تقديم الأعمى على الأعرج والمريض

تقديم الأعمى على الأعرج والمريض

تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في قوله تعالى" ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ومن يتول يعذبه عذابا أليما".
وفي هذه الآية الكريمة ما يلي:
"أولا:هذه الآية الكريمة مبنية على الترخيص بعدم الجهاد ،وقد تم تقديم الأعمى على الأعرج على المريض بحسب الأهمية المعنوية نحو أداة النفي،لأن الرخصة أخص بالأعمى منهما ،لأن الأعمى لا يستطيع الجهاد ،وعذره مستمر ولو حضر القتال ، ولهذا تقدم ، أما الأعرج فيستطيع الجهاد راكبا ، وعذره مؤقت ، أما المريض فقد يشفى وينتهي عذره ولهذا تأخر عن أداة النفي .
ثانيا: تكرار كلمة الحرج بحسب الأهمية المعنوية ،لأن الأعذار مختلفة ، وكل واحد منهم يمثل حالة خاصة ،لاحظ معي كيف جمع الحالات المتشابهة في حرج واحد ،قال تعالى في سورة براءة‏:‏ ‏"‏ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا للّه ورسوله ما على المحسنين من سبيل واللّه غفور رحيم"فلم يكرر الحرج لعدم الأهمية المعنوية ،فالحالات متشابهة ،والجامع بينها عدم القدرة .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ،وأن الإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس.

بارك الله فيكم

وفيكم بارك الله وأحسن إليكم.