الدعاء المستجاب يوم الجمعة ما مدى صحته
عن عبد الله بن عمرو قال من كانت له إلى الله حاجة فليصم الأربعاء والخميس والجمعة فإذا كان يوم الجمعة تطهر وراح إلى المسجد فتصدق بصدقة قلت أو كثرت فإذا صلى الجمعة قال اللهم إني أسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم الذي ملأت عظمته السماوات والأرض الذي عنت له الوجوه وخشعت له الأصوات ووجلت القلوب من خشيته أن تصلي على محمد وأن تعطيني حاجتي وهي كذا وكذا فإنه يستجاب له إن شاء الله تعالى
قال وكان يقال لا تعلموه سفهاءكم لئلا يدعوا به في مأثم أو قطيعة رحم
رد: الدعاء المستجاب يوم الجمعة ما مدى صحته
أخرجه الأصبهاني في الترغيب (1267) وأبو موسى المديني كما في جلاء الأفهام (رقم 104) من طريق محمد بن أبي العوام ، عن أبيه ، حدثنا إبراهيم بن سليمان أبو إسماعيل المؤدب ، عن سعيد بن معروف ، عن عمرو بن قيس ـ أو ابن أبي قيس ـ عن أبي الجوزاء ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : من كانت له إلى الله حاجة فليصم الأربعاء --- فذكره موقوفاً
وإسناده ضعيف جداً مسلسل بالضعفاء والمجاهيل
مع نكارة في متنه !
رد: الدعاء المستجاب يوم الجمعة ما مدى صحته
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ ثم أما بعد...
أقول: هذا الأثر لا يعرف إلا من طريق محمد بن أحمد بن يزيد الرياحي، عن أبيه أحمد بن يزيد الرياحي، عن إبراهيم بن سليمان بن رزين، عن سعيد بن معروف، عن عمرو بن قيس، عن أبي الجوزاء، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
· وإليك تعريف شافٍ كافٍ بإذن الله لرجال السند:
- [محمد بن أحمد بن يزيد بن أبي العوام الرياحي التميمي]: المحدث الإمام، قال الدارقطني: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات؛ وقال: ربما أخطأ، وقال عبد الله بن الإمام أحمد: صدوق ما علمت منه إلا خيرا.
- [أحمد بن يزيد بن أبي العوام الرياحي التميمي]: الثقة الصدوق، كان يستملي على إسماعيل بن علية.
- [إبراهيم بن سليمان بن رزين التميمي]: قال الإمام أحمد وابن معين والنسائي: ليس به بأس، ووثقه العجلي وابن حبان والدارقطني وابن معين في رواية؛ وزاد: صحيح الكتاب كتبت عنه، وقال ابن خراش: كان صدوقاً، وقال ابن عدي: هو عندي حسن الحديث، وله أحاديث كثيرة غرائب حسان تدل على أنه من أهل الصدق وهو ممن يكتب حديثه. وقال أبو داود: ثقة؛ رأيت أحمد بن حنبل يكتب أحاديثه بنزول، وقال ابن حجر: صدوق يغرب.
ولا عبرة بما نقل عن ابن معين والدارقطني والأزدي من تضعيفه، وكأنه المقصود غيره، فقد أخذ هذه الروايات من أخذها من عند الخطيب في تاريخه تحت ترجمة أخرى وكأنه اختلف عليه. فتنبه
- [سعيد بن معروف بن رافع بن خديج]: لم أقف على من جرحه أو لمزه إلا ما وقفت عليه من تجريح الأزدي المتشدد؛ حيث قال فيه _ لما ساق له عن أبيه عن جده حديثاً مرفوعاً مما يرويه عنه أبان بن المحبر _: لا تقوم به حجة، وقد عقب الإمام الذهبي على هذا الكلام بقوله: أبان متروك فالعهدة عليه، ووافقه الإمام ابن حجر ولم يتعرضا لسعيد. فتأمل
ويبقى على الصحيح فيه = مقبول.
- [عمرو بن قيس الملائي]: مجمع على ثقته وفضله، ونقل من وثقه يطول.. وليس هو ابن أبي قيس، فالطبقة غير الطبقة. فتنبه
وقد أخرج الحديث خمسة من الرواة كلهم قال عمرو بن قيس بلا شك.
- [أوس بن عبد الله بن خالد الربعي البصري]: الثقة العابد الفاضل، وسماعه من عبد الله بن عمرو رضي الله عنه صحيح ثابت، قال أبو حاتم وأبو زرعة والعجلي وابن حبان: ثقة، زاد ابن حبان بسنده عن عمرو بن مالك: لم يكذب قط، وقال ابن عدي: أحاديثه مستقيمة مستغنية عن أذكر منها شيئاً،
وقد وهم وهماً شديداً من جعل قول الإمام البخاري رحمه الله: في إسناده نظر = أنه عائد على رواية أوسٍ رحمه الله عامة، بل المراد الرواية التي سبقت هذا الكلام من الإمام في كتابه التاريخ من روايته عن ابن عباس وعائشة رضي الله عنهما من طريق البكري ليس غيرها، كيف وقد أخرج له البخاري حديثاً. فتنبه
ووهم وأخطأ أيضاً من جعله أوس بن أبي أوس الآخر. فتنبه أخرى
وحقيقة لا أعرف من أين أصبح الإسناد ضعيفاً جداً ومسلسلاً بالضعفاء والمجاهيل!!!
وليس هناك نكارة ولا ما يحزنون، ويبقى الأثر تجربة شخصية _ إن ثبت _ لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.. فليس حديثاً مأخوذاً، ولا سنةً متبعة. فتأمل
وتبقى الأعمال الواردة في الأثر لمن طبقها = كبيرة من جهة العبادة والخضوع، مع اختيار يوم الجمعة لطلب الدعاء والحاجة، وبإذن الله لن يضيع الله سبحانه وتعالى دعاء ورجاء من فعل هذا مخلصاً له.
والأثر لم يتابع عليه.. ويبقى من المفاريد التي يجوز العمل بها تقرباً إلى الله لا على وجه السنية والتشريع الثابت.