عرض للطباعة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في الذخيرة للقرافي (1/ 345)
(وفي أبي داود قال أبو ذر انتقلت بأهلي إلى الربذة فكنت أجنب وأعدم الماء الخمسة الأيام والستة فأعلمت بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال الصعيد الطيب وضوء المسلم ولو لم يجد الماء عشر حجج قال ابن يونس وأبو ذر انتقل للإقامة)
السؤال/ من هو ابن يونس؟
ولماذا لم ترد هذه الزيادة (قال ابن يونس وأبو ذر انتقل للإقامة) في كتب الحديثفلم أجدها سوى في كتاب الذخيرة؟
لعله ابن يونس صاحب تاريخ مصر ، وهو إمام معروف . وهاك ترجمته من سير أعلام النبلاء 15 / 578 :
ابْنُ يُوْنُسَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ المِصْرِيُّ
الإِمَامُ، الحَافِظُ المُتْقِنُ، أَبُو سَعِيْد عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ ابنِ الإِمَام يُوْنُسَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّدفِيُّ (4) ، المِصْرِيُّ، صَاحبُ(تَارِيخِ عُلَمَاءِ مِصْرَ).
وُلِدَ:سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
سَمِعَ:أَبَاهُ، وَأَحْمَدَ بنَ حَمَّاد زُغْبَة، وَعَلِيَّ بنَ سَعِيْدٍ الرَّازِيّ، وَعَبْدَ المَلِكِ بنَ يَحْيَى بنِ بُكَيْر، وَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيّ، وَعَبْد السَلاَّم بن سَهْل البَغْدَادِيّ، وَأَبَا يَعْقُوْب المِنْجَنِيْقي، وَعَلِيَّ بن قُدَيْد، وَعَلِيَّ بنَ أَحْمَدَ علاّن وَخَلْقاً كَثِيْراً.
مَا ارْتَحَلَ وَلاَ سَمِعَ بِغَيْر مِصْر، وَلَكِنَّهُ إِمَامٌ بَصِير بِالرِّجَال فَهِمٌ مُتَيَقِّظٌ.
حَدَّثَ عَنْهُ:عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَسْرُور البَلْخِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَة، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ النَّحَّاسِ، وَآخَرُوْنَ.
وَقَدِ اختصرتُ(تَاريخَ )، وَعلقتُ مِنْهُ غَرَائِب.
مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَة سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ عَنْ سِتَّة وَسِتِّيْنَ عَاماً.
وَفِيْهَا مَاتَ:عَالِمُ دِمَشْقَ وَمُسنِدهَا، القَاضِي أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ بن حَذْلَم الأَسَدِيّ، وَمسنِد الكُوْفَةِ، أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مَاتِي ، وَنَحْوِيُّ العِرَاق، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ دَرَسْتَوَيه الفَارِسِيّ، وَمحدِّث دِمَشْق أَبُو المَيْمُوْن رَاشِد البَجَلِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ الفَضْلِ بنِ العَبَّاسِ بنِ خُزَيْمَة بِبَغْدَادَ، وَأَبُو الفَضْلِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ ابْنِ الحَافِظِ الفَضْل بنِ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِي النَّيْسَابُوْر ِيّ، وَحَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ العَبَّاسِ العَقَبِي البَغْدَادِيّ الدِّهْقَان.أهـ
وهذا لفظ الحديث عند أبي داود ( 332 ) : حدثنا عمرو بن عون أخبرنا خالد الواسطي عن خالد الحذاء عن أبي قلابة ح وحدثنا مسدد أخبرنا خالد يعني ابن عبد الله الواسطي عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن عمرو بن بجدان عن أبي ذر قال: اجتمعت غنيمة عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال " يا أبا ذر ابد فيها " فبدوت إلى الربذة فكانت تصيبني الجنابة فأمكث الخمس والست فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقال " أبو ذر " ؟ فسكت فقال " ثكلتك أمك أبا ذر لأمك الويل " فدعا لي بجارية سوداء فجاءت بعس ( العس القدح الكبير جمعه عساس ) فيه ماء فسترتني بثوب واستترت بالراحلة واغتسلت فكأني ألقيت عني جبلا فقال " الصعيد الطيب وضوء المسلم ولو إلى عشر سنين فإذا وجدت الماء فأمسه جلدك فإن ذلك خير " وقال مسدد غنيمة من الصدقة
قال أبو داود وحديث عمرو أتم .أهـ
ولم يذكر في كتب الحديث ؛ لأنه من كلام أحد أئمة التاريخ في كتاب له ، وهو ابن يونس . والله أعلم .
بارك الله فيك شيخنا أبا مالك.
يبدو لي أيضًا أنه ابن يونس الصدفي المصري صاحب التاريخ، ويستأنس له بأن أبا ذر رضي الله عنه يعد ممن دخل مصر من الصحابة، فلعل الكلام المذكور أورده ابن يونس في أثناء ترجمته.
قال الإمام السيوطي في در السحابة فيمن دخل مصر من الصحابة:( وأورد ترجمة أبي ذر رضي الله عنه في باب الكنى)
" قد ألف الإمام محمد بن الربيع الجيزي في ذلك كتابا في مجلد، ذكر فيه مائة ونيفا وأربعين صحابيا، وقد فاته مثل ما ذكر أو أكثر، وقد ألفت في ذلك تأليفا لطيفا، استوعبت فيه ما ذكره، وزدت عليه ما فاته من تاريخ ابن عبد الحكم، وتاريخ ابن يونس وطبقات ابن سعد، وتجريد الذهبي، وغيرها؛ فزاد في العدة على ثلاثمائة؛ وها أنا أسوق كتابي المذكور برمته...."
والله تعالى أعلم.
جزاكم الله خيرا ، وبارك فيكم ، وزادكم علما وتواضعا .
شكر الله لكم جميعا .. وجزاكم كل خير
ولكن كيف أوثق لهذه الزيادة في بحثي
فقد ذكرت الحديث ووثقت له بتخريجه
ولكن هذه الزيادة استشكلت علي؟
بارك الله فيكم ، ونفع بكم .
يمكن أن يقال في التخريج : ابن يونس في تاريخ مصر ـ كما في الذخيرة للقرافي .
وزيادة على ما سبق : يمكن مراجعة تاريخ دمشق لابن عساكر ، فقد ترجم لأبي ذر ترجمة واسعة ، وهو ينقل عن ابن يونس ، ومما نقله قوله : قال ابن يونس : شهد فتح مصر واختط بها حدث عنه من أهل مصر عمرو بن العاص وأبو بصرة الغفاري ومعاوية بن حديج وذكر غيرهم ....
أحسن الله اليكم.. ونفع بكم .. وزادكم علما..
سؤال أخير وان كان خارج الموضوع:
ما معنى رواه مسلم معلقا؟
حيث أني أعلم أن الحديث المعلق هو: ما حُذف من أول اسناده واحد أو أكثر
ولكن احدى الأخوات قالت لي:
أنه يكتب رواه مسلم معلقا اذا لم يكن للحديث باب معنون؟
ما فهمت مقصدها؟ ولم أواجه حديث في مسلم ليس له باب .
فهلا وضحتم معنى (رواه مسلم معلقا)؟
بارك الله فيكم.
الله المستعان! والحمد لله أني لم أجزم أنا ولا الشيخ أبو مالك بكون المراد بابن يونس هو المصري. فإنه قال في أول المشاركة "لعله" وعلمها بالأزرق.
وابن يونس المذكور هو الإمام أبو بكر محمد بن عبد الله بن يونس التميمي الصقلي( ت451) وهومن أكبر علماء المالكية، وكتابه هو: "الجامع لمسائل المدونة وشرحها وذكر نظائرها وأمثالها".
حقق الجلد الأول ( من أول الكتاب إلى كتاب الصوم) الطالب: "إبراهيم شامي مطاعن شيبة".
وجاء في (ص 330) من الجلد المحقَق بعد ذكر الحديث: "فهذا نص بيّن في المقيم، لأن أبا ذر إنما انتقل للربذة للإقامة بها، وهوأقيس الأقوال" انتهى.
- أما الحديث المعلق فهو كما تفضلتم أنتم بذكره، وهوما حذف من مبتدإ إسناده راو أو أكثر.
والله تعالى أعلم.
أجزل الله لكم العطاء .. وبارك فيكم.. وجزاكم كل خير..
بارك الله فيكم ، لقد أفدتنا كثيرا ، نفع الله بكم .
وهو رابع أربعة اعتمد أقوالهم العلامة خليل في مختصره الشهير . وهم المازري وابن رشد واللخمي .