ردة أحد كُتَاب وحي النبي صلى الله عليه وسلم .. هل ثبت؟
قال بن رجب رحمه الله تعالى في رسالته " الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة " في مَعْرِض كلامه عن الأحرف السبعة وما حدث بسببها من الاختلاف :
وإذا كان عمر قد أنكر على هشام بن حكيم بن حزام على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في آية أشد الإنكار ، وأُبيُّ بن كعب حصل له بسبب اختلاف القرآن ما أخبر به عن نفسه من الشك ، وبعض من كان يكتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم ممن لم يرسخ الإيمان في قلبه اترد بسبب ذلك ، حتى مات مرتداً . اهـ
السؤال : أين ورد هذا الخبر ؟ وهل ثبت ؟
وسؤالٌ آخر : أين أجد كلام أبيّ الذي أخبر به عن نفسه رضي الله عنه ؟
رد: ردة أحد كُتَاب وحي النبي صلى الله عليه وسلم .. هل ثبت؟
الصحيح أنه لم يمت مرتدا، بل إرتد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دخل في الإسلام بعد فتح مكة.
وهو أخو عثمان بن عفان رضي الله عنه من الرضاعة، وقد استعمله رضي الله عنه على مصر، وقتل عثمان وهو عليها.
رد: ردة أحد كُتَاب وحي النبي صلى الله عليه وسلم .. هل ثبت؟
لعله يشير إلى ما أخرجه الإمام مسلم (2781) عن أنس بن مالك قال: كان منا رجل من بني النجار قد قرأ البقرة وآل عمران وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق هاربا حتى لحق بأهل الكتاب قال فرفعوه قالوا هذا قد كان يكتب لمحمد فأعجبوا به فما لبث أن قصم الله عنقه فيهم فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها ثم عادوا فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها ثم عادوا فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها فتركوه منبوذا.
رد: ردة أحد كُتَاب وحي النبي صلى الله عليه وسلم .. هل ثبت؟
فتح الله عليك يا شيخ (عبد الله) فعلا ما قصد إلا هو، وقد ورد المطلوب مصرحا به عند:
1) الإمام أحمد بن حنبل في (المسند ج3/ص120) من رواية أنس رضي الله عنه بلفظ:
أن رجلا كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد كان قرأ البقرة وآل عمران، وكان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا؛ يعني عظم، فكان النبي عليه الصلاة والسلام يملي عليه غفورا رحيما، فيكتب عليما حكيما، فيقول له النبي عليه الصلاة والسلام: اكتب كذا وكذا، اكتب كيف شئت، ويملي عليه عليما حكيما؛ فيقول: اكتب سميعا بصيرا، فيقول: اكتب؛ اكتب كيف شئت، فارتد ذلك الرجل عن الإسلام، فلحق بالمشركين وقال: أنا أعلمكم بمحمد إن كنت لأكتب ما شئت، فمات ذلك الرجل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الأرض لم تقبله"، وقال أنس: فحدثني أبو طلحة: أنه أتى الأرض التي مات فيها ذلك الرجل فوجده منبوذا، فقال أبو طلحة: ما شأن هذا الرجل؟ قالوا: قد دفناه مرارا فلم تقبله الأرض.
2) الإمام الأصبهاني في (دلائل النبوة ص52) بلفظ:
أن رجلا كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان قد قرأ البقرة وآل عمران، وكان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران عد فينا، قال: فكان النبي صلى الله عليه وسلم يملي عليه: غفورا رحيما؛ فيكتب عليما حكيما، فيقول للنبي صلى الله عليه وسلم: أكتب كذا وكذا، فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: اكتب كيف شئت، ويملي عليه: عليما حكيما، فيقول: أكتب سميعا بصيرا، فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: اكتب فهو كذلك، قال: فارتد عن الإسلام ولحق بالمشركين، فقال: أنا أعلمكم بمحمد إن كان ليقول: اكتب ما شئت، فمات فقال: إن الأرض لن تقبله، قال أنس: فأخبرني أبو طلحة: أنه أتى الأرض التي مات فيها فوجده منبوذا، فقال أبو طلحة: ما شأن هذا الرجل؟ قالوا: قد دفناه فلم تقبله الأرض.
