا يحرمونا من المشاركة وإضافة ما لديهم من هذه الفوائد المنظومة.
ومن المصادر التي اهتم أصحابها بجمع شوارد الفوائد النحوية المنظومة ما يلي:
ـ حاشية الخضري على شرح ابن عقيل.
ـ حاشية السجاعي على قطر الندى.
ـ الأشباه والنظائر في النحو للإمام السيوطي.
ـ المزهر في علوم العربية للإمام السيوطي.
وأبدأ من هذه الفوائد المنظومة بما ذكر في نظم علوم العربية:
قال السجاعي في حاشيته على قطر الندى:
صَرْفٌ بَيَانٌ مَعَانِي النَّحْوِ قَافِيَةٌ ///////// شِعْرٌ عَرُوضُ اشْتِقَاقُ الخَطُّ إِنْشَاءُ
مُحَاضَرَاتٌ وَثَانِي عَشْرِهَا لُغَةٌ ///////// تِلْكَ العُلُومُ لَهَا الآدَابُ أَسْمَاءُ
ألقـابُ محـالِّ الإعــراب
قال الخُضَرِيُّ في حاشيته على شرح ابن عقيل: 1/43:
لَقَـدْ فَتَحَ اللهُ أَبْوَابَ فَضْــلِهِ ///////// وَمَنَّ بِضَمِّ الشَّمْلِ فَانْجَبَرَ الكَسْرُ
وَمُذْ سَكَنَ القَلْبُ انْتَصَبْتُ لِذِكْرِهِ ///////// لِجَزْمِي بِأَنَّ الرَّفْعَ قَدْ جَرَّهُ الشُّكْرُ
رد: نظم الفوائد النحوية ـ للتفاعل والإضافة
جزاك الله خيرا وبارك فيك
في الباب مصنفات مفردة ذكرت ما وقفت عليه منها هنا:
http://majles.alukah.net/showpost.ph...4&postcount=13
رد: واضــع علــم النحـــو
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى حسنين
قال ابنُ المُنَيِّرِ:
أَسْنَدَ النَّحْوَ إِلَيْنَا الدُّؤَلِي ///////// عَنْ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ البَطَلِ
بَدَأَ النَّحْـوَ عَلِيٌّ وَكَـذَا ///////// قُلْ بِحَقٍّ خَتَمَ النَّحْوَ عَلِي
وقيل: المراد بقوله: ((ختم النحو علي)) الإمام أبو علي الفارسي.
انظر: بغية الوعاة للسيوطي: 2/210.
لعل هذا سبق قلم، فالمقصود بـ(علي): العلامة ابن عصفور، واسمه علي بن مؤمن.
وهذا مذكور في بغية الوعاة.
رد: نظم الفوائد النحوية ـ للتفاعل والإضافة
رد: ألقـابُ محـالِّ الإعــراب
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى حسنين
قال الخُضَرِيُّ في حاشيته على شرح ابن عقيل: 1/43:
لَقَـدْ فَتَحَ اللهُ أَبْوَابَ فَضْــلِهِ ///////// وَمَنَّ بِضَمِّ الشَّمْلِ فَانْجَبَرَ الكَسْرُ
وَمُذْ سَكَنَ القَلْبُ انْتَصَبْتُ لِذِكْرِهِ ///////// لِجَزْمِي بِأَنَّ الرَّفْعَ قَدْ جَرَّهُ الشُّكْرُ
وفقك الله وسدد خطاك
" لقد فتح ( الرحمن ) أبواب فضله " .............. ليصح الوزن
شروط ما يُثَنَّى من الكلمات
قال العلامة الخضري في حاشيته على شرح ابن عقيل: 1/51:
((فائدة:
شروط التثنية عند الجمهور ثمانية مجموعة في قوله:
شَرْطُ المُثَنَّى أَنْ يَكُونَ مُعْرَبَا ///////// وَمُفْرَدًا مُنَكَّرًا مَا رُكِّبَا
مُوَافِقًا فِي اللَّفْظِ وَالمَعْنَى لَهُ ///////// مُمَاثِلًا لَمْ يُغْنِ عَنْهُ غَيْرُهُ
فلا يثنى:
ـ المبني على الأصح، ونحو: ((ذَانِ))، و: ((اللَّذَانِ)) صيغة مستقلة، وإنما تغيرا بالعوامل نظرا لصورة التثنية؛ فبنيا على ما يشاكل إعرابهما، وهذا مراد من قال: إنهما ملحقان بالمثنى في إعرابه:
ونحوُ: ((يا زيدان))، بناؤه وارد على التثنية.
ونحو: ((مَنَانِ))، و: ((مَنَيْنِ)) زيادته للحكاية؛ تحذف وصلاً لا للتثنية.
ـ ولا غير المفرد؛ من المثنى وجمعي التصحيح، والجمع المتناهي، وإنما يثنى غير المتناهي، واسم الجنس، واسم الجمع؛ لأن لها نظيراً في الآحاد، وكذا يشترط في كل جمع.
ـ ولا العَلَم إلا بعد تنكيره؛ بأن يراد به أيُّ واحد مسمًّى به، ثم يعوض عن العَلَمِيَّةِ بـ: ((ال))، أو النداء؛ لأنه يدل على التَّشَخُّصِ والتثنيةُ على الشيوعِ والتعدد؛ فيتنافَيَانِ. ومِثلُها الجمع؛ ولهذا لا تثنى ولا تجمع كناياتُ الأعلام؛ كفلان؛ لعدم قبولها التنكير.
ـ ولا المركب؛ كما سَيَبِينُ في الجمع.
ـ ولا ما اختلف لفظُه أو معناه؛ كما مر.
ـ ولا ما ليس له مماثلٌ أو ثانٍ في الوجود؛ كشمس، وقمر، والقمران تغليبٌ كما مر، ويمكن الاغتناء عن هذا بما قبله لأن ما لا ثاني له لم يوافق شيئا في معناه.
ـ ولا ما استُغْنِيَ عن تثنيتِهِ بغيره؛ كما استُغْنِيَ بتثنية: ((جزءٍ)) و: ((سِيٍّ)) عن: ((بعضٍ))، و: ((سواءٍ)) وبـِ: ((كلا)) و: ((كلتا)) عن تثنية ((أجمع))، و: ((جمعاء))، وبـِ: ((ستَّة))، و: ((ثمانية)) عن تثنية: ((ثلاثة))، و: ((أربعة)).
ما يجمع بالألف والتاء المزيدتين
قال العلامة الخضري في حاشيته على شرح ابن عقيل - في المجموع بالألف والتاء -: 1/60:
((واعلم أن هذا الجمع ينقاس في خمسة أنواع:
ـ ذي التاء مطلقاً، عَلَمًا كان مؤنثاً أو غيرهما.
ـ وذي الألف مطلقاً، مقصورة أو ممدودة، وانظر هل يعمم فيه؛ كالتاء؛ حتى إذا كان عَلَمًا لمذكَّر؛ كزكريا جمع أم لا.
ـ وعلمٍ مؤنَّثٍ لا علامة فيه؛ كزينب، إلا باب: ((حَذَامِ)) عند من بناه.
ـ ومُصَغَّرِ مُذَكَّرِ ما لا يَعقِل؛ كدريهمات.
ـ ووَصْفِ مُذكَّرٍ عاقلٍ؛ كَـ: {أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ}، و: ((جِبَالٍ رَاسِيَاتٍ)).
ونظمها الشاطبي فقال:
وَقِسْهُ فِي ذِي التَّا وَنَحْوِ ذِكْرَى ///////// وَدِرْهَمٍ مُصَغَّرًا وَصَحْرَا
وَزَيْنَبٍ وَوَصْفِ غَيْرِ العَاقِلِ ///////// وَغَيْرُ ذَا مُسَلَّمٌ لِلنَّاقِلِ
فيُقتَصَر فيما عدا الخمسة على السماع؛ كـ: ((سموات))، و: ((أرضاتٍ))، و: ((ثَيِّبَاتٍ))، و: ((شمالات))، و: ((أمهات))؛ لأنها أسماءُ جُنُوسٍ مؤنثة بلا علامة.
ونحو: ((سِجِلَّات))، و: ((حمَّامات))؛ من كل مذكَّر لا يعقل، ليس مصغراً، ولا صفة:
ويستثنى من الأول: امرأة، وأمة، وشاة، وشفة، وقُلَّة (بضم القاف وفتح اللام مخففةً)؛ وهي لُعبة للصبيان.
زاد الرُّودَانِيُّ: وأُمَّة (بالضم والتشديد)، ومِلَّة؛ فلا تجمع هذا الجمعَ، ولعله لعدم السماع، وقيل: تجمع شَفَةٌ على شَفَهَات أو شَفَوَات، وأَمَة على أَمَوَات أو أَمَيَات، ومن الثاني: ((فَعْلَاءُ)) و: ((فَعْلَى))، مُؤَنَّثَي ((أفعل))، و: ((فعلان))؛ كـ: ((حمراء))، و: ((سكرى))؛ فلا يجمعان بالألف والتاء؛ كما لم يُجمَع مُذكَّرُهما بالواو والنون، وكذا: ((فعلاء))، الذي لا ((أفعل)) له؛ كـ: ((عَجْزَاءَ))، و: ((رَتْقَاءَ)) عند غير المصنف.
رد: نظم الفوائد النحوية ـ للتفاعل والإضافة
وفقك الله وسدد خطاك
الشاطبي المذكور هو أبو إسحاق الشاطبي صاحب الموافقات، وقد ذكر هذين البيتين استدراكا على ابن مالك في شرحه على الألفية في باب كيفية تثنية المقصور والممدود وجمعهما تصحيحا.
رد: نظم الفوائد النحوية ـ للتفاعل والإضافة
جميل ورائع ****بارك الله فيكم ونفع بكم
واصلوا وصلكم الله برحمته ورضوانه
رد: نظم الفوائد النحوية ـ للتفاعل والإضافة
جميل ورائع ****بارك الله فيكم ونفع بكم
واصلوا وصَلَكم الله برحمته ورضوانه
رد: نظم الفوائد النحوية ـ للتفاعل والإضافة
بارك الله فيك أخي أبا مالك، وجزاك الله خيرا، ولا زلت تتحفنا بالفوائد!
معاني: ((لو)) من حروف المعاني:
ذكر العلامة محمد علي بن حسين المكي المالكي في اختصار فروق القرافي، المعروف بـ: ((بتهذيب الفروق والقواعد السنية في الأسرار الفقهية)): 1/155-157: معانيَ: ((لو)) الثلاثة؛ التي هي - باختصار منه -:
ـ الترتيب الخارجي: بمعنى أنها تستعمل للدلالة على أن علة انتفاء الجزاء في الخارج وهي انتفاء مضمون الشرط من غير التفات إلى أن علة العلم بانتفاء الجزاء ما هي، فمعنى لو شاء الله لهداكم أن انتفاء الهداية إنما هو سبب انتفاء المشيئة لأن انتفاء المشيئة علة في انتفاء الهداية في الخارج وهذا هو الاستعمال الغالب.
ـ والثاني: كونها للاستدلال على انتفاء الملزوم الذي هو الشرط بانتفاء اللازم الذي هو الجزاء من غير التفات إلى أن على الجزاء في الخارج ما هي كما في قوله تعالى: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} فإن القصد به تعليم الخلق الاستدلال على الوحدانية بأن يستدلوا بالتصديق بانتفاء الفساد على العلم بانتفاء التعدد.
ـ والثالث: كونها للدلالة على استمرار شيء بربطه إما بأبعد النقيضين؛ كقوله - عليه الصلاة والسلام - أو قول عمر - على ما قيل -: ((نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه))؛ فالخوف وعدمه نقيضان وعدمه أبعد لعدم العصيان منه فعلق عدم العصيان على الأبعد إشارة إلى أن عدم العصيان من صهيب مستمر وأن العصيان لا يقع منه أصلا.
إلى أن قال: وقد أشار العلامة السبكي لهذه الاستعمالات الثلاثة بقوله:
مَدْلُولُ لَوْ رَبْطُ وُجُودٍ ثَانِ /// /// /// بِأَوَّلٍ فِي سَابِقِ الْأَزْمَانِ
مَعَ انْتِفَاءِ ذَلِكَ الْمُقَدَّمِ /// /// /// حَقًّا بِلَا رَيْبٍ وَلَا تَوَهُّمٍ
أَمَّا الجَوَابُ إنْ يَكُنْ مُنَاسِبًا /// /// /// وَلَيْسَ غَيْرَ شَرْطِهِ مُصَاحِبًا
فَاحْكُمْ لَهُ بِالنَّفْيِ أَيْضًا وَاعْلَمِ /// /// /// بِأَنَّ كُلًّا دَاخِلٌ فِي الْعَدَمِ
أَوْ لَمْ يَكُنْ مُنَاسِبًا فَوَاجِبُ /// /// /// مِنْ بَابٍ اَوْلَى ذَاكَ حُكْمٌ لَازِبُ
وَفِي مُنَاسِبٍ لَهُ إذْ يُفْقَدُ /// /// /// مُنَاسِبٌ سِوَاهُ قَدْ لَا يُوجَدُ
هَذَا جَوَابُ ((لَوْ)) بِتَقْسِيمٍ حَصَلْ /// /// /// مُمْتَنِعٌ وَوَاجِبٌ وَمُحْتَمَلْ
وَمُعْظَمُ الْمَقْصُودِ فِيمَا يَجِبُ /// /// /// إثْبَاتُهُ فِي كُلِّ حَالٍ يُطْلَبُ
مِثَالُهُ ((نِعْمَ الَّذِي لَوْ لَمْ يَخَفْ /// /// /// لَمَا عَصَى إلَهَهُ وَلَا اقْتَرَفْ))
وَمُعْظَمُ الْمَقْصُودِ فِي المُمْتَنِعِ /// /// /// بَيَانُ نَفْيِ شَرْطِهِ الَّذِي ادُّعِي
كَـ: ((لَوْ يَكُونُ فِيهِمَا شَرِيكُ /// /// /// لَامْتَنَعَا فَالوَاحِدُ المَلِيكُ
أَوْ أَنَّ ذَاكَ النَّفْيَ حَقًّا أَثَّرَا /// /// /// فِي عَدَمِ الَّذِي يَلِي بِلَا مِرَا
كَـ: ((لَوْ أَتَيْتَنِي لَكُنْت تُكْرَمُ /// /// /// كَرَامَتِي لِمَنْ قَلَانِي تُعْدَمُ))
رد: نظم الفوائد النحوية ـ للتفاعل والإضافة
جزاك الله خيرا أستاذنا الفاضل / مصطفى حسنين
وجدت في أحد المنتديات سائلا عن قائل هذين البيتين:
مليحة عشقت ظبيًا حوى حورًا *** فمذ رأته سعت فورًا لخدمته
كـ"هل" إذا ما رأت فعلاً بحيزها *** حنَّت إليه ولم ترض بفرقته
ترض، كذا جاءت، وبها تكون التفعيلة الثالثة في العجز مطوية، وهذا مستقبح في البسيط.
وفي مناسبة البيت أن النحاة يقولون:
((هل)) في الأصل تختص بالفعل؛ لكونها بمعنى (قد)، كما هي في {هَلْ أَتَى عَلى الإِنْسَانِ حِينٌ} (الإنسان:1) ولمَّا عَرَضَ لها إفادةُ الاستفهام تطفُّلاً على الهمزة؛ دخلت على الجملتين مثلها، لكن مع وجود الفعل في الكلام لا تدخل على الاسم، وإن كان معمولاً لفعل مضمر، بل لا بد من معانقتها للفعل لفظاً عند سيبويه، فلا يجوز: هل زيد خرج؟
ذلك لأنها إذا لم تر الفعل في حيزها تسلَّت عنه ذاهلة، وإلا حنَّت إليه لسابق الألفة، ولم ترضَ إلا بمعانقته لفظًا.
رد: نظم الفوائد النحوية ـ للتفاعل والإضافة
مرحيا أخي الحبيب أبا ورش، وحيَّهلا، وجزاك الله خيرا على إسهامك النافع في الموضوع، وهذا العهدُ بك، ولا زلت تتحفنا كل يوم بالجديد.