قال الإمام الأصبهاني رحمه الله: كذا في كتابي (عد فينا) والمحفوظ (جد فينا) أي عظم في نفوسنا وقلوبنا، وقوله: (منبوذا) أي مطروحا على وجه الأرض، وقوله: (اكتب كيف شئت) يعني اكتب هذه الكلمة كيف شئت؛ إن شئت غفورا رحيما وإن شئت عليما حكيما فقد نزل جبريل عليه السلام بهما جميعا.
3) الإمام البيهقي في (السنن الصغرى ص568) بلفظ:
أن رجلا كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم وكان قد قرأ البقرة وآل عمران، وكان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فيهما، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يملي عليه: غفورا رحيما، فيقول: أكتب عليما حكيما؟، فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: اكتب كيف شئت، ويملى عليه: عليما حكيما، فيقول: أكتب سميعا بصيرا؟ فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: اكتب كيف شئت، قال: فارتد ذلك الرجل عن الإسلام ولحق بالمشركين، وقال: أنا أعلمكم لمحمد؛ إن كنت لأكتب كيف شئت، فمات ذلك الرجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الأرض لا تقبله، قال أنس فحدثني أبو طلحة: أنه أتى الأرض التي مات فيها فوجده منبوذا، فقال أبو طلحة: ما شأن هذا الرجل؟ قالوا: دفناه مرارا فلم تقبله الأرض.
قال الإمام البيهقي: ويحتمل أنه إنما جاز قراءة بعضها بدل بعض لأن كل ذلك منزل، فإذا أبدل بعضها ببعض فكأنه قرأ من ههنا ومن ههنا وكلٌ قرآن، وأطلق للكاتب كتابة ما شاء من ذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض عليه القرآن في كل عام مرة، فلما كان العام الذي قبض فيه عرض عليه مرتين، فكان الاعتبار بما يقع عليه القراء عند إكمال الدين وتناهى الفرائض، فكان لا يبالي بما يكتب قبل العرض من اسم من أسماء الله مكان اسم، فلما استقرت القراءة على ما اجتمعت عليه الصحابة وأثبتوه في المصاحف على اللغات التي قرءوه عليها صار ذلك إماما يقتدى به لا يجوز مفارقته بالقصد؛ إلا أن يزل الحفظ فيبدل اسما باسم من غير قصد فلا يحرج ذلك إن شاء الله تعالى.
كما أخرجه أيضا في (إثبات عذاب القبر ص56) حديث (54).
فبان أن الحديث الذي ذكرته أنا في أول المشاركة حادثة أخرى ليست المقصودة بالسؤال.
رد: ردة أحد كُتَاب وحي النبي صلى الله عليه وسلم .. هل ثبت؟
دُمْتَ مُوَفَّقًا بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى
رد: ردة أحد كُتَاب وحي النبي صلى الله عليه وسلم .. هل ثبت؟
رد: ردة أحد كُتَاب وحي النبي صلى الله عليه وسلم .. هل ثبت؟
ويضاف على جواب السؤال الأول :
وأخرج ابن المنذر في الأوسط ( من اسمه علي) :
حدثنا أبو طالب الكاتب علي بن محمد بن محمد ، ثنا أحمد بن يحيى السوسي ، ثنا علي بن عاصم ، ثنا داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، « أن رجلا كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فارتد عن الإسلام، فلحق بالمشركين، فنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم {كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم} الآية، فكتب بها قومه إليه فلما قرئ عليه قال: والله ما كذبني قومي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق الثلاثة، فرجع إلى قومه تائبا، فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلى سبيله صلى الله عليه وسلم» . وإسناده يحتاج إلى دراسة .
رد: ردة أحد كُتَاب وحي النبي صلى الله عليه وسلم .. هل ثبت؟
جزيتم خيراً جميعاً ، وأشكركم على هذا التوضيح
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو بكر العروي
بارك الله فيكما،
يروى في سبب ردة عبد الله بن أبي سرح (وهو الرجل الذي أبهمه أخونا التميمي حفظه الله في مشاركته الأولى) نفس ما يُروى للرجل النجاري الذي في حديث مسلم.
لعلك أخي الكريم تقصد مشاركة أخونا التميمي الثانية ؟ لأنه قد صرح في مشاركته الأولى بأن صاحب القصة هو أخو عثمان بن عفان رضي الله عنه ،
ولعل عبدالله بن أبي السرح هذا يكون هو النجَّاري نفسه، فتكون القصة قصة رجل واحد ؟ أكذلك يا إخوة أم أنهما رجلان ؟
رد: ردة أحد كُتَاب وحي النبي صلى الله عليه وسلم .. هل ثبت؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي
الصحيح أنه لم يمت مرتدا، بل إرتد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دخل في الإسلام بعد فتح مكة.
وهو أخو عثمان بن عفان رضي الله عنه من الرضاعة، وقد استعمله رضي الله عنه على مصر، وقتل عثمان وهو عليها.
رفع الله قدرك .. أخو عثمان بن عفان رضي الله عنه كان من كُتَّاب الوحي ؟
رد: ردة أحد كُتَاب وحي النبي صلى الله عليه وسلم .. هل ثبت؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضيدان عبدالرحمن السعيد
ويضاف على جواب السؤال الأول :
وأخرج ابن المنذر في الأوسط ( من اسمه علي) :
حدثنا أبو طالب الكاتب علي بن محمد بن محمد ، ثنا أحمد بن يحيى السوسي ، ثنا علي بن عاصم ، ثنا داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، « أن رجلا كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فارتد عن الإسلام، فلحق بالمشركين، فنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم {كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم} الآية، فكتب بها قومه إليه فلما قرئ عليه قال: والله ما كذبني قومي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق الثلاثة، فرجع إلى قومه تائبا، فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلى سبيله صلى الله عليه وسلم» . وإسناده يحتاج إلى دراسة .
جزاك الله خير .. لكن لعل الذي قصده ابن رجب هو النجَّاري الذي ذكر خبره الإخوة ، إذ أن هذا - كما نقلتَ - تاب ولم يمت مرتداً .
رد: ردة أحد كُتَاب وحي النبي صلى الله عليه وسلم .. هل ثبت؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الورقات
جزيتم خيراً جميعاً ، وأشكركم على هذا التوضيح
لعلك أخي الكريم تقصد مشاركة أخونا التميمي الثانية ؟ لأنه قد صرح في مشاركته الأولى بأن صاحب القصة هو أخو عثمان بن عفان رضي الله عنه ،
ولعل عبدالله بن أبي السرح هذا يكون هو النجَّاري نفسه، فتكون القصة قصة رجل واحد ؟ أكذلك يا إخوة أم أنهما رجلان ؟
وفقك الله...
بل هي مشاركته الأولى بارك الله فيك.
وعبد الله بن أبي سرح من بني عامر بن لؤي، فهو قرشي وأخو عثمان بن عفان من الرضاعة.
وليس هو النجاري الخزرجي كما ترى، وقد تاب وحسن إسلامه وهو صاحب فتوح إفريقية وتوفي بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمدة وقيل إنه توفي عند تسليمه في صلاة الصبح رضي الله عنه. أما النجاري، فالظاهر أنه هلك في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقول أنس رضي الله :" فما لبث أن قصم الله عنقه" .
والله الموفق.
رد: ردة أحد كُتَاب وحي النبي صلى الله عليه وسلم .. هل ثبت؟
إي نعم ، عذراً الخطأ مني ، غفلتُ عن قول الأخ التميمي حفظه الله " أخوه من الرضاعة " فظننته من بني عفان ،
وفقك الله وبارك الله فيك ، أشكرك على توضيحك وردك
رد: ردة أحد كُتَاب وحي النبي صلى الله عليه وسلم .. هل ثبت؟
قال أبو الليث السمرقندي في تفسيره :روى أبو صالح عن عبد الله بن عباس قال: كان عبد الله بن سعيد بن أبي سرح يكتب هذه الآيات للنبي صلّى الله عليه وسلّم، فلما انتهى إلى قوله: ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ، عجب من تفضل الإنسان، أي من تفضيل خلق الإنسان فقال: فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «اكتب هكذا أُنْزِلَتْ» فشك عند ذلك، وقال: لئن كان محمد صادقاً فيما يقول إنه يوحى إليه، فقد أوحي إلي كما أوحي إليه، ولئن قال من ذات نفسه، فلقد قلت مثل ما قال. فكفر بالله تعالى.
فما صحة هذه الرواية ؟
رد: ردة أحد كُتَاب وحي النبي صلى الله عليه وسلم .. هل ثبت؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام الخلقي
قال أبو الليث السمرقندي في تفسيره :روى أبو صالح عن عبد الله بن عباس قال: كان عبد الله بن سعيد بن أبي سرح يكتب هذه الآيات للنبي صلّى الله عليه وسلّم، فلما انتهى إلى قوله: ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ، عجب من تفضل الإنسان، أي من تفضيل خلق الإنسان فقال: فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «اكتب هكذا أُنْزِلَتْ» فشك عند ذلك، وقال: لئن كان محمد صادقاً فيما يقول إنه يوحى إليه، فقد أوحي إلي كما أوحي إليه، ولئن قال من ذات نفسه، فلقد قلت مثل ما قال. فكفر بالله تعالى.
فما صحة هذه الرواية ؟
عزاه فخر الدين الرازي في تفسيره (26/276) إلى الكلبي والكلبي متروك فلا يصحُّ الخبر.
وأنكر هذه القصة الكرماني وقال:
وقيل: في هذه الحكاية نظر، لأن ارتداده كان بالمدينة، والسورة مكية. [غرائب التفسير (2/773) للكرماني]
قلتُ: ذكره المظهري في تفسيره (6/372) فقال:
" ولا يتصور أن يكون هذا سببا لارتداده لأن ارتداده كان بالمدينة وهذه السورة مكية والله أعلم ". اهـ.
وقد وردت له شواهد منها:
- أخرج ابن أبي حاتم الراوي في تفسيره (5/1738) فقال:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ الإِسْكَنْدَرَا نِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا مُحَمَّدٌ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: " {وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ}،
قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ ، كَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْوَحْيَ، فَنَافَقَ، فَلَحِقَ بِالْمُشْرِكِين َ بِمَكَّةَ، وَقَالَ: وَاللَّهِ أَنْ كَانَ مُحَمَّدٌ لا يَكْتُبُ إِلا مَا شِئْتُ، فَسَمِعَ بِذَلِكَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، حَلَفَ لإِنْ أَمْكَنَهُ اللَّهُ مِنْهُ لَيَضْرِبَهُ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ، جَاءَ بِهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَكَانَتْ بَيْنَهُمَا رَضَاعَةٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا عَبْدُ اللَّهِ قَدْ أَقْبَلَ نَادِمًا فَأَعْرَضَ عَنْهُ، وأَقْبَلَ الأَنْصَارِيُّ مَعَهُ سَيْفٌ، فَأَطَافَ بِهِ، ثُمَّ مَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ لِيُبَايعَهُ، وَقَالَ لِلأَنْصَارِيِّ : لَقَدْ تَلَوَّمْتُ بِهِ الْيَوْمَ، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: فَهَلا أَوْمَضْتَ؟ قَالَ: لا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ يُومِضَ ". اهـ.
وهذا إسناد مرسل، فيه سعيد بن بشير ضعيف.
وأخرج أيضًا (4/1436) فقال:
حَدَّثَنَا أَبِي ثنا ابْنُ نُفَيْلٍ الْحَرَّانِيُّ ثنا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ معان رِفَاعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا خَلَفٍ الأَعْمَى قَالَ:
كَانَ ابْنُ أَبِي سَرْحٍ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيَ، فَأَتَى أَهْلَ مَكَّةَ فَقَالُوا: يَا ابْنَ أَبِي السَّرْحِ، كَيْفَ كَتَبْتَ لابْنِ أَبِي كَبْشَةَ الْقُرْآنَ؟
قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ كَيْفَ شِئْتُ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ". اهـ.
وهذا إسناد ضعيف مرسل، فيه أبو خلف الأعمى متهم بالكذب، وقد روي عنه متصلًا ولا يصحُّ.
والصواب في أمر عبد الله بن أبي السرح أنه زل.
أخرج الحاكم وغيره في المستدرك وصححه (2/357) من طريق إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا،
فِي قَوْلِهِ غز وجل: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ}، وَقَالَ فِي سُورَةِ النَّحْلِ: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ}، وَقَالَ فِي قَوْلِهِ عز وجل: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا}، قَالَ:
" هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ أَوْ غَيْرُهُ الَّذِي كَانَ وَالِيًا بِمِصْرَ، يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَزَلَّ فَلَحِقَ بِالْكُفَّارِ، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ " أَنْ يُقْتَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ "، فَاسْتَجَارَ لَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَأَجَارَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ". اهـ.
والله أعلم